تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى  القدّيسَين المجيدَين والرسولَين الزعيمَين بطرس وبولس، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: "تَنْهاُر الأَرضُ وجميعَ سُكَّانِها وأَنا الَّذي أُثبّتُ أَعمِدَتَها". إنّ جميع الرسل هم أعمدة الأرض، لكن يوجد في مقدّمهم الرسولان اللذان نحتفل بعيدهما. إنّهما العمودان اللذان يحملان الكنيسة بتعاليمهما، وصلاتهما ومثالهما بالثّبات.

إنّ الربّ بنفسه هو مَن ثبّت هذين العمودين. في البدء، كانا ضعيفين ولم يكن بإمكانهما المحافظة على ثباتهما ودعم الآخرين. وهنا، ظهر مشروع الربّ العظيم: لو كانا في الأصل قويّين، لاعتقَدنا أنّ قوّتهما نابعة منهما. لذلك، أراد الربّ، قبل تثبيتهما، أن يُظهرَ إمكانيّاتهما كي يعرف الجميع أنّ قوّتهما آتية من الله. لقد سقط بطرس على الأرض عند سماع صوت خادمة تسأله: "أَلَستَ أَنتَ أَيضًا مِن تَلاميذِ هذا الرَّجُل؟"؛ كما بدا العمود الثّاني ضعيفًا جدًّا أيضًا: "أَنا الَّذي كانَ فيما مَضى مُجَدِّفًا مُضطَهِدًا عنيفًا".

لذلك، علينا من كلّ قلبنا إكرامُ هذين القدّيسين اللذين تحمّلا كلّ العذاب من أجل الربّ، وثابرا بكلّ قوّة. إنّ المثابرة في الفرح، وفي الازدهار وفي الصبر هو أمر بسيط. لكنّ النبالة تظهر عند مَن يُرجَم، ويُجلَد ويُضرَب من أجل المسيح، ورغم كلّ ذلك يثابر مع المسيح. بالنسبة إلى بولس، إنّها لنبالة حين "نُشتَمُ فنُبارِك، نُضطَهَدُ فنَحتَمِل، يُشَنَّعُ علَينا فنَرُدُّ بِالحُسْنى. صِرنا شِبْهَ أَقْذارِ العالَم ونُفايةَ النَّاسِ أَجمَعين، إِلى اليَوم"... وماذا يمكننا أن نقول عن بطرس؟ حتّى لو لم يتحمّل شيئًا من أجل المسيح، يكفي أنّه قد صُلِب من أجله لكي نحتفل بعيده اليوم. كان يعرف جيّدًا أين يوجد ذاك الذي كان يحبّه، ذاك الذي كان يرغب فيه: فالصليب كان طريقه نحو السماء.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: تحتفل الكنيسة البيزنطية

إقرأ أيضاً:

لماذا طلب الفاتيكان من الحضور عدم التقاط صور سيلفي مع نعش البابا فرنسيس؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- طلب مسؤولو الفاتيكان من الزوّار عدم التقاط صور سيلفي مع البابا فرنسيس أثناء استلقائه في حالة سكون داخل كاتدرائية القديس بطرس، مطالبينهم بوضع هواتفهم جانبًا أثناء مرورهم بجانب النعش.

وصرح الفاتيكان في بيان أن نحو 130 ألف شخص قد أدوا احترامهم للبابا، حيث انتظر العديد منهم لساعات لمشاهدته مستلقياً في نعش مفتوح.

يصطف الناس لتقديم احتراماتهم بينما يرقد البابا الراحل فرانسيس في نعش داخل كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، في 25 أبريل 2025.Credit: TIZIANA FABI/AFP via Getty Images

وأظهرت لقطات صورتها CNN، الأربعاء، من داخل الكاتدرائية أن بعض الزوار كانوا ينحنون برؤوسهم في لحظة تأمل وصلاة، بينما رفع آخرون هواتفهم المحمولة محاولين التقاط صور للبابا فرنسيس.

وقد أظهرت مقاطع فيديو نشرت على منصة "تيك توك" أشخاصًا يتوقفون أمام التابوت لالتقاط صور سيلفي أيضًا. وجاء في أحد التعليقات، الذي حصد أكثر من 7,000 إعجاب: "يا له من تصرف غير محترم".

البابا فرانسيس رقد في كنيسة القديس بطرس لمدة ثلاثة أيامCredit: TIZIANA FABI/AFP via Getty Images

وبحلول الخميس، بدأ المسؤولون يطلبون من الزوار وضع هواتفهم جانبًا وعدم التقاط الصور أثناء مرورهم أمام التابوت، وذلك بعد تعرضهم لانتقادات بسبب عدم فرض رقابة فعالة على استخدام الهواتف في اليوم السابق.

وقد تواصلت CNN مع الفاتيكان للحصول على تعليق.

وتنص تعليمات صادرة عن الفاتيكان عام 1996 على أنه يُمنع على أي شخص تصوير أو تسجيل الحبر الأعظم "على فراش المرض أو بعد وفاته" إلا بموافقة الـ"كاميرلينغو" (السلطة المؤقتة) ولأغراض توثيقية فقط.

ومنذ ذلك الحين، أدى التقدم التكنولوجي وظهور الهواتف الذكية إلى أن يكون لدى الجميع تقريبًا كاميرا معهم في جميع الأوقات. وعند وفاة الشخصيات العامة، قد تبدو الطقوس الناتجة وكأنها تتأرجح بين مراسم عزاء جليلة ومحترمة، وفرصة لالتقاط لحظة تاريخية بشكلٍ شخصي.

وتمكن المشيعين من تقديم احترامهم للبابا فرنسيس شخصيًا حتى الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي (منتصف النهار بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة)  الجمعة، وبعد ذلك لم يُسمح للجمهور بالاصطفاف لدخول الكاتدرائية.

حمل نعش البابا فرانسيس عبر ساحة القديس بطرس في مدينة الفاتيكان في 26 أبريل 2025.Credit: BOB REIJNDERS/Middle East Images/AFP via Getty Images

ويوم السبت، دُفِن البابا في كنيسة سانتا ماريا ماجوري بعد مراسم حضرها عدد من القادة السياسيين، والدينيين، وأفراد العائلات الملكية، والمشاهير.

مقالات مشابهة

  • ترامب في وداع فرانسيس: أريد أن أصبح البابا
  • تركيا تحتفل بذكرى “النصر” على بريطانيا في العراق
  • مي نور الشريف تحتفل بذكرى ميلاد والدها الراحل بكلمات مؤثرة
  • دشنه السيد المسيح.. محافظ أسيوط يزور دير المحرق ويستمع لشرح معالمه الأثرية
  • عبد المسيح :عبّرت للرئيس عون عن تقديري لجهوده في لمّ شمل اللبنانيين
  • قصور الثقافة بالشرقية تحتفل بذكرى تحرير سيناء بفعاليات ثقافية وفنية متنوعة
  • مفيش أصوام.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بأيام الخمسين المقدسة| تعرف عليها
  • البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح
  • وداع البابا فرانسيس.. مشهد جنائزي تاريخي لرجل غيّر وجه الكنيسة الكاثوليكية
  • لماذا طلب الفاتيكان من الحضور عدم التقاط صور سيلفي مع نعش البابا فرنسيس؟