يتأهب اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، لمزيد من النمو خلال النصف الثاني من العام الجاري محققاً نقلات نوعية وإنجازات استثنائية بفضل البيئة الاستثمارية والاقتصادية المستقرة القادرة على مواصلة الازدهار على الرغم من حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.

ويأتي الأداء المتوقع في 2024، استكمالاً لسلسة نجاحات العام الماضي، بعد أن سجل الاقتصاد الوطني نسب نمو إيجابية على مستوى المؤشرات الكلية، مدعوما بمبادرات مبتكرة ومتنوعة لعبت دوراً محورياً في دفع عجلة التنمية الاقتصادية الشاملة نحو مزيد من النمو المعزز بإجراءات تشريعية وتنظيمية داعمة، وجهود متواصلة لتطوير القطاعات الاقتصادية.

وتشير الإحصائيات الرسمية، إلى بلوغ الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة لدولة الإمارات خلال 2023 نحو 1.68 تريليون درهم بنمو 3.6%، فيما بلغ الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بالأسعار الثابتة 1.25 تريليون درهم بنمو 6.2%، ليحل بذلك الاقتصاد الوطني في المرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر النمو الاقتصادي الحقيقي في إجمالي الناتج المحلي.

وتؤكد المؤسسات والبنوك الدولية على التوقعات المتفائلة للاقتصاد الوطني، حيث يرى البنك الدولي أن دولة الإمارات تستعد لتكون الاقتصاد الأفضل أداء على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي هذا العام، مع نمو متوقع للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.9% يرتفع إلى 4.1% في العام المقبل 2025، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي، نمو الاقتصاد الوطني بنسبة 4% في 2024، مدعوما بنشاط قوي في قطاعات السياحة والبناء والتصنيع والخدمات المالية.

 

حوافز اقتصادية

ويرى الدكتور كريم الصلح، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “جلف كابيتال”، أن اقتصاد الإمارات يواصل مسيرة النمو في اتجاه تصاعدي بعد أن حقق زخماً قوياً خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن حكومة الدولة كانت سباقة في تنفيذ العديد من الحوافز لدعم النمو الاقتصادي في مرحلة يشهد فيها العالم تحديات اقتصادية.

ويضيف ، أن مبادرات الإمارات شملت حزم تحفيز لدعم الشركات، وحوافز للاستثمار الأجنبي، ومبادرات لتعزيز سهولة ممارسة الأعمال التجارية، مشيراً إلى أن الإمارات تمتلك العديد من المقومات التي تؤهلها لتحقيق مزيد من النمو والازدهار وعلى رأسها موقعها الجغرافي الإستراتيجي، وبنيتها التحتية القوية، وسياساتها الداعمة للأعمال، وهو ما يسهم في جذب المستثمرين والشركات التي تسعى إلى الاستقرار وإيجاد فرص النمو.

ويلفت الصلح، إلى أن حكومة الإمارات شرعت في حملة تنويع طموحة في إطار رؤية 2030، واعتمدت سياسات اقتصادية قوية تتطلع إلى الأمام، تعطي الأولوية للتنويع الاقتصادي والابتكار والاستدامة، وهو ما حظي باهتمام إيجابي من المؤسسات المالية والبنوك الدولية، الأمر الذي زاد مستويات الثقة في الاقتصاد الوطني، وهو ما يتجلى في زيادة الاستثمار الأجنبي، وتحسن التصنيف الائتماني، وتعزيز القدرة التنافسية على الساحة العالمية.

 

زخم قوي

ويتوقع داميان هيتشين، الرئيس التنفيذي لـ”ساكسو بنك” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن يستمر اقتصاد دولة الإمارات في تحقيق معدلات نمو اقتصادي قوية تزيد عن 4% في 2024، ويعزز هذا التفاؤل قرار “أوبك” الأخير بزيادة حصة الإمارات اليومية من إنتاج النفط، بالإضافة إلى الزخم الكبير الذي تشهده القطاعات الاقتصادية غير النفطية.

ويشير داميان، إلى أن دولة الإمارات تحقق جاذبية متزايدة وفقاً للعديد من المؤشرات، حيث نجحت في جذب استثمارات أجنبية مباشرة بلغت 23 مليار دولار في 2022، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، فيما تحتل الدولة المرتبة 14 عالمياً في جذب الكفاءات المهنية وذلك وفقاً لمجموعة بوسطن الاستشارية.

