يسعى مسؤولون في ولاية نيويورك الأميركية إلى فرض حظر تغطية الوجه في شوارع المدينة، وعلَّة ذلك عائدة إلى الحد من تصاعد الأعمال المعادية للسامية التي يسعى فاعلوها للتخفي، على حد وصفهم.

وفي تصريح لحاكمة نيويورك كاثي هوكول، التي عبرت عن سعيها لتنفيذ هذه الخطوة، قالت "لن نتسامح مع الأفراد الذين يستخدمون الأقنعة للإفلات من المسؤولية عن أي سلوكيات إجرامية أو تهديدية".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2دلالات ومآلات انتفاضة الجامعات الأميركيةlist 2 of 2الحراك الطلابي الأميركي وتداعياته على القضية الفلسطينيةend of list

ولم تكن هوكول وحدها، حيث برر عمدة المدينة إريك آدامز، هذه الخطوة بالادعاء أنها ضرورية لـ"منع السلوك الإجرامي وضمان السلامة العامة".

وبحسب عدد من الناشطين في مدينة نيويورك، فإن هذا الحظر يأتي بوصفه انتهاكا صارخا للحريات الدستورية وسط استمرار الاحتجاجات ضد ما وصفوه "تواطؤ نيويورك مع الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد الفلسطينيين".

بين الكمامة والتكميم

وردا على هذه التصريحات، قال زيد جالودي، أحد المشاركين في المظاهرات الطلابية في نيويورك، للجزيرة نت، إن "تأكيد الحاكمة هوكول بأن الحظر يهدف إلى مكافحة معاداة السامية ليس مضللا فحسب، بل هو أيضا تلاعب".

ويضيف أن الولاية تعمد إلى الخلط بين الاحتجاج السلمي والقصد الإجرامي، وأن حكومة الولاية تحاول "إسكات المعارضة وتقويض الحق الأساسي في التجمع والتعبير عن الآراء التي تتعارض مع مصالح السياسيين".

وكانت صحفية الغارديان البريطانية قد أشارت في وقت سابق إلى أن مشروع القرار يستهدف منع لبس الكمامة في قطارات الأنفاق، في حين ذكر موقع سي بي إس الإخباري أن الحظر يستهدف منع ارتداء الكمامة في التظاهرات العامة.

وأوضح محلل قانوني متخصص في الحريات المدنية للجزيرة نت، وفضل عدم الكشف عن اسمه، أن "توقيت هذا الحظر يتزامن مع زيادة كبيرة في الجهود المبذولة للحد من حرية التعبير، خاصة عندما يتعلق الأمر بانتقاد السياسات الخارجية التي تدعمها جماعات الضغط المؤثرة".

في حين بين جالودي أن القرار يستهدف ارتداء الكمامة في المجال العام ما لم يكن هناك حاجة طبية من ارتدائها، مما سيزيد من قبضة الشرطة، ويعطيها الحق والسند القانوني لاعتقال المتظاهرين لارتدائهم أغطية على الوجوه.

إدانة واسعة

وسرعان ما أدانت جماعات الحقوق المدنية الأميركية الحظر المقترح، بحجة أنه يقوض مبادئ الحرية والديمقراطية التي تأسست عليها أميركا. وقالوا إن الحق في الاحتجاج السلمي، بما في ذلك الحق في ارتداء أغطية الوجه لأسباب تتعلق بالخصوصية والسلامة، منصوص عليه في التعديل الأول للدستور.

ويخشى المتظاهرون المؤيدون لفلسطين أن يستخدم قرار حظر تغطية الوجه بوصفه أداة للمراقبة والترهيب، خاصة في ظل انتشار تقنية التعرف على الوجه مما يزيد من سهولة التعرف على الأفراد الذين يدافعون عن الحقوق الفلسطينية واستهدافهم.

وبينما يمضي المسؤولون في نيويورك قدما في أجندتهم لحظر تغطية الوجه في الاحتجاجات، بدعوى مكافحة معاداة السامية وضمان السلامة العامة، يرى المتظاهرون أنها خطوة تنتهك الحقوق المدنية الأميركية وأنه من الضروري للمواطنين والمشرعين على حد سواء، التمسك بمبادئ حرية التعبير والتجمع، وحماية الديمقراطية من تغول الحكومات ضد المواطنين.

