يمانيون – متابعات
دخل اليمن، رسمياً، نادي الدول القليلة المصنّعة للصواريخ الفرط صوتية، ليصبح أول دولة عربية منتجة لهذا السلاح الاستراتيجي.

وكشفت القوات المسلحة اليمنية عن إمكانات الصاروخ الباليستي الفرط صوتي الجديد «حاطم 2» الذي يعمل بالوقود الصلب، كما نشرت لقطات لاستخدامه للمرة الأولى ضد سفينة إسرائيلية.

ومن شأن ما تقدّم، أن يفرض تغييراً في المعادلة العسكرية براً وبحراً، ويدفع نحو توازن ردع مختلف في الحروب التي تشنها واشنطن وحلفاؤها في المنطقة، نظراً إلى قدرة هذا الصاروخ الذي يجمع بين «السرعة والقدرة على الطيران على ارتفاعات منخفضة والمناورة أثناء الطيران، ما يزيد من صعوبة اكتشافه بواسطة الرادار أو الأقمار الصناعية. وذلك يجعل من المستحيل تقريباً اعتراضه بواسطة الأنظمة الحالية»، بحسب ما تؤكده «وول ستريت جورنال» الأمريكية.

والسلاح الفرط صوتي هو عبارة عن صاروخ يمكنه الانطلاق بسرعة 5 ماخ – أي أسرع خمس مرات من الصوت على الأقل – وهو ما يعني أن بإمكانه اجتياز ميل في الثانية الواحدة.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين في البحرية قولهم إن اليمن استخدم أكثر من مرة صواريخ بسرعة 3 ماخ، وفي حالة واحدة على الأقل بسرعة 5 ماخ، فيما يجري حالياً تطوير نوعين من الأسلحة الفرط صوتية، الأول الصواريخ الجوالة المزودة بمحركات نفّاثة تدفعها لاجتياز سرعات الصوت، وهذا ما شوهد في الإطلاق اليمني المعلن؛ والآخر الرؤوس الحربية الفرط صوتية التي يمكن إطلاقها من مقاتلات.

ويأتي الإعلان عن إطلاق «حاطم 2»، في سياق الرسائل التي تطلقها صنعاء لتأكيد إصرارها على المضي في نصرة القضية الفلسطينية، بأي وسيلة ومهما تطلبت المواجهات.

رغم أن الجيش الأمريكي، الذي يخوض مواجهة مع «أنصار الله» في سياق هذه الحرب، لا يزال الأقوى عالمياً، فإن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، يمكن أن تساعد اليمن في تحدي هذا التفوق عبر التهرّب من أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية، المصمّمة لاكتشاف الهجمات أو التعامل معها.

ومن هنا، تشخص أنظار صنعاء نحو استهداف الأصول البحرية الأميركية في البحرين الأحمر والعربي، بما في ذلك حاملات الطائرات، والقواعد الرئيسية في المنطقة في حال تمادي واشنطن في العدوان على أراضيه.

وفي السياق، تشير المراكز البحثية في واشنطن إلى أن حركة «أنصار الله» التي تقرن الأقوال بالأفعال، سوف تحاول توسيع أهدافها إلى ما وراء البحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، باعتبار أنه كلما اتسعت المنطقة المستهدفة، كلما كان تأثيرها أكبر، وأنها هدفت عبر زيادة الضربات على الأصول الأميركية، إلى إظهار هشاشة القدرة الأمريكية أمام محور المقاومة، ولا سيما اليمن.

رسالة «حاطم 2» الإقليمية هي أن صنعاء لن تقبل بأن يهدّد التطبيع، الأمن القومي اليمني

وحقّقت المفاجآت الاستراتيجية التي تطلقها صنعاء، وخصوصاً في مجال التسليح، من خطوط إنتاج محلية، تحوّلاً في الصراع القائم في البحر الأحمر، رفع اليمن إلى مستوى التحدي مع واشنطن، وأفشل مبكراً أهداف الأخيرة القائمة على «ضرب القدرات العسكرية اليمنية»، باعتبارها تشكل تهديداً من وجهة نظر واشنطن، ليس فقط للكيان الإسرائيلي، بل للتواجد الأمريكي في المنطقة.

وفي سياق تنامي هذا «التهديد»، يستعد اليمن للانتقال إلى «المرحلة الخامسة» من العمليات، والتي يفترض أن تشمل تصعيداً نوعياً رداً على المجازر الإسرائيلية بحق أهل غزة، وهو ما لمسته وسائل إعلام إسرائيلية، معتبرة دخول منظومات صاروخية سرعتها تفوق سرعة الصوت تهديداً مباشراً لتل أبيب.