ويري أن قطاعي السياحة والطيران يسهمان بشكل حاسم في دعم اقتصاد دولة الإمارات مع تدفق ملايين السياح إلى الدولة سنوياً، الأمر الذي يرفع معدلات الإنفاق والاستهلاك، لافتاً إلى أن قطاع الطيران يلعب كذلك دوراً حيوياً في تعزيز حركة التجارة والاستثمار الأجنبي، ويسهم في تحويل الإمارات إلى مركز عالمي لتقديم خدمات النقل والخدمات اللوجستية.

 

مسار إيجابي

من جهته، يتوقع فيجاي فاليشا، كبير مسؤولي الاستثمار في “سنتشري فاينانشال”، أن يحافظ اقتصاد الإمارات على نمو قوي خلال العام الجاري بنسب تزيد عن 4% وفق توقعات البنوك والمؤسسات الدولية، مدعوماً بالأداء الإيجابي لمختلف القطاعات وخصوصاً غير النفطية.

ويري فاليشا أن هناك عوامل رئيسية تقود نمو الاقتصاد الوطني حيث تعد إستراتيجية التنويع الاقتصادي بعيداً عن النفط، عنصراً أساسياً، مع التركيز على قطاعات مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والخدمات المالية والسياحة والبناء والعقارات، والتي تمثل أكثر من 70% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات.

ويشير فاليشا إلى أن التوقعات تقدر أن يحقق اقتصاد الإمارات الأداء الاقتصادي الأفضل بين دول الخليج والدول العربية خلال 2024 وذلك بفضل مبادراتها الإستراتيجية وسياساتها المستقبلية.وام

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

قفزة قياسية لأسعار الذهب في مصر.. وعيار 21 بـ 82 دولارًا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سجّلت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا قياسيًا ليتجاوز سعر جرام 21 - وهو الأكثر مبيعًا - 4100 جنيهًا (81 دولارًا)، مدفوعة بزيادة السعر العالمي للأوقية، مما تسبب في انخفاض الطلب المحلي على شراء المشغولات الذهبية - وفق تجار - وكذلك انخفاض الطلب على الاستثمار في السبائك والجنيهات الذهب بسبب نقص السيولة.

وانخفضت مشتريات المصريين من الذهب 50.1 مليون طن خلال عام 2024 بنسبة تراجع 12%، لتصبح مصر في المركز الثاني بعد السعودية بقائمة أعلى البلدان العربية شراءً للذهب، وفق بيانات مجلس الذهب العالمي.

وقال رئيس الشعبة العامة للذهب والمصوغات بالاتحاد العام للغرف التجارية، هاني ميلاد، إن أسعار الذهب في مصر سجّلت أعلى مستوى في تاريخها ليقفز سعر جرام عيار 21 إلى 4160 جنيهًا (82.15 دولار)، لافتًا أن هذه المستويات سبق أن اقترب منها سعر الذهب محليًا خلال فترة أزمة نقص الدولار.

وواجهت مصر أزمة نقص النقد الأجنبي خلال عامي 2022 و2023 بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الفائدة عالميًا مما أدى إلى خروج الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، وارتفاع تكلفة الاستيراد، وظلت الأزمة مستمرة حتى وقعت مصر صفقة تطوير مدينة رأس الحكمة مقابل 36 مليار دولار في فبراير/شباط 2024. وفي 6 مارس/آذار، اتخذ البنك المركزي المصري، قرارًا بتحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، وإتمام اتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي، مما انعكس على توافر النقد الأجنبي.

وأرجع ميلاد، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، سبب ارتفاع أسعار الذهب في مصر، إلى زيادة سعر الذهب العالمي ليصل إلى 2940 دولار للأوقية، نتيجة ارتفاع الطلب على الذهب عالميًا بسب إقبال الولايات المتحدة على شراء كميات ضخمة من المخزون العالمي، وحرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين ودول أخرى، متوقعًا استمرار زيادة سعر الذهب العالمي لتتجاوز الأوقية 3 آلاف دولار، خاصة في ظل استمرار التوترات التجارية والجيوسياسية.

