عربي21:
2024-12-22@21:08:33 GMT

ترامب يتقدَّم... الرجاء ربطُ الأحزمة

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

خرجَ جو بايدن من المبارزة مع دونالد ترمب جريحا؛ خانَه العمر، ومن عادته أن يفعل. خيانة في لحظة الذروةِ وأمام عشراتِ الملايين المسمَّرين أمامَ الشاشات. فشلَ بايدن في أداء دور الهداف، وفي دورِ المدافع، وفي إظهارِ كفاءة حارسِ المرمى. الأضواءُ تحوّل النكسةَ نكبةً. والرأي العام صارم وحقود، ويكفيه انطباع ليقلبَ صفحة رجل كائنا من كان.

لا تساهلَ ولا رحمة. وسائلُ التواصلِ الاجتماعي تعجُّ بالقساةِ والشامتين والذئاب. لا شيءَ يسعفُ الضعيف في هذا العالم، خصوصا إذا كانَ يطالب بتمديد إقامته في البيت الأبيض. لا يمكن تسليم مفاتيح العالم وقيادة قافلة الأساطيل لرجل يعجز عن استدعاء ذاكرته.

بدا بايدن في صورة حصان أصيب بعطب عميق قبل الشوط الأخير. نصحته «نيويورك تايمز» بالخروج من السباق. هذه النصيحة ليست بسيطة على الإطلاق، وتبعتها نصائح من القماشة نفسها. لم يخف أعضاء في الحزب الديمقراطي قناعتهم بضرورة استبداله لتفادي هزيمة محققة. استبداله في هذه اللحظة من السباق، ليس سهلا. العملية نفسها معقدة، خصوصا إذا أصرّ على متابعة الرحلة. لكنّ خيار الاستبدال ليس مستحيلا، خصوصا إذا ترسَّخ الانطباع أنّه الخيار الوحيد لإبعاد كأسِ ترامب عن شفاه أمريكا والعالم. كثيرون يراهنونَ على أن تتولّى السيدة جيل بايدن، زوجة الرئيس، مهمة إنقاذه وربّما إنقاذ الحزب والبلاد من فوز ملاكم مقلق اسمه ترامب. يراهن آخرون أن يتولّى باراك أوباما تشجيعَ بايدن على تجرّع الكأس.

ما أصعب أن تقنعَ سياسيا مدمنا بالتقاعد! كأنّك تطالبه بتجرع الهزيمة تحت أوراق الشيخوخة. وتزداد الصعوبة حين يكون الرجل أمضى عقودا في المؤسسات والمواقع توّجها بالرئاسة، واعتاد على الإقامة في القصر بصحبة الأختام. ما أقسَى أن يسلّمَ السياسي أن دوره انتهى، وأنّ زمانه أفل! السلطة أم الولائم، لا يتركها إلا زاهد «مريض». تذكّرت أنني ذهبت ذات يوم لزيارة سياسي حصيف، افتتح رحلة الثمانينيات من العمر. قلت له: «معالي الوزير لا يحقّ لك أن تبقِي تجربتك الغنية بعيدة عن متناول القراء». قال؛ إنّ الوقت غير مناسب. جدّدت المطالبة، فتجاوب وقال: موافق، وسنعقد جلسات عدة. سألته أين؟ فأجاب: «في قصر الرئاسة». صعقني الجواب، وكنت أعرف أنّ طريقَ القصر مزروعة بالافخاخ ومشروطة بالتواءات وانحناءات. شممت في كلامه رائحة «لعنة القصر».
غريبة المناظرة التي تابعها العالم؛ لأنّ نتائجَها تمسّ أمنه واستقراره وازدهاره. لم تستطع أمريكا في عصر الثورات التكنولوجية المتلاحقة والذكاء الاصطناعي، دفعَ شاب أو شبه شاب إلى سباق البيت الأبيض! لا تَعدُ المناظرةُ الأمريكيين بغير تعميق الانقسام. ولا تعدُ العالم بغير مزيد من الاضطراب في الغابة الدولية. لا أحدَ ينصح أمريكا بشبيه لريشي سوناك، الذي يقود حزبَ المحافظين إلى نوع من التقاعد بعد أيام. ولا بماكرون الذي بدّد بمبادراته وارتجالاته هيبة جمهورية ديغول وميتران وشيراك. ولا بشبيه للرجل الجالس في مكتب ميركل.

