هل يؤسس حفتر لحكم وراثي بعد ترقية 3 من أبنائه في الشرق الليبي؟
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
شهدت ليبيا في الفترة الأخيرة ترقيات عسكرية لافتة لأبناء خليفة حفتر، إذ تم تعيين ابنه الأصغر صدام رئيسا لقواته البرية المسيطرة على الشرق والجنوب، بينما منح نجله خالد منصب رئاسة الوحدات الأمنية بصلاحيات واسعة داخل الجيش الليبي، ويترأس ابنه الثالث بلقاس صندوق إعادة إعمار ليبيا.
وتزيد هذه الترقيات التكهنات الخاصة بنوايا حفتر، وعزمه تأسيس حكم وراثي، بحسب مراقبين، فيما يرى آخرون أنه يجهز نفسه للتقاعد.
ويُفسر مراقبون ترقيات أبناء حفتر على أنها "خطوة مدروسة" من قبل المشير لتجهيزهم لخلافته، مُتوقعين حدوث سلسلة من إقالات تطال كبار قيادات الجيش التابع له، في حين يرى آخرون أن هذه الترقيات تُمثل "استمرارا لظاهرة توارث المناصب القيادية قبل التقاعد"، والتي تُلاحظ منذ تأسيس المملكة الليبية في الخمسينيات من القرن الماضي.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي الليبي، إبراهيم بلقاسم، إن "برنامج توريث القيادة العسكرية في الشرق الليبي جارٍ منذ فترة، مع ترجيح استمرار الجنرال حفتر في منصبه على المدى القصير، فعلى الرغم من تدهور صحته فإنه لا توجد مؤشرات على نيته التقاعد من الحياة السياسية".
ويُشدد المحلل الليبي، في اتصال مع "أصوات مغاربية"، على أن "مستقبل الشرق الليبي مرهون بمدى سلاسة عملية انتقال القيادة العسكرية، ففي حال عدم حدوث عملية انتقال سلسة للسلطة، تلوح في الأفق مخاطر نشوب صراعات على السلطة".
وأردف: "لهذا يبرز اسم صدام حفتر، نجل القائد خليفة حفتر، كأقرب المرشحين لتولي القيادة العامة للجيش في المستقبل القريب".
وأشار المتحدث إلى أن عملية توريث القيادة العسكرية "تتضمن ترتيبات واسعة خلف الستار، بما في ذلك حملة واسعة لإحالة كبار الضباط للتقاعد، ومن بين هؤلاء، الأمين العام للقيادة، ورئيس الأركان، ورئيس الأركان البرية، والمفتش العام للجيش".
وأعرب المحلل الليبي عن اعتقاده بأن "صدام حفتر يرغب في تعيين قادة شباب أصغر سنا في المناصب العليا، خصوصا أن معظم القيادات الحالية وصلت إلى سن التقاعد القانوني".
وتابع بلقاسم: "برنامج توريث القيادة في شرق ليبيا لن يواجه أية معارضة عسكرية أو اجتماعية، وذلك لعدة أسباب، أبