د. مها الأصمخ.. أول قطرية بقائمة أفضل 40 عالم مختبرات بالعالم
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
الإنجاز يساعدني على النهوض بمستوى التعليم والتدريب الإكلينيكي للطلبة
كنت حاسمة جداً في تربية أبنائي واهتمامي بهم مَهْمَا كانت الظروف
الفضل يعود في المقام الأول إلى أسرتي.. وزوجي ساندني كثيراً
أعربت الدكتورة مها الأصمخ رئيس قسم العلوم الحيوية الطبية بكلية العلوم الصحية بجامعة قطر، عن شعورها بالفخر لكونها أول طبيبة قطرية يجري اختيارها من قبل الجمعية الأمريكية لعلم الأمراض السريرية (ASCP) بين أفضل 40 عالماً في علم الأمراض وعلم المختبرات الطبية على مستوى العالم.
وأكدت في حوار مع «العرب» أنها تهدف لدعم الأجيال الجديدة من دارسي الطب القطريين للتخصص في علم المختبرات.
وأرجعت هذا الإنجاز إلى تلقيها الدعم الكامل من أسرتها وجامعة قطر خاصة الدكتورة أسماء آل ثاني نائب رئيس الجامعة للعلوم الصحية والطبية، منذ بداية عملها معيدة في الجامعة.
وأوضحت أن القطاع الصحي في حاجة ماسة إلى تأهيل خريجين جدد من دارسي الطب في علم المختبرات الطبية.
وأكدت العمل على استقطاب الطلاب الذكور من دارسي الطب للالتحاق ببرنامج العلوم الحيوية المعتمد أكاديمياً من قبل مؤسسة الاعتماد الأكاديمي الأمريكية، بداية من الخريف المقبل 2024.
وتقوم الدكتورة مها الأصمخ حالياً بتدريس مقررات علم الأجنة وعلم الأحياء التنموي في كلية العلوم الصحية، وهي خبيرة في مجال أبحاث بكتيريا الأمعاء الحميدة (الميكروبيوم) ولها العديد من المنشورات العلمية في هذا المجال.. إلى الحوار؟
ما شعوركِ اليوم بعد اختيارك لهذه الجائزة العلمية المرموقة؟
- أشعر بالفرح بكل تأكيد، وأنا ممتنة لكل من صوَّت لي، وأتمنّى أن أكون على قدر المسؤولية. وفخورة بكوني أول قطرية يتم اختيارها ضمن أفضل 40 عالماً وطبيباً في تخصص علم الأمراض والمختبرات الطبية الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، وهذا سينعكس إيجاباً على رؤية قطر 2030.
ما هي أهدافك المستقبلية في الجانب العلمي؟
- قد لا تكون أهدافي شخصية وهدفي الحقيقي في هذه الفترة دعم جيل الشباب والشابات للتخصص ودراسة علم المختبرات، برنامج العلوم الحيوية الطبية تأسس في عام 1984 وهو معتمد أكاديمياً من قبل مؤسسة الاعتماد الأكاديمي الأمريكية (NAACLS) البرنامج مفتوح حالياً للطالبات فقط ولكننا نعمل على استقطاب الطلبة الذكور في العام الدراسي القادم خريف 2024، ويعد هذا التخصص من تخصصات العلوم الطبية التطبيقية، هو تخصص يجمع بشكل رئيسي بين الكيمياء وعلم الأحياء، بحيث يستخدم فيه عالم المختبرات الطبية المعروف أيضاً باسم التقني الطبي أو عالم المختبرات السريرية التقنيات الحيوية والأجهزة لتحليل مجموعة متنوعة من عيّنات المرضى البيولوجية، مثل: عينات البول، والدم، والأنسجة، وعينات أخرى، باستخدام معدّات متطورة مثل المجاهر؛ وذلك لمساعدة الأطبّاء على تشخيص الأمراض المختلفة وعلاجها، حيث تلعب النتائج التي يتوصّلون إليها دوراً مهماً في تحديد الأمراض المختلفة وطرق علاجها، مثل: السرطان، وأمراض القلب، والسكري، وغيره.
