ما زال الإسرائيليون في غمرة تورطهم في حرب غزة يتوهون في البحث عن إجابة "اليوم التالي" لهذه الحرب، بدل بقائها تدور حول نفسها دون استقرار، لاسيما وسط اليقين بشأن انتهاء المرحلة الرئيسية من القتال في غزة، ومع ذلك فلا زال الاحتلال بعد ثمانية أشهر من القتال يجد حماس بقيت واقفة بشكل رئيسي على ساقيها: المدنية والعسكرية، رغم ما لحق بها من أضرار وخسائر.



وقال النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في دائرة التخطيط بجيش الاحتلال، والضابط الكبير السابق في الاستخبارات البحرية عاميت ياغور:  إنه "لن يتناول السؤال حول سبب العجز الإسرائيلي، رغم محاولاتها الفاشلة، في تفكيك القدرات الحكومية لحماس، في نفس الوقت الذي تقوم فيه بالجهد العسكري ضد قدراتها العسكرية، لاسيما بعد أن أخفقت محاولاتها للعمل مع العشائر المحلية، ثم إدخال عناصر السلطة الفلسطينية، وهي جهود فشلت فشلاً ذريعاً".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "رغم إمكانية تحقق ذلك من الناحية النظرية، لكن جيش الاحتلال من خلال منسق العمليات الحكومية في الأراضي الفلسطينية، لم يبذل أي جهد يذكر حتى الآن، بدليل أن محاولات السيطرة على المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة، وتوزيعها على حماس بدلا منها، سجلت إخفاقاً كبيرا".


وزعم أن "محور فيلادلفيا الذي انكشف أنه أنبوب الأوكسجين الحقيقي لحماس، يتزامن مع إدراك الجميع أن حماس تشرف على إخراج المساعدات الإنسانية القادمة من مستودعات الأمم المتحدة، وتوزيعها على الفلسطينيين، وبالتالي فإن ذلك يعني أن حماس تحافظ على عناصرها الهامة جدا، وتنجح في الحفاظ على مقدراتها وموقعها الحاكم في القطاع، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يساعد ذلك دخول المرحلة الجديدة".

وأكد أن "هناك شيء واحد واضح فيما يتعلق باليوم التالي، وهو أن خطة إعادة إعمار كبيرة لقطاع غزة حقيقة واقعة، وشرط لاستمرار الحياة فيه، وعلى أقل تقدير، سيتم إزالة أنقاض الحرب، وربما أيضا إعادة بناء القطاع، بحيث يصبح صالحا للسكن ونمط الحياة لسكانها، وهذا العنصر المهم جدا والجميع متفقون على أنه سيحدث بشكل أو بآخر لأنه يقتضيه الواقع، ولا تستطيع حماس أن تحققه بنفسها إلا بمساعدة الساحتين الدولية والإقليمية، وبوجود إسرائيلي واضح".

وأشار أنه "من المؤكد أن الكثير من الإسرائيليين سيتساءلون عن حاجتهم للتعامل مع إعادة إعمار غزة حتى قبل الانتقال للحديث عن إعادة إعمار جنوب وشمال دولة الاحتلال، الجواب أنه بالإضافة للحقيقة البسيطة المتمثلة في أننا بحاجة للبدء في الحديث عن الإدارة المتوازية لعدة جهود، وليس مجرد عمل طويل متتالي، على عكس إعادة الإعمار المطلوبة في دولة الاحتلال، وهي تعدّ هدفًا بحدّ ذاته، بزعم أن إعادة إعمار غزة هي في الواقع عملية ممتازة، وأداة لإطاحة حماس من السلطة في غزة، وتفكيك قدراتها الحكومية، وإنشاء بديل لها".


وأشار أنه "إذا تم تحقيق استعادة السيطرة من حماس على القطاع، حتى لو لم تكن الهيئة الحاكمة المعلنة، لكنها تعمل فقط في الميدان، فإنها ستكون من حيث توفير الشرعية "المنشطة" لحكمها المتجدّد، وهذا بالتحديد ما يجب على الاحتلال تعلّمه من الماضي، لأنها في نهاية الحرب العالمية الثانية، أطلقت الولايات المتحدة "خطة استعادة أوروبا"، وتم تسمية البرنامج على اسم وزير الخارجية الأمريكي جورج مارشال، واستغرق تنفيذها أربع سنوات، بكلفة 173 مليار دولار بقيمة اليوم، وتم توزيع الأموال من قبل لجان تضم مسؤولين حكوميين ورجال أعمال".