كما يرى المتظاهرون أن ارتداء الأقنعة ضروري بسبب مراقبة الشرطة والسلوك العدائي الذي أظهرته الأجهزة الأمنية لهم في المظاهرات. يضاف إلى ذلك تهديدات بعض أصحاب العمل بأن المشاركة في المظاهرات قد تجعل المتظاهرين عاطلين عن العمل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حراك الجامعات تغطیة الوجه

إقرأ أيضاً:

مدرب فرنسا: مبابي سيرتدي قناع الوجه طوال منافسات يورو 2024

يتعين على كيليان مبابي، مهاجم المنتخب الفرنسي لكرة القدم، أن يرتدي قناعا للوجه لحماية أنفه المكسور لما تبقى من مباريات لفريق في بطولة أمم أوروبا "يورو 2024" المقامة حاليا في ألمانيا.

هذا هو قرار المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديديه ديشامب، حتى لو تأهل المنتخب الفائز ببطولة أمم أوروبا في 1984 و2000 للمباراة النهائية التي تقام في برلين يوم 14 يوليو الجاري.

وقال ديشامبللصحفيين عقب الفوز على المنتخب البلجيكي بهدف نظيف في دور الـ16:"يجب أن يعتاد على القناع، لأنه يجب أن يرتديه في الأسبوعين المقبلين".

وأضاف ديشامب: "ليس من السهل اللعب وأنت ترتدي القناع، ولكنه يحرز تقدما بالفعل. هناك مسألة التعرق، ونعلم أن العرق يمكن أن يدخل في عينيه. يمكن أن يؤثر على الرؤية. يقول إنه يرى الأشياء بتقنية ثلاثية الابعاد.كل شيء أمامه على مايرام. ولكن هناك تأثير على رؤيته لبقية أرجاء الملعب".

وحتى الآن سجل قائد المنتخب الفرنسي وهدافه الرئيسي هدفا واحدا فقط من ركلة جزاء في المباراة التي تعادل فيها المنتخب الفرنسي مع نظيره البولندي 1/1 في دور المجموعات، علما بأن مبابي أصيب بكسر في الأنف في المباراة التي فاز بها منتخب بلاده على النمسا بهدف نظيف، من نيران صديقة، في المباراة الافتتاحية. ولم يشارك في المباراة الثانية بدور المجموعات التي تعادل فيها المنتخب الفرنسي مع نظيره الهولندي سلبيا.

وقال مبابي عشية مواجهة المنتخب البلجيكي إن محاولة اللعب وهو يرتدي القناع يعد أمرا فظيعا. على أي حال، فإن هدفا من نيران صديقة أخرى، هذه المرة من البلجيكي يان فيرتونخين، كان يعني إنه ليس بحاجة للعب بشكل متميز حيث تأهل فريقه لدور الثمانية.

كان المهاجم البديل راندال كولو مواني، هو من سدد الكرة التي غيرت اتجاهها بعدما اصطدمت بيان فيرتونخين في الدقيقة 85.

ويقف المنتخب البرتغالي بقيادة نجمه كريستيانو رونالدو في طريق المنتخب الفرنسي للتأهل للدور قبل النهائي.

وقال ديشامب: "أفضل الفرق تتواجد هنا، والمباريات ستكون قوية للغاية. لدينا دائما القدرة على تسجيل المزيد من الأهداف. كان الأمر صعبا علينا منذ بداية البطولة، ولكن دائما ما تتاح لنا الفرص للتسجيل".

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: إسرائيل تريد وقف الحرب حتى لو بقيت حماس
  • مدرب فرنسا: مبابي سيرتدي قناع الوجه طوال منافسات يورو 2024
  • "مفاجأة".. علماء يعيدون اكتشاف ملامح وجه أعظم فراعنة مصر وأقواهم قبل وفاته عن 90 عاما (صورة)
  • "مفاجأة".. علماء يعيدون اكتشاف ملامح وجه أعظم فراعنة مصر وأقواهم قبل وفاته عن 90 عاما
  • ماذا تريد المرأة من الحكومة المرتقبة؟.. ضبط الأسعار والرقابة على الأسواق
  • قاض يمني يضع شريطاً لاصقاً على فمه تعبيراً عن حالة القمع والتكميم الحوثي للافواه (صورة)
  • 6 أسئلة شائعة.. كل ما تريد معرفته عن التأشيرة الخليجية الموحدة
  • ماسك الطماطم لتوهج البشرة وجعلها أكثر نضارة
  • تكنولوجيا التعرف على الوجه تتسبب في اعتقالات خاطئة في ولاية أميركية