يمانيون – متابعات
كشفت الاعترافات الجديدة لشبكة التجسس الأمريكية ـ “الإسرائيلية”، عن الوسائل والأساليب التي استخدمها العدو الأمريكي في استهداف الواقع الثقافي في اليمن واستقطاب وتجنيد الشباب للعمل لصالحه.

وتضمنت الاعترافات التي نشرتها الأجهزة الأمنية، أهم وسائل الاستهداف والاستقطاب والتجنيد أبرزها برامج ومشاريع الملحقية الثقافية في السفارة الأمريكية، والمنح الداخلية في المعاهد والجامعات، والمنح الخارجية في أمريكا، والشركات والمنظمات المرتبطة والتابعة للاستخبارات الأمريكية.

طلاب في المصيدة

وفي هذا السياق أشار الجاسوس بسام المردحي في اعترافاته إلى أن السفارة الأمريكية قدمت العديد من المنح للمواطنين اليمنيين في مجالات عدة منها المجالين الأمني والعسكري، ومنح أخرى كان يقدمها الملحق الثقافي منها منح تبادل ثقافي خصوصا لخريجي الجامعات، ومنح تبادل علمي، إضافة إلى منح لصحفيين ورسامين، وفنانين.

وذكر أنه وبعد أن “يقوم الأشخاص بالسفر إلى أمريكا يتم استقبالهم من قبل الجامعات والمعاهد ويتم عمل برامجَ تعليمية لهم وبرامج أخرى يتم من خلالها تغذيتهم بالأفكار والثقافة الأمريكية من تحرر وديمقراطية والأفكار الغربية التي لا تتناسب مع ثقافة اليمنيين”.

ولفت الجاسوس المردحي إلى أنه عندما يسافر بعض هؤلاء الطلاب إلى أمريكا يتم إسكانهم مع أسر أمريكية، وقد تكون هذه الأسر تابعة للـ CIA ويتم استغلال هؤلاء الطلاب وتغذيتهم بالأفكار الأمريكية واستغلالهم للقيام بعمل أبحاث ومقالات مقابل مبالغَ مالية 200 دولار فما فوق.

وأشار إلى أنه يتم أيضاً استقطاب هؤلاء الطلاب وتجنيدهم عبر استغلالهم إما عبر قصص حُبّ أو عبر الجنس أو عبر المخدرات أو عبر سد احتياجات ومساعدات، ويتم أيضاً أخذهم في رحلات في أمريكا، وخلال هذه الرحلات يقومون بتغذيتهم بالأفكار التحررية، ويتم في بعض الأحيان استغلالهم واستقطابهم للتجنيد من نواحٍ متعددة، حيث يعود الشخص بانطباع أن هؤلاء الأمريكيين طيبون، وأنهم أعطوه منحة بالمجان، وتكفلوا بالمصاريف والسكن.

فيما أوضح الجاسوس محمد الخراشي، أن “أسامة الآنسي كان يعمل لدى السفارة الأمريكية في صنعاء بقسم الملحقية الثقافية، وهو مدير المشاريع والبرامج، وعمله الرئيسي هو تمويل المشاريع والبرامج والمنح التي تهدف إلى غسل أدمغة القائمين الذين يأخذون المِنح، وتجنيدهم لصالح السفارة الأمريكية”.

ولفت إلى أن ” إيناس العليمي بدأت مسيرةَ عملها في السفارة الأمريكية في القنصلية، ومن بعدها انتقلت إلى قسم الملحقية الثقافية، وتعمل مديرة قسم في الملحقية الثقافية، وهو قسم متخصص في إنشاء أو ترشيح منح للشباب اليمني، وإرسالهم إلى الخارج لغسل أدمغتهم، وإرجاعهم كناشطين أو كخريجين يعملون لصالح الحكومة الأمريكية”.

وقال” خريجو ثالث ثانوي كثيراً ما يسافرون إلى الخارج، ويتم غسل أدمغتهم، ومعظمهم رجعوا بأفكار مختلفة عن قيمهم وعاداتهم التي كانوا عليها، ومعظم البنات بَدَأْنَ يفكِّرْنَ بالاستقلالية، وخلع الحجاب، وأشياء كثيرة”.

