زلزال سياسي في فرنسا بعد اقتراب اليمين المتطرف من الحكم
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الناخبين في بلاده الى تحالفٍ كبير في مواجهة التطرف، بينما دعا رئيس الوزراء غابريال أتال إلى منع أقصى اليمين من الهيمنة على البرلمان بعد تصدره الجولة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية وبات قريبا من الوصول إلى الحكومة لأول مرة في تاريخ البلاد، التي شهدت مظاهرات احتجاجية على صعوده.
وقال ماكرون في تصريح مكتوب وزع على وسائل الإعلام مساء أمس" في مواجهة التجمع الوطني، إنه الآن وقت تحالف واسع يكون بوضوح ديموقراطيا وجمهوريا في الدورة الثانية".
وأشاد ماكرون بالمشاركة الكبيرة في الدورة الأولى من الانتخابات معتبرا أنها " تُظهر أهمية هذا الاقتراع بالنسبة إلى جميع مواطنينا وإرادة توضيح الوضع السياسي"، مضيفا أن "خيارهم الديموقراطي يلزمنا". وذلك بعدما جمع رؤساء أحزاب يمين الوسط الذين يحكم معهم منذ 2017.
من جهته ناشد رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال الناخبين "عدم إعطاء اليمين المتطرّف ولو صوتا واحدا في الجولة الثانية من الانتخابات العامة" المقررة الأحد المقبل.
وقال أتال إن "اليمين المتطرف على أبواب السلطة و قد يحقق غالبية مطلقة. مضيفا "هدفنا واضح: منع حزب التجمع الوطني من الفوز في الجولة الثانية. ويجب ألا يذهب أي صوت إلى حزب التجمع الوطني".
أما زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان فأكدت أن "معسكر ماكرون تم محوه عمليا"، معلنة إعادة انتخابها من الدورة الأولى في دائرتها با-دو-كاليه بشمال البلاد.
ورفض حزب الجمهوريين (يمين محافظ) الذي حصل على نحو 10% من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية بحسب أولى التقديرات، دعوة ناخبيه إلى التصويت ضد التجمع الوطني اليميني المتطرف في الدورة الثانية.
وقالت قيادة الحزب في بيان "حيث لن نكون موجودين في الدورة الثانية، وبالنظر إلى أن الناخبين أحرار في خيارهم، لن نُصدر تعليمات وطنية، وسنترك الفرنسيين يعبرون استنادا إلى ضمائرهم".واعتبر النائب الأوروبي عن الجمهوريين فرنسوا كزافييه بيلامي أن "الخطر الذي يهدّد بلادنا اليوم هو اليسار المتطرّف".
وفي معسكر اليسار، أعلن المدافعون عن البيئة والاشتراكيون والشيوعيون أنهم سينسحبون إذا كان ثمة مرشح آخر في موقع أفضل للحؤول دون فوز التجمع الوطني. كما اعلن رئيس كتلة اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون انسحاب مرشحي اليسار الذين احتلوا المركز الثالث امس.
ورأى ميلانشون زعيم حزب "فرنسا الأبية" أن نتائج الانتخابات تشكل "هزيمة ثقيلة لا تقبل الجدل للرئيس ماكرون"، وقال "التزاما بمبادئنا ومواقفنا الثابتة في كل الانتخابات السابقة نسحب ترشيحنا لأننا لم نحتل سوى المرتبة الثالثة".
وبينما قال إن الجولة الثانية من الانتخابات ستقود إما إلى انقسام المجتمع، أو تكريس التعاون والمصلحة العامة ، حذر النائب في البرلمان الأوروبي عن اليسار رافاييل غلوكسمان من صعود اليمين قائلا "أمامنا سبعة أيام لتجنيب فرنسا كارثة".
رجال الإطفاء يتدخلون لإخماد حريق بعد أن أطلق المتظاهرون الألعاب النارية على الشرطة وأشعلوا بعض الحرائق خلال مظاهرة في باريس (الأناضول) مظاهراتوفي اطار ردود الفعل الشعبية خرج آلاف الأشخاص في فرنسا إلى الشوارع أمس للتظاهر ضد صعود اليمين المتطرف في أعقاب الأداء القوي لحزب التجمع الوطني في الجولة الأولي من الانتخابات البرلمانية.
واحتشد الناس في باريس والعديد من المدن الأخرى للاحتجاج ضد حزب مارين لوبان والتحول نحو اليمين في فرنسا. وشعدت ساحة الجمهورية بالعاصمة تجمعا احتجاجيا حاشدا بعد دعوة للتظاهر من قبل التحالف اليساري الجديد. وشارك في الاحتجاج أيضا سياسيون يساريون بارزون.
