أكدت مجلة إيكونوميست أن الهجوم الأوكراني المضاد، لم يحقق مكاسب ضخمة حتى الآن، إلا أنه في طريقه نحو تحقيق الغرض منه، لو استمرت كييف في تحقيق نجاحات.

وبعد بداية سيئة للهجوم الذي انطلق قبل أكثر من شهرين، استخدمت أوكرانيا القوة النارية بعيدة المدى لتعطيل خطوط الإمداد الروسية وتدمير مراكزها اللوجستية ومراكز القيادة.

واستُكملت هذه العمليات مؤخرا بتنفيذ ضربات على نطاق صغير بمسيرات على موسكو، واستخدام المسيرات البحرية للهجوم على سفن روسية في البحر الأسود.

وضربت طائرة أوكرانية من دون طيار ،محملة بالمتفجرات ناقلة نفط روسية قبالة الساحل الشرقي لشبه جزيرة القرم، في ساعة مبكرة من صباح السبت، وذلك في ضربة هي الثانية على سفينة تابعة لروسيا في البحر خلال يومين، مما يشير لتحول "البحر الأسود" لمنطقة حرب، حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

وقال مسؤولان عينتهما موسكو والقوات المسلحة الأوكرانية إن كييف قصفت جسر تشونهار، الذي يربط بين البر الرئيسي لأوكرانيا وشبه جزيرة القرم، وجسرا أصغر يربط بلدة هينيتشيسك بالساحل الشمالي الشرقي لشبه الجزيرة، الأحد، مما ألحق أضرارا بالجسرين.

وتقول إيكونوميسيت إن استخدام الطائرات من دون طيار ضد أهداف موسكو له قيمة نفسية أكثر منها عسكرية، إذ يهدف إلى إيصال رسالة إلى سكان موسكو بأنهم ليسوا محصنين من الصراع، وأن قادته يواجهون صعوبات في درء التهديدات العابرة للحدود.

وقال رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، إن الدفاعات الجوية "دمرت طائرة مسيرة معادية" لدى اقترابها من العاصمة الروسية، الأحد.

وذكرت "وكالة تاس" الرسمية الروسية للأنباء أن مطار فنوكوفو في موسكو علق الرحلات الجوية، الأحد، لأسباب "غير محددة خارجة عن سيطرته"، حسب ما نقلته "رويترز".

وتتوافق تحركات كييف مع استراتيجية أوكرانيا الجريئة الجديدة المتمثلة في "نقل الحرب إلى الأراضي الروسية"، وفق تعبير نيويورك تايمز.

ووفقا لتقييم جديد أصدره معهد دراسات الحرب (ISW)، تضع الضربات الأوكرانية ضد أهداف روسية في البحر الأسود الأساس لهجوم مضاد أكبر في المنطقة.

وقال مركز الأبحاث الأميركي إن القوات الأوكرانية تستخدم طائرات بحرية من دون طيار "لتهيئة الظروف لعمليات حاسمة مستقبلية" في منطقة البحر الأسود، مشيرا إلى أن أوكرانيا "تضرب الآن مناطق أعمق بكثير في المناطق الخلفية لروسيا تضم أهدافا بحرية".

وفي الوقت الذي تركز فيه أوكرانيا على الهجمات البرية على شرق وجنوب أوكرانيا، استخدمت أيضا طائرات من دون طيار لمهاجمة أهداف في شبه جزيرة القرم، الواقعة في البحر الأسود، وفق المركز.

هجوم بطائرة مسيرة على موسكو.. هل أصبحت روسيا "غير آمنة"؟ تعرض مبنى في وسط العاصمة الروسية موسكو، الثلاثاء، لهجوم بطائرة مسيرة للمرة الثانية خلال 48 ساعة، بينما تحدث سكان المنطقة عن "عدم شعورهم بالأمان"، وفقا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وفي تحليلها للهجوم المضاد، الذي أطلقته كييف منذ أسابيع، قالت إيكونوميست إن اشتراك قوات الفيلق العاشر الجديد للجيش، الذي يضم 3 ألوية مجهزة بمعدات غربية، الأسبوع الماضي، اعتبره داعمون غربيون لكييف "تحولا حاسما".

ولكن على الرغم من إحراز تقدم على طول المحاور الثلاثة الرئيسية للهجوم المضاد، إلا أنه لايزال عملية استنزاف صعبة للغاية.

وحتى الآن لم يكن هناك تغيير كبير في إيقاع الهجوم، وربما كان اشتراك الفيلق العاشر مصمما بشكل أساسي لتوفير بعض الراحة للفيلق التاسع.

