الإنجاز يساعدني على النهوض بمستوى التعليم والتدريب الإكلينيكي للطلبة

كنت حاسمة جداً في تربية أبنائي واهتمامي بهم مَهْمَا كانت الظروف

الفضل يعود في المقام الأول إلى أسرتي.. وزوجي ساندني كثيراً

أعربت الدكتورة مها الأصمخ رئيس قسم العلوم الحيوية الطبية بكلية العلوم الصحية بجامعة قطر، عن شعورها بالفخر لكونها أول طبيبة قطرية يجري اختيارها من قبل الجمعية الأمريكية لعلم الأمراض السريرية (ASCP) بين أفضل 40 عالماً في علم الأمراض وعلم المختبرات الطبية على مستوى العالم.


وأكدت في حوار مع «العرب» أنها تهدف لدعم الأجيال الجديدة من دارسي الطب القطريين للتخصص في علم المختبرات.
وأرجعت هذا الإنجاز إلى تلقيها الدعم الكامل من أسرتها وجامعة قطر خاصة الدكتورة أسماء آل ثاني نائب رئيس الجامعة للعلوم الصحية والطبية، منذ بداية عملها معيدة في الجامعة.
وأوضحت أن القطاع الصحي في حاجة ماسة إلى تأهيل خريجين جدد من دارسي الطب في علم المختبرات الطبية.
وأكدت العمل على استقطاب الطلاب الذكور من دارسي الطب للالتحاق ببرنامج العلوم الحيوية المعتمد أكاديمياً من قبل مؤسسة الاعتماد الأكاديمي الأمريكية، بداية من الخريف المقبل 2024. 
وتقوم الدكتورة مها الأصمخ حالياً بتدريس مقررات علم الأجنة وعلم الأحياء التنموي في كلية العلوم الصحية، وهي خبيرة في مجال أبحاث بكتيريا الأمعاء الحميدة (الميكروبيوم) ولها العديد من المنشورات العلمية في هذا المجال.. إلى الحوار؟

 ما شعوركِ اليوم بعد اختيارك لهذه الجائزة العلمية المرموقة؟
- أشعر بالفرح بكل تأكيد، وأنا ممتنة لكل من صوَّت لي، وأتمنّى أن أكون على قدر المسؤولية. وفخورة بكوني أول قطرية يتم اختيارها ضمن أفضل 40 عالماً وطبيباً في تخصص علم الأمراض والمختبرات الطبية الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، وهذا سينعكس إيجاباً على رؤية قطر 2030.

 ما هي أهدافك المستقبلية في الجانب العلمي؟
- قد لا تكون أهدافي شخصية وهدفي الحقيقي في هذه الفترة دعم جيل الشباب والشابات للتخصص ودراسة علم المختبرات، برنامج العلوم الحيوية الطبية تأسس في عام 1984 وهو معتمد أكاديمياً من قبل مؤسسة الاعتماد الأكاديمي الأمريكية (NAACLS) البرنامج مفتوح حالياً للطالبات فقط ولكننا نعمل على استقطاب الطلبة الذكور في العام الدراسي القادم خريف 2024، ويعد هذا التخصص من تخصصات العلوم الطبية التطبيقية، هو تخصص يجمع بشكل رئيسي بين الكيمياء وعلم الأحياء، بحيث يستخدم فيه عالم المختبرات الطبية المعروف أيضاً باسم التقني الطبي أو عالم المختبرات السريرية التقنيات الحيوية والأجهزة لتحليل مجموعة متنوعة من عيّنات المرضى البيولوجية، مثل: عينات البول، والدم، والأنسجة، وعينات أخرى، باستخدام معدّات متطورة مثل المجاهر؛ وذلك لمساعدة الأطبّاء على تشخيص الأمراض المختلفة وعلاجها، حيث تلعب النتائج التي يتوصّلون إليها دوراً مهماً في تحديد الأمراض المختلفة وطرق علاجها، مثل: السرطان، وأمراض القلب، والسكري، وغيره.

 ومن هي الجهات التي يمكنها الاستفادة من خريجي هذا البرنامج؟
- خريجو هذا البرنامج يستطيعون العمل والعطاء في القطاع الصحي في الدولة مثل مؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب وقطر بيوبنك أو العمل في مجال الأبحاث في مراكز الأبحاث المختلفة كمركز الأبحاث الحيويية وقطر جينوم. إنه تخصص مهم وتحتاجه الدولة في العديد من القطاعات الصحية والبحثية.
 