كما جرت مسيرات احتجاجية في نانت وديجون وليل ومرسيليا. ووفقا لتقارير إعلامية، اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في ليون، ثالث أكبر مدن فرنسا. وأقيمت حواجز وتعرض ضباط شرطة للضرب بالزجاجات والألعاب النارية.
مارين لوبان : معسكر ماكرون تم محوه عمليا (الأوروبية)نتائج ومخاوف
وطبقا للنتائج الأولية تصدر أقصى اليمين في فرنسا، ممثلاً في حزب التجمعِ الوطني النتيجة الأوليةَ في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت أمسل على مستوى البلاد، وحصل الحزب على 33 % من الأصوات متبوعا بالجبهة الشعبية الجديدة الممثلة ِلتيار اليسار بحصولها على 28% ، بينما لم يحصلْ معسكرُ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سوى على22% .
ومع إحرازه أفضل نتيجة في تاريخه في الدورة الأولى من انتخابات تشريعية، لدى التجمع الوطني أمل كبير بالحصول على غالبية نسبية أو مطلقة في السابع من يوليو/تموز الجاري.التي ستحدد عدد المقاعد التي ستحصل عليها الكتل في الجمعية الوطنية.
وفي حال بات رئيسه جوردان بارديلا رئيسا للوزراء، ستكون المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية تحكم فيها حكومة منبثقة من اليمين المتطرف فرنسا. لكن رئيس التجمع الوطني سبق أن أعلن أنه لن يقبل بهذا المنصب إلا إذا نال حزبه الغالبية المطلقة.
وكرر بارديلا أمس بعد صدور أولى التقديرات أنه يريد أن يكون "رئيسا للوزراء لجميع الفرنسيين"، مشددا على أن "الشعب الفرنسي أصدر حكما واضحا".
وسيفضي الأمر إلى تعايش غير مسبوق بين ماكرون، الرئيس الحامل للمشروع الأوروبي، وحكومة أكثر عداء للاتحاد الأوروبي. الأمر الذي سيضعف سلطة الرئيس ويجعل أمر السياسةِ الوطنية في يد رئيس الحكومة أكثرَ منها في يد رئيس الدولة في أغلب الملفات.ـ حسب ما يرى المراقبون ـ .
والسيناريو الثاني الممكن هو جمعية وطنية متعثرة من دون إمكان نسج تحالفات في ظل استقطاب كبير بين الأطراف، الأمر الذي يهدد بإغراق فرنسا في المجهول.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الیمین المتطرف التجمع الوطنی الدورة الأولى من الانتخابات فی الدورة الأولى من فی الجولة فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
مادورو يؤدي اليمين رئيسا لفنزويلا لولاية ثالثة والمعارضة تندد
أدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجمعة اليمين الدستورية رئيسا للبلاد لولاية ثالثة مدتها ست سنوات، وسارعت المعارضة للتنديد بتنصيب مادورو رئيسا واتهمته بتنفيذ انقلاب، وسط دعوات دولية له بالتنحي.
وقال مادورو في خطاب أمام الجمعية الوطنية خلال حفل تنصيبه "أقسم أن هذه الفترة الرئاسية الجديدة ستكون فترة السلام والرخاء والمساواة والديموقراطية الجديدة".
وبعد أن وضع حول عنقه وشاح الرئاسة، أضاف مادورو “قولوا ما تشاؤون، لكن هذا التنصيب الدستوري تم رغم كل شيء وهو انتصار كبير للديموقراطية الفنزويلية”.
وأغلقت قوات الأمن المنطقة المحيطة بمقر الجمعية الوطنية في وسط العاصمة كاراكاس، فيما بث التلفزيون الرسمي صورا لمئات من أنصار مادورو وهم يتظاهرون في الشوارع.
كما أغلقت الحكومة الحدود مع كولومبيا فجر الجمعة، مشيرة إلى “مؤامرة دولية تهدف إلى زعزعة سلام الفنزويليين”.
غونزاليس أوروتيا IH[L مادورو، وقال إنه "توّج نفسه ديكتاتورا" (الأوروبية) رد المعارضةوهاجم المرشح الرئاسي للمعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس أوروتيا الرئيس مادورو، وقال إنه "توّج نفسه ديكتاتورا" في حفل تنصيبه الجمعة.
وأضاف غونزاليس أوروتيا – الذي يدعي الفوز في الانتخابات التي جرت في يوليو/ تموز الماضي- في شريط فيديو "اليوم في كراكاس، انتهك مادورو الدستور والإرادة السيادية للشعب الفنزويلي التي تم التعبير عنها في تلك الانتخابات. إنه ينفّذ انقلابا ويتوّج نفسه ديكتاتورا". ودعا المعارض الفنزويلي الجيش إلى "عصيان الأوامر غير القانونية" الصادرة عن السلطات.
إعلانويؤكد مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا أنه فاز في الانتخابات، وشدد مجددا الخميس في جمهورية الدومينيكان على أنه “الرئيس المنتخب”.
