تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديس بلاجيوس الصبي الشهيد، وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية جاء نصها كالآتي: إن عبدﹶرام  حاز غلبة عظيمة على المسيحيين في اسبانيا وقتل كثيرًا منهم واستأسر كثيرًا.

ومن جملة الأسرى كان أسقف مدينة طﹸوي فأخذهﹸ مصفدًا بالحديد إلى مدينة قرطبة في اسبانيا.

فقال الأسقف للملك: لا يخفاك ان تحت يدي من قد أﹸسروا في الحرب. فان أطلقتني انال لك اطلاقهم. ولصدق مقالتي اترك عندك رهنًا ابن أخي وكان له ابن أخ اسمهﹸ بلاجيوس وعمرهﹸ عشر سنين. فرضي الملك بذلك واطلق الأسقف وامسك عندهﹸ بلاجيوس. وكان هذا الصبي ذا فضائل سامية. وبقي في الأسر خمس سنين.

ففى ذات يوم إذ كان  الملك يتغدي شرع أحد مشيريه يصف لهﹸ جمال بلاجيوس الصبي الأسير. فأمر باحضاره ولما رآه بهت من جماله وقال له: اجحد ايمان المسيح وأنا أجازيك مجازاة عظيمة. وقال له الصبي “أيها الملك لستﹸ أشاء ابدًا أن أكفر بالمسيح. لأن مواعيدك زائلة ويسوع المسيح الذي خلق جميع الأشياء يعطيني مجازاة أبدية، فدنا منه الملك وأراد ان يلاطفه فزجرهﹸ هذا الفتى بشجاعة قائلًا: تاخر ايها الوقح اتحسبني كاحد الصبيان الفاسدين شركائك. فاغتاظ الملك منهﹸ وأمر بتعذيبه وقتله أو يكفر. فأخذه الأعوان وشرعوا يعذبونه بأنواع مختلفة ثم قطعوا يديه ورجليه وراسهﹸ وهو يصرخ: اللهم خلصني من أعدائي. وهكذا تم استشهادهﹸ في  شهر يونيه سنة 925. وطرح جسده في نهر غوادﹺلكبير، ورفع الله قدر شهيده بلاجيوس بكرامات باهرة.وشيد كنائس كثيرة على اسمه في إسبانيا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الكنيسة القبطية الكاثوليكية

إقرأ أيضاً:

ضاهر ترأس قداس عيد القديسين بطرس وبولس في البترون

احتفلت كنيسة القديسين بطرس وبولس للروم الملكيين الكاثوليك في البترون بعيد شفيعي الرعية، وترأس رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار جاورجيوس ضاهر قداس العيد وعاونه الارشمندريت الياس البستاني، كاهنا الرعية الأب بولس مارديني والأب يوحنا الحاج بطرس. كما شارك بالقداس الكهنة: خليل الشاعر، باسيليوس غفري، جورج ديب، عبدالله السكاف، بيار صعب، ألبير نصر ومارسيلينو عسال، في حضور مدير معهد العلوم البحرية والتكنولوجيا marsati  في البترون السفير اسطفان عسال، مخاتير مدينة البترون، فاعليات ورؤساء جمعيات ومؤسسات وحشد من المؤمنين.  

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المطران ضاهر عظة بعنوان "يا سمعان بن يونا، أتحبني" وقال فيها: "يسعدني جداً أن ألتقي بكم مساءَ هذا اليوم في عيد القديسين بطرس وبولس شفيعي كنيستِكم ورعيّتِكم، وهذه المرة الأولى الذي نحتفل في هذه الكنيسة التي نأمل أن ننتهي من إنهاء الأعمال فيها لتصبح ملجأً لجميع المؤمنين. وأحيّي كلَّ واحدٍ منكم وأحيّي بخاصة كاهنَ الرعية قدس الأب بولس مارديني ومعاونه الأب يوحنا الحاج بطرس وجميع الذين يساعدونه في ادارةِ الرعية وتنشيطِها، وأحيّي كلَّ إنسانٍ مسيحيٍ مؤمنٍ ملتزمٍ وغيورٍ على خدمة الكنيسة والنفوس".