وأضاف “الشباب بدأوا يفكرون بالحرية وبعضهم أعلنوا المثلية في أمريكا، ولم يعودوا حيث جلسوا هناك بذريعة أنهم مثليون وشيء من هذا القبيل، وأصبحوا ناشطين في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي”.

برنامج الزائر الدولي

بدوره تطرق الجاسوس شايف الهمداني إلى برنامج الزائر الدولي الذي يعد أحد وسائل الاستقطاب، حيث أشار إلى أن الظاهر لهذا البرامج هو تبادل المعلومات والمنفعة الثقافية والتعليمية بين الشعوب، ولكن في الحقيقة هو يهتم ببناء علاقات واستقطاب شخصيات مؤثرة من مختلف شرائح المجتمع من سياسيين واقتصاديين وأكاديميين وغيرهم.

ولفت إلى أن الهدف من ذلك هو السيطرة على هؤلاء الأشخاص مما يسهل الحصول على معلومات منهم وأيضا التأثير على القرار في مختلف شؤون الحياة في اليمن بما يضمن السيطرة الأمريكية على هذا القرار وعلى المؤسسات التي يعملون فيها من خلال مشاركتهم في هذه البرامج بحيث يصبحون مصادر معلومات في هذا الجانب.

وبحسب الجاسوس الهمداني فإنه يتم التواصل مع هؤلاء الأشخاص بعد عودتهم من المشاركة في هذا البرنامج عبر دعوتهم إلى الحفلات الخاصة بالسفارة الأمريكية أو إلى اجتماعات مع مسؤولي الوكالات أو الملحقيات التي رشحت هؤلاء الأشخاص الذين لهم شخصيات بارزة تصل بهم إلى مرحلة صنع القرار مستقبلا ويصبحون مصدر معلومات للوكالات الأمريكية المختلفة بعد عودتهم من المشاركة.

بدوره أوضح الجاسوس هاشم الوزير أن ملف الاستقطاب من أهم الملفات التي تعمل عليها السفارة الأمريكية، حيث تبدأ العملية ببناء علاقة عادية مع الأشخاص تتدرج إلى تقوية العلاقة مع الأشخاص من خلال تكثيف الاجتماعات معهم وتوفير تسهيلات لهم ثم إرسالهم في برنامج الزائر الدولي إلى أمريكا وتعريضهم للقيم الغربية والأمريكية.

ولفت إلى أنه يتم أرسال هؤلاء الأشخاص إلى برامج في دول أخرى تابعة للأمريكيين أو مؤسسات تعليمية تابعة للأمريكيين بحيث يتم تشبعهم بالثقافة الأمريكية والغربية وضمان أنهم أصبحوا يدورون في نفس فلك هذه الثقافة وهذه التوجهات وهذه المصالح.

وأضاف” أستطيع القول بشكل عام أن الأغلبية طبعا يتم استقطابهم بواسطة المال والاعجاب بالثقافة الغربية واستخدام وسائل كبرنامج الزائر الدولي الذي يعتبر من أهم الوسائل العملية للاستقطاب وذلك من خلال اخذ الأشخاص إلى أمريكا وأبهارهم بالثقافة الأمريكية والغربية ومن ثم ضمان عودتهم إلى البلاد وعملهم لصالح الأمريكيين والغربيين.

معاهد للاستقطاب والتجنيد

وفي هذا السياق يقول الجاسوس هشام الوزير أن معهد أو مشروع أمديست، كان لديه مشاريع متعددة، أهمها القسم الإعلامي، حيث قام هذا المعهد بتدريب الشباب والبنات واستقطابهم، من خلال دراستهم في معاهد اللغة الإنجليزية التابعة للأمريكيين مثل معهد يالي ومعهد أمديست.

وأشار إلى أنه يتم التركيز على العناصر الذكية من هؤلاء الشباب والشابات وإرسالهم في منح لجهات أمريكية مثل الجامعة الأمريكية في بيروت، وَالجامعة الأمريكية في مصر، وَجامعة دوك في أمريكا، ثم يتم جر هؤلاء لخدمة المصالح الأمريكية.

