النشيد الإسرائيلي كمرآة لبغض وحقد مُتجذِّر
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
لا يُمكن فهم حقيقة الصراع العربي- الإسرائيلي دون النظر في الرواية الفكرية والأيديولوجية التي تُشكّل عقلية الطرف الآخر، وتأتي الرموز الوطنية كَأحد أهم المفاتيح لفهم هذه الرواية، ولعلّ النشيد الوطني الإسرائيلي “هتكفا” (الأمل) يُقدّم نموذجاً صادماً لِمُستوى البغض المتجذر تجاه العرب والمسلمين، حيث تُكرّس كلمات النشيد الإسرائيلي مفهوماً خطيراً وهو ادعاء “أرض بلا شعب لِشعبٍ بلا أرض”، فتتغنّى بِـ “نفس يهودية تشتاق إلى صهيون” دون الإشارة إلى وجود سكان أصليين لِهذه الأرض، مُتجاهلةً حقائق التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا.
وفوق ذلك كله السياسات والممارسات اليومية للاحتلال الإسرائيلي، من تهجير، قتل، اعتقالات عشوائية، وتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات والمرافق العامة، كلها أمثلة على مستوى الكراهية والعدوانية التي يحملها الصهاينة للعرب والمسلمين عامة وللشعب الفلسطيني، بل منظومة كاملة من الكراهية والعدوانية المتغلغلة في كل جانب من جوانب السياسات الصهيونية.
إنّ حصر الهوية الإسرائيلية في البُعد الديني اليهودي هو في حدّ ذاته إقصاءٌ مُمنهج لِمُكوّنات أخرى من المجتمع الإسرائيلي نفسه، ناهيك عن كونه يستثني ويلغي حقيقة التنوّع الديني والثقافي في فلسطين التاريخية.
إنّ اللافت للنظر هو غياب أيّ إشارة في النشيد الإسرائيلي للعرب أو للمسلمين، سواء بشكلٍ سلبي أو إيجابي، فهو لا يتضمن أيّ دعوة للعيش المُشترك أو التسامح أو السلام، هذا التجاهُل المُتعمد يُعبّر عن نظرةٍ “أحادية” تَعتبر الطرف الآخر “غير موجود” بِبساطة، وهو ما يُفسر إلى حدّ بعيد السياسات الإسرائيلية القائمة على الإقصاء والتنكيل والتطهير العِرقي.
إنّ ادعاء “الأمل” الذي يحمله اسم النشيد الإسرائيلي يَبدو أقرب إلى السّخرية في ظلّ واقع مُظلم يعيشه الشعب الفلسطيني تحت احتلالٍ وحشيّ ينتهك أبسط حقوقه الإنسانية، فما هو مصير “الأمل” في ظلّ اليأس والظلم والقهر والاحتلال ؟
ختاماً، إنّ “هتكفا” ليس مجرد “أغنية” أو “كلمات”، بل هو نَصٌّ مُؤسّس لِأيديولوجيا احتلالية قائمة على إلغاء الآخر وتجريده من إنسانيته، وهي جزء من تحدٍ كبير نواجهه كعرب ومسلمين، بالإصرار على حقوقنا، والتضامن وبالعمل المشترك لتحقيق العدالة والسلام وإعادة المسلوب.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاد الشيخ الشعراوي.. أبرز محطات في رحلة إمام الدعاة حتى تصدره المشهد الديني
في مثل هذا اليوم، 15 أبريل 1911، وُلد الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي في قرية دقادوس بمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية، ليكون أحد أبرز أعلام الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، حيث تُعدُّ مسيرته العلمية والدعوية نموذجًا يُحتذى به، فقد بدأ رحلته من حفظ القرآن الكريم في سن الحادية عشرة، ثم انتقل إلى تلقي علومه في الأزهر الشريف، ليُصبح من أبرز مفسري القرآن في العالم الإسلامي.
انطلق الشيخ الشعراوي في رحلته الدعوية من معاهد الأزهر، حيث درس في معهد الزقازيق، ثم في كلية اللغة العربية بالقاهرة، وحقق طموحاته العلمية والشرعية.
في فترة دراسته، كانت لديه ميول أدبية واضحة، فكان مبدعًا في الشعر، وتولى عدة مناصب طلابية، منها رئاسة اتحاد الطلاب، ما أكسبه شعبية بين زملائه وأساتذته، وبالرغم من تلك النجاحات، قرر الشيخ الشعراوي أن يسلك طريق العلم الشرعي بعد أن أصرَّ والده على إلحاقه بالأزهر الشريف رغم رغبته في البقاء بالقرية.
في سنواته الأولى بعد التخرج، عمل في معاهد الأزهر، ثم انتقل للعمل في المملكة العربية السعودية، حيث قام بتدريس الشريعة الإسلامية في جامعة أم القرى، وقد تميز في تدريس مادة العقائد رغم صعوبتها، وأثبت قدرته الكبيرة على تفسيرها بشكل منطقي وسهل، ما جذب إليه الطلاب، حيث كانت هذه الفترة بمثابة مرحلة تأسيسية في بناء شخصية الشيخ الدعوية.
عاش الشيخ الشعراوي في فترة مليئة بالأحداث السياسية والمجتمعية، حيث انشغل بالحركة الوطنية، وكان له دور في مقاومة الاحتلال البريطاني، كما تولى عدة مناصب هامة في مصر والخارج.
وفي عام 1976، أسند إليه الرئيس أنور السادات وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، وهو المنصب الذي مكنه من إحداث تغييرات كبيرة في مجال الدعوة.
في فترة ولايته، قام الشيخ الشعراوي بدور ريادي في نشر الفكر الوسطي، وأصدر قرارات هامة شملت تأسيس أول بنك إسلامي في مصر.
كان أيضًا له حضور قوي على شاشة التلفزيون المصري، حيث قدم تفسيرًا للقرآن الكريم بأسلوبه السهل والمبسط في برنامج «نور على نور»، ما جعله من أشهر علماء الدين في العالم العربي والإسلامي.
قدم تفسيرات آيات القرآن بأسلوب مبسط وبعيد عن التعقيد، مما جعل تفسيره يتلقاه الناس بمختلف مستوياتهم العلمية.
أثر الشيخ الشعراوي لم يقتصر على مصر فقط، بل تجاوزها ليشمل العالم الإسلامي بأسره، حيث جاب العديد من الدول محاضرًا، مُؤثرًا، ومُستشارًا في قضايا دينية وفكرية.
وقد حصل على العديد من الجوائز التقديرية تقديرًا لجهوده في الدعوة، منها وسام الاستحقاق ووسام الجمهورية من الدرجة الأولى، فضلًا عن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.
وفي 17 يونيو 1998، توفي الشيخ محمد متولي الشعراوي عن عمر يناهز الـ87 عامًا، بعد أن ترك إرثًا علميًا ودعويًا ضخمًا لا يزال حاضراً في أذهان المسلمين.
اقرأ أيضاً«سميرة عبد العزيز»: تم تسميتي أم العظماء لدور أم الشعراوي.. فمش معقول أمثل أم بلطجي
حصن نفسك من السحر.. اقرأ دعاء الشيخ الشعراوي
لقاء جمعه مع الإمام.. رشوان توفيق مُتحدثًا عن الشعراوي: «قيل إنه رأى الرسول أثناء احتضاره»