“قلق على مستقبل إسرائيل”.. آلاف المستوطنين بدأوا هجرة عكسية إلى كندا
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
الجديد برس:
ذكر موقع “والاه” الإسرائيلي، أن الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين هاجروا إلى كندا، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضح الموقع، في تقريره، أن كندا تمنح الإسرائيليين “تأشيرة إنسانية”. وبحسب التقديرات، استغل آلاف الإسرائيليين الفرصة فعلاً، وغادروا إلى هناك.
ونقل الموقع عن ميشال هاريل، التي انتقلت إلى كندا قبل نحو 5 أعوام، وتدير موقعاً يساعد الإسرائيليين على الهجرة، قولها إن كندا “توفر حياة مريحة، ومجتمعاً تعددياً، ونظاماً صحياً عاماً، وتعليماً ممتازاً، وأفقاً اقتصادياً للأجيال المقبلة، إلى جانب الطبيعة الخلابة”.
وأشار الموقع إلى وجود برنامج كندي خاص باستقبال المهاجرين الإسرائيليين، موضحاً أن البرنامج، الذي أُعلن بداية العام، تم تمديده في الأيام الماضية عاماً آخر، بحسب ما يرى البعض، بسبب التصعيد في الشمال.
وتم إطلاق مشروع يمنح الإسرائيليين تأشيرة عمل لمدة 3 أعوام في كندا، يمكن خلالها تقديم طلب للحصول على الإقامة الدائمة، أو المواطنة الكاملة.
ولدى سؤالها عن “الانتماء الوطني إلى إسرائيل”، ردت هاريل بأن هناك “حالات منعزلة من ردود فعل أقل سروراً في الشبكات، لكن الجميع سعداء بالمشروع، وبمساعدة الإسرائيليين الذين يحتاجون إلى الراحة”.
وذكر الموقع أن كندا كانت دوماً “وجهة مفضلة للهجرة لليهود من جميع أنحاء العالم”، وأن اليهود يتمتعون في كندا بحياة مريحة وهادئة، وخالية من مظاهر معاداة السامية.
وبحسب التقديرات لآخر إحصاء في 2021، يعيش في كندا نحو 400 ألف إسرائيلي، معظمهم في تورونتو، يُضاف نحو 2000-3000 إسرائيلي إليهم سنوياً، لكن من المحتمل أن يكون عددهم زاد بصورة ملحوظة منذ بداية الحرب.
ومنذ بداية الحرب، تحدث الإعلام الإسرائيلي عن عدد كبير من الإسرائيليين الذين غادروا الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكشف ازدياداً كبيراً في “الهجرة” العكسية اليهودية.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
خرائطُ “إسرائيل” المُتخيَّلة .. سوريا بين “ممر داوود” و “مملكة باشان”
يمانيون../
أرضُ الميعاد أَو “إسرائيلُ الكبرى” الممتدة بين النيل والفرات، وإن كانت خارطة مُتخيَّلة لا صلةَ لها بالتوراة المُنزَّلة على نبي الله موسى “عليه السلام” ولا حتى التاريخ، لكنها مع ذلك مشروع يشق طريقه بلا هوادة منذ وُضِعَ على جدول العمل اليهودي في ظل رعاية ودعم غربي – أمريكي، وبجميع الوسائل والأساليب الممكنة والمتاحة، سواءٌ أكان عبر الحروب المدمّـرة أَو بالمقايضات والمفاوضات، مع حرص على توظيف التعقيدات والتشابكات الإقليمية والدولية.
وما شهدناه نهاية العام 2024 من استهداف للجغرافيا السورية وتوسيعِ العدوّ الإسرائيلي احتلاله يأتي ضمن ما يصفه الصهاينة بوضوح بتحقيق النبوءة التوراتية؛ فما موقع سوريا ضمن معتقد وثقافة العدوّ الإسرائيلي؟، هذا ما نركز عليه؛ باعتبَاره الرؤية الحاكمة لسياسة العدوّ تجاه هذا البلد العربي، وسيظلُّ مستقبلُ سورية في قبضتها دونَ أن يُغيِّرَ في ذلك سقوطُ نظام وقدوم آخر، ولا علاقات الداعمين للحُكام الجدد ولا التنازلات ولا أي شيء آخر.