وكان غونزاليس أوروتيا الذي لجأ إلى إسبانيا والموجود حاليا في جمهورية الدومينيكان تطرق في وقت سابق إلى احتمال عودته إلى فنزويلا لأداء القسم الرئاسي.
ماتشادو استبعدت الجمعة أي عودة فورية لغونزاليس أوروتيا إلى فنزويلا (رويترز)لكن زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو استبعدت الجمعة أي عودة فورية لغونزاليس أوروتيا إلى فنزويلا .
وقالت ماتشادو في تسجيل فيديو نشر على شبكات التواصل الاجتماعي بُعيد تنصيب مادورو رئيسا لولاية ثالثة، إن غونزاليس أوروتيا "سيأتي إلى فنزويلا لأداء القسَم رئيسا دستوريا لفنزويلا في الوقت المناسب، عندما تكون الظروف مناسبة. ليس هذا الوقت المناسب لعودة إدموندو إلى فنزويلا".
وأضافت ماتشادو إن "النظام فعّل كامل منظومة الدفاع الجوي"، وإنها طلبت من غونزاليس أوروتيا عدم العودة إلى فنزويلا "لأن سلامته الجسدية ضرورية لإلحاق الهزيمة النهائية بالنظام والانتقال إلى الديموقراطية التي باتت قريبة جدا.
وندّدت ماتشادو بتنصيب مادورو، معتبرة أنه يشكل إمعانا في انقلاب يشهده "الفنزويليون والعالم بأسره"، ولافتة إلى أنه لم "يضع الوشاح الرئاسي حول رقبته بل حول كاحله كسوار إلكتروني".
وتحدثت زعيمة المعارضة أيضا عن اعتقالها وإطلاق سراحها الخميس في نهاية تظاهرة مناهضة لمادورو، مؤكدة أنها "بخير" على الرغم من "الألم والكدمات".
وقالت إنها ألقي القبض عليها ثم أفرج عنها، معتبرة أن ارتباك الشرطة كان بسبب "الانقسام".
ونفت الحكومة اعتقال ماتشادو، مشددة على أن الأمر "اختلاق وكذب".
ترامب قال إن فنزويلا يحكمها دكتاتور (رويترز) تنديد غربيوندّدت الولايات المتحدة بـ”مهزلة” تنصيب مادورو، وفرضت عقوبات جديدة على كراكاس رافعة المكافأة مقابل الإدلاء بأي معلومات تؤدي إلى محاكمة الرئيس الفنزويلي إلى 25 مليون دولار.
إعلانوقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إن فنزويلا يحكمها دكتاتور.
ووصفت لندن مادورو بأنه “غير شرعي” وفرضت عقوبات على 15 شخصية بارزة في إدارته.
بدورها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كايا كالاس أن مادورو “لا يتمتع باي شرعية ديموقراطية”.
وأضافت كالاس في بيان باسم دول الاتحاد ال27 أن “الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب من يدافعون عن القيم الديموقراطية في فنزويلا”.
يأتي التنصيب غداة يوم من احتجاجات المعارضة ضد فوز الزعيم الاشتراكي البالغ 62 عاما في الانتخابات، التي أعقبتها اضطرابات دامية واعتقال الآلاف.
وفي المقابل، اتهمت الحكومة مرارا المعارضة بالتآمر مع حكومات وهيئات أجنبية، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، لارتكاب أعمال تخريب وإرهاب.
وذكرت الحكومة هذا الأسبوع أنها اعتقلت سبعة "مرتزقة"، من بينهم مسؤول كبير في مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي ومسؤول عسكري أميركي.
وقال مادورو يوم الأربعاء إن أول قراراته في ولايته الجديدة سيكون الدعوة إلى إصلاح دستوري، لكنه لم يقدم أي تفاصيل.
وأعلنت مفوضية الانتخابات في فنزويلا والمحكمة العليا فوز مادورو، الذي يتولى الرئاسة منذ عام 2013، بالانتخابات.
وقالت المعارضة الفنزويلية إن نتائج فرز الأصوات على مستوى صناديق الاقتراع أظهرت فوزا ساحقا لمرشحها إدموندو غونزاليس الذي اعترفت به عدد من الحكومات، منها الولايات المتحدة، رئيسا منتخبا.
وقال مراقبو الانتخابات الدوليون إن الانتخابات لم تكن نزيهة.
وفر غونزاليس إلى إسبانيا في سبتمبر/ أيلول، واختبأت حليفته ماريا كورينا ماتشادو في فنزويلا واُعتقلت شخصيات معارضة بارزة ومحتجون.
وقالت الحكومة التي اتهمت المعارضة بتدبير مؤامرات فاشية ضدها، إن غونزاليس سيعتقل إذا عاد، وعرضت مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى القبض عليه.
إعلان