بعد المناظرة.. ديمقراطيون يسعون للتوسط مع زوجة بايدن لإقناعه بعدم الترشح للرئاسة
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
الجديد برس:
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن طبقة من كبار المانحين في الحزب الديمقراطي أبدت تعاطفها مع الأداء الضعيف للرئيس الأمريكي جو بايدن في المناظرة، وتساءلت “عما إذا كانت تستطيع فعل أي شيء لتغيير مسار السباق”.
وفي وادي السليكون، كانت مجموعة من كبار المتبرعين تتصل وتتبادل الرسائل والبريد الإلكتروني فيما بينها بشأن الوضع الذي وصفته بأنه “كارثة محتملة”.
وتساءل المانحون عن الأشخاص الذين يمكنهم الاتصال بهم في محيط بايدن للوصول إلى جيل بايدن، السيدة الأولى، التي يمكنها أن تقنع زوجها بعدم الترشح، وفقاً لشخص مطلع على المحادثات.
ونقلت الصحيفة أن أحد المانحين في وادي السيليكون، الذي خطط استضافة حفل جمع تبرعات يضم بايدن هذا الصيف، قرر عدم الاستمرار في التجمع بسبب المناقشات.
وطرح بعض الديمقراطيين الأثرياء مداخلات، بينما أمل آخرون أن يدرك بايدن الحقيقة ويقرر الخروج بمفرده، وخططوا بصورة أكبر من أجل توجيه الأموال إلى المرشحين الذين يصوتون ضده.
أما المانحون الأكثر تفاؤلاً ببايدن، فأرادوا الانتظار حتى إجراء استطلاعات الرأي لمعرفة مدى تداعيات ذلك.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية قد ذكرت أن الأداء المتعثر للرئيس الأمريكي جو بايدن، في المناظرة التي جمعته بمنافسه الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، تركت الحزب الديمقراطي في “حالة اضطراب”.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين “يحاولون فرز آفاق الرئيس بعد ظهوره، بحيث تلعثم في عدد من الإجابات، وأثار مخاوف الناخبين على نطاق واسع من أنه كبير في السن، ولا يمكنه الخدمة”.
وطوال عدة أشهر، بحسب “وول ستريت جورنال”، جادل عدد من الديمقراطيين فيما إذا كان الرئيس، البالغ من العمر 81 عاماً، “مؤهلاً لولاية ثانية”.
وأجمعت وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى، خلال تقويمها المناظرة الرئاسية الأولى، على أن أداء بايدن، في المناظرة التي جمعته بترامب، كان “كارثياً”، وسط التأكيد أن على الحزب الديمقراطي أن يدق ناقوس الخطر.
وقالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية إن “الديمقراطيين يُفكرون فيما لم يفكروا فيه سابقاً، وهو “أنه حان الوقت لرحيل بايدن”.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
كيف قضى بايدن يومه الأخير بالرئاسة الأمريكية؟
واشنطن - الوكالات
قضى الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن يومه الأخير بمنصبه بتكريم الحقوق المدنية في ولاية كارولينا الجنوبية التي انتخبت خصمه دونالد ترامب عام 2020، ليترك بذلك البيت الأبيض بعد ولاية واحدة حاول فيها "استعادة روح أميركا والانتقال من عصر ترامب" العائد للسلطة، ليتركز إرثه بمحاولة الإصلاح داخليا رغم إخفاقات خارجية سيحفظها تاريخه.
وفي آخر زيارة رسمية له، أمضى بايدن وزوجته جيل بايدن يومهما في مدينة تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية التي عانت العبودية والتمييز العنصري.
وحضر بايدن -الرئيس 46 للولايات المتحدة- قدّاسا في الكنيسة المعمدانية التبشيرية الملكية، وهي كنيسة تاريخية للسود في شمال تشارلستون وقعت فيها مذبحة بحق مرتادي كنيسة من السود، وهدفت زيارته إلى التحدث عن إرث رمز الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ الذي يوافق اليوم الاثنين ذكرى تكريمه.
كذلك زار بايدن وزوجته المتحف الدولي للأميركيين الأفارقة بالولاية، والذي بُني على موقع يطل على الساحل حيث جلب عشرات الآلاف من الأفارقة إلى الولايات المتحدة من أواخر ستينيات القرن 18 حتى عام 1808.