ولا يمكن فصل الحدث عن التطورات المحلية اليمنية، إذ تحاول واشنطن الضغط على صنعاء بواسطة الورقة الاقتصادية، عبر الإيعاز إلى الحكومة الموالية لها بنقل فروع البنوك وشركة الطيران الوطنية والشركات الكبرى إلى عدن. وفي هذا الإطار، تحمّل القيادة اليمنية، السعودية، المسؤولية الكاملة عن الخطوات التصعيدية والأحادية، وقد أشعرت الرياض بالأمر، ما دفع بالأخيرة إلى طلب مهلة إلى ما بعد الأعياد للمعالجة.

وفي حال التلكؤ، سيلجأ اليمن إلى خطوات يمكن أن تطال دول «التحالف العربي». وفي هذا الإطار، استغل نشطاء يمنيون فرصة إطلاق الصاروخ، وطالبوا على وسائل التواصل الاجتماعي القيادة السياسية في صنعاء بالرد بالمثل على عواصم دول «التحالف»، فيما رأى كتاب يمنيون أن السعودية لم تتوقّف عن عدوانها السابق، وهي حاضرة في قلب العدوان الراهن إلى جانب العدو الإسرائيلي، مع فارق أن قواعد الاشتباك حالياً تقتضي منها أن تحتجب عن الواجهة، حيث تتقدّم واشنطن الصفوف.

وفي الاتجاه نفسه، نزع نائب وزير الخارجية في صنعاء، حسين العزي، في منشور على «إكس»، الصفة المحلية عن الإجراءات الأخيرة، واصفاً إياها بـ«التصرف العربي» بحق اليمن، في إشارة واضحة إلى الدور السعودي، معتبراً أن «من المؤسف جداً» أن ذلك يأتي «في ظل الحرب مع العدو الإسرائيلي».

غير أن الأهم في رسالة «حاطم 2» الإقليمية إلى الدول المطبّعة أو التي على وشك التطبيع مع العدو، هو أن اليمن ألقى الحجّة على هذه الدول بالرسائل التي بعث بها قائد «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، في الأسابيع الأخيرة، ويقرنها اليوم بالتجارب العسكرية الاستراتيجية، ومفادها أن صنعاء لن تقبل بأن يهدّد التطبيع الأمن القومي اليمني، أو أن تهدّد إسرائيل الحدود الشمالية لليمن.

والجدير ذكره، هنا، أن «أنصار الله» تكشف تدريجياً، منذ بداية الحرب على غزة، عن سلسلة مفاجآت جديدة، في سياق جهدها المستمر لأخذ زمام المبادرة وتركيز قوتها العسكرية المتفوّقة في الزمان والمكان اللذين تختارهما، بشكل لا تتوقّعه التحالفات البحرية وكذلك «التحالف العربي».

وفي هذا السياق، نشر «الإعلام الحربي اليمني» مشاهد تعرض للمرّة الأولى لزورق «طوفان1» المسيّر محلي الصنع، والذي أغرق السفينة اليونانية «توتور» في البحر الأحمر في 12 حزيران الجاري.

– الاخبار اللبنانية – لقمان عبدالله

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أنصار الله فی سیاق

إقرأ أيضاً:

أنصار الله يتبنون هجوما ثالثا على حاملة طائرات أمريكية إثر غارات جديدة على اليمن

صنعاء دبي "أ ف ب" "رويترز": أعلن أنصار فجر اليوم مسؤوليتهم عن هجوم ثالث على حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر خلال 48 ساعة، في رد على الضربات الأمريكية التي تستهدف أنصار الله وأثارت احتجاجات في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن الذي مزقته النزاعات.

وقال المتحدث باسم الجماعة العميد يحيى سريع في بيان "ردا على استمرار العدوان الأمريكي على بلدنا" استهدفت الجماعة "حاملة الطائرات الأمريكية يو أس أس هاري ترومان شمالي البحر الأحمر بصاروخين مجنحين وطائرتين مسيرتين، ومدمرة أمريكية بصاروخ مجنح وأربع طائرات مسيرة".

وندد أنصار الله الثلاثاء بالضربات الإسرائيلية العنيفة خلال الليل على قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل المئات بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، متعهدين "تصعيد خطوات المواجهة".

