تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنه مع تزايد مخاطر الإرهاب في العقود الثلاثة الأخيرة وتمدد شبكاته وميدان عملياته لكل قارات العالم، وخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر في قلب الولايات المتحدة تم إعلان التحالف الدولي للتصدي للإرهاب.

وأوضحت أن واقع التجربة والممارسة كشف عن غياب رؤية متكاملة وشاملة للتصدي للإرهاب؛ بل أن التعبير الأدق كشف عن غياب إرادة جادة للمواجهة خاصة عند الإدارات الأمريكية وبعض بلدان أوروبا خاصة عند الموقف من جماعة الإخوان وهي الجماعة التي تمتلك تاريخيًا سجلًا من التفاهمات والعلاقات المعلنة والخفية مع الولايات المتحدة الأمريكية يكفي هنا وفي سياق الحديث عن ثورة 30 يونيو وما قبلها وما بعدها من أحداث أن نتذكر موقف الإدارة الأمريكية ووزيرة الخارجية وقتها هلاري كيلنتون والسفيرة الأمريكية بالقاهرة ومقابلاتهم وتفاهماتهم مع مكتب إرشاد جماعة الإخوان.

وذكرت أنه في المقابل كانت تصريحات قيادات الإخوان وقتها أنهم الأقدر على رعاية المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والوفود عالية المستوى من الإخوان التي حرصت على زيارة واشنطن وعواصم أوروبية خاصة لندن وضمت الكثير من رجال الأعمال لتوصيل رسائل تطمين وتعزيز جسور ثقة بتعبير القيادي الإخواني الراحل الدكتور عصام العريان، ولعل تلك التداخلات في العلاقات والمصالح خلق حالة من عدم الجدية في التعامل مع عناصر ومشاريع الإخوان في أمريكا وبعض البلدان الأوروبية خاصة بريطانيا.

وأضافت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أنه قد تكون بعض دول أوروبا قد أدركت ما قد يُهددها من مخاطر إرهابية منذ بداية الألفية الجديدة، ويُمكن هنا أن نذكر بشكل خاص فرنسا وألمانيا اتخذتا بعض التدابير والإجراءات الوقائية والأمنية؛ مثل إخضاع أموال الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني وأنشطتها للتتبع والرقابة، والتشريعات والتدابير الأمنية والقانونية التي اتخذتها بعض بلدان أوروبا ربما حدت نسبيًا من مخاطر تنظيمات رديكالية كالقاعدة وداعش؛ لكن جماعة الإخوان بتسللها الناعم لمرافق المجتمعات الأوروبية وبتواجدها التاريخي في بعض دول أوروبا وبشبكة علاقاتها المالية واستثماراتها في أوروبا ومع إغفال بعض الأوروبيين عن قصد أو عن جهل إن الإرهاب يبدأ فكرًا، وأن كل التنظيمات والحركات الإرهابية خرجت من عقل الإخوان وفكرهم، وربما تكون كل تلك العوامل سببًا في قصور التشريعات الأوروبية للحد من إدراك مخاطر الإرهاب.

وأوضحت أن هذا القصور وغياب الرؤية الشاملة في التعامل مع ظاهرة الإرهاب سمح وشجع جماعة الإخوان بالتحديد على اعتبار بعض بلدان أوروبا “ملاذات آمنة” توفر مناخًا طيبًا للنمو والتمدد الإخواني والانتشار والاستثمار السياسي والاقتصادي، ويبقى التساؤل قائمًا: متى ينجح العالم في صياغة استراتيجية مواجهة شاملة ومتكاملة للتصدي لمخاطر الإرهاب بكل تنويعاته الدينية والفكرية والعرقية، وبكل ملامحه الخشنة والرقيقة.. وبكل أساليبه السرية والعلنية.. عندما ينجح المجتمع الدولي في وضع تعريف واضح ومحدد لما هو الإرهاب؟، وعندما تتواجد إرادة دولية جادة في التصدي للإرهاب وقتها ستكون نهاية أفكار وصناع الإرهاب؛ أما سوى ذلك سيظل كل العالم في خطر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبدالرحيم ثورة 30 يونيو عصام العريان الاخوان الضفة الأخرى جماعة الإخوان

إقرأ أيضاً:

تحالف الظلام بين بارونات المخدرات وأمراء التنظيمات الإرهابية

حينما يجتمع دعاة الإصلاح مع أباطرة الجريمة في بوتقة واحدة، تبدو الحقائق أغرب من الخيال. الصورة الذهنية الشائعة عن أعضاء التنظيمات الدينية "الذين يحاربون التدخين ويُحرّمون مصافحة الرجال، ويحاربون الرذائل، ويلزمون أتباعهم بالالتزام الصارم بالمظاهر الإسلامية"، تنهار أمام حقائق صادمة تكشف عن لقاءات غامضة بين "الشيوخ" وزعماء المافيا، وعلى رأسهم بارونات المخدرات. هذا التناقض يثير تساؤلات لا تتوقف: كيف يجتمع أهل الدين مع أباطرة الإجرام؟ وأي مصالح مشتركة تجمع بينهم؟

عندما أعد فريق العمل المعنيّ بمكافحة الإرهاب في "تجمُّع الشراكة من أجل السلام" وثيقة "المنهج المرجعي لمكافحة الإرهاب"، اعتمد الفريق، المكون من خبراء متعددي الجنسيات من أوروبا وأمريكا الشمالية وإفريقيا وآسيا، على وثائق واعترافات مُسجلة في تحقيقات قضائية تدق ناقوس الخطر وتضع المزيد من المعلومات والحقائق المهمة أمام الخبراء المشاركين في إعداد التقرير الذي أصدره حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شهر مايو 2020 وأرسله إلى الدول الأعضاء والمنظمات المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب.

قدم التقرير لمحة عامة عن الروابط القائمة بين التنظيمات الإرهابية ومنظمات الجريمة الجنائية، مشيرًا إلى أن "معظم التنظيمات الإرهابية، بشكل مباشر أو غير مباشر، ترتبط بمنظمات إجرامية، ويشارك بعضها في جرائم منظمة مثل الاتجار بالمخدرات والأسلحة، وعمليات الابتزاز والاحتيال، وتهريب الموارد، والقرصنة، والخطف طلبًا للفدية، بالإضافة إلى الاتجار المشروع وغير المشروع بالسلع مثل النفط والماس والذهب والفحم، وكانت عائدات تلك الجرائم مصدرًا لتمويل "التكاليف التشغيلية الإجمالية للتنظيمات الإرهابية".

أكد التقرير أن رجل العصابات الهندي وتاجر المخدرات والإرهابي (د.إ) أسس في السبعينيات شركة كبرى معروفة أصبحت واجهة لأعماله الإجرامية. كانت هذه الشركة "تنظيمًا إجراميًا وهمزة وصل مع الإرهاب عبر آسيا، حيث تسرب إلى أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا". وقد وضع نشاط الشركة المتصاعد اسم هذا الرجل في صدارة قوائم المطلوبين دوليًا بتهم القتل والاتجار بالمخدرات والابتزاز والإرهاب. وأصبح "ثاني أغنى مجرم" بعد زميله في الاتجار بالمخدرات باولو إسكوبار"، وصنفته وزارة الخزانة الأمريكية كإرهابي لتورطه في تمويل تنظيمات إرهابية.

كانت شركة بارون المخدرات مسؤولة عن "جزء مهم من الاتجار بالمخدرات والبشر والأسلحة، وأيضًا تزييف بطاقات الهوية والرشوة". وقد أسهمت هذه الأنشطة في تغذية الإرهاب وزعزعة الأمن في أربع قارات. وشملت علاقاته بالجماعات الإرهابية تنظيمات القاعدة بأفرعها في عدة دول، وشبكة حقاني التي أصبحت مكونًا أساسيًا في حركة طالبان.

اعتمدت وزارة الخزانة الأمريكية في تصنيفها لرجل العصابات الهندي على تقارير تكشف طرق التهريب التي تستخدمها شركاته في جنوب آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا. وذكرت التقارير أن شركاته متورطة في شحن مخدرات على نطاق واسع إلى المملكة المتحدة وأوروبا الغربية. وأشارت إلى أنه "كان يجري اتصالات مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وسافر إلى أفغانستان تحت حماية حركة طالبان"، ولاحقته اتهامات بتقديم الدعم اللوجستي لهجمات مومباي عام 2008 وجرائم أخرى.