ثمة من يعتقد أنّ صحةَ الغرب تشبه صحة بايدن. وأنّه لم يعد قادرا على إدارة العالم. وأنّه يرفض الاعتراف بالوقائع الجديدة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا. وأنَّ مهمةَ أيّ رئيسٍ أمريكي جديد ستكون أصعبَ من السابق. روسيا تغيّرت، ومثلها الصين وأوروبا، فضلا عن القوى الإقليمية التي ترى دورها في التسلّل إلى خرائط جيرانها.

في ختام المناظرة، وجدَ العالم نفسَه أمام حقيقة صعبة وربما مكلفة. ظهر ترامب وكأنّه قدر أمريكيّ ودولي يصعب الفرار منه. ليس بسيطا أن يكون سيد البيت الأبيض رجلا يصعب التكهن بتوجهاته، ويصعب النوم على وسادته. هذا مقلق للأعداء والحلفاء معا. ترامب ليس ابنَ المؤسسات كما هو حال بايدن.

اكتشف العالم أنّ الأمريكيين قد يلقون في الانتخابات المقبلةِ بحجر كبير في البحيرة الدولية التي ازدادت اضطرابا. يشمل القلق حكام أوروبا وجنرالات حلف «الناتو» وزيلينسكي. هل يرغم ترامب الرئيس الأوكراني على الذهاب إلى مفاوضات سلام مع فلاديمير بوتين، الذي لا يستطيع العودة خاسرا من رحلته الأوكرانية؟ استرضاء القيصر بقطعة من الجسد الأوكراني، يدفع أوروبيين إلى التحذير من تكرار عملية استرضاء هتلر، على رغم عدم التشابه بين الرجلين والمرحلتين. شعور ترامب بأنّه رجلُ «الصفقة»، لا يطمئن القارةَ القديمة التي اكتشفت أنّ قدسيةَ الحدودِ الدولية فيها سقطت على الأرض الأوكرانية.

تصريحات ترامب تؤكد أنّه لا يشمّ جديا رائحة ما يسميه الأوروبيون «الخطر الروسي». ترامب يعتقد أنّ الخطر الحقيقي على أمريكا يأتي من «مصنع العالم» أي من الصين. هل يحتمل العالم سياسات أمريكية تقوم على عرقلة الصادرات الصينية، وهل تدفع هذه السياسة بكين إلى الانخراط في تحالف بلا حدود مع روسيا، يعلن رسمياً العودة إلى عالم المعسكرين؟ وهل تستطيع أوروبا القلقة من روسيا وصعودِ اليمين المتطرف احتمالَ أعباء عالم من هذا النوع؟

وماذا عن الشرق الأوسط الذي يغلي على نار المذبحة المفتوحة في غزة، واحتمالات انتقال الحرب إلى الجبهة اللبنانية؟ وماذا عن «الدولة الفلسطينية» التّي قد تشكل المخرجَ الوحيدَ لضمان عدم تكرار «الطوفان» والحروب المواكبة؟ وماذا عن الخلاف النووي مع إيران التي قد يجد المسؤولون فيها صعوبة في إبرام أي اتفاق مع الرجل الذي أمرَ بقتل قاسم سليماني؟

كانتِ المناظرة مثيرة. ترامب يتقدّم والرجاء ربط الأحزمة.

(الشرق الأوسط اللندنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العالم ترامب امريكا العالم ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بعد انتقاده إدارة بايدن .. كوشنر: 10 دول ستنضم إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل خلال أشهر

سرايا - كشف جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره، عن رؤية الرئيس ترامب لتوسيع دائرة السلام في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الاتفاق مع المملكة العربية السعودية سيكون خطوة حاسمة في هذا الاتجاه، حيث يتوقع أن تنضم عشر دول أخرى بعد السعودية، بما في ذلك باكستان وإندونيسيا.


