العلاج التقليدي الشعبي الذي حفظ الله به جنس السودانيين السمر : الكف الصاموتي.
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
زمان ، لما الصدمات تكون أكبر من قدرة الزول على التحمل ، أهلنا بلاحظو أعراض معينة . تلقى الزول طلع من طورو ، و بقى يردد في الكلام و يعيد في القصص بما يشعر السامع أن الصدمة أثرت على عقله و تكاد تفقده صوابه..
طوالي أهلنا بعالجوها بالكف الصاموتي..
الكف الصاموتي كان له دور كبير في بقاء الدولة السودانية ، كم أعاد جماعات من الناس الى صوابها و أفاقها من محاولات الهرب من تأثيرات الألم و صعوبة مواجهة الواقع .
إختيار مسار الهروب عن المواجهة ، يلجيء البعض للبحث عن لحظة جنون مؤقت ، يبعث فيه الأمل أنه ربما تختفي المصيبة و تنزاح الغمة. أو يبعث الله رجلا خارقا يكفيه مؤنة الإفاقة.
في تقاليدنا ، هناك رفق بالمرأة التي يسمح لها ما لا يسمح للرجل. الرجل تنتظره الأسرة و القرية و الجماعة ليكون حامل الراية و صاحب الفكرة و المشروع : كيف التصرف ؟
سرعة الإفاقة من الصدمة و ليس الإنغماس في وحلها هو الذي يميز العناصر القوية و الكائنات السائدة في عملية الإنتخاب الطبيعي الجارية في محاولات الأجناس الغازية للسيطرة على أراضي غيرها و طرد أهلها الأصليين أو دفنهم تحت ترابها.
البعض يعرف عن نفسه الضعف ، و يعرف عنها ميلها الى الركون في وحل الصدمة و التلذذ بالبقاء خارج شبكة الإدراك خوفا من العودة للواقع المر الذي يتطلب منك التماسك أمام الناس و تمالك النفس لتقدم إجابات ينتظرها منك الناس ، و ماذا بعد ؟
اليوم حصلت كارثة كبيرة رأينا مثلها خلال هذه الحرب . هب أن قائد المنطقة أو المدينة أو الجيش طلب من مساعديه فترة للركون الى النفس و الحزن على ما فات . إذا سمحنا انفسنا بهذا الحق ، أظن أنه من العدل أن نسمح للجميع بهذا الغياب اللذيذ من الوعي و التهرب من إتخاذ القرار الذي يجب إتخاذه : الحرب أو الهرب . إذ أن كليهما يحتاج الى وعي قوي و إفاقة من صدمة الخسارة . و إلا فالعلاج التقليدي الشعبي الذي حفظ الله به جنس السودانيين السمر : الكف الصاموتي.
كائنا من كان .
عمار عباس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
هاني تمام: التدين الصحيح يخلو من الحقد واحتقار البشر
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن التدين في هذا العصر ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، موضحًا أن هناك أنماطًا من التدين تفتقر إلى جوهر الدين الحقيقي.
وأوضح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال تصريح اليوم الأحد، أن القسم الأول هو "التدين السياسي النفعي"، حيث يستغل البعض التدين كوسيلة لتحقيق مصالح شخصية وسياسية، مشيرا إلى أن هؤلاء الأشخاص يظهرون بمظهر المتدينين، ولكنهم يوظفون الدين لخدمة مصالحهم، وعند مواجهتهم بالحقيقة، يلجؤون إلى الهجوم والاتهامات الباطلة.
أما القسم الثاني، فهو "التدين الظاهري الشكلي"، حيث يقتصر التدين على المظاهر فقط، مثل ارتداء زي معين أو أداء العبادات الشعائرية دون الالتفات إلى جوهر الدين وأثره في تهذيب النفس والروح.
وفي المقابل، تحدث عن القسم الثالث وهو "التدين الصحيح المنضبط"، مشددًا على أنه يقوم على الالتزام بأوامر الله ونواهيه ظاهرًا وباطنًا. وأكد أن الدين الحقيقي يرفض التكبر واحتقار الناس ويحث على التواضع والرحمة حتى مع أهل المعاصي.
وروي قصة الإمام معروف الكرخي، الذي دعا للشباب العاصين بالهداية والفرح في الآخرة بدلًا من الدعاء عليهم، ليؤكد على أهمية الشفقة والرحمة في الدعوة إلى الله.
وشدد على أن التدين الصحيح يعني نقاء القلب من الحقد والكراهية، والتحلي بالمحبة والإخلاص والشفقة على الناس جميعًا، مشددًا على أن التكبر والاحتقار لا يعكسان الدين الصحيح ولا يرضيان الله ورسوله.