وحول تأثير زيادة سعر الذهب على مبيعات السبائك والجنيهات الذهب، قال هاني ميلاد إن هناك تراجعًا في مبيعات الذهب محليًا بسبب نقص السيولة، فرغم وجود طلب على الذهب من الراغبين في الاستثمار لتحقيق عوائد مرتفعة، إلا أن نقص السيولة بالأسواق يحجم من المشتريات، وليس نتيجة ارتفاع السعر، إضافة إلى عوامل موسمية مع قرب دخول شهر رمضان، الذي يميل فيه المواطنون إلى شراء السلع الغذائية الأساسية.

وبالنسبة لتأثير زيادة السعر على المقبلين على شراء المشغولات الذهبية من أجل الزواج، قال ميلاد إن العديد من المقبلين على الزواج اتجهوا إلى خفض عدد جرامات "شبكة العروس" من المشغولات الذهبية بسبب ارتفاع سعرها، وكذلك اتجهوا لشراء مشغولات الألماس، لتعويض خفض جرامات الذهب، حسب قوله.

وانخفضت مشتريات المصريين من المشغولات الذهبية إلى 26.1 طن خلال عام 2024 مقابل 26.7 طن خلال العام السابق بنسبة تراجع 2%، وفق بيانات مجلس الذهب العالمي.

نصح رئيس الشعبة العامة للذهب والمصوغات بالاتحاد العام للغرف التجارية، الراغبين في الاستثمار طويل الأجل في الذهب بالشراء حتى في ظل المستويات السعرية المرتفعة؛ لأن المعدن الأصفر مخزن للقيمة، وملاذ آمن للاستثمار.

قال نائب رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، لطفي المنيب، إن أسعار الذهب سجّلت أعلى مستويات في تاريخها عالميًا نتيجة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، والحرب التجارية العالمية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وكندا، مما دفع المستثمرين إلى التحوط من تداعيات هذه الحرب بشراء الذهب باعتباره ملاذ آمن للاستثمار.

وأضاف المنيب، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أنه من الصعب التكهن بأسعار الذهب مستقبليًا في ظل التحركات غير المتوقعة للإدارة الأمريكية، وتغير مواقفها تجاه أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، ولكن أي تغير إيجابي في موقف الإدارة الأمريكية سيؤدي لانخفاض سعر الذهب عالميًا، والعكس.

وأشار لطفي المنيب إلى أن أسعار الذهب محليًا قرب أعلى مستوياتها في التاريخ، إذ سجّلت 4200 جنيهًا (83.02 دولار) خلال فبراير/شباط عام 2024، بسبب نقص الدولار في السوق، مما أدى إلى ارتفاع سعره إلى 70 جنيهًا، ولكن ارتفاع الذهب هذا العام يعود إلى زيادة السعر العالمي.

وقال المنيب إن ارتفاع سعر الذهب تسبب في انخفاض حجم مبيعاته، وفي الوقت نفسه زيادة حجم المعروض للبيع، خاصة من المستثمرين الذين اشتروا الذهب في مستويات أقل من الحالية لتحقيق جني في الأرباح، ومن المستثمرين الذين اشتروا الذهب بمستويات مرتفعة خلال نفس الفترة من العام الماضي لتخفيف حدة خسائرهم.

مصرالذهبنشر الأربعاء، 19 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • وزير الاقتصاد يتفقد مصانع في صنعاء: دعم للتصنيع المحلي وتعزيز الاقتصاد الوطني
  • عام التميز والأرقام القياسية لبنك التعمير والإسكان ومضاعفة صافي أرباحه لتصل إلى 11 مليار جنيه ويسجل أداءً مالياً متميزاً بنسبة نمو 83.1% بنهاية العام المالي المنتهي في 31 ديسمبر 2024
  • كيف عززت مصر استقرار الاقتصاد الكلي والمالي رغم التحديات الإقليمية؟
  • أستاذ اقتصاد: الدبلوماسية الاقتصادية عززت شراكات مصر واستثماراتها
  • قفزة قياسية لأسعار الذهب في مصر.. وعيار 21 بـ 82 دولارًا
  • أستاذ اقتصاد: مشروع تطوير رأس الحكمة الاستثمار الأهم في آخر 20 عاما
  • وزير المالية يبحث مع وفد من التجار والصناعيين معوقات نمو الاقتصاد ‏المحلي
  • جامعة قناة السويس تواصل أداء دورها المجتمعي من خلال تقديم خدمات متنوعة للمجتمع المحلي
  • الاقتصاد الإسرائيلي يسجل أبطأ وتيرة نمو له منذ أكثر من عقدين