وذكر أنه "بعد كل حرب من الحروب السابقة ضد حماس في غزة، قادت الحركة إعادة إعمار القطاع بما يتوافق مع مصالحها، واستخدمت الأموال والمواد لتمهيد الطريق لعملية القتال التالية، بينما فضّل الاحتلال دفن رأسه في الرمال، مما يستدعي منه هذه المرة التفكير خارج الصندوق، والتعلّم من الماضي، والإعلان عن مبادرة منه فور انتهاء القتال في رفح عن "خطة مارشال إسرائيلية" لإعادة إعمار القطاع، ينفّذها المجتمع الدولي بمساعدة دول المنطقة، تحت مظلة الأمم المتحدة، بزعم أنه سيساعده بتأمين مصالحه، بما في ذلك السيطرة الأمنية الكاملة في القطاع".

ولا يطرح الجنرال الاسرائيلي ضمانة لتحقيق أهداف الاحتلال من خطته الخاصة بإعادة إعمار القطاع في اليوم التالي لانتهاء الحرب، في ظل الإقرار بغياب القدرة على خلق بدائل سريعة لحكومة حماس في غزة، بما يتوافق مع مصالحه، لكنه يكتفي بالحديث أن مثل هذه الخطة سيحوّل قطاع غزة من قاعدة للخلاف إلى أساس للتعاون، وإقامة تحالف إقليمي ودولي مع الاحتلال، رغم أن ذلك لا يعني غياب حماس عن الفعل الميداني في القطاع: حكومياً وعسكرياً.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيليون غزة اليوم التالي حماس إسرائيل حماس غزة الجيش الاسرائيلي اليوم التالي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إعادة إعمار فی غزة

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي: إسرائيل ليس لديها مبررات للاستمرار في الحرب

قال مصطفى إبراهيم محلل سياسي، إنّ إسرائيل ليس لديها مبررات للاستمرار في الحرب، مشيرا، إلى أن أهداف نتنياهو معلنة، سواء كانت الأهداف السياسية، حيث يسعى للبقاء في السلطة، وهناك نقاش حول الموازنة، كما أنه ضخ المليارات على الحريديم للبقاء في الحكم.

ترامب يعين محاميته السابقة ألينا هابا مدعية عامة لنيوجيرسي وسط جدل سياسي وقضائيالبحث العلمي تعلن انتهاء المرحلة الأولى لموسوعة الأغذية الشعبية المصرية


وأضاف إبراهيم، في تصريحات مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج "منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الإعلام الإسرائيلي ذكر أن هدف العمليات العسكرية هو القضاء على القدرات المدنية والعسكرية لحركة، ورغم مرور عام ونصف من الحرب، لم تحقق إسرائيل أهدافها المعلنة في القضاء على حركة حماس.

وتابع: "فقد أكد البعض أن العمليات الإسرائيلية لا تمثل حربًا حقيقية بل قتالًا غير متكافئ يتم من الجو وباستخدام المدفعية والدبابات، دون وجود مقاومة فعالة من حماس على الأرض، ومن أبرز الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، قصف مستشفى ناصر في خان يونس، مما أسفر عن قتل العديد من القيادات التابعة لحماس".

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: إسرائيل ليس لديها مبررات للاستمرار في الحرب
  • محلل سياسي: إسرائيل ليس لديها مبررات للاستمرار في الحرب على غزة
  • غارات إسرائيلية تقتل العشرات وتستهدف مجمع الناصر الطبي أكبر مستشفيات جنوب القطاع
  • حكومة غزة: القطاع على شفا كارثة وسط استمرار الإبادة والصمت الدولي
  • كالاس: نثمن دور مصر في وقف إطلاق النار بغزة وندعم خطة إعادة الإعمار
  • مدبولي يؤكد لنظيره الفلسطيني دعم مصر الثابت للفلسطينيين وإعادة إعمار القطاع
  • وزير الخارجية يؤكد على ضرورة المضي قدما في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة
  • ‏حكومة غزة: الجوع والعطش وصل إلى مستويات خطيرة في القطاع‏
  • إسرائيل مستعدة للتفاوض مع حماس قبل شن أي غزو واسع على غزة
  • إعلام إسرائيلي: حماس تعلمت الخدعة ولن تستسلم ونحن لم نفهمها بعد