كلام حساس عن #ملف #الضفة_الغربية _ #ماهر_أبوطير
المخطط الإسرائيلي الاستراتيجي يريد تفكيك السلطة الحاكمة في قطاع غزة، وسيلحقها تفكيك السلطة الحاكمة في رام الله، بما يعنيه ذلك من نتائج مستقبلية خطيرة على جبهات مختلفة.
قصة غزة يتابعها الكل، لكن الذي يجري في الضفة الغربية خطير، على الفلسطينيين من جهة، وعلى الأردن، وأمن الأردن، والقصة هنا لا تقوم على اساس التهويل والمبالغات، واذا كان سيناريو التهجير من قطاع غزة فشل حتى الآن، فإن اسرائيل تراهن عليه في الضفة الغربية.
لكن الخطر الاكبر لا يتعلق بقصة التهجير من الضفة الغربية، لان هناك موانع وعراقيل في هذا السيناريو، من بينها ان الضفة الغربية مقطعة الاوصال اصلا، وعدد الفلسطينيين فيها يتجاوز ثلاثة ملايين شخص، ومهما فعلت اسرائيل فلا يمكنها دفع الناس للخروج من بيوتهم، نحو الأردن، مما قد يأخذنا الى حلول اسرائيلية للتوطئة لهذا السيناريو والتجهيز له.
مقالات ذات صلة نقطة نظام 2024/06/30الأردن يعلن موقفه دوما من خطط الاسرائيليين، والجانب الاسرائيلي يتحرش بالأردن علنا، من خلال التصريحات ونشر الخرائط والتهديد المبطن، وغير ذلك من طرق من بينها تحكم تل ابيب في سياسات دولية واقليمية من اجل ترك الأردن ضعيفا، وقرب حافة الخطر بما تعنيه الكلمة، والاتهامات التي يتبناها البعض داخل الأردن بتأثير داخلي او خارجي، لاتعبر الا عن سطحية، وعن عدم ادراك لثقل التوقيت، واللحظة، والمعادلات التي تحشرنا جميعا في زاوية حرجة، وهي اتهامات للمفارقة يتم تخصيص الأردن بها، واستثناء عشرات الاطراف العربية والاسلامية منها، فيما الفرق كبير بين حق النقد لسياسات البلد وهذا مصون ومتاح، وبين التخوين والتجريح.
رهان الأردن على استحالة العبث الاسرائيلي، واستمرار الدعم الاميركي، ووجود اطراف اقليمية يفترض انها مع الأردن، تدعمه وتؤازره، عناوين لا بد من اعادة تقييمها، لأن المشروع الاسرائيلي اليوم دخل اخطر مصالحه، ولا بد ان يقال صراحة ان مصلحة الأردن الاولى والاخيرة تكمن استراتيجيا في غرق اسرائيل وتدهورها في طين غزة، حتى يبقى الخطر بعيدا عن هنا.
الأردن جزء من المشروع الاسرائيلي الاكبر، واسرائيل ذاتها ربما تستمزج سيناريوهات مختلفة داخل الأردن، من بينها اضعافه اكثر، او اشعال فتنة داخلية، او التسبب بفوضى او هزات مختلفة، وغير ذلك من اجل تجهيزه لمرحلة ما، ونقاط الضعف المؤهلة للتوظيف في حياتنا واضحة، مثلما ان لدينا نقاط قوة يجب ان تطغى على كل شيء، ولهذا يتوجب على الجميع التنبه اين يصب خطابنا اليومي وماذا تقول تعبيراتنا المتسرعة، ولصالح من في النهاية.
عبر الأردن ازمات كثيرة، وكان قويا، بوجود مؤسسات، وبنية شعبية تريد الحفاظ على البلد، ولا تجد بين الناس من يريد كسر لوح زجاج في الأردن، الا مجموعة شاذة، يتم التعامل معها بوسائل مختلفة، وما يراد قوله هنا من جهة ثانية ان اي نقد شعبي للسياسات العامة، يجب ألا يأخذنا الى التسبب بتشظية داخلية وتنافر وطني، مثلما ان اثارة الشكوك بطريقة متسرعة لاعتبارات مختلفة في الداخل الأردني امر لا ينم عن ذكاء اصلا ولا يعبر عن وطنية، بل عن سوء تقدير، والاستثمار في الشكوك يؤدي الى مآلات سيئة، والاولى ان نستثمر جميعا في الايجابيات، وفي ادراكنا كلنا ان هذا البلد ليس عابرا للتاريخ والجغرافيا، وفي معرفتنا ان واجبنا الاخلاقي حمايته.
ما يجري في الضفة، من مواجهات داخل جنين وبقية المناطق، وبحق المسجد الاقصى، والمساعي لتفكيك سلطة اوسلو بعد انتهاء دورها الوظيفي يفتح الاخطار بشدة على الأردن وهذه الاخطار لا توجب التوتر في التصرفات والتعبيرات وردود الفعل، بل تفرض علينا معالجة وازنة من نوع آخر، يتوحد فيها الكل امام السيناريو المحتمل المقبل، وتحدد هوية العدو المعرّف اصلا لدينا جميعا، ولا تستبدل العدو بأعداء جانبيين او وهميين او مصنوعين، في سياق مكلف من حيث النتائج النهائية، ويخدم المآلات التي تريد اسرائيل وتسعى لصنعها اصلا.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ملف الضفة الغربية الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 15 فلسطينيا في الضفة الغربية
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 مواطناً فلسطينيا على الأقل من الضفة، بينهم طالبة، وطفل، بالإضافة إلى أسرى سابقين.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، في بيان اليوم أن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات: قلقيلية، ورام الله، والخليل، ونابلس، وبيت لحم، وطوباس، الذي يواصل الاحتلال اقتحامها حتى اللحظة، وتنفيذ عمليات تخريب وتدمير واسعة في منازل المواطنين والبنية التحتية.
إلى جانب ذلك، يواصل الاحتلال تنفيذ عمليات تحقيق ميداني في عدة بلدات، ويتخذ من منازل المواطنين ثكنات عسكرية، علماً أن عمليات التحقيق الميداني تصاعدت مؤخراً بشكل كبير في المحافظات كافة، وطالت المئات من الشبان، و تعتبر حصيلة الاعتقالات منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء الشعب الفلسطيني بلغت أكثر من 11 ألفا و800، من الضفة بما فيها القدس، فيما لم نتمكن كمؤسسات حتى اليوم من حصر حالات الاعتقال من غزة التي تقدر بالآلاف، جراء تنفيذ الاحتلال جريمة الإخفاء القسري بحقهم.
اقرأ أيضاًشهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزل في جباليا بغزة
سامح عسكر عن «مجزرة بيروت»: الاحتلال الإسرائيلي يرد على مقتل قواته بالانتقام من المدنيين
حزب الله يستهدف قواعد وتجمعات ومستوطنات الاحتلال الإسرائيلي بأسلحة متنوعة