ممر داوود:
لليهود حُلمٌ أَو وعدٌ مزعومٌ بأرض تمتد بين نهرَي النيل والفرات، ولربما تردّد في أذهان الكثير كيف يمكنُ أن يتمدد الاحتلال الصهيوني بين النهرَين فيما الحواجز كثيرة؟ وَقد يكون أغنى عن السؤال احتلالُ الجولان بعد وقت يسيرٍ من إنشاء كيان العدوّ وإعلان قيامه على أرضنا الفلسطينية العربية، وإن كنا نستبعد ذلك فمعرفةُ العدوّ التاريخي لأمتنا ظل على هامش اهتمام الجهات المختصة وذات الصلة بالثقافة والتعليم في كُـلّ بلدان ودول أمتنا، تحت وصاية أمريكية غربية جهلت الأجيال العربية الإسلامية، مع ذلك هي ذي الأحداث والوقائع على الأرض، تخبر الجميع أن للعدو ما تُسميه التوراة المُحرفة “ممر داوود” للوصول إلى شط الفرات، وأن خطى العدوّ تسارعت ضمن هذا الممر وقطعت مسافة عجزت عنها طيلة خمسة عقود.
جاء في الأساطير اليهودية: “فخرج داوود إلى نهر الفرات؛ ليبني صرحًا هناك، وفي طريقه هزم ملكَ صوبة السورية بالقرب من أرض حماة” وتذكر الكتاباتُ العبرية أن نهر الفرات مذكورٌ أكثرَ من 50 مرة في الكتاب المقدَّس، وهو مرجعٌ جغرافي يشكّل جُزءًا من بداية ونهاية العالم في الكتاب المقدَّس! وفي سفر التثنية: “وعد اللهُ بمنح بني إسرائيل الأرضَ الممتدةَ من الفرات إلى البحر الأبيض المتوسط” مع إشارات إلى أن النبيَّ إشعياء استخدم نهر الفرات كرمز لإمبراطورية آشورية، هدّدت بغزو “إسرائيل” وضمن ما يوردُه اليهودُ منسوبًا للتوراة: “في ذلك اليوم قطع الربُّ مع أبرام ميثاقًا قائلًا: لنَسْلِكَ أُعطِي هذه الأرضَ من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات”.
بشكل عام يُشكل ممر داوود عنصرًا جغرافيًّا ورمزيًّا مهمًّا بالنسبة لليهود، ويلعب دورًا في “خطة الله” المُرتبطة بأرض الميعاد بحسب التعبير اليهودي، وهذا الممر يبدأ من الجولان إلى القنيطرة ثم السويداء فالتنف، وهذه نقطة وصل تربط الممر بجزء آخر من مناطق البادية السورية ــ دير الزور والرقة وهما الحواضنُ الرئيسية لنهر الفرات في سوريا، ومن الواضح أن إنشاء القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا أقيمت على طول هذا الممر، وكيان العدوّ الإسرائيلي يتمدد أكثر ضمن هذه الجغرافيا، في عملية عسكرية عدوانية وَسَمَها بـ “سهم باشان” في إشارة إلى خرافة يهودية تتكاملُ مع مشروع ممر داوود.
