دراسة حول الصلة بين الحمض النووي والأجسام المضادة
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
أجرى باحثون من كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة، وسدرة للطب، وكلية براندنبورغ الطبية دراسة باستخدام البيانات الجينومية وعينات المصل لنحو 800 مشارك من السكان المقيمين في دولة قطر، لتحديد التباين في بعض الجينات المناعية التي يمكن أن تؤثر على إنتاج الأجسام المضادة التي تسبب الحساسية تجاه المواد غير الضارة.
وقام فريق البحث بدراسة التغيرات داخل الجينات التي تتحكم في جهازنا المناعي، وتحديدا جينات مستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA) من الفئة الثانية، لمعرفة ما إذا كانت بعض التغييرات يمكن أن تعزز أو تحمي من الحساسية، وكانوا مهتمين بإنتاج نوع مُشتق من الأجسام المضادة يسمى الغلوبولين المناعي E (IgE)، والذي يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل تحسسية مفرطة.
استخدم الفريق البحثي بيانات وعينات من قطر بيوبنك، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حيث يدعو قطر بيوبنك المواطنين القطريين والمقيمين منذ فترة طويلة في قطر للمشاركة في جهد أكبر لمساعدة الباحثين على فهم كيفية تطور الأمراض واستخدام هذه المعلومات للمساعدة في الوقاية من الأمراض في المستقبل.
ويُقدم المشاركون معلومات حول أنماط حياتهم وتاريخهم الطبي ويقدمون عينات بيولوجية، مثل الدم والأمصال التي أخذوها، وقد استفادت هذه الدراسة من البيانات والعينات المتاحة التي جمعها قطر بيوبنك من المواطنين القطريين والمقيمين في قطر لمدة طويلة، والذين غالبا لا يتم تمثيلهم بشكل جيد في الدراسات الطبية الأخرى.
وقال الدكتور جورج نمر، العميد المؤقت والأستاذ بكلية العلوم الصحية والحيوية: «يسُرنا التعاون مع سدرة للطب وكلية براندنبورغ الطبية، في إجراء أبحاث جينومية مهمة للمنطقة العربية، تلبي احتياجاتهم العلمية والطبية، وفي نفس الوقت تساهم في الارتقاء بالوضع الصحي للمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: تدمج مبادراتنا البحثية الخبرة العلمية التي تضم مجموعة من الباحثين المخضرمين في الجامعة، وشركاء مرموقين من الخارج متخصصين في العلوم السريرية والصحية»، لافتا إلى أن كلية العلوم الصحية والحيوية بجامعة حمد بن خليفة تتصدى للتحديات الصحية الوطنية والعالمية، من خلال تثقيف وتأهيل الأجيال المستقبلية من المهنيين في مجالات علوم الطب الحيوي، وعلم الجينوم، والطب الدقيق، وعلوم اللياقة البدنية والصحة، كما تتضمن البرامج البحثية للكلية نماذج للأمراض التي تدرسها، لتُقدم نتائج ملموسة لمواجهة تحديات الأمراض السريرية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر
إقرأ أيضاً:
هل يمكن للفول السوداني علاج حساسية الفول السوداني؟
ي دراسة رائدة هي الأولى من نوعها، وجد الباحثون أن تناول كميات ضئيلة من الفول السوداني يمكن أن يُخفف من حساسية الفول السوداني لدى البالغين بل ويغير حياتهم.
علاج الحساسية… بمسبب الحساسية؟نعم، هذا ما حدث فعلًا في تجربة سريرية حديثة أجراها باحثون من كلية كينجز كوليدج لندن ومؤسسة "جايز وسانت توماس" التابعة لـ NHS. أُجريت الدراسة على 21 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، شُخّصوا سريريًا بحساسية الفول السوداني.
وخلال التجربة، خضع المشاركون للعلاج باستخدام ما يُعرف بـ "العلاج المناعي الفموي"، حيث تناولوا كميات صغيرة جدًا من دقيق الفول السوداني تحت إشراف طبي صارم.
نتائج مذهلة ومبشّرةبعد أشهر من تناول جرعات متزايدة تدريجيًا، تمكّن 67% من المشاركين من تناول ما يعادل خمس حبات فول سوداني دون أي رد فعل تحسسي. وأصبحوا قادرين على تضمين الفول السوداني أو منتجاته في نظامهم الغذائي اليومي دون خوف.
وقد صرّح البروفيسور ستيفن تيل، المشرف على الدراسة:
"شهدنا ارتفاع متوسط القدرة على تحمل الفول السوداني بمقدار 100 ضعف.. الخطوة التالية ستكون التوسّع في التجارب وتحديد مَن هم البالغون الأكثر استفادة من هذا العلاج.
أثر نفسي وتحسّن في جودة الحياةبعيدًا عن النتائج البيولوجية، لاحظ الباحثون تحسنًا كبيرًا في الحالة النفسية للمشاركين. فالخوف الدائم من التعرض العرضي للفول السوداني، خاصةً في المطاعم أو السفر، تراجع بشكل ملحوظ.
تقول هانا هانتر، أخصائية التغذية المشاركة في الدراسة: أخبرنا المشاركون أن العلاج غيّر حياتهم، وأزال عنهم الخوف من الأكل، ومنحهم حرية كانت مفقودة منذ سنوات.
تجربة شخصية مؤثرةكريس، البالغ من العمر 28 عامًا، كان أحد المشاركين: “كنت أرتعب من الفول السوداني طوال حياتي.. بدأت بملعقة زبادي ممزوجة بدقيق الفول السوداني، وبحلول نهاية التجربة، كنت أتناول أربع حبات كاملة كل صباح. الآن، لم يعد هذا الخوف جزءًا من حياتي”.
هذه الدراسة تحمل بارقة أمل حقيقية للبالغين الذين ما دام ظنوا أن حساسية الفول السوداني مصير لا مفرّ منه ومع أن العلاج ما زال تحت التجربة ويتطلب إشرافًا طبيًا صارمًا، إلا أن نتائجه تشير إلى بداية عهد جديد في التعامل مع الحساسية الغذائية لا بالتجنّب، بل بالتدرّب على التحمّل.