بعد تورط أفغان في سلسلة هجمات انتحارية استمع

كابول "أ.ف.ب ":حذّر القائد الأعلى لأفغانستان هبة الله أخوندزاده عناصر طالبان من شن هجمات في الخارج، وفق ما ذكر وزير الدفاع محمد يعقوب مجاهد، بعد أيام على إعلان باكستان عن تورّط أفغان في سلسلة هجمات انتحارية شهدتها البلاد.

وقال مجاهد في خطاب موجّه إلى عناصر قوى الأمن الأفغانية بثّه التلفزيون الرسمي مساء امس الاول بأن القتال خارج حدود أفغانستان لا يعد "جهادا" بل حربا منعها أخوندزاده.

ونقل مجاهد عن أخوندزاده قوله "إذا سافر شخص من أفغانستان بهدف الجهاد، فلن يعتبر ذلك جهادا".

وتابع "إذا منع الأمير المقاتلين من التوجّه لخوض معركة وقاموا بذلك بجميع الأحوال، (فيسمى ما يقومون به) حربا لا دفاعا ".

تأتي التصريحات بعدما ذكرت إسلام أباد بأن المسلحين الذين يقفون وراء سلسلة هجمات انتحارية في باكستان يتلقون مساعدة من "مواطنين أفغان" عبر الحدود، بعد أيام على تفجير دام وقع قرب الحدود المشتركة بين البلدين وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه.

ولم يتّهم رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف حكومة طالبان الافغانية بالسماح بشن هجمات من أراضيها، لكنه قال إن العناصر الباكستانية تنشط من "ملاذات" في دولة مجاورة.

منذ عادت طالبان إلى السلطة في أفغانستان قبل عامين، شهدت باكستان ازديادا كبيرا في الهجمات التي ينفذها مسلحون تتركز في مناطق حدودها الغربية وتتبناها كل من حركة طالبان باكستان (الحليفة لطالبان الأفغانية) وتنظيم داعش.

ونفّذت طالبان الباكستانية التي شكّلها في 2007 مسلحون باكستانيون انشقوا عن طالبان الأفغانية لتركيز معركتهم على إسلام أباد لدعمها الغزو الأميركي لأفغانستان، سلسلة تفجيرات وهجمات في أنحاء باكستان.

وتصر سلطات طالبان الأفغانية على أنها لا تسمح بأن تستخدم مجموعات مسلحة تخطط لمهاجمة بلدان أخرى أراضيها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الأحجار الكريمة في أفغانستان.. تجارة عالمية في مواجهة التحديات

 كابل- تُعرف أفغانستان بثروتها الهائلة من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة، حيث تضم أكثر من 120 نوعًا، من أبرزها الزمرد، الياقوت، اللازورد، التورمالين، والعقيق.

تاريخيًا، كانت الأحجار الكريمة الأفغانية مطلوبة في الأسواق العالمية، خاصة في الهند، إيران، الصين، وأوروبا.

رغم هذه الثروة، يواجه القطاع تحديات عديدة، من بينها تراجع الطلب المحلي، وضعف البنية التحتية، والتهريب، وغياب مراكز متطورة للمعالجة والتصدير.

وعلى الرغم من الجهود الحكومية لتنظيم السوق وتعزيز الاستثمارات، لا تزال العقبات قائمة، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل هذا القطاع في الاقتصاد الأفغاني.

السوق التقليدي في كابل

يُعد سوق التحف القديمة (كوچه انتیک فروشى) في كابل من أهم مراكز تجارة الأحجار الكريمة في أفغانستان. كان هذا السوق، لعقود طويلة، وجهة للتجار والمستثمرين المحليين والدوليين، حيث تُباع فيه المجوهرات التقليدية والأحجار الخام والمصقولة.

سوق التحف يتميز بتقديم مجموعة واسعة من الأحجار الكريمة سواء كانت خامًا أو مصقولة (الجزيرة)

يتميز السوق بتقديم مجموعة واسعة من الأحجار الكريمة، سواء كانت خامًا أو مصقولة، بالإضافة إلى المجوهرات التقليدية المصنوعة يدويًا. يعد هذا السوق مركزًا هامًا للتجار الباحثين عن الأحجار النادرة ذات الجودة العالية.

إعلان أبرز المعروضات في السوق: اللازورد الأفغاني: يُستخرج من ولاية بدخشان، ويتميز بلونه الأزرق العميق. الزمرد البنجشيري: يُستخرج من وادي بنجشير، وهو من أجود أنواع الزمرد عالميًا. الياقوت الأحمر: حجر نادر وثمين يُباع بأسعار مرتفعة لنقاوته العالية. التورمالين والعقيق: يُستخدمان في صناعة المجوهرات الفاخرة. المجوهرات الفضية التقليدية: قلائد وخواتم مرصعة بالأحجار الكريمة، مشغولة يدويًا بأسلوب أفغاني تقليدي. الخناجر والتحف المزخرفة: خناجر وسيوف مزينة بالأحجار الكريمة، تجذب السياح وهواة التحف.

على الرغم من تنوع المعروضات، يعاني السوق من تراجع في الطلب بسبب الأوضاع الاقتصادية، مما أدى إلى إغلاق العديد من المحلات التجارية أو تقليص أعمالها.