ومن هي الجهات التي يمكنها الاستفادة من خريجي هذا البرنامج؟
- خريجو هذا البرنامج يستطيعون العمل والعطاء في القطاع الصحي في الدولة مثل مؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب وقطر بيوبنك أو العمل في مجال الأبحاث في مراكز الأبحاث المختلفة كمركز الأبحاث الحيويية وقطر جينوم. إنه تخصص مهم وتحتاجه الدولة في العديد من القطاعات الصحية والبحثية.
ما شعوركِ وأنتِ تفوزين بهذه الجائزة من الجمعية الأمريكية للأمراض السريرية؟ وما الرسالة التي تبعثين بها إلى الفتيات العربيات؟
- أشعر بالفرح بكل تأكيد، وأتمنّى أن أكون على قدر المسؤولية، لأن الجائزة تساعدني كأكاديمية في جامعة قطر على النهوض بمستوى التعليم والتدريب الإكلينيكي لطلبة الجامعة وتساعدني كباحثة على استكمال أبحاثي، والارتقاء في السلم الوظيفي.
أما رسالتي إلى المرأة العربية، فهي أن تتحلَّى بالصبر والإصرار والعزيمة لتحقيق حلمها مَهْمَا بَدَا ذلك صعباً لها.
لماذا اخترتِ مجال العلوم تحديداً؟
- منذ صغري وأنا أميل إلى المواد العلمية، خصوصاً علم الأحياء. لذلك، دخلت القسم العلمي في الثانوية، وبعدها تخصصت في علوم المختبرات في الجامعة، وأعتقد أن اختيار الشخص الاختصاص الذي يحبه، يُعتبَر عاملاً رئيسياً في نجاحه واستمراره، وتجربتي الشخصية تؤكد هذا.
درستِ في الخارج، وأنتِ زوجة وأُمّ وباحثة وأستاذة جامعية، يعني أنكِ أدّيت أدواراً مُتعدّدة.. فهل تُحدّثينا كيف استطعتِ تحقيق التوازن بين هذه المسؤوليات كافّة؟
- أنا أفخر بأنني نجحت في تحقيق التوازن، ولكن الفضل في ذلك يعود في المقام الأول إلى دعم أسرتي لي، والدي ووالدتي وشقيقاتي وزوجي ساندوني كثيراً. ومع أن زوجي يعمل في مجال عمل مختلف، إلا أنه ساندني من أجل إنجاز أبحاثي وتربية أولادنا، وأستطيع أن أؤكد أن نجاح الزوجة في عملها لا يُمكن أن يتحقق إلا بدعم الزوج. ومن حُسن حظّي أنني كنت أدرس الدكتوراه في السويد.. حيث إنّ الأجواء هناك تساعد المرأة على العمل، فهي توفر حضانة للطفل من الثامنة صباحاً إلى الخامسة عصراً، وهذا ساعدني كثيراً، حيث إنني تمكنت من استغلال الفترة التي تكون فيها ابنتي في الحضانة، وذلك لإنهاء التجارب العلمية في المختبَر.
ماذا لو تَعارَض عملكِ كباحثة مع دَوركِ كأم وزوجة؟
- في أوقات كثيرة كنت أتعرّض لضغوط بسبب حرصي على ألا يؤثر عملي في دوري كأم.. فكنت أحاول أن أعطي كل شيء حقه، ولكن الأولوية تبقى دائماً لأطفالي. وأذكر أنني أثناء دراستي في الخارج كانت معي طفلتي الكبيرة، فكنتُ أضعها في الحضانة في الفترة الصباحية، وأحياناً كان يأتيني اتصال من الحضانة يُخبرونني بأنّ ابنتي مريضة، فكنت أترك المختبر فوراً وأذهب إليها.. فأنا منذ بداية حياتي العملية، كنت حاسمة جداً في قضية تربية أبنائي واهتمامي بهم مَهْمَا كانت الظروف.
