دراما الفورميلا وان تقود جورج راسل للفوز بجائزة النمسا الكبرى
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
نجح سائق فريق مرسيدس جورج راسل في الفوز بجائزة النمسا الكبرى للفورميلا وان التي أقيمت مساء الاحد على حلبة سبيلبيرج الخاصة بفريق ريد بول بعد دراما حقيقية شهدها السباق التي يعد احد اكثر السباقات إثارة في بطولة العالم لهذا العام .
الدراما الحقيقية شهدها السباق خلال اللفات العشرين الأخيرة عندما نجح سائق فريق مكلارين لاندو نوريس في الاقتراب بقوة من بطل العالم ماكس فيرستابين الذي كان يتصدر السباق من بدايته باريحية تامة امام لاندو نوريس الذي ظل محتفظا بالمركز الثاني من البداية الا ان فيرستابين فقد اكثر من ست ثوان خلال التوقف في الجراج الخاص بفريق ريد بول لتغيير الإطارات للمرة الأخيرة استعدادا لحسم السباق الا ان المفاجأة هي تأخر طاقم عمل ريد بول في تغيير الإطار الخلفي أدى الى تعطل ماكس فيرستابين و اقتراب لاندو نوريس منه بشدة لتشتعل المعركة بين السائقين بدءا من اللفة ٥٢ وظل ماكس فيرستابين متمسكا بالمقدمة حتى اللفة ٦٣ وخلفة مباشرة لاندو نوريس عندما حاول نوريس مجددا خطف مقدمة السباق وتجاوز فيرستابين الا ان السائق الهولندي حاول إغلاق الطريق عليه ليحدث تصادم بين السائقين و يحدث تضطر كبير لخلفية سيارة لاندو نوريس الذي حاول استكمال السباق لكنه فشل وخرج من السباق بشكل نهائي بينما تضطرت الإطار الخلفي لماكس فيرستابين الذي اضطر إلى دخول جراج فريقه من جديد لتغيير الإطار ويخرج وهو في المركز الخامس بينما استغل جورج راسل الذي كان بعيدا في المركز الثالث الموقف وتقدم إلى المركز الأول ومن خلفه أوسكار بياستري سائق مكلارين الذي تجاوز كارلوس ساينز سائق فيراري ليحتل المركز الثاني بينما احتل ساينز المركز الثالث .
حادث تصادم فيرستابين و لاندو نوريس أدى آلة حصول فيرستابين على جزاء بزيادة زمنه ٥ ثوان لكنها لم تؤثر في النهاية على حصوله على المركز الخامس .
السباق ايضا شهد في بدايته اصطدام شارل ليكلير سائق فيراري باوسكار بياستري سائق مكلارين مما اضطر سائق فيراري إلى الخروج لتغيير احد أجنحة السيارة ويخرج من الصراع على المراكز المتقدمة بشكل مبكر .
لويس هاميلتون الذي احتل المركز الرابع في بداية السباق ايضا بسبب خروجه على الخطوط البيضاء أثناء خروجه وحصوله على جزاء خمس ثوان .
وهذا هو ترتيب سباق جائزة النمسا الكبرى للفورميلا وان على حلبة سبيلبيرج :
المركز السائق الفريق
الاول جورج راسل مرسيدس
الثاني أوسكار بياستري مكلارين
الثالث كارلوس ساينز فيراري
الرابع لويس هاميلتون مرسيدس
الخامس ماكس فيرستابين ريد بول رايسنج
السادس نيكو هولكينبيرج هاس
السابع سيرجيو بيريز ريد بول رايسنج
الثامن كيفين ماجنسون هاس
التاسع دانيال ريكاردو ريد بول
العاشر بيير جاسلي ألبين
١١ شارل ليكلير فيراري
١٢ استيبان اوكون البين
١٣ لانس استرول استون مارتن
١٤ يوكي تسوندوا ريد بول
١٥ اليكس البون ويليامز
١٦ فاليتيري بوتاس صاوبر
١٧ جو جوانيو صاوبر
١٨ فرناندو الونسو استون مارتن
١٩ لوجان سارجنت ويليامز
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جورج راسل الهولندي ماكس فيرستابين ماکس فیرستابین لاندو نوریس جورج راسل رید بول
إقرأ أيضاً:
منال الشرقاوي تكتب: مسلسل «Adolescence» دراما تحاكم المجتمع
كنت أنوي الكتابة عن المسلسل من زاوية فنية خالصة؛ عن الأرقام القياسية التي حققها في نسب المشاهدة خلال وقت وجيز، عن براعة الكاميرا في تقنية الـ"وان شوت" التي خلقت تواصلًا بصريًا حيًا مع المشاهد، عن الأداء التمثيلي الذي تجاوز حدود النص، وعن الإخراج الذي التقط اللحظة قبل أن تنفلت.
لكن قلبي سبق قلمي،
فوجدت نفسي لا أكتب عن "نجاح عمل" فقط، وإنما عن قيمة أبعد من الأرقام.