واضاف: "تأتي الذكرى السنوية لعيد القديسين بطرس وبولس في 29 حزيران شفيعي هذه الكنيسة المقدسة، وتعتبر حدثاً مهماً في الكنيسة وخاصة لبطريركية إنطاكية وسائر المشرق التي يُعتبَر بطريرُكها خليفةً في كرسيه للرسولين العظيمين اللذين يعتبران بحق، هامَتَي الرسل ومؤسِّسَي الكنيسة. نبدأ بلفت النظر إلى أن معظم تذكارات القديسين مخصّصة لكلٍّ منهم إفراديا (القديس نيقولاوس، جاورجيوس... الخ). هذه الذكرى تجمع القديسَين في نهارٍ واحد وللأمر مغزى كبير وعبرة. لقد كان الرجلان مختلفين في كثير من الأمور، فبولس كان ذا ثقافة عالية، وبخاصةً في مجال الشريعة، بينما كان بطرسُ شبهَ أمّي يزاول مهنةَ صيدِ السمك. وكان بولسُ من عائلةٍ ذاتِ نسبٍ رفيع بينما أتى بطرس من عائلةٍ متواضعة، الأول كان روماني الجنسية، بينما كان الثاني يهودياً بسيطاً. إلا أنَّ ما يجمعُ هذين العظيمين هو اندفاعَهُما العظيم وغيرتَهما وتحمّلَّهما المشاق في سبيل البشارة، ومحبّتَهما خاصةً لبعضِهما البعض، واستشهادَهما في سبيل إيمانها. لذا قليلاً ما نراهما إفرادياً في أيقوناتٍ مخصّصةٍ لكلٍّ منهما وغالباً نراهما إمّا في عناقٍ محبٍّ أو يحملان مجسماً يمثل الكنيسة".

وقال: "إنّ الفرقَ بينَهما شاسعٌ، حيث أنّ الرسول بطرس كان منذ البدايةِ تلميذاً مخلصاً للمسيح وكان شاهداً على كل ما كان يحدث حول المسيح منذ بدايةِ خروجِه إلى الكرازة. وعلى العكس، كان الرسول بولس عدواً للمسيح وخصماً له، إذ أنه لم يكن يؤمن به كمسّيا ويعتبره نبياً كاذباً، فخرج إلى الكرازة ليس للتبشير بالإنجيل، بل ليضطهدَ المسيحيين. فما الذي جرى لهذا وذاك؟

كان الرسلُ الاثنا عشر كلُّهم قد عرفوا المسيح منذ البداية، وأودُّ أن أقولَ إنهم كانوا قد عرفوه قبل أن يبدأ عملَه التبشيري وخدمتَه للعالم. فعلى سبيل المثال نحن نعرف أن نثنائيلَ كان يعيش في قانا الجليل على بعد كيلومترات معدودة من المكان الذي وُلد فيه المسيح، كما كان باقي الرسل قد قضوا طفولتَهم وشبابَهم ليس بعيداً عن هناك. وبرز منهم الرسول بطرس بأنه كان أوّل من اعترف بالمسيح كابنٍ الله، كالإله الذي جاء إلى الأرض بجسده ليكون تجسّداً للمحبّةِ الإلهية ويبذل حياته لخلاص العالم.

كان الرسولُ بولس مضطهِداً، ولم يكنْ يؤمن بالمسيح سابقاً وكان يكرهُه ويضطهدُه، وجد نفسَه فجأةً وجهاً لوجه مع المسيح القائم من بين الأموات. كان جميع الرسل شهوداً على حياةِ المسيحِ وصلبِه وموتِه ولكنهم قابلوه فورَ قيامتِه، أما بولس فقابله بعد فترة من الوقت فأصبح إنساناً مختلفاً تماماً بعد ذلك اللقاء. إنه بذل كلَّ حياتِه ليبشّر بالمسيح المصلوب والقائم، بحسب قوله. إن لم يكن المسيح قد قام، فباطلةٌ كرازتُنا وباطلٌ أيضاً إيمانُنا (1كو 15: 14). يمكن فهم هذا الكلام بسهولة: فلو لم يكن المسيح قد قام، لوجدنا أنفسَنا نعيشُ في كذبٍ وخيالٍ، في عالمٍ غير حقيقي، في عالمِ الهذيان".