الاختيار تتويج لمسيرة حافلة بالإنجاز
اختيرت الدكتورة مها الأصمخ من قبل الجمعية الأمريكية لعلم الأمراض السريرية (ASCP) لتكون من بين الأفضل أربعين عالماً وطبيباً في تخصص علم الأمراض والمختبرات الطبية الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا الذين تم تسميتهم في قائمة «ASCP 2023 40 Under Forty» المرموقة.
ويسلط برنامج 40 تحت الأربعين من ASCP الضوء على أربعين من أخصائيي علم الأمراض المتميزين والمتخصصين في المختبرات الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا والذين قدموا مساهمات كبيرة في المهنة وبرزوا كمستقبل لقيادة المختبرات.
وكانت الدكتورة مها الأصمخ رئيس قسم العلوم الحيوية الطبية بكلية العلوم الصحية بجامعة قطر، قد حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم الحيوية الطبية (مع مرتبة الشرف) من جامعة قطر وعلى درجة الماجستير في بيولوجيا التناسل البشري من جامعة إمبريال كولج لندن وعلى درجة الدكتوراه من جامعة كارولينسكا الطبية في ستوكهولم بالسويد. حصلت على البورد الأمريكي في علم أمراض الخلايا من الجمعية الأمريكية للأمراض السريرية.
وشاركت الدكتورة مها الأصمخ في العديد من المؤتمرات الدولية وفازت بجائزة الباحث الشاب في مؤتمر طب الغدد الصماء في دبلن في مايو 2015. كما حصلت على جائزة التميز العلمي لفئة الدكتوراه من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وعلى زمالة لوريال-يونسكو للمرأة في العلوم في الشرق الأوسط في عام 2016. تم اختيارها في عام 2018 لتمثيل الجامعة في الاجتماع الثامن والستين لمنظمة لينداو العالمية لحملة جائزة نوبل، والمخصصة لفئة الطب والفسيولوجيا.
وفي وقت سابق تخرجت د. مها الأصمخ من برنامج القيادات التنفيذية من مركز قطر للقيادات (دفعة 2020)، وشغلت منصب رئيس البحوث والدراسات العليا في كلية العلوم الصحية، وتعمل حالياً كمحكِّم لبعض الدوريات والمنح البحثية، ساهمت وترأست العديد من اللجان الأكاديمية والبحثية وهي عضو مؤسس لجمعية العلوم الحيوية الطبية القطرية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر جامعة قطر العدید من جامعة قطر فی علم من قبل
إقرأ أيضاً:
دراسة: المضادات الحيوية واللقاحات يمكن أن تساعد في معالجة الخرف
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر الشؤون الصحية، أندرو غريغو ري، قال فيه إنه يمكن استخدام المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات واللقاحات لمعالجة الخرف، وفقا للخبراء، الذين يقولون إن إعادة استخدام الأدوية المعتمدة لأمراض أخرى يمكن أن يسرع بشكل كبير من البحث عن علاج.
ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يعيشون مع المرض على مستوى العالم ثلاث مرات تقريبا إلى 153 مليونا بحلول عام 2050، مما يمثل تهديدا كبيرا لأنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية.
هناك أدوية جديدة قادمة، ولكن ببطء، ويقول الخبراء إنه يجب بذل المزيد من الجهود لمعرفة ما إذا كانت الأدوية الحالية يمكن أن تساعد في منع أو علاج الخرف.