لا أتوقف عند "مشهد جميل"، وإنما أتتبع أثرًا تركه في الوجدان ولا يزال حاضرًا.
وجدتني أقرأ المسلسل من منظور تربوي، قبل أن أقرأه بعين ناقدة.
رأيت في المراهقين الذين على الشاشة، وجوهًا حقيقية نراها كل يوم في بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا.
في زمن تتسابق فيه المسلسلات على اقتناص انتباه المشاهد، نجح هذا العمل في الرهان على الحصان الذي غالبًا ما يخشاه صناع الدراما: المراهقة.
ليست كل جريمة نهاية قصة، أحيانًا، تكون الجريمة بداية لأسئلة أكبر بكثير من القاتل والمقتول، هكذا يفتتح مسلسل Adolescence حكايته، بجريمة مروعة يرتكبها فتى في الثالثة عشرة من عمره، لكنها ليست سوى البوابة إلى عوالم داخلية معقدة.
فقد يبدو للوهلة الأولى أن المسلسل يقدم دراما ذات طابع بوليسي، لكن سرعان ما يتضح أن ما يُروى ليس عن الجريمة، وإنما عن السياقات التي سمحت لها أن تحدث.
الثيمة الأعمق هنا هي العزلة الرقمية، وكيف يمكن لطفل أن يضيع أمام أعين الجميع وهو متصل دائمًا، كيف أصبح الإنترنت وطنًا بديلًا للمراهقين حين غابت الأسرة والمدرسة عن احتضانهم.
يعالج المسلسل ببراعة مفهوم "الذكورة السامة"، ليس من خلال الخطاب المباشر أو التلقين، وإنما عبر تتبع التغير التدريجي في شخصية البطل "جيمي".
فتى يعاني من قلق داخلي، يبحث عن صورة لذاته في مرآة معطوبة، ويتلقى وابلًا من الرسائل الرقمية التي تشكل وعيه دون رقابة أو حوار.
جيمي ليس شريرًا، لكنه ضحية لفجوة بين الواقع والواقع الافتراضي؛ حيث تتحول مفاهيم القوة والقبول إلى معايير مشوهة تفرض عبر ضغط الأقران الرقمي.
المسلسل يدين فشل الأسرة والمدرسة في لعب دور الحامي والموجه، فرغم أن جيمي ينشأ في بيت محب، إلا أن الحوار الحقيقي غائب، واليقظة العاطفية مؤجلة.
المدرسة، بدورها، تبدو مشغولة بالإدارة اليومية، غافلة عن مراهقين يتشكل وعيهم في أماكن أخرى لا يراها الكبار.
هذا الإخفاق المؤسسي لا يقدم بتجريم مباشر، وإنما كصورة متكررة لأب يحاول، لكن لا يرى، ومدرسة تحاول، لكن لا تسمع.
وكأن الرسالة تقول إن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي حين تكون أدوات التواصل مفقودة.
يتعمق المسلسل أكثر من خلال اعتماده على أسلوب السرد المتعدد؛ إذ تروى كل حلقة من منظور مختلف: الأسرة، الشرطة، الطبيب النفسي، والأصدقاء، هذا التنوع يقدم رؤية فسيفسائية دقيقة لأثر العزلة الرقمية، حيث تتكامل الأصوات لتشكل صورة شاملة لأزمة جيل بأكمله.
فنحن لا نرى جريمة، وإنما سلسلة من الفراغات، كل واحدة منها تساهم في صنع النتيجة النهائية.
من أبرز ما يميز مسلسل Adolescence هو تسليطه الضوء على التناقض العميق بين الارتباط الرقمي والانفصال الاجتماعي.
فالمراهقون في هذا العمل لا يفتقرون إلى الاتصال؛ على العكس تمامًا، فهم يغرقون فيه، لكنهم يفتقرون إلى الحضور الحقيقي، إلى من يُصغي، لا من يراقب.
"Adolescence" مسلسل يخلخل يقيننا اليومي ويعيد توجيه البوصلة نحو جيل يعيش في عزلة مزدحمة بالضجيج الرقمي.
هو تذكير صارخ بأن الاتصال الدائم لا يعني الحضور، وأن المراقبة لا تعني الرعاية.
في كل مشهد نواجه حقيقة مريرة، هناك مراهقون يتشكل وعيهم في فراغ، تعيد صياغتهم خوارزميات بلا قلب، وتهملهم مؤسسات فقدت قدرتها على الإصغاء.
حتى أدوات الإخراج لم تكن عبثية؛ فـتقنية الـ"وان شوت" تجاوزت حدود الإبهار البصري، ونجحت في إيصال عزلة جيمي إلى المشاهد بصدق مباشر، دون فواصل أو فلاتر.
المسلسل لا يُنهي الحكاية، وإنما يفتح نقاشًا نحتاجه بشدة.
لأن السؤال الأصعب لم يعد: ماذا فعل الطفل؟
بل: أين كنا نحن حين كان يبحث عمن يسمعه؟