 ما شعوركِ وأنتِ تفوزين بهذه الجائزة من الجمعية الأمريكية للأمراض السريرية؟ وما الرسالة التي تبعثين بها إلى الفتيات العربيات؟
- أشعر بالفرح بكل تأكيد، وأتمنّى أن أكون على قدر المسؤولية، لأن الجائزة تساعدني كأكاديمية في جامعة قطر على النهوض بمستوى التعليم والتدريب الإكلينيكي لطلبة الجامعة وتساعدني كباحثة على استكمال أبحاثي، والارتقاء في السلم الوظيفي. 
أما رسالتي إلى المرأة العربية، فهي أن تتحلَّى بالصبر والإصرار والعزيمة لتحقيق حلمها مَهْمَا بَدَا ذلك صعباً لها.

 لماذا اخترتِ مجال العلوم تحديداً؟ 
- منذ صغري وأنا أميل إلى المواد العلمية، خصوصاً علم الأحياء. لذلك، دخلت القسم العلمي في الثانوية، وبعدها تخصصت في علوم المختبرات في الجامعة، وأعتقد أن اختيار الشخص الاختصاص الذي يحبه، يُعتبَر عاملاً رئيسياً في نجاحه واستمراره، وتجربتي الشخصية تؤكد هذا.

 درستِ في الخارج، وأنتِ زوجة وأُمّ وباحثة وأستاذة جامعية، يعني أنكِ أدّيت أدواراً مُتعدّدة.. فهل تُحدّثينا كيف استطعتِ تحقيق التوازن بين هذه المسؤوليات كافّة؟ 
- أنا أفخر بأنني نجحت في تحقيق التوازن، ولكن الفضل في ذلك يعود في المقام الأول إلى دعم أسرتي لي، والدي ووالدتي وشقيقاتي وزوجي ساندوني كثيراً. ومع أن زوجي يعمل في مجال عمل مختلف، إلا أنه ساندني من أجل إنجاز أبحاثي وتربية أولادنا، وأستطيع أن أؤكد أن نجاح الزوجة في عملها لا يُمكن أن يتحقق إلا بدعم الزوج. ومن حُسن حظّي أنني كنت أدرس الدكتوراه في السويد.. حيث إنّ الأجواء هناك تساعد المرأة على العمل، فهي توفر حضانة للطفل من الثامنة صباحاً إلى الخامسة عصراً، وهذا ساعدني كثيراً، حيث إنني تمكنت من استغلال الفترة التي تكون فيها ابنتي في الحضانة، وذلك لإنهاء التجارب العلمية في المختبَر.

‎ ماذا لو تَعارَض عملكِ كباحثة مع دَوركِ كأم وزوجة؟ 
- في أوقات كثيرة كنت أتعرّض لضغوط بسبب حرصي على ألا يؤثر عملي في دوري كأم.. فكنت أحاول أن أعطي كل شيء حقه، ولكن الأولوية تبقى دائماً لأطفالي. وأذكر أنني أثناء دراستي في الخارج كانت معي طفلتي الكبيرة، فكنتُ أضعها في الحضانة في الفترة الصباحية، وأحياناً كان يأتيني اتصال من الحضانة يُخبرونني بأنّ ابنتي مريضة، فكنت أترك المختبر فوراً وأذهب إليها.. فأنا منذ بداية حياتي العملية، كنت حاسمة جداً في قضية تربية أبنائي واهتمامي بهم مَهْمَا كانت الظروف.