مملكةُ باشان:
تقدِّم السرديةُ اليهودية جُزءًا من أراضي سورية بوصفه مملكةً يهوديةً قديمةً تُسمى باشان، كما نجد في هذه المقتطفات: “ثم قاد موسى الشعبَ نحو باشان، وخرج ملك باشان، عوج، لمواجهتهم بجيشه في إذرعي، وقبل المعركة أخبر اللهُ موسى ألا يخاف عوج؛ لأَنَّ اللهَ سيعطي “إسرائيل” النصرَ ويسمح لـ “إسرائيل” بالاستيلاء على باشان، وكانت المعركة انتصارًا عظيمًا لـ “إسرائيل”، واستولى الإسرائيليون على باشان” ونصوص السردية اليهودية تُضخِّمُ ملكَ باشان في سياقِ إظهار الغلبة ضد أعداء هائلين مع النجاح في توسُّع الأراضي تحت سيطرة اليهود، وضمن ما تقدّمه الكتاباتُ اليهودية عن أهميّة هذه المملكة الخَصبة للغاية المعروفة بالزراعة والمياه العذبة نقرأ عن الماشية البرية في مراعيها الغنية وأشجار البلوط في غاباتها وجمال سهولها الواسعة، ونجد أَيْـضًا استغرابًا ضمن هذه الكتابات أن الكتاب المقدس لا يذكر محاصيل القمح فيما تشتهرُ بها البلاد اليوم.
بحسب هذه السردية كانت مملكة باشان تتألف من ستين مدينة رئيسية كلها ذات أسوار عالية وبوابات، وكان جبل حرمون يقع في باشان، وتحد مملكة سيحون الأمورية من الجنوب، ومملكتَي جشور ومعكة السوريتَينِ من الغرب”، وباشان في الإشارات الصهيونية الحديثة تضم مرتفعات الجولان وتمتد من جبل الشيخ غربًا إلى جبل العرب في السويداء شرقًا، ومن جنوب دمشق حتى حوض اليرموك وسهل حوران.
ويلاحَظُ أن العدوّ الإسرائيلي قبل أن يسمِّي عملية إسقاط الأراضي السورية بـ “سهم باشان” سبق وأطلق على الفِرقة العسكرية المكلَّفة بمنطقة مرتفعات الجولان “باشان 210” قُبَيلَ أن تجد الفرصة أمامها سانحة لإعادة رسم الخريطة السورية وفقًا لتصميمها الخاص على طريق تثبيت خريطة “إسرائيل الكبرى” المتخيَّلة، من خلال احتلال كامل المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان وقمم جبال الشيخ، وُصُـولًا للقنيطرة، وبحسب باحثين سوريين فَإنَّ العدوَّ الإسرائيلي يحتل في الوقت الراهن أكثر من 400 كيلومتر مربع من الأراضي السورية، في إطار تنفيذ ما وصفها مجرمُ الحرب بنيامين نتنياهو بالوصية “التلمودية” في كلمةٍ له: “سنحقّق نبوءةَ إشعياء، لن تسمعوا بعد الآن عن الخَراب في أرضكم” بما تحملُه من إشارات من إسقاط ما يُعرَفُ إسرائيليًّا بممر داوود من الأراضي السورية وُصُـولًا إلى العراق، قبيل أن يتوج نشر خريطة “إسرائيل” المُتخيَّلة التعبير عن رغبة منهجية طويلة الأمد في تحقيق “إسرائيل الكبرى” بالإضافة إلى تصريحات جديدة، تداولها إعلامُ العدوّ مطلع هذا الأسبوع عن عناصرَ صهيونية تشغل مناصبَ عليا تؤكّـد أن العدوّ سيُثبِّتُ احتلالَه في محيط عملياتي يبلغ 15 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، مع “منطقة نفوذ” تمتدُّ 60 كيلومترًا تحتَ سيطرة الاستخبارات.
غيرَ أن الكثيرَ من المراقبين لا يفصلون توسُّعَ سيطرة واحتلال العدوّ الإسرائيلي عن مشروع تقسيم سوريا إلى كانتونات، بينها كيانٌ كردي شمالي سوريا، وبتكامل كُـلِّ هذه الخطط يُمكِنُ في رؤية الصهاينة أن “تصبح سوريا خاليةً من المناورات الجيوسياسية، وسوف يصبح الأكراد أحرارًا في تشكيل دولتهم الخَاصَّة، وسوف يصبح الفلسطينيون أحرارًا في إقامة “وطن” جديد في الأردن” ونحن نخصِّصُ البحثَ القادمَ عن الأردن في الأساطير اليهودية والخِطاب الثقافي والسياسي للعدو الإسرائيلي.
عبد الحميد الغرباني| المسيرة