أضاف: "هذان هما الرسولان اللذان نقيمُ تذكارَهما. لم يكن الرسولُ بطرس رجلاً مثالياً من كل النواحي، شأنُه شأنُ الرسول بولس. كان الرسلُ كلُّهم أناساً طبيعيين حقيقيين، وعندما تمَّ القبضُ على المسيح في بستان جتسيماني ومحاكمتِه إمتلَكَهم الخوف فهربوا. أما بطرس فكان قد أنكره. ولكن فيما بعد أصبحوا مبشّرين عديمي الخوف، ولم يكن من الممكن أن يفصلَهم عن المسيح لا العذابَ ولا الصلبَ ولا السجن. كانوا يبشّرون فأصبحت تلك الكرازة بالفعل ما يسمّيها بولس الرسول: إيمانُنا الذي غلب العالم. وها نحن نحتفل بعيدهم مبتهجين بلقاء المضطهِد المتعصّب والمؤمن منذ البداية في إيمان واحد وهو الإيمان بانتصار المسيح بالصليب والقيامة".

وتابع:" والقديس بولس الذي ظهر حولَه نورٌ من السماء سقط على الأرض وسمع صوتاً قائلاً له: شاول، شاول لماذا تضطهدني وعَلِمَ أنّه المسيح فنهض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر أحداً. واقتيد إلى دمشق حيث ذهب إلى الرسول حنانيا بعد رؤيا وتكليفٍ من يسوع ليبشِّرَ شاول ويسقط الغشاوة (عمى القلب!) عن عينه ويعمّدَه. لذا نراه يشدّدُ في رسائله على رحمة الله تجاهَ جميع البشر، كونُه اختبر هذه الرحمة المعطاة للجميع بدون شرط. وقد بشّر بأنَّ الإنسان يتبرّر أمام الله بالإيمان وليس بالأعمال حصراً لأن الخلاص (من الخطيئة، من الأنا) معطى مجاناً عبر رحمةِ الله في المسيح يسوع. ورأى أن صليبَ المسيح هو مجدُ الله ووسيلةُ الفداء ومصالحةُ الناس مع الله ومع بعضهم البعض".

وأردف: "فباسم المحبة التي تجمعُنا مع القديسين بطرس وبولس، جئتُ بكلمتي هذه، طالباً شفاعةَ وبركةَ وجرأةَ القديسين بطرس وبولس، ومعايداً ومصافحاً جميعَ المشتركين معنا في هذه الذبيحة الالهية وجميع الذين يُقيمون هذا العيد أو الذين يحملون اسمَ بطرس أو بولس، وأخصُّ بالمعايدةِ الصادقة كاهنَ هذه الكنيسة قدسَ الأب الحبيب بولس مارديني متمنّياً له دوامَ الصحةِ والعافية والعملِ على خدمةِ النفوس، كما أتقدّم بالمعايدة القلبية لجميع أبناء هذه الرعية المباركة الحاضرين منهم والغائبين، متمنّياً لهم جميعاً الصحةَ والعافية، والمزيدَ من التقدّم والتعاون والعطاء لما فيه خيرِ الكنيسة الطائفة والناسِ والعباد. وواجبٌ علينا أن نستذكرَ بالصلاةِ والرجاءِ، جميعَ الذين رقد منهم على رجاء القيامة".

وشكر "جميعَ الذين سهروا على تنظيم وتحضير هذا الإحتفال الكنسي الرائع، وعلى رأسهم لجنةَ الوقف والجوقة والشبيبة وجميعَ أبناءِ الرعيّة دون استثناءِ أحد، كما أشكر رجالَ الصحافةِ والإعلام المقروء والمسموع والمرئي وشكري الكبير لكلِّ ضبّاط وعناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والشرطة البلدية". 

وختم مصليا: "ربي وإلهي أنت تعلم أني أحُّبك، وقد وضَعْتَني في مصافِ الإثني عشر رسولاً، فأضرعُ إليك أن تكون دائماً معي، وتقولَ لي ما قلتَه لبطرس الرسول: "إرعَ خرافي، إرعَ نعاجي". ولا تخف فأنا معك". آمين".

مقالات مشابهة

  • بالتزامن بدايته.. تعرف على علاقة صوم الرسل بتلاميذ المسيح الـ12
  • الكنائس الكاثوليكية تحتفل بتذكار الرسولين المعظمين بطرس وبولس
  • "الأرثوذكسية" تحتفل بذكرى استشهاد القديس تيموثاؤس المصري
  • الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بذكرى الطوباوي مويزيس ليرا سيرافين الكاهن
  • الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة البابا القديس كردونوس الرابع
  • الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديسة فبرونيا الشهيدة
  • الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسَين بطرس وبولس
  • من قاطع طريق إلى قديس.. تعرف على القديس موسى الأسود
  • ضاهر ترأس قداس عيد القديسين بطرس وبولس في البترون