رغم الحياة التي السعيدة التي يعيشونها يقرر بعض الأزواج في هولندا إنهاء حياتهما معا فيما يعرف بالـ"القتل الرحيم الثنائي"، وهو أمر قانوني ونادر، ولكن في كل عام، يختار المزيد من الأزواج الهولنديين إنهاء حياتهم بهذه الطريقة.

آخر تلك الحوادث كانت في أوائل حزيران/ يونيو الحالي حين قرر الزوجان جان وإلس إنهاء حياتهما بعد ما يقرب من خمسة عقود من الزواج، حيث ماتا معا بعد أن أعطاهما طبيبان دواءً مميتًا لإنهاء حياتهما.



قبل ثلاثة أيام من لفظ أنفاسهما الأخيرة بإرادتهما، جلس الزوجان في شاحنتهما الكبيرة في مرسى مضاء بأشعة الشمس في فريسلاند، شمال هولندا، فهُما يحبان التنقل باستمرار، وقد عاشا معظم فترة زواجهما في مقطورة متنقلة أو على متن قوارب، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".


يبلغ جان من العمر 70 عاماًفيما تبلغ زوجته إلس، 71 عاماً وتعاني من الخرف.

عندما كانا زوجين شابين، عاشا في قارب منزلي عائم، واشتريا لاحقًا سفينة شحن وأسسا شركة لنقل البضائع عبر الممرات المائية الداخلية في هولندا.

كان جان يعاني من آلام خطيرة في الظهر بسبب العمل الشاق الذي كان يقوم به لأكثر من عقد من الزمن.

في عام 2003، خضع جان لجراحة في ظهره، لكنه لم يتحسن، وتوقف عن استخدام العقاقير المسكنة الثقيلة ولم يعد قادرًا على العمل، بينما كانت إلس لا تزال مشغولة بالتدريس، أحيانًا كانا يتحدثان عن "القتل الرحيم"، أوضح جان لأسرته أنه لا يرغب في العيش لفترة طويلة مع الإعاقة الجسدية، وفي هذا الوقت تقريبًا، انضم الزوجان إلى منظمة "الحق في الموت" الهولندية.

قال جان لابنه الوحيد: "إذا تناولت الكثير من الأدوية، فإنك تعيش مثل الزومبي"، "لذا، مع الألم الذي أعاني منه، ومرض إلس، أعتقد أنه يتعين علينا إيقاف هذا."

عندما يقول جان "إيقاف هذا"، فهو يعني "التوقف عن العيش".

في عام 2018، تقاعدت إلس عن التدريس، كانت تظهر عليها علامات الخرف المبكرة لكنها كانت مصرة على عدم رؤية الطبيب.

في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، بعد تشخيص إصابتها بالخرف، غادرت إلس غرفة استشارة الطبيب وهي غاضبة، تاركة وراءها زوجها وابنها.

وبعد أن علمت إلس أن حالتها لن تتحسن، بدأت هي وجان وابنهما في مناقشة فكرة القتل الرحيم الثنائي حيث يموت الاثنان معًا.

في هولندا، يعتبر "القتل الرحيم" والانتحار بمساعدة الغير أمرا قانونيا إذا تقدم شخص ما بطلب طوعي، ويجري تقييم معاناته الجسدية أو النفسية من قبل الأطباء على أنها "لا تحتمل"، ودون أمل في التحسن، ويتم تقييم كل شخص يطلب "القتل الرحيم" من قبل طبيبين؛ يقوم الطبيب الثاني بمراجعة التقييم الذي أجراه الطبيب الأول.

في عام 2023، توفي 9068 شخصًا بـ "القتل الرحيم" في هولندا، أي نحو 5 بالمئة من إجمالي عدد الوفيات، وكان هناك 33 حالة من الحالات توفيت بالـ "القتل الرحيم الثنائي"، أي 66 شخصًا.

في حالة رغبة الزوجين في إنهاء حياتهما معًا، يجب على الأطباء التأكد من أن أحد الشريكين لا يؤثر على الآخر.

شهد الدكتور بيرت كايزر حالتين من "القتل الرحيم الثنائي"، ولكنه أيضًا يتذكر لقاءه بزوجين آخرين، حيث اشتبه في أن الرجل كان يضغط على زوجته، ثم في زيارة لاحقة، تحدث مع المرأة بمفردها، بحسب "بي بي سي".

"قالت إن لديها الكثير من الخطط..!" يقول الدكتور كايزر، موضحًا أن المرأة تدرك بوضوح أن زوجها مريض بشدة، لكن ليس لديها خطط للموت معه.

ويقول الدكتور كايزر: أوقفت عملية "القتل الرحيم" لهما وتوفي الرجل لأسباب طبيعية، فيما لا تزال زوجته على قيد الحياة.

الدكتور ثيو بوير، أستاذ أخلاقيات الرعاية الصحية في الجامعة اللاهوتية البروتستانتية، هو أحد المنتقدين القلائل لـ "القتل الرحيم" في هولندا، ويعتقد أن تقديم الرعاية التلطيفية غالبًا ما يخفف من الحاجة إلى استخدامه.

"أود أن أقول إن الوفاة على يد طبيب يمكن تبريرها، ومع ذلك، يجب أن يكون هذا استثناءً."

ما يقلق الدكتور بوير هو تأثير حالات "القتل الرحيم الثنائي"، خاصة بعد أن اختار أحد رؤساء الوزراء الهولنديين السابقين وزوجته أن يموتا معًا في وقت سابق من هذا العام، وتصدرا عناوين الأخبار العالمية.