الاختيار تتويج لمسيرة حافلة بالإنجاز
اختيرت الدكتورة مها الأصمخ من قبل الجمعية الأمريكية لعلم الأمراض السريرية (ASCP) لتكون من بين الأفضل أربعين عالماً وطبيباً في تخصص علم الأمراض والمختبرات الطبية الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا الذين تم تسميتهم في قائمة «ASCP 2023 40 Under Forty» المرموقة. 
ويسلط برنامج 40 تحت الأربعين من ASCP الضوء على أربعين من أخصائيي علم الأمراض المتميزين والمتخصصين في المختبرات الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا والذين قدموا مساهمات كبيرة في المهنة وبرزوا كمستقبل لقيادة المختبرات.
وكانت الدكتورة مها الأصمخ رئيس قسم العلوم الحيوية الطبية بكلية العلوم الصحية بجامعة قطر، قد حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم الحيوية الطبية (مع مرتبة الشرف) من جامعة قطر وعلى درجة الماجستير في بيولوجيا التناسل البشري من جامعة إمبريال كولج لندن وعلى درجة الدكتوراه من جامعة كارولينسكا الطبية في ستوكهولم بالسويد. حصلت على البورد الأمريكي في علم أمراض الخلايا من الجمعية الأمريكية للأمراض السريرية. 
وشاركت الدكتورة مها الأصمخ في العديد من المؤتمرات الدولية وفازت بجائزة الباحث الشاب في مؤتمر طب الغدد الصماء في دبلن في مايو 2015. كما حصلت على جائزة التميز العلمي لفئة الدكتوراه من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وعلى زمالة لوريال-يونسكو للمرأة في العلوم في الشرق الأوسط في عام 2016. تم اختيارها في عام 2018 لتمثيل الجامعة في الاجتماع الثامن والستين لمنظمة لينداو العالمية لحملة جائزة نوبل، والمخصصة لفئة الطب والفسيولوجيا.
وفي وقت سابق تخرجت د. مها الأصمخ من برنامج القيادات التنفيذية من مركز قطر للقيادات (دفعة 2020)، وشغلت منصب رئيس البحوث والدراسات العليا في كلية العلوم الصحية، وتعمل حالياً كمحكِّم لبعض الدوريات والمنح البحثية، ساهمت وترأست العديد من اللجان الأكاديمية والبحثية وهي عضو مؤسس لجمعية العلوم الحيوية الطبية القطرية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر جامعة قطر العدید من جامعة قطر فی علم من قبل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل قتلت صحفيين بغزة ضعف عدد الصحفيين المقتولين سنويا بالعالم

قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، السبت، إن الجيش الإسرائيلي قتل خلال عام واحد من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، أكثر من ضعف عدد الصحفيين الذين يُقتلون سنويا في كل العالم.

 

جاء ذلك وفق بيان النقابة بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، الذي يصادف في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.

 

وقالت النقابة، إن "المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال (الإسرائيلي) بشكل ممنهج بحق الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، لقتل شهود الحقيقة، لن تمر بدون عقاب".

 

واعتبرت أن "المجزرة الرهيبة بحق الصحافة وبحق الإنسانية، التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، تعتبر أكبر وأبشع مجزرة ضد الصحفيين، في تاريخ الإعلام بالعالم أجمع".

 

وأشارت النقابة أن "الجيش الإسرائيلي قتل 183 صحفيا خلال عام واحد في غزة، وهو أكثر من ضعف عدد الصحفيين، الذين يُقتلون سنويا في كل العالم".

 

واستشهدت النقابة على قولها ببيان المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" أزولاي إلهام، الجمعة، قال فيه إن 900 صحفي قتلوا حول العالم منذ العام 2013، أي بمعدل 82 صحفيا بالعام الواحد، وهو أقل من نصف عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في غزة.

 

وطالبت النقابة، الدول والمؤسسات حول العالم، بـ"اتخاذ إجراءات وقرارات عاجلة، واعتماد آليات قانونية ملزمة ورادعة، لمحاسبة ومحاكمة قتلة الصحفيين، وعدم إفلاتهم العقاب".

 

والجمعة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في بيان، "ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 183 صحفيا وصحفية، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وذلك بعد اغتيال المصور الصحفي في قناة القدس اليوم الفضائية بلال محمد رجب".

 

بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، أن قتل الجيش الإسرائيلي للصحفيين في غزة أمر "غير مقبول"، داعيا إلى حمايتهم من الإبادة الجماعية التي يرتكبها في القطاع الفلسطيني.

 

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 145 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

 

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.


مقالات مشابهة

  • هل تحل رسوم الدخول مشكلة السياحة المفرطة بالعالم؟
  • جوهي تشاولا تنفرد بقائمة الأغنى بين الممثلات الهنديات
  • الأمم المتحدة تحذر: مليار شخص يعيشون في مناطق عشوائية بالعالم
  • كيفية الرد على أسئلة الأطفال المحرجة؟.. عالم أزهري يوضح أفضل إجابة
  • لطيفة بنت محمد: «حلول دبي للمستقبل - ابتكارات للبشرية» تجسّد مفهوم الشراكة الحقيقة لخلق عالم أفضل
  • دولة القانون تبحث مع المشهداني الملفات الحيوية على الصعيد الوطني والسياسي
  • المساوى يتفقد مشروعي كلية العلوم الطبية وملحق مبنى محافظة تعز
  • إسرائيل قتلت صحفيين بغزة ضعف عدد الصحفيين المقتولين سنويا بالعالم
  • إسرائيل قتلت في غزة ضعف عدد الصحفيين المقتولين سنويا بالعالم
  • "محمد الرشيدي" بحاسبات المنصورة ضمن أفضل لاعبي كلاش رويال بالعالم