أكد التقرير أن حوادث الاغتيالات وخطف الرهائن والهجمات ضد المدنيين في شمال القوقاز كانت حصادًا داميًا للمصالح المشتركة والشراكة القوية بين عصابات الجريمة المنظمة والتنظيمات الإرهابية في الشيشان. كما أفاد التقرير بأن إحدى الجماعات اللبنانية استخدمت شبكة من الشركاء والوسطاء للتزود بالأسلحة والمعدات، ونقل الأموال سرًا نيابة عن عملاء. واستفادت الجماعة من شركات واجهة تعمل في الاتجار بالمخدرات وغسل الأموال وإعادة الشحن والتهريب، وتكررت الجرائم في مناطق أخرى مثل أمريكا اللاتينية أو إفريقيا حيث يوجد تقاطع كبير بين المخدرات والإرهاب، وتشير التقارير إلى أن بعض الشبكات الإجرامية تلجأ إلى غسل الأموال عبر تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي لتحويل عوائد تجارة المخدرات إلى مصادر تمويل للإرهاب."

تعتمد الجماعات الإرهابية على خدمات مجرمين جنائيين من خارج هياكلها الخاصة لتوليد الدخل، وتوفير الخدمات الوسيطة، والحصول على الوثائق، والإمداد بالأسلحة، وجمع المعلومات الاستخبارية. لكن العكس ليس بالضرورة صحيحًا، فالمجرمون، حتى وإن عملوا في نفس البيئة التي تعمل فيها كيانات إرهابية، لا يحتاجون إلى ذلك.

وحذر التقرير من استغلال السجون كنقاط ساخنة للتجنيد وحاضنات للتطرف، مشيرًا إلى أن للعديد من الإرهابيين تاريخًا إجراميًا. لكنه أشار أيضًا إلى أن السجون يمكن أن تكون حاضنات للتغيير الإيجابي لدى الأفراد المتطرفين.

ويستعرض تقرير "المنهج المرجعيُّ لمكافحة الإرهاب" موضوع الإرهاب ومكافحته، ويهدف إلى وضع نهج واضح وجامع ودقيق لفهم مختلف القضايا المتعلقة بالإرهاب ويقدم نظرة شاملة على استراتيجيات مكافحة الإرهاب، وتوقع التهديدات المحتملة والحد منها. ويسعى التقرير إلى تمكين المتدربين في الدول الأعضاء بمنظمة حلف شمال الأطلسي، والدول والمنظمات المشاركة، من تكوين صورة متكاملة عن القضايا والتحديات ذات الصلة بسياسات الأمن والدفاع.

وهكذا، تبقى تجارة المخدرات شريانًا حيويًا يغذي التنظيمات الإرهابية، مما يوسع نفوذها ويهدد استقرار المجتمعات ويضاعف من معاناة الشعوب في مناطق النزاعات. وبينما تتحول بعض الدول إلى نقاط محورية لهذه التجارة غير القانونية، تبقى المجتمعات الدولية أمام تحدٍ خطير: كيف يمكن وقف هذا التحالف القاتل بين أباطرة الجريمة وأمراء الإرهاب؟ الإجابة عن هذا السؤال قد تكون مفتاحًا لضمان أمن واستقرار المستقبل.

مقالات مشابهة

  • سجلات الدم.. جرائم جماعة الإخوان الإرهابية تكشف الوجه الحقيقي للتنظيم
  • «الإخوان».. أعداء الوطن وصُناع الإرهاب
  • أستاذ تاريخ حديث: كل الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان
  • أنواع الشائعات التي يروج لها جماعة الإخوان الإرهابية.. «وهمية وعنيفة»
  • محلل سياسي: ترامب يسعى لاستخراج الوقود من جميع الولايات الأمريكية
  • مصدر أمني ينفي مزاعم جماعة الإخوان الإرهابية عن واقعة تشاجر بـ6 أكتوبر
  • الجماعة التي اختطفت الثورة.. الإخوان سجل حافل من الإجرام
  • تحالف الظلام بين بارونات المخدرات وأمراء التنظيمات الإرهابية
  • حزب الريادة: المصريون يتصدون بحزم لشائعات جماعة الإخوان الإرهابية
  • حكاية الشهيد وائل طاحون.. اغتالته جماعة الإخوان الإرهابية بـ45 رصاصة