سايت تحصل على شهادة معيار أمان بيانات صناعة بطاقات الدفع في الحوسبة السحابية
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
حصلت الشركة السعودية لتقنية المعلومات (سايت)، على شهادة معيار أمان بيانات صناعة بطاقات الدفع (PCI DSS v4.0) من المجلس العالمي لمعايير الأمن في صناعة بطاقات الدفع (PCISSC)، مزودً لخدمات الحوسبة السحابية.
وأكد حصول سايت على الشهادة التزامها بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في إنشاء بيئة سحابية آمنة، تهدف إلى حماية بيانات عملائها وتعزيز سمعتها في تقديم خدمات الحوسبة السحابية وحلول الأمن السيبراني الموثوقة للقطاع المالي، والتقنيات المالية.
وتتضمّن شهادة الامتثال لمعيار أمن بيانات صناعة بطاقات الدفع (PCI DSS) مجموعة من معايير الأمان المعترف بها دوليًا، والمصممة خصيصًا للتعامل مع بيانات حاملي البطاقات بأمان، من خلال الامتثال للعديد من الإجراءات الصارمة كالتقييمات المنتظمة لمستويات الأمان، وتشفير البيانات، والحد من التهديدات السيبرانية للبيانات الحساسة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: سايت بطاقات الدفع صناعة بطاقات الدفع
إقرأ أيضاً:
القهاوي المصرية صمام أمان اجتماعي
في زياراتي إلى مصر، وتحديدًا القاهرة، أجد نفسي كل صباح في أحد مقاهي وسط البلد، أجلس هناك، أرتشف كوب الشاي بتمهل، وأراقب الحياة وهي تستيقظ على مهل. مع إشراق الشمس، يبدأ الشارع المصري في رسم ملامحه اليومية، حيث تمتزج نداءات الباعة بخطوات العابرين، وتتعالى ضحكات الصباح بين روّاد المقهى، الذين يجلسون وكأنهم جزء من هذا المكان منذ الأزل. هنا، في هذه الزاوية الصغيرة من مصر، أشعر بأنني داخل مشهد حيّ يعكس روح هذا البلد بكل تفاصيله، من دفء العلاقات إلى بساطة الحياة التي لا تخلو من عمق.
في مصر، ليست المقاهي مجرد أماكن لشرب القهوة أو الشاي، بل هي منصات للحوار ومرافئ للراحة وملتقيات يتداخل فيها العام بالخاص. على الطاولات الخشبية العتيقة، تجد النقاشات تمتد من السياسة إلى كرة القدم، ومن هموم المعيشة إلى حكايات الطفولة. في هذه المساحات المفتوحة، تُعاد صياغة العلاقات، حيث يجلس رجل الأعمال إلى جوار البائع المتجول، ويتبادل المثقف حديثًا عفويًا مع العامل، في لقاءات تعكس طبيعة المجتمع المصري، الذي لا يعرف حواجز حقيقية بين أبنائه، بل يجمعهم الودّ والسجال اللطيف.
حين تضيق الحياة بأحدهم في مصر، لا يبحث عن العزلة، بل يجد في المقهى متنفّسًا يخفف عنه ثقل الأيام، وتقلبات الزمن. هناك، في زوايا هذه الأماكن العامرة بالحياة، تُروى الحكايات، تُطرح التساؤلات، ويجد كل شخص أذُنًا صاغية أو حتى نظرة تفهّم تُعيد إليه شيئًا من الطمأنينة. ليست المقاهي في مصر مجرد نقاط تجمع، بل هي نوافذ تطل منها الروح المصرية على ذاتها، حيث يتنفس الناس براح الحديث، ويتجدّد الأمل مع كل فنجان يُرفع، ومع كل ضحكة تخترق روتين اليوم.
لطالما كانت المقاهي في مصر ملتقى للمثقفين والمفكرين، حيث جلس العقاد، وتأمل طه حسين، وساجل المازني، وحاور نجيب محفوظ أصدقاءه، في جلسات أفرزت رؤى أثرت الأدب والفكر العربي. على هذه المقاعد، تشكّلت ملامح الحركات الثقافية، وتلاقحت الأفكار، وخرجت من بين الدخان المتصاعد روايات ومقالات حملت نبض الشارع المصري. هنا، لا تقتصر الأحاديث على الحياة اليومية، بل تمتد إلى أفق أوسع، حيث تناقش القضايا الكبرى كما لو أن هذه الطاولات الصغيرة تحولت إلى منابر للحوار الوطني والتأمّل العميق في واقع مصر ومستقبلها.
لكن المقاهي في مصر ليست فقط موطنًا للثقافة والفكر، بل هي أوطان صغيرة للتكاتف الاجتماعي. حين يمر أحد روّاد المقهى بلحظة فرح، يشاركه الجميع بهجته، وحين يواجه أزمة، يجد من يواسيه ولو بكلمة طيبة. هذا التلاحم البسيط، الذي قد لا يُلتفت إليه في زحام الحياة، هو ما يجعل المجتمع المصري متماسكًا رغم كل التحديات التي لا يبدو لها نهاية. هنا، بين طاولات المقاهي، تُبنى الصداقات، وتتشكل دوائر الدعم غير الرسمية، التي تحوّل اللقاءات اليومية إلى روابط أعمق من مجرد تقاطع طرق.
ورغم تطور مصر ودخول الحداثة إلى كل زاوية فيها، فإن المقاهي لا تزال تحافظ على روحها الأولى. صحيح أن البعض يجلس اليوم منشغلًا بهاتفه، لكن في المقابل، لا تزال هناك طاولات لا تعرف الصمت، ولا تزال الضحكات تمتزج بصوت ارتطام الملاعق بالأكواب، ولا تزال الأرواح تبحث عن لحظات الصفاء وسط ضجيج المدينة. في كل صباح، حين أجلس هناك، في قلب القاهرة، أشعر بأنني داخل لوحة حية، حيث تتشابك الأصوات، وتتداخل الحكايات، وتستمر مصر في البوح بأسرارها لمن يعرف كيف يصغي إليها.