حرب ناعمة على الدول النامية

بدوره تطرق الجاسوس جمال الشرعبي إلى الحرب الناعمة التي تستهدف بها أمريكا البلدان النامية ومنها اليمن.

وأشار إلى أن أمريكا تهدف من خلال هذه الحرب إلى نشر الثقافات الأمريكية في البلد، وسلخ الشباب عن هويتهم ومجتمعهم وجعلهم يؤمنون بثقافة الغرب، ونسيان ثقافتهم الدينية والوطنية، وتطعيم المناهج التعليمية بثقافة غربية؛ لنشر التبرج وكل ما ينسلخ بالشباب على المجتمع ويربطهم بالهويات الغربية.

الاستهداف الثقافي عبر الشركات والمنظمات

كما كشفت اعترافات الجاسوس عبد المعين عزان جانبا من الأنشطة التخريبية والاستخباراتية لشركة “لابس” التي تعد أحد الأذرع الناعمة للمخابرات المركزية الأمريكية.

وتعتبر شركة “لابس” إحدى شركات مجموعة موبي التابعة لرجل الأعمال الأفغاني سعد محسني، وهو تابع للمخابرات المركزية الأمريكية، وساعدته الأخيرة مع الجيش الأمريكي في إنشاء شركة موبي، والدخول إلى أفغانستان، وإنشاء شركة “لابس” في إطار المجموعة، ويفتتح أيضاً فروعاً لها في عدة دول منها في اليمن.

وفي العام 2013م تم افتتاح فرع لشركة “لابس” في اليمن من قبل امرأة بريطانية تدعى “سارة كاننجهام” بمساعدة رجل أعمال يمني، تابع للمخابرات المركزية الأمريكية.

وعملت الشركة لابس على مسارين رئيسيين في اليمن، المسار الأول هو جمع المعلومات، وإعداد الدراسات والمسوح في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية، وكل المجالات في البلاد التي كانت تعمل فيها، والثاني إعداد الحملات الإعلامية التي كانت تهدف إلى تغيير القناعات والتأثير أيضاً على الرأي العام في البلدان التي كانت تعمل وتنشط فيها الشركة.

وأشار الجاسوس عزان إلى أن الدراسات التي قامت بها الشركة تركزت بشكل أساسي على جمع المعلومات عن ميول المواطن اليمني وتوجهاته والتحديات التي تواجهه، وعن الوسائل التي يحب أن يتم مخاطبته من خلالها.

وذكر أن هذه المعلومات كانت ترسل بشكل أساسي وتشارك مع جهات مثل وزارة الدفاع الأمريكية، والمخابرات الأمريكية، بالإضافة إلى أنها كانت معلومات يمكن أن يتم استغلالها، والاستفادة منها سواء لأغراض عسكرية أو أمنية أو سياسية أو اقتصادية أو في أي شيء.

ومن الأنشطة الاستخباراتية التي قامت بها شركة “لابس” في اليمن، إعداد دراسة اللاند سكيب، وهي عبارة عن دراسة شاملة لمشهد الإعلام اليمني، لتحديد توجهات وميول المواطن اليمني وتحديد الوسائل الأكثر تأثيرا واللغة الأكثر قبولا لديه بهدف إرسال رسائل تعمل على تغيير قناعات المواطن اليمني.

وبحسب اعترافات الجاسوس عزان، فإن من الأنشطة الاستخباراتية لشركة لابس في اليمن أيضا عمل دراسة تستهدف تحديد الأذواق الشرائية وحتى القوة الشرائية للمواطن اليمني، وعن المنتجات التي يقبل عليها أكثر، والتي يرغب في شرائها، وتم مشاركة هذه الدراسة مع تجار أمريكيين وبريطانيين بغرض أن يدخلوا البضائع الأمريكية والبريطانية بالشكل الذي تحظى بالإقبال عليها من المواطن اليمني في حال ما تم استيرادها لليمن.