وفي مرحلة ما سيتعين على قادة الجيش الأوكراني دخول مرحلة الهجوم، التي ستشمل نشر ألوية جديدة تشق طريقها عبر حقول الألغام باتجاه خط الدفاع الروسي الرئيسي قبل اختراقها، وليس فقط الاقتصار على استنزاف القوات الروسية.

وعندما يحدث ذلك الهجوم، سيكون من المهم معرفة ما إذا كان الروس سيتمكنون من الانسحاب من المواقع المكشوفة بطريقة منظمة، أو التراجع إلى خطوط يمكن الدفاع عنها، أو إذا كانت قواتهم التي تم استنزافها بالقتال المستمر لعدة أشهر قد تصدعت بسبب الإرهاق وتراجع الروح المعنوية والقيادة السيئة ونقص الذخائر. 

وسيكون هذا الأمر مقياسا لفعالية حرب الاستنزاف الأوكرانية، واختبارا للقيادة الروسية إذا كانت تعافت من عملية التمرد.

لكن يجب أن يحقق الأوكرانيون درجة معينة من النجاح قبل أن يعيق فصل الخريف الخيارات الهجومية، وفق تعبير المجلة.

وأضافت أنهم بحاجة إلى تحقيق المزيد من النجاح من أجل رفع معنويات الجنود والمدنيين، وللحفاظ على ثقة الحلفاء في قدرتهم على الانتصار في النهاية، وإقناع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن خياراته تزداد سوءا.

وتقول إيكونوميست إن إحد الخيارات ربما الزحف جنوبا من زاباروجيا عبر توكماك إلى ميليتوبول وبحر آزوف، وهي مسافة تمتد 200 كم، وهو ما سيكون أكبر مكافأة استراتيجية، إذ سيؤدي ذلك إلى تقسيم القوات الروسية، وقطع جسرها البري إلى شبه جزيرة القرم، ووضع جزء كبير من شبه الجزيرة في مرمى قذائف المدفعية والصواريخ.

ويمكن الاستفادة من ضعف الدفاعات الروسية في الشرق حول بلدة باخموت المدمرة، ثم التوجه جنوبا إلى دونباس، وسيسبب ذلك إشكالية سياسية للروس الذين استثمروا في المنطقة، ولكنه سيكون أقل فائدة استراتيجيا للأوكرانيين، ومع ذلك، من خلال التركيز على باخموت في الشرق الآن، ستسحب أوكرانيا بعض القوات الروسية بعيدا عن الجنوب، وبالتالي ربما تفتح ثغرات أخرى.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: البحر الأسود جزیرة القرم فی البحر

إقرأ أيضاً:

القوات الروسية تهاجم البنية التحتية للطاقة في منطقة أوديسا الأوكرانية

أعلنت شركة الطاقة ديتك أن القوات الروسية هاجمت البنية التحتية للطاقة في منطقة أوديسا الأوكرانية.

وكانت تقارير إعلامية ، كشفت في وقت سابق عن وقوع انفجارات هزت مدينة أوديسا جنوبي أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي، إنّ بلاده تحتاج إلى تمثيل واسع النطاق من المملكة المتحدة وتركيا والولايات المتحدة في تقديم الضمانات الأمنية.


وأضاف زيلينسكي: "هدفنا متمثل في تحقيق السلام المضمون وليس مجرد وقف إطلاق نار مؤقت، ويجب أن تكون هناك ثقة في أنه في غضون بضعة أشهر أو سنوات لن يعود بوتين للحرب".

مقالات مشابهة

  • ترامب يواصل انتقاده «زيلينسكي» ويضعه أمام خيارات: ليس مهماً وجوده في مفاوضات أوكرانيا
  • موسكو: الاستعدادات للقمة الروسية الأمريكية لا تزال في مرحلة أولية
  • اصطدام سفينتين في البحر الأسود
  • ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
  • اصطدام سفينتي نفط في البحر الأسود دون تسجيل تلوث بيئي
  • أوكرانيا تعلن إسقاط عشرات المسيرات الروسية بهجوم ليلي
  • قوات أوروبية بأوكرانيا.. تعكير للمفاوضات الأميركية الروسية أم للضغط على موسكو؟
  • القوات الروسية تهاجم البنية التحتية للطاقة في منطقة أوديسا الأوكرانية
  • أوكرانيا تنفي تصريحات بوتين بشأن تقدم القوات الروسية من كورسك
  • القوات الروسية تكبد أوكرانيا 85 آلية عسكرية في مقاطعة كورسك