أسباب تراجع الطلب

شهد السوق خلال السنوات الماضية تراجعًا حادًا في المبيعات. ويُرجع التجار هذا الانخفاض إلى تراجع القوة الشرائية داخل أفغانستان بسبب الأزمة الاقتصادية، بالإضافة إلى خروج العديد من المستثمرين الأجانب بعد سيطرة طالبان على الحكم.

كما أن ارتفاع تكاليف الإيجارات والضرائب أجبر بعض المحلات على الإغلاق.

يقول محمد فهيم نعيمي -أحد أقدم تجار السوق- "أعمل في هذا السوق منذ أكثر من 50 عامًا، وشهدت العديد من الأنظمة والحكومات، لكن لم يكن السوق في حالة من الجمود كما هو اليوم.

ويضيف للجزيرة نت "خلال العامين الماضيين، لم نشهد سوى التراجع والانكماش".

أما عبد الرؤوف، وهو تاجر شاب يعمل في السوق منذ أكثر من 15 عامًا، فيشير إلى أن غياب المشترين الأجانب أثر بشكل كبير على أعماله.

ويقول للجزيرة نت: "كان لدينا زبائن يأتون من أوروبا والصين والهند بشكل منتظم، لكن اليوم بالكاد نجد مشترين محليين، وهذا أجبرنا على تقليص حجم تجارتنا".

حلي ومصنوعات من الأحجام الكريمة في أسواق العاصمة الأفغانية كابل (الجزيرة) جهود حكومية لتنظيم القطاع

في محاولة لإنعاش تجارة الأحجار الكريمة، نظّمت وزارة المناجم والبترول مؤتمرًا حضره ممثلون من عدة دول ومسؤولون من البنك المركزي، بلدية كابل، ووزارات التجارة والصناعة والمناجم.

إعلان

ناقش المؤتمر إنشاء مركز حديث لمعالجة الأحجار الكريمة وفق المعايير الدولية، مما يسهم في تحسين جودة المنتجات وزيادة قيمتها السوقية قبل تصديرها.

يرى همايون أفغان، المتحدث باسم وزارة المناجم والبترول، أن إنشاء مراكز معالجة الأحجار الكريمة سيُحدث نقلة نوعية في القطاع.

ويقول للجزيرة نت: "الأحجار الكريمة الأفغانية لا يجب أن تُصدر كمواد خام، بل يجب معالجتها محليًا لرفع قيمتها وتحقيق عائدات أكبر للدولة".

تحديات تعيق تطوير القطاع

رغم هذه الجهود، لا تزال هناك تحديات كبيرة، من أبرزها:

ضعف الطلب المحلي وتراجع الصادرات بسبب القيود المفروضة. التهريب المستمر للأحجار الكريمة إلى باكستان وإيران، مما يؤدي إلى فقدان الحكومة لعائدات كبيرة، حيث تتم معالجتها في تلك الدول ثم بيعها بأسعار مرتفعة.
التجار يرجعون انخفاض المبيعات  إلى تراجع القوة الشرائية داخل أفغانستان (الجزيرة) مستقبل تجارة الأحجار الكريمة في أفغانستان

حسب بيانات وزارة الصناعة والتجارة، صدّرت أفغانستان خلال النصف الأول من عام 2024 أحجارًا كريمة وشبه كريمة بقيمة 21.7 مليون دولار.

ويؤكد أخندزاده عبد السلام جواد، المتحدث باسم الوزارة للجزيرة نت أن "هذا الرقم يعكس الإمكانات الهائلة التي يمتلكها قطاع الأحجار الكريمة في أفغانستان، لكنه لا يزال أقل بكثير من المتوقع بسبب القيود المفروضة على التجارة والتصدير".

مع استمرار الجهود الحكومية لإنشاء مراكز معالجة حديثة وتحفيز الاستثمار وتشديد الرقابة على التهريب، تبدو الآفاق واعدة.

وإذا نجحت هذه المبادرات، فقد يصبح قطاع الأحجار الكريمة محركًا رئيسيًا للاقتصاد الأفغاني، خاصة مع الثروة الهائلة التي تمتلكها البلاد من المعادن النادرة والثمينة.

ومع المزيد من الاستثمارات والتنظيم الفعّال، قد تستعيد أفغانستان مكانتها كأحد أهم مصدري الأحجار الكريمة في العالم.

مقالات مشابهة

  • تبادل إطلاق نار على الحدود الأفغانية الباكستانية وغلق المعبر بين البلدين
  • تبادل لإطلاق النار بين القوات الأفغانية والباكستانية عند معبر تورخام الحدودي
  • إصابات إثر اشتباكات حدودية بين أفغانستان وباكستان
  • الأحجار الكريمة في أفغانستان.. تجارة عالمية في مواجهة التحديات
  • روسيا: إحباط محاولة تنفيذ هجمات إرهابية في مترو العاصمة وكنيس يهودي
  • طالبان ترد على ترامب بشأن الأسلحة الأميركية والوجود الصيني
  • طالبان ترفض اتهامات ترامب بشأن وجود صيني في مطار باجرام
  • اسرائيل تنتهك اتفاق الهدنة وتشن هجمات وتمنع دخول المساعدات الى غزة
  • أبعاد أزمة معبر طورخم الحدودي بين أفغانستان وباكستان
  • بعد اتهامها بخيانة القيم وإغلاقها.. طالبان تسمح بإعادة بث قناة أريزو