زمان ، لما الصدمات تكون أكبر من قدرة الزول على التحمل ، أهلنا بلاحظو أعراض معينة . تلقى الزول طلع من طورو ، و بقى يردد في الكلام و يعيد في القصص بما يشعر السامع أن الصدمة أثرت على عقله و تكاد تفقده صوابه..
طوالي أهلنا بعالجوها بالكف الصاموتي..

الكف الصاموتي كان له دور كبير في بقاء الدولة السودانية ، كم أعاد جماعات من الناس الى صوابها و أفاقها من محاولات الهرب من تأثيرات الألم و صعوبة مواجهة الواقع .

الكف عالج أفرادا من ضعف غريزة التكيف و العجز عن التأقلم مع الكوارث.

إختيار مسار الهروب عن المواجهة ، يلجيء البعض للبحث عن لحظة جنون مؤقت ، يبعث فيه الأمل أنه ربما تختفي المصيبة و تنزاح الغمة. أو يبعث الله رجلا خارقا يكفيه مؤنة الإفاقة.
في تقاليدنا ، هناك رفق بالمرأة التي يسمح لها ما لا يسمح للرجل. الرجل تنتظره الأسرة و القرية و الجماعة ليكون حامل الراية و صاحب الفكرة و المشروع : كيف التصرف ؟

سرعة الإفاقة من الصدمة و ليس الإنغماس في وحلها هو الذي يميز العناصر القوية و الكائنات السائدة في عملية الإنتخاب الطبيعي الجارية في محاولات الأجناس الغازية للسيطرة على أراضي غيرها و طرد أهلها الأصليين أو دفنهم تحت ترابها.

البعض يعرف عن نفسه الضعف ، و يعرف عنها ميلها الى الركون في وحل الصدمة و التلذذ بالبقاء خارج شبكة الإدراك خوفا من العودة للواقع المر الذي يتطلب منك التماسك أمام الناس و تمالك النفس لتقدم إجابات ينتظرها منك الناس ، و ماذا بعد ؟

اليوم حصلت كارثة كبيرة رأينا مثلها خلال هذه الحرب . هب أن قائد المنطقة أو المدينة أو الجيش طلب من مساعديه فترة للركون الى النفس و الحزن على ما فات . إذا سمحنا انفسنا بهذا الحق ، أظن أنه من العدل أن نسمح للجميع بهذا الغياب اللذيذ من الوعي و التهرب من إتخاذ القرار الذي يجب إتخاذه : الحرب أو الهرب . إذ أن كليهما يحتاج الى وعي قوي و إفاقة من صدمة الخسارة . و إلا فالعلاج التقليدي الشعبي الذي حفظ الله به جنس السودانيين السمر : الكف الصاموتي.
كائنا من كان .

عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لو سـاد الـحُـب لما احـتجـنا لـلـقـضـاء

جميلة هي المحبة بين الناس ولجميل أكثر حينما يقول شخص لآخر يحبه أنا أحبك امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا أحببت شخصاً فأبلغه بأنك تحبه. أما الأجمل بالإضافة لذلكم كله هو ما كان من هذا الحُب في الله، ولله، وليس من أساس مصالح شخصية ينتهي فيه هذا الحُب كيفما انتهت به هذه المصالح جاء في الحديث: المتحابون في الله على منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الأنبياء والشهداء، فالحُب إذاً خُلق رفيع لبناء وتقوية الجسور فيما بين الناس والذي متى تحقق كان مُجلباً لكل خير ومنفعة يطمحون إليها، وللحُب أنواع كثيرة: أهمها وأعظمها، الحُب في الله والبغض في الله بالإضافة لمحبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعموم الأنبياء والرسل والصحابة وكذلك حبُ القرآن الكريم ومحبة الوالدين وأفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء والزملاء والعلم النافع وجمال الطبيعة والكون وحبُ الإنسان المسلم للعبادات وترك المعاصي لأجل رضا الله وطاعته والنيل من أجره وثوابه العظيم يوم القيامة، وفي كتاب الله العزيز ما يُبيّن مدى أهمية الحُب على المحك السلوكي من ذلك على سبيل المثال : إن الله يُحب التوابين، ويُحب المتطهرين، ويُحب المتقين، ويُحب الصابرين، ويُحب المحسنين، ويُحب المقسطين، ويُحب المتوكلين وعلى النقيض من ذلك إذا ما مارس الإنسان سلوكيات مخالفة، لأوامر الله عز وجلّ كما في قوله تعالى على التوالي( إن الله لا يُحب كل مختال فخور، لا يُحب الخائنين، لا يُحب المفسدين، لا يُحب المعتدين، لا يُحب المسرفين، لا يُحب الظالمين) علماً بأن من المحبة ما يكون منها على صيغة ابتلاء ليختبر الله سبحانه وتعالى عبده المؤمن ويقيس إيمانه فضلاً عن تكفير الذنوب التي علقت به وتفريغ قلبه من مشاغل الدنيا الفانية إلى الانشغال بما ينفعه في دنياه وآخرته، كما في الحديث: إن عظم الجزاء من عظم البلاء وإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط، والعياذ بالله، وعوضاً عما سبق فإن الحُب بقدر ما لهُ من منافع وفوائد عظيمة وانعكاسات طيبة وجميلة على الذات الإنسانية بقدر ما له أضرار وانعكاسات مُخلة في عالم الكون والحياة، ولعل أولى هذه الانعكاسات الضارة والمخالفة بكل تأكيد محبة غير الله وتعبده وهو ما يدخل في نطاق الشرك المنافي لتوحيد الألوهية، وكذلك محبة أناس بذاتهم على حساب حقوق آخرين كسباً في رضاهم، وإن لم يكونوا كذلك أو طمعاً فيما لديهم من مال أو غيره من جوانب الحياة الأخرى غير المشروعة، وما ينجم عنها من بخس للحق وظلم يُعاقب الله عليها، فالـحُـب إذاً يُمثل روح الحياة وأكسير القلوب وله مستويات وصور متعددة، ولقد صدق من قال: لو سـاد الــحُــب بين الناس لما احتاجوا للقضاء. جعلنا الله وإياكم ممن رزقهم حبه وحبُ من يُحبه وحبُ كل عملٍ يقربنا من حبه، والله هو الهادي إلى سواء السبيل.

مقالات مشابهة

  • العريس الذي كان يتجهز لزفافه لكنه زُفّ إلى الجنة
  • شيكابالا ضد الأهلي .. أرقام الأباتشي في مواجهة الغريم التقليدي قبل قمة الدوري
  • القنصلية المصرية تتخذ خطوة جديدة تجاه منح التأشيرة لـ”السودانيين”
  • «مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الحدث الذي حصل من يومين سيؤثر على المسيرة، وسنعيد ترميم الأوضاع إن شاء الله بقدر ما نستطيع، وتم تشكيل لجنة للمحافظة على السلم الأهلي والمصالحة بين الناس لأن الدم يأتي بدم إضافي
  • محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين
  • الحمد لله، الجيش أثبت في النهاية إنّه شغّال بي خطّة
  • الشيخ نعيم قاسم : اسناد غزة لم يكن سبب الحرب على لبنان ..!
  • لو سـاد الـحُـب لما احـتجـنا لـلـقـضـاء
  • سعد: على الحكومة أن تدرك أن الدبلوماسية وحدها لن تزيل الاحتلال