قال الدكتور بن أندروود من جامعة كامبريدج: "نحن بحاجة ماسة إلى علاجات جديدة لإبطاء تقدم الخرف، إن لم يكن لمنعه. إذا تمكنا من العثور على أدوية مرخصة بالفعل لعلاج حالات أخرى، فيمكننا إدخالها في التجارب السريرية - والأهم من ذلك - قد نتمكن من إتاحتها للمرضى بشكل أسرع بكثير مما يمكننا فعله لدواء جديد تماما".
في بحث جديد بقيادة جامعتي كامبريدج وإكستر، فحص الباحثون الدراسات التي ربطت بين الأدوية المستخدمة بشكل شائع وخطر الخرف. وقاموا بتحليل البيانات من 14 دراسة تتبعت صحة أكثر من 130 مليون شخص وشملت مليون حالة من الخرف. كما قاموا بتحليل بيانات الوصفات الطبية وحددوا العديد من الأدوية التي يبدو أنها مرتبطة بخطر الخرف.
بشكل عام، وجدوا "نقصا في الاتساق" بين الدراسات في تحديد الأدوية التي قد تعدل من خطر إصابة الشخص بالخرف. لكنهم وجدوا بعض "الأدوية المرشحة" التي قد تستحق المزيد من الدراسة.
كان أحد النتائج غير المتوقعة هو الارتباط بين المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات واللقاحات وانخفاض خطر الإصابة بالخرف. يدعم هذا الاكتشاف الفرضية القائلة بأن بعض حالات المرض قد تكون ناجمة عن عدوى فيروسية أو بكتيرية.
كما وجد أن الأدوية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين مرتبطة بانخفاض المخاطر.
ويُنظر إلى الالتهاب بشكل متزايد على أنه مساهم كبير في مجموعة واسعة من الأمراض.
وقال الباحثون إن هناك أدلة متضاربة بشأن عدة فئات من الأدوية، حيث ارتبطت بعض أدوية ضغط الدم ومضادات الاكتئاب، وبدرجة أقل، أدوية مرض السكري بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وارتبطت أدوية أخرى بزيادة المخاطر.
لكن الدراسة المنشورة في مجلة "الزهايمر والخرف" بعنوان: البحوث الانتقالية والتدخلات السريرية، تشير إلى وجود "احتمال بيولوجي" لاختبار بعض الأدوية بشكل أكبر.
كتب الباحثون: "الارتباط بين المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات واللقاحات وانخفاض خطر الإصابة بالخرف أمر مثير للاهتمام. تم اقتراح أسباب معدية فيروسية وبكتيرية للخرف الشائع، بدعم من البيانات الوبائية التي تربط العدوى بخطر الخرف، وقد تم تحديد الأدوية المضادة للفيروسات كبعض من أكثر الأدوية المعاد استخدامها الواعدة للخرف وهناك اهتمام متزايد بالتطعيم باعتباره وقائيا بشكل عام.
"إن نتائجنا تدعم هذه الفرضيات وتضفي مزيدا من الثقل على هذه العوامل باعتبارها عوامل قد تعدل المرض أو تمنع الخرف".
وقالت الدكتورة جوليا دادلي، رئيسة استراتيجية البحث في مركز أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان من الممكن استخدام الأدوية الحالية للحد من خطر الإصابة بالخرف. وأضافت أن الباحثين سيحتاجون إلى تأكيد النتائج في التجارب السريرية.
وقال الدكتور ريتشارد أوكلي، المدير المساعد للبحث والابتكار في جمعية الزهايمر: "إذا تمكنا من إعادة استخدام الأدوية التي ثبت بالفعل أنها آمنة وموافق عليها للاستخدام في حالات أخرى، فقد يوفر هذا ملايين الجنيهات والعقود التي يستغرقها تطوير دواء جديد للخرف من الصفر، ويقربنا من التغلب على الخرف".
وأضاف: "يوفر هذا البحث بعض الأساس الأولي ويشير إلى الأدوية التي لديها القدرة على إعادة استخدامها لعلاج الخرف ويجب إعطاؤها الأولوية لمزيد من التحقيق".