وكان أنصار الله أعلنوا قبل أسبوع عزمهم استئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر امتدادا إلى بحر العرب، حتى "إعادة فتح المعابر" وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وجاء إعلان الجماعة عن هجوم ثالث بعدما قالت وسائل إعلام تابعة لهم إن الولايات المتحدة شنت غارات جديدة على اليمن ليل الاثنين، في أعقاب خروج حشود كبيرة في تظاهرات بالمناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله وخصوصا العاصمة صنعاء تنديدا بالضربات الأمريكية التي بدأت السبت وأودت بالعشرات.

ورفع المتظاهرون لافتات منددة والعلمين اليمني والفلسطيني إلى جانب علم حزب الله اللبناني وصور أمينه العام السابق حسن نصرالله الذي اغتالته إسرائيل في سبتمبر، فيما رفع آخرون المصاحف والسلاح، بحسب البث المباشر لقناة "المسيرة" التابعة للجماعة.

وهتف المتظاهرون "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل" خلال تجمعهم في ميدان السبعين في صنعاء، بعد يومين من الغارات الأمريكية التي استهدفت العاصمة ومناطق أخرى يسيطر عليها أنصار الله، وأسفرت عن مقتل 53 شخصا وإصابة 98 آخرين بجروح، بحسب وزارة الصحة التابعة للمتمردين.

وأعلن دونالد ترامب الاثنين أن إيران "ستحمل مسؤولية كل طلقة نار" يطلقها أنصار الله الذين يشنون هجمات على السفن التجارية قبالة سواحل اليمن منذ اكثر من عام و"ستتحمل عواقب" ستكون "رهيبة".

وليل الاثنين، أفادت وسائل إعلام تابعة لأنصارالله بتعرض مناطق يمنية لضربات أمريكية جديدة، بينها صنعاء ومحافظة الحديدة في غرب اليمن.

وقالت وكالة أنباء سبأ ان "عدوانا امريكيا استهدف بغارة مديرية باجل في الحديدة"، اضافة الى مصنع للصلب في منطقة الصليف في المحافظة نفسها، الامر الذي اكدته قناة المسيرة.

وأشارت "المسيرة" بعد وقت قصير إلى أن "عدوانا أمريكيا استهدف بغارة منطقة جبل صرف بمديرية بني حشيش .. وشارع الستين الشمالي" في صنعاء.

لا تهدئة

قال وزير الخارجية في الحكومة التابعة لجماعة أنصار الله اليمنية جمال عامر إن الحركة لن تجنح إلى التهدئة في حملتها ضد عمليات الشحن الإسرائيلية في البحر الأحمر تحت وطأة الضغوط العسكرية الأمريكية أو استجابة لمناشدات الحلفاء.

وتحدث عامر إلى رويترز في وقت متأخر الاثنين بعد أن شنت الولايات المتحدة موجة من الضربات على مناطق في اليمن يسيطر عليها الحوثيون الذين أعلنوا الأسبوع الماضي استئناف الهجمات على سفن شحن في البحر الأحمر لدعم الفلسطينيين في غزة.

وقال مسؤولان إيرانيان كبيران لرويترز إن إيران سلمت رسالة شفهية إلى مبعوث جماعة أنصار الله لدى طهران الجمعة لتهدئة التوتر، وأضافا أن وزير الخارجية الإيراني طلب من سلطنة عمان، التي تقوم بدور وساطة مع أنصار الله نقل رسالة مماثلة إلى الجماعة عند زيارته مسقط الأحد. وطلب المسؤولان عدم نشر اسميهما.

ولم تعلن إيران شيئا عن أحدث تواصل لها مع أنصار الله. وتقول طهران إن الجماعة تتخذ قراراتها بشكل مستقل.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تشن غارات مكثفة على اليمن واستهدفت محافظة صعدة
  • إلى متى تستمر الهجمات الأميركية على اليمن؟ إجابات من واشنطن
  • أنصار الله يتبنون هجوما ثالثا على حاملة طائرات أمريكية إثر غارات جديدة على اليمن
  • بشعار “ثابتون مع غزة : تظاهرات حاشدة في اليمن تنديدا بالضربات الأمريكية
  • هل يخطط ترامب لتدخل بري في اليمن؟
  • وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ستواصل استهداف الحوثيين في اليمن
  • واشنطن تقصف مواقع في اليمن.. والحوثيون يستهدفون السفن الأمريكية
  • قصف اليمن.. سلوكٌ أمريكي طائش أم مُخطط استخباري شامل؟
  • قرار صنعاء وفشل واشنطن في البحر الأحمر
  • قصف اليمن.. سلوكٌ أميركي طائش أم مُخطط استخباري شامل؟