واعتبر النائب الديمقراطي جيم كليبرن من كارولينا الجنوبية أن زيارة بايدن في يومه الأخير بالسلطة "رسالة شكر للولاية" التي ساعدته بالفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2020، رغم خسارته لها بالانتخابات الرئاسية.
حديث عن السلطة
وفي الكنيسة، توجه بايدن للمصلين قائلا "اعتاد والدي أن يقول إن الخطيئة الكبرى هي إساءة استخدام السلطة"، من دون أن يذكر اسم ترامب، والذي وجه له هذا الاتهام سابقا، لا سيما في خطابه السياسي خلال حملته الرئاسية معتبرا أن "ترامب يضع مصالحه الشخصية فوق مصالح البلاد".
وخلال الخطاب، حضّ بايدن الأميركيين على "الحفاظ على الإيمان بأيام أفضل مُقبلة"، مضيفا أن "الإيمان يعلمنا أن أميركا التي نحلم بها هي دائما أقرب مما نعتقد"، في ظل إشارته مرات سابقة إلى أن ترامب "دمر روح أميركا التي يحلم بها الأميركيون" بسياساته المقوّضة للديمقراطية، لا سيما بعد اقتحام مبنى الكابيتول من قبل داعميه 2021.
ورغم أن سياسات بايدن الداخلية طوال السنوات الأربع الماضية حاولت تعديل سياسات ترامب بقضايا الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية، فإن الحزب الديمقراطي وجّه اتهامات له بأنه ساهم بعودة ترامب للبيت الأبيض، واعتبروا أن ذلك سيبقى بإرثه.
فمن أبرز المشاهد في رئاسة بايدن هي المناظرة التي وصفت "بالسيئة" مع ترامب في 27 يونيو/حزيران الماضي، حين ظهر خلالها تراجع قدراته البدنية والذهنية، الذي أثار مخاوف الحزب الديمقراطي حول قدراته، غير أنه أصر على الترشح مرة أخرى، لينسحب بوقت متأخر من السباق الرئاسي.
ونتيجة ذلك، اعتبر الديمقراطيون أن بايدن لم يترك فرصة لنائبته كامالا هاريس التي ترشحت للرئاسة، مما أدى بالنهاية إلى خسارتها أمام ترامب رغم التبرعات الكبيرة التي حصدتها.
ويرى محللون أن إخفاق بايدن ببعض النواحي الاقتصادية، والذي أدى إلى ارتفاع مستويات التضخم في عامي 2021 و2022 حتى بلغ ذروته عند 9%، أسهم بعودة ترامب الذي أدرك أهمية الاقتصاد عند الأميركيين.
إخفاقات خارجية
وبينما احتفل ترامب بواشنطن الليلة الماضية مع بعض مقتحمي مبنى الكابيتول بتنصيبه، مستعدا لتنفيذ تعهده بتوقيع 100 أمر تنفيذي بيومه الأول بالبيت الأبيض وإلغاء بعض قرارات سلفه ليرسم سياسة أميركية جديدة فخورا بإنجازه صفقة قطاع غزة، يغادر بايدن بإخفاقات خارجية سيحفظها إرثه.
إذ يعتقد محللون أن سياسة بايدن الخارجية ساهمت باستمرار حرب قطاع غزة 15 شهرا، باستمرار دعمه لإسرائيل دون ممارسة الضغوط الكافية، حتى التوصل إلى صفقة الأسبوع الماضي في الدوحة بعد مشاركة ستيف ويتكوف مبعوث ترامب بالمباحثات.
كذلك يترك بايدن الرئاسة دون تمهيد الطريق لإنهاء الحرب المتواصلة في أوكرانيا، فلم تقدم إدارته أيضا في هذه الحرب سوى الدعم العسكري لكييف، كما لم تستطع منع اندلاع الحرب رغم معرفتها الاستخباراتية بنية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شنها.
وأول قراراته التي تعدّ إخفاقا بسياسة بايدن الخارجية كان الانسحاب الأميركي الذي وصف بالفوضوي من أفغانستان في أغسطس/آب 2021 وعودة طالبان للسلطة.
ورغم أن بايدن قال عام 2016 إنه "سيكون أفضل رئيس للولايات المتحدة" بخبرته السياسية التي استمرت عقودا، فإن إرثه يعكس إخفاقات اعتبر الديمقراطيون أنها قادت ترامب للرئاسة من جديد.