وأشار إلى أن من الأنشطة التي قامت بها شركة “لابس” إعداد وتنفيذ الحملات الإعلامية الواسعة، وذلك بالاعتماد على نتائج دراسات ومسوح المشهد الإعلامي اليمني المعروف بالـ “اللاند سكيب” الذي يعطي مؤشرات عن الوسائل الإعلامية الأكثر قرباً للمواطن اليمني، والأكثر شعبية واللغة المحببة له وذلك بغرض التأثير عليه، وتغيير قناعاته في مواضع معينة.

ويضيف الجاسوس عزان: “في العام 2017 نفذت شركة لابس في اليمن مشروع عن صحافة السلام، الممول من مبادرة الشراكة الشرق أوسطية، عبر منظمة آيريكس وهي منظمة أمريكية كانت تعمل في الأردن، وتضمنت أنشطة المشروع عقد ورش عمل ولقاءات وتدريبات لمجموعة من الصحفيين في وسائل مختلفة، وتم تنفيذها بالتزامن في صنعاء وعدن”.

وبحسب الاعترافات فإن الهدف من المشروع استقطاب وتجنيد الصحفيين واستخدامهم للنفوذ على المعلومات وتغيير قناعات الناس في مواضيع مختلفة مثل موضوع السلام وغيره وبحسب ما كان مقرر أن يكون أو بحسب ما تكون الحاجة إليه من معلومات.

استهداف رجال الدين

وفي إطار المخطط الأمريكي لاستهداف القطاع الثقافي باليمن، تطرق الجاسوس عبد المعين عزان، إلى دور منظمة “دار السلام” التي كانت من أبرز المنظمات المحلية المرتبطة بأدوار مخابراتية مشبوهة مع العدو.

وذكر الجاسوس عزان، أنه بدأ العمل في منظمة “دار السلام” مطلع العام 2018، وهي منظمة محلية أنشأها شيخ قبلي كان على علاقة وثيقة بالمعهد الديمقراطي الأمريكي، وقد أنشأت بدعم وتوجيهات من المعهد الديمقراطي الأمريكي، تحت شعار “حل النزاعات” وقد ارتبطت ارتباطاً مباشراً بالسفارة الأمريكية وسفارات أخرى وعدد من المنظمات الدولية، ولعبت أدواراً كبيرة في دعم الأجندات الأمريكية الإسرائيلية باليمن.

وذكر أن منظمة “دار السلام” عملت على عدد كبير من المشاريع والأنشطة المختلفة التي كانت تستهدف رجال الدين من الطوائف المختلفة في اليمن، وكانت تسعى لتعزيز ما يسمى الحوار الديني والتسامح الديني والمذهبي بين جميع الطوائف والأديان، وذلك بهدف اقناع رجال الدين في اليمن إلى قبول الطائفة اليهودية واحترامهم والتسامح معهم والتطبيع معهم.

وذكر الجاسوس عزان، أن منظمة “دار السلام” نفذت مشروعاً عندما كان مديراً تنفيذاً لها، بدعم وتمويل من الوكالة الألمانية للتنمية الـ GIZ حول ما يسمى التسامح والتعايش المذهبي الديني في اليمن، ويستهدف بشكل مباشر المناطق الواقعة تحت سلطة “أنصار الله”.

ولفت إلى أن المشروع استهدف خمسة من رجال الدين ممن كانوا على علاقة بالمنظمة، يمثلون المذاهب “الزيدية والشافعية والصوفيين والسلفية والإسماعيلية”، وقد هدف المشروع إلى تعزيز فكرة التطبيع والتسامح الديني مع اليهود.