وبحسب ما نشر موقع “يسرائيل هيوم” العبري، شرح كوشنر في المقابلة مع بودكاست “استثمر مثل الأفضل” أن إدارة ترامب كانت تخطط لإجراء اتفاق مع السعودية خلال الفترة الانتقالية بين الإدارات، مشيرًا إلى أنه أبلغ فريق بايدن أن الاتفاق مع السعودية يمكن أن يتم في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر. ومع ذلك، انتقد كوشنر إدارة بايدن، مشيرًا إلى أنهم “أضاعوا عامين في انتقاد السعودية” قبل أن يبدأوا في تبني سياسات ترامب بشأن المنطقة.


كما وجه كوشنر انتقادات حادة لإدارة بايدن في تعاطيها مع إيران، حيث أشار إلى أن إدارة أوباما كانت قد سمحت لإيران ببيع النفط بكميات ضخمة، ما ساعدها على تقوية اقتصادها. وقال: “لقد توقفت إدارة بايدن عن تطبيق العقوبات على إيران مما سمح لها بإعادة ملء خزائنها، الأمر الذي جعلها أكثر قوة”.


وفيما يتعلق بوضع إيران الحالي، أكد كوشنر أن إيران أصبحت أضعف بكثير مما كانت عليه في الماضي، مشيرًا إلى أن “حزب الله” كان يمثل تهديدًا لـ "إسرائيل"، لكن اليوم أصبحت إيران وحلفاؤها في وضع دفاعي بسبب الضغوط العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، وفق “معا”.


حول رؤيته للمنطقة، قال كوشنر إن هدف إدارة ترامب كان إنشاء كتلة اقتصادية تربط الشرق الأوسط من ميناء حيفا في "إسرائيل" إلى مسقط في عمان، حيث يمكن لدول المنطقة أن تتعاون اقتصاديًا في مجالات التجارة، التكنولوجيا، والاستثمار.


وأضاف أن التغيرات التي تمر بها دول الخليج اليوم تفتح المجال لتعاون أكبر مع "إسرائيل"، خاصة مع تولي جيل الشباب زمام الأمور في هذه الدول.



وأشار كوشنر إلى أن إدارة ترامب كانت تتمتع بفهم عميق للمشاكل في المنطقة، قائلاً: “لن تكون هناك فترة تعلم مثل المرة الأولى، فترامب وفريقه على دراية كاملة بالوضع في الشرق الأوسط”.


وفيما يتعلق بإيران، قال كوشنر إنه إذا قررت إيران تغيير سياستها والتركيز على الاستثمار في المجتمع، فقد يكون هناك طريق للتوصل إلى اتفاقات، معتبراً أن التغيرات الأخيرة في سوريا قد حدّت من قوة إيران التفاوضية في المنطقة.


ختامًا، قال كوشنر إن التطبيع بين "إسرائيل" والسعودية هو أمر لا مفر منه في عهد ترامب، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى انتشار الابتكارات الإسرائيلية في المنطقة ويعزز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية و "إسرائيل".

إقرأ أيضاً : تفاصيل جديدة لهروب الأسد .. الأولوية للثروة والفرار بمدرعة روسية وأوامر بحرق المكاتب والوثائقإقرأ أيضاً : مهم من السفارة السورية في الأردن بشأن عودة إلى بلادهم - تفاصيل



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #عمان#النفط#الخليج#ترامب#إيران#المنطقة#الأردن#السعودية#سوريا#اليوم#بايدن#الرئيس



طباعة المشاهدات: 1163  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 21-12-2024 04:31 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
ارتفاع حصيلة قتلى عملية الدهس في ألمانيا إلى 5 و205 مصابين بينهم حالات خطرة .. (فيديو) عصابات تخطف البنات .. "كوافيرة" تفجر حالة ذعر ورعب في مصر من الشطرنج لسجون الأسد .. سر طبيبة اختفت مع 6 من أولادها "نعى نفسه قبل وفاته بساعات" .. حزن في مصر بعد وفاة إمام مسجد بالحرم المكي لحظات الأسد الأخيرة .. هرب مع ابنه وروسيا جعلته... الأردن .. عدم مسؤولية فني أشعة بقضية ادعاء... 14 اصابة جراء سقوط صاروخ على "تل أبيب"... بالفيديو .. أبناء الأزرق يناشدون الملك لإنصاف... "نعى نفسه قبل وفاته بساعات" .. حزن في... تفاصيل جديدة لهروب الأسد .. الأولوية للثروة...مهم من السفارة السورية في الأردن بشأن عودة إلى...إيران تعلن مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشقبقيمة 5 مليار دولار .. الولايات المتحدة تُوافق على...وزير خارجية إيران: الجيش السوري انتهى نار الخلافات تشتعل داخل “فتح” بسبب الأجهزة الأمنية...عين محافظاً لحلب .. من هو عزام غريب قائد الجبهة...تفاصيل جديدة عن عملية الدهس في ألمانياالسعودية حذّرت ألمانيا من منفذ عملية الدهس .. مصدر... بطرافته المعهودة .. صلاح عبدالله يطمئن جمهوره على... بعد سقوط الأسد وغياب 12 سنة .. "الجنرال"... "جابت العيد" .. فجر السعيد تثير الجدل... تعرض الفنانة شهيرة للاختناق .. والسبب "حبة... بعد سقوط الأسد وغياب 12 سنة .. "الجنرال"... ليفربول في ورطة .. صلاح قد يغيب 8 مباريات فوز الأهلي على الرمثا بربع نهائي كأس الأردن تعادل منتخب الناشئين مع نظيره البحريني توتنهام يقصي اليونايتد من الكأس بعد مباراة ماراثونية الفيصلي يقترب من رفع عقوبة منع التسجيل عودة سوبرمان مع كلبه الخارق لإنقاذ أفلام الأبطال الخارقين عائلة من "بابا عمرو" تقيم عزاءً على أكثر من 100 من أبنائها "جريمة مروعة" .. أجبر زوجته على ابتلاع خاتم الزواج ثم قتلها سقط في وادٍ بعمق 150 مترا .. وفاة مؤسس "مانغو" الملياردير إيزاك أنديك جريمة بشعة .. مصرية تقتل زوجها سرقوا مجوهرات من أحد المنازل .. وهكذا كان مصيرهم فوضى كبيرة داخل برلمان .. ماذا حصل بين نواب! ما آخر مستجدات علاج ملك بريطانيا من السرطان؟ بعد معاناة مع الشيخوخة المبكرة .. وفاة التيك توكر بيندري بويسين عن 19 عاماً مُصففة شعر أثارت الرعب في بلدٍ عربيّ .. إليكم ما فعلته

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • بايدن يعلن حضوره حفل تنصيب ترامب في يناير المقبل
  • بايدن: سوف أحضر حفل تنصيب ترامب
  • بايدن يوقع على مشروع قانون التمويل ويجنب إغلاق الحكومة الأميركية
  • عادل حمودة: صفقة ترامب وبوتين دون معارضة بايدن أنهت حكم بشار الأسد
  • بايدن يصدر قانوناً لتجنب الإغلاق الحكومي
  • بعد انتقاده إدارة بايدن .. كوشنر: 10 دول ستنضم إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل خلال أشهر
  • نائب أمريكي: بايدن وترامب فشلا في وقف سعي إيران نحو الأسلحة النووية
  • هل بايدن حي؟.. إيلون ماسك يثير ضجة بسبب الرئيس الأمريكي
  • ما حجم النفط الذي يمكن أن يضخَّه ترامب؟
  • بايدن يزور البابا وميلوني في آخر رحلة خلال رئاسته