"في العام الماضي، شهدنا العديد من حالات "القتل الرحيم الثنائي"، وهناك توجه عام لتحويل المتوفين إلى أبطال بسبب الموت معًا،" يقول الدكتور بور، "لكن التابو حول القتل العمد بدأ يتآكل، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالـ "القتل الرحيم الثنائي."

في اليوم السابق لموعدهما مع أطباء "القتل الرحيم"، اجتمعت إلس وجان وابنهما وأحفادهما معًا، ولأن جان يتمتع بعقلية عملية للغاية، فقد أراد أن يشرح لهم خصائص شاحنتهما الكبيرة المتنقلة حتى تكون جاهزة للبيع.

"ثم خرجت في نزهة على الشاطئ مع والدتي"، يقول ابنهما، "كان الأطفال يلعبون، وألقينا بعض النكات... كان يومًا غريبًا للغاية".

"أتذكر أننا كنا نتناول العشاء في المساء، وبدأت الدموع تنهمر من عيني بمجرد رؤيتنا جميعًا نتناول العشاء الأخير معًا."

في صباح يوم الاثنين، اجتمع الجميع في دار رعاية المسنين المحلية، وكان هناك أصدقاء الزوجين الأعزاء، إخوة جان وإلس، وزوجة ابنهما مع ابنهما.

"كان لدينا ساعتان معًا، قبل أن يأتي الأطباء"، يقول: "تحدثنا عن ذكرياتنا... واستمعنا إلى الموسيقى.
"كانت النصف ساعة الأخيرة صعبة جدًا"، يوضح ابنهما: "وصل الأطباء وحدث كل شيء بسرعة .. يتبعون الإجراءت المعتادة، وبعد ذلك لم يبق سوى دقائق قليلة."


تلقى الزوجان إلس فان لينينغن وجان فابر الدواء القاتل من قبل الأطباء وتوفيا معًا في يوم الاثنين 3 حزيران/ يونيو 2024.

لم تعرض شاحنتهما للبيع بعد، حيث قرر ابن إلس وجان الاحتفاظ بها لفترة والذهاب في إجازة مع زوجته وأطفاله.

ويختتم الأبن قائلا: "سأبيعها في النهاية، لكن أرغب أولاً في صنع بعض الذكريات مع العائلة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم هولندا القتل الرحيم انتحار هولندا القتل الرحيم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إنهاء حیاتهما فی هولندا فی عام

إقرأ أيضاً:

لعمامرة في نواكشوط: حان الوقت لإنهاء المعاناة المفجعة في السودان

اختتم “الاجتماع التشاوري الثالث حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان” أعماله باعتماد البيان الختامي المرفق، وقد ضم الاجتماع، الذي انعقد بدعوة من الجمهورية الإسلامية الموريتانية بصفتها الرئيس الحالي لقمة الاتحاد الأفريقي، ممثلين رفيعي المستوى من المنظمات المتعددة الأطراف ودول راعية لمبادرات سلام في السودان.

وأكّد المشاركون على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في السودان سعيا لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد، وحثوا الأطراف المتحاربة على احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وتعهداتها بموجب إعلان جدة.

كما جدد المشاركون عزمهم على تعزيز التنسيق وتكثيف الجهود بما يضمن تكامل مختلف المبادرات الرامية إلى إنهاء الحرب في السودان واستئناف عملية سياسية بشكل يشمل الجميع.

من جهته، قال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان، السيد رمطان لعمامرة: “إنه لمشهد يدمي القلوب أن يستمر الصراع الدائر – منذ ما لا يقل عن 20 شهراً حتى الآن – وعواقبه الوخيمة على شعب السودان، لاسيما النساء والأطفال. لا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع”. وأردف قائلاً: “هناك مسؤولية جماعية تقع على عاتقنا لبذل كل جهد ممكن من أجل إنهاء تلك المعاناة المفجعة في السودان والتي طال أمدها”.
وشدد المبعوث الشخصي لعمامرة على أن الشراكة بين المنظمات متعددة الأطراف وصناع السلام الرئيسيين لا غنى عنها، مشيراً إلى أنه “لدينا تاريخٌ بارز من النجاحات والمنجزات الجادة، والتي قامت على وحدة الهدف والجهود الشاملة والوساطة الفعالة. وإنني على ثقة بأننا سنواصل تعزيز ذلك، بما يضمن تكامل جهودنا وتناغمها وتنسيقها دعماً للسودان وشعبه.”

نواكشوط: السوداني

   

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا السوداني عبد الرحيم يصل القاهرة ويؤكد رغبته في الزواج من فتاة مصرية
  • الرجالة كانت بتغير منه.. طليقة مصطفى فهمي تكشف أسرارا عن حياتهما قبل الانفصال
  • طارق الشناوي: تعيين عبد الرحيم كمال رئيساً لجهاز الرقابة على المصنفات خلال ساعات
  • بعد الهجوم على سوق عيد الميلاد في ألمانيا: هولندا: خطر حقيقي للإرهاب
  • عن ترشيح قائد الجيش للرئاسة.. ماذا قالت مصادر الثنائي الشيعي؟
  • لعمامرة في نواكشوط: حان الوقت لإنهاء المعاناة المفجعة في السودان
  • اكتشاف أرضية مصنوعة من عظام الحيوانات في مبني قديم بـ هولندا
  • الدولار يتجه لإنهاء الأسبوع عند أعلى مستوى والين عند أدنى مستوى
  • وفاة والد الكاتب والسيناريست عمر طاهر.. وعبد الرحيم كمال ينعيه
  • هولندا تتخلّى عن النمط التقليدي لمسابقات ملكة الجمال.. امرأة متحولة جنسياً تفوز باللقب لأول مرة