شبكات التنصير

وكشف اعترافات الخلية أن الصهيونية تعمل على مدى عقود من الزمن على أنشطة التنصير واستقطاب العديد من الأشخاص وتحويلهم إلى عناصر تابعة لها مستخدمة عدة وسائل منها الوسائل الإعلامية ومنظمات ومؤسسات مختلفة كالجامعات والمدارس وصفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار الجاسوس عزان، إلى أن الجهات التبشيرية العاملة في اليمن كثيرة ومتعددة لكن كانت في أغلبها منظمات تتبع المؤسسات أو الكنائس البروتستانتية في أمريكا المرتبطة بالصهيونية العالمية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الملحقیة الثقافیة السفارة الأمریکیة المواطن الیمنی الزائر الدولی هؤلاء الأشخاص الأمریکیة فی وأشار إلى أن إلى أمریکا من الأنشطة رجال الدین دار السلام فی أمریکا التی کانت فی الیمن إلى أنه من خلال فی هذا

إقرأ أيضاً:

الأورومتوسطي: الاستهداف الأمريكي لمركز احتجاز مهاجرين يظهر خطورة الإفلات من العقاب

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، إنّ استهداف الجيش الامريكي مركزًا لاحتجاز مهاجرين في اليمن وقتل وإصابة العشرات منهم، يمثل تصعيدًا خطيرًا ، وانتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، وقد يرقى إلى جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وطالب الهيئات الأممية المعنية بإنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة تتمتع بولاية كاملة، وإيفادها إلى اليمن، بحيث تشمل مهامها توثيق الانتهاكات، وإجراء تحقيقات ميدانية، وتحديد المسؤوليات القانونية الفردية والجماعية عن الهجوم على مركز احتجاز المهاجرين في صعدة.

وأكد أنّ طبيعة الانتهاكات المرتكبة وجسامة الأضرار البشرية الناتجة عنها تفرضان تفعيل مسارات المساءلة على جميع المستويات، بما في ذلك دعم تحريك إجراءات قضائية بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية، لضمان محاسبة المسؤولين وعدم إفلاتهم من العقاب.

وأظهر اطلاع المرصد الأورومتوسطي على توثيقات مصورة للحظات الأولى عقب الهجوم أن المبنى الذي كان يحتجز فيه المهاجرون، والمكوّن من جدران أسمنتية وسقف من الصفيح، قد تعرض لدمار شبه كامل.

وأكد أن غياب أي معلومات عن اتخاذ الجيش الأمريكي تدابير وثائقية لتقليل الأضرار المدنية، كما في وقائع سابقة، يعزز الاشتباه بوجود إخلال جسيم بالتزاماته بموجب القانون الدولي الإنساني، لا سيما فيما يتعلق بمبادئ التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، والتناسب بين الخسائر والأهداف، وضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتفادي إيقاع أضرار بالمدنيين. وأكد المرصد أنّ هذا السلوك يظهر الولايات المتحدة كقوة فوق القانون، تتصرف بمعزل عن قواعد المساءلة الدولية، ولا ترى نفسها معنية بتقديم مبررات أو الالتزام بمعايير الشفافية التي قد تفضي إلى محاسبتها، محذرًا من أنّ استمرار هذا النهج يقوض أسس النظام الدولي، ويضعف آليات الحماية الجماعية، يكرّس إفلات من العقاب على أوسع نطاق.

ونبّه إلى أنّ مجرد مطالبة الولايات المتحدة بشفافية لا يكفي، بل يجب على مؤسسات المجتمع الدولي المختصة الشروع الفوري بتحقيقات مستقلة وشاملة في الهجوم، بغض النظر عن موقف الجهة المنفذة أو امتناعها عن الإفصاح.

وشدد على أنّ التحقيق في ملابسات الهجوم، وتحديد المسؤولين عنه، ومحاسبتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، ليس خيارًا تطوعيًا، بل التزامًا قانونيًا وأخلاقيًا تفرضه قواعد حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، لافتًا إلى أنّ أي إخفاق في مباشرة هذه التحقيقات أو تفعيل آليات المحاسبة سيُعدّ تواطؤًا فعليًا في تكريس الإفلات من العقاب، وتقويضًا إضافيًا لمنظومة القانون الدولي.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي، أنّ المهاجرين الذين تعرضوا للهجوم يتمتعون بحقوق قانونية مكفولة لهم بموجب القانون الدولي في مواجهة جميع الدول دون استثناء، بما في ذلك الولايات المتحدة، وليس فقط الدولة المضيفة.

ولفت إلى أنّ الالتزامات الدولية بحماية الحق في الحياة وسلامة المدنيين تنطبق على جميع أطراف النزاع، بغض النظر عن جنسية الضحايا أو مكان احتجازهم، مما يجعل استهداف مركز احتجاز المهاجرين انتهاكًا صريحًا لقواعد القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ طبيعة الموقع المستهدف، إلى جانب الخسائر البشرية الجسيمة الناتجة عن الهجوم، تثير شبهات خطيرة بوقوع جريمة حرب وفقًا لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998، والقواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني.

وقال : تشدد هذه المواثيق الدولية على الحظر المطلق لاستهداف المدنيين أو الأعيان المدنية، وضرورة اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحمايتهم وتحييدهم عن الأعمال العدائية، وتقليلا للأضرار التي قد تلحق بهم إلى الحد الأدنى، حتى في حال وجود أهداف عسكرية مشروعة.

ولفت إلى أنّ الولايات المتحدة تواصل استخدام القوة المسلحة على نحو غير قانوني، وتسهم في تصعيد العنف في المنطقة، بدلًا من تبنّي أي مسار يهدف إلى خفض التوتر أو معالجة الأسباب الجذرية للأزمة.

وأوضح أنّ جماعة "أنصار الله" كانت قد أعلنت بوضوح أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر تأتي ردًا على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الأمر الذي كان يستدعي تحركًا دبلوماسيًا مسؤولًا لمعالجة جذور الأزمة، غير أنّ الولايات المتحدة اختارت التصعيد العسكري كخيار وحيد، بالتوازي مع تعزيز دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل، ما مكّن الأخيرة من مواصلة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة دون مساءلة تُذكر.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنّ هذا السلوك يعكس بوضوح ازدواجية المعايير الأمريكية في التعامل مع النزاعات، حيث تُبرر التدخل العسكري تحت ذريعة حماية الأمن الإقليمي، بينما تساهم فعليًا في تأجيج الصراعات، وتفاقم الكوارث الإنسانية، وإطالة أمد المعاناة في المنطقة.

ودعا المرصد الولايات المتحدة لوقف حملتها العسكرية غير القانونية على اليمن فورًا، والامتناع عن استهداف المدنيين أو البنية التحتية الحيوية تحت أي مبرر، والالتزام الكامل بأحكام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والضرورة.

وحثّ الولايات المتحدة على الالتزام الصارم بأحكام القانون الدولي وواجباتها القانونية بموجبه، ووقف تواطؤها الموثّق مع إسرائيل في جرائمها، بما في ذلك الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، مشددًا على ضرورة وقف جميع أشكال الدعم العسكري والسياسي الذي يمكّن إسرائيل مواصلة ارتكاب هذه الجرائم دون رادع.

مقالات مشابهة

  • ريمة: الحوثيون يشنون حملة اختطافات بتهم "التجسس" لصالح أمريكا
  • نادر كاظم يناقش التنوع الثقافي والهوية
  • بعد إسقاط طائرة “إف 18”.. وسائل إعلام صينية تسخر من فشل العدوان الأمريكي على اليمن
  • وسائل الإعلام الغربية تتناول خسار واشنطن في حربها باليمن.. هذه أبرزها (تقرير)
  • بريطانيا تعلن مشاركتها أمريكا في الإغارة على أهداف للحوثيين باليمن
  • نيويورك تايمز: فشل حملة ترامب باليمن يضع أمريكا أمام امتحان صعب.. كيف يمكنها مواجهة الصين؟ (ترجمة خاصة)
  • أمريكا تكشف عن خسائرها في اليمن
  • واشنطن تقر بأنها لا تبالي بسقوط المدنيين في غاراتها على اليمن
  • الأورومتوسطي: الاستهداف الأمريكي لمركز احتجاز مهاجرين يظهر خطورة الإفلات من العقاب
  • الخارجية الإيرانية: الهجمات الأمريكية على الأهداف المدنية باليمن تمثل جرائم حرب