صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عقب جلسة تقييم الوضع في مدينة رفح، بأن حركة "حماس" منهكة وغير قادرة على التعافي، والجيش سيواصل عمله حتى لا تتمكن الحركة من إعادة بناء قوتها.

"سيجدنا أمامه".. "أبو عبيدة" يتوعد الجيش الإسرائيلي (فيديو) "إعدادنا مستمر".. "كتائب القسام" تبث مشاهد من عمليات إعداد عبوات ناسفة (فيديو)

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن "غالانت اليوم أجرى تقييما للوضع في رفح مع قائد الفرقة 162 إيتسيك كوهين، وقادة الألوية المقاتلة في الميدان".

وذكر البيان أن غالانت اطلع على "الأنشطة العملياتية التي تقوم بها ألوية الجيش فوق وتحت الأرض لتفكيك كتائب حماس والبنية التحتية الإرهابية في المنطقة".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي في حديث مع جنوده في رفح بعد التقييم الأمني، إن "النتائج على الأرض مثيرة للإعجاب للغاية، حيث كان عمل المشاة والمدرعات وألوية الهندسة، جنبا إلى جنب مع المدفعية، مع الدعم الجوي والاستخباراتي، مع مشاركة البحرية أيضا عند الضرورة".

وأضاف: "القتال هنا في رفح يمثل أمرا مهما للغاية، فنحن في الواقع نمنع الهواء عن حركة حماس - عبر السيطرة على معبر رفح والأنفاق. والنتيجة هي أنه ليس لديهم منفذ لتسليح أنفسهم، وليس لديهم مكان لتجهيز أنفسهم، وليس لديهم وسيلة لجلب تعزيزات، وليس لديهم طريقة لعلاج ضحاياهم، ونحن نرى ذلك جيدا".

وادعى غالانت أن "الروح القتالية" لفصائل المقاومة الفلسطينية "تتحطم والوقت يعمل في الواقع ضدهم، وليس لصالحهم. خلافا للقصص التي يبثها بعض الأشخاص الموجودين في الأنفاق لمن هم في فنادق قطر"، وتابع "عمليا، في هذه المناطق، ها نحن هنا في الشابورة، وفي جميع المناطق، حماس تتآكل والأنفاق تُدمر ووسائلها القتالية كذلك".

وتابع: "نحن نصل إلى أماكن لم تحلم الحركة قط بأننا سنصل إليها، على أعماق كبيرة تحت الأرض، ونعمل فوق الأرض. سنواصل الضغط حتى نصل إلى وضع نخنق فيه مجاري الهواء ولا نسمح لهم بإعادة بناء قوتهم؛ هذا هو هدف هذه العملية، نحن نفعل ذلك بأفضل طريقة ممكنة".

الجدير ذكره، أن "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" نشرت مساء الأحد مقطع فيديو بعنوان "إعدادنا مستمر" لأحد كوادرها في وحدة التصنيع العسكري خلال إعداد عبوات "العمل الفدائي" المضادة للدروع.

كما أعاد النشطاء الفلسطينيون تداول تصريح للناطق العسكري باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة في فيديو دُمج فيه تصريحا سابقا بتاريخ 17 من مايو 2024 وصورا ومقاطع لعمليات وثقت عمليات استهداف القوات الإسرائيلية في غزة قال فيه: "كما توعدنا العدو في كل مرة أنه حيثما يطمح إلى تسجيل نصر أو إنجاز سيجدنا أمامه، فإن هذا ما حدث ويحدث كل يوم".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة تل أبيب جرائم حرب جرائم ضد الانسانية حركة حماس رفح طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام

إقرأ أيضاً:

كيف نجح الطالب (حماس) وأخفق الأستاذ (الحركات الإسلامية)؟

في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة العربية خلال العقود الأخيرة، برزت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كنموذج فريد من نوعه لحركة مقاومة ضد الاحتلال تجمع بين الجوانب العسكرية والسياسية والاجتماعية، بينما فشلت فروع الحركة الإسلامية في دول الربيع العربي، مثل مصر واليمن والمغرب وتونس، في الحفاظ على مكتسباتها السياسية بعد وصولها إلى الحكم، استطاعت حماس أن تحقق إنجازات عسكرية واستخباراتية كبيرة، أبرزها عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي أذهلت العالم وأظهرت قدرة الحركة على تنظيم وإدارة عمليات معقدة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا نجحت حماس في تحقيق هذا التفوق، بينما فشلت الحركة الإسلامية في دول مختلفة؟ وهل يمكننا النظر إلى حماس كنموذج مختلف يستحق الدراسة؟

الجزء الأول: البيئة السياسية والظروف التاريخية

1- الفرق بين حماس والحركات الإسلامية الأخرى

منذ تأسيس حماس عام 1987، كانت حماس جزءا من صراع وجودي مع الاحتلال الإسرائيلي. لم يكن هدفها مجرد الوصول إلى السلطة السياسية، بل كان هدفها الأساسي تحرير الأرض الفلسطينية واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني. هذه الرؤية الواضحة جعلت الحركة أكثر تركيزا على بناء قواعدها الشعبية والعسكرية.

في المقابل، الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي، مثل الإخوان المسلمين في مصر، واجهت تحديات مختلفة. كانت هذه الحركات تسعى للوصول إلى السلطة عبر الانتخابات، لكنها وجدت نفسها غير مستعدة لإدارة دولة بأكملها، خاصة في ظل ضغوط داخلية وخارجية هائلة. كما أن هذه الحركات كانت تفتقر إلى رؤية واضحة حول كيفية التعامل مع المؤسسات التقليدية، مثل الجيش والقضاء.

2- الاعتماد على الذات:

اعتمدت حماس، منذ بدايتها بشكل كبير على نفسها وعلى دعم الشعب الفلسطيني، لم تعتمد بشكل كامل على الدعم الخارجي، مما سمح لها بالحفاظ على استقلاليتها. أما الحركات الإسلامية الأخرى، فنعم اعتمدت بشكل كبير على الدعم الداخلي، ولكن سيطرة رأس المال في يد أفراد وليس مؤسسات خلق لديها دولة عميقة في داخلها، وسوء إدارة الموارد أدى إلى إفشال المشاريع الداخلية لها، وبالتالي تم إهدار الموارد وإهدار المال العام للفروع مع غياب المحاسبة وفشل في استمرار المشاريع التي تخدم الأهداف.

الجزء الثاني: التفوق العسكري

1- بناء جناح عسكري قوي:

أحد أهم الأسباب التي ساهمت في نجاح حماس هو وجود جناح عسكري قوي ومتطور، وهو كتائب القسام. فمنذ تأسيسه في التسعينيات، عملت كتائب القسام على تطوير قدراتها العسكرية بشكل مستمر، من تصنيع الصواريخ البسيطة إلى تطوير صواريخ متقدمة قادرة على الوصول إلى أبعد نقطة في الكيان الصهيوني.

عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر كانت خير دليل على هذا التطور. فالعملية بدأت بتجهيز مخابراتي يدل على خبرة عالية الطراز وتخطيط عسكري متقدم، أظهرت مدى التنظيم والتخطيط الذي تتمتع به كتائب القسام. هذه العملية لم تكن نتيجة صدفة، بل كانت نتيجة سنوات طويلة من التدريب والاستعداد.

2- الاستخبارات والتكنولوجيا:

استثمرت حماس بشكل كبير في تطوير قدراتها الاستخباراتية، من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، تمكنت الحركة من جمع المعلومات عن العدو الإسرائيلي وتحديد نقاط الضعف لديه. كما استخدمت الحركة الأنفاق كوسيلة استراتيجية لنقل الأسلحة والمقاتلين، مما جعل من الصعب على الاحتلال السيطرة عليها.

الجزء الثالث: التفوق الاجتماعي

1- بناء قاعدة شعبية قوية:

نجحت حماس في بناء قاعدة شعبية قوية في قطاع غزة من خلال تقديم الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية للمواطنين. وفي الوقت الذي كانت فيه السلطة الفلسطينية تواجه اتهامات بالفساد والإهمال، كانت حماس تحاول أن تحسن حياة المواطنين وتوفير الأمن والاستقرار رغم الحصار المفروض عليها داخليا وخارجيا لمدة تزيد عن 20 عاما.

2- التركيز على الشباب:

وضعت حماس الشباب في قلب استراتيجيتها، من خلال تقديم برامج تعليمية وتدريبية، تمكنت الحركة من جذب آلاف الشباب إلى صفوفها. هذا التركيز على الشباب ساعد الحركة في الحفاظ على ديناميكيتها وتحديثها المستمر.

أما فروع الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي وعلى رأسها مصر فقد أهملت الشباب بعد الانقلاب عليها وعلى مشروعها وبالأخص في الخارج، وهشمت التنازعات الداخلية العلاقة مع الشباب فأصبح من ينتقد القيادة المتربعة منذ عقود في مكان القيادة يصبح خارج الصف، وتفلت الكثير من الشباب إلى خارج صفوف الحركة بسبب جمود القيادات وعدم التطور الملح حسب الزمان والعقول.

الجزء الرابع: الفرق بين حماس والحركات الإسلامية الأخرى

1- الرؤية الاستراتيجية:

كانت حماس دائما لديها رؤية استراتيجية واضحة، وهي مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض، هذه الرؤية جعلت الحركة أكثر تركيزا وتنظيما. في المقابل، الحركات الإسلامية الأخرى كانت تفتقر إلى رؤية واضحة، مما أدى إلى فقدانها للمصداقية لدى الشعوب في العقد الاخير.

2- القدرة على التكيف:

أثبتت حماس مرارا وتكرارا قدرتها على التكيف مع التحديات الجديدة، سواء كان ذلك من خلال تطوير أسلحتها أو إعادة بناء قطاع غزة بعد كل حرب، كانت الحركة قادرة على الوقوف مرة أخرى. في المقابل، الحركات الإسلامية الأخرى فشلت في التكيف مع التغيرات السريعة التي شهدتها المنطقة، ولم تحمل رؤى مختلفة للمستقبل أو بمعنى أدق وأوضح عدم استشراف المستقبل بأي حال من الأحوال.

3- العلاقة مع المجتمع الدولي:

بنت حماس رغم عزلتها الدولية على بناء علاقات مع بعض الدول، مثل تركيا وقطر وإيران. هذه العلاقات ساعدتها في الحصول على الدعم المالي والسياسي اللازم لاستمرار مقاومتها. في المقابل، الحركات الإسلامية الأخرى واجهت عزلة دولية بسبب عدم الوضوح في السياسات الداخلية والخارجية والتعامل مع المشكلات حتى استقرار الأمور لها والأخص أن يكون لها أفرادها النافذون داخل المؤسسات العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى بناء علاقات مع دول لها طابع قريب منك ألا وهي دول أمريكا اللاتينية وغيرها من الدول.

الجزء الخامس: دروس يمكن تعلمها من حماس.

1- أهمية الرؤية الواضحة:

من أهم الدروس التي يمكن تعلمها من حماس هي أهمية وجود رؤية واضحة ومستدامة، فأي حركة سياسية أو مجتمعية يجب أن تكون واضحة بشأن أهدافها وأولوياتها.

2- الاستثمار في الشباب:

الشباب هم المستقبل، وحماس أثبتت ذلك من خلال استثمارها في الشباب. يجب على أي حركة أو نظام سياسي أن يجعل الشباب في قلب استراتيجياته.

3- الاعتماد على الذات:

الاعتماد على الذات هو مفتاح النجاح. حماس أثبتت أن الاعتماد على النفس يمكن أن يؤدي إلى تحقيق إنجازات كبيرة، حتى في ظل ظروف صعبة، فأنشأت الاكاديميات العسكرية التي تحتاج لها، دعمت المحاضن التربوية لها، انتشرت مجتمعيا عبر معسكرات طلائع التحرير فتقربت إلى كافة الشرائح العمرية فلا يخلو بيت من وجود مقاوم داخل صفوف المقاومة.

إن نجاح حماس في التفوق العسكري والاجتماعي والاستخباراتي على الاحتلال الإسرائيلي يعود إلى مجموعة من العوامل، منها الرؤية الواضحة، والاعتماد على الذات، والاستثمار في الشباب. فبينما فشلت الحركات الإسلامية الأخرى في الحفاظ على مكتسباتها السياسية، استطاعت حماس أن تصبح نموذجا يُحتذى به في مجال المقاومة والتنظيم.

في النهاية، يمكننا القول إن حماس ليست مجرد حركة مقاومة، بل هي مشروع شامل يهدف إلى تحرير الأرض وإعادة الكرامة للشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • تسريب فيديو يوثق لحظة اغتيال حسن نصر الله.. وغالانت يكشف كواليس العملية
  • فيديو.. انفجار يقتلع الأرض في عملية اغتيال نصر الله
  • تفاصيل جديدة تُكشف عن اغتيال نصر الله.. غالانت طلب مُضاعفة كمية المتفجرات (فيديو)
  • غالانت يهاجم نتنياهو: كان بإمكاننا جلب رهائن أكثر بثمن أقل
  • غالانت يعترف: أوامر بقتل الأسرى مع مقاتلي حماس باستخدام “إجراء هانيبال”
  • محلل إسرائيلي شهير: خطة ترامب لن تنجح وتهديداته تردع دولا مثل كندا وكولومبيا وليس حماس 
  • الدفاع المدني في غزة: 10 آلاف شهيد لايزالون تحت الأنقاض
  • بعد حرائق لوس أنجلوس.. تحديات تواجه إعادة بناء أكثر من 100 ألف منزل
  • مختص: العمر الافتراضي لزيت المحرك يُحسب بالساعات وليس بالكيلومترات .. فيديو
  • كيف نجح الطالب (حماس) وأخفق الأستاذ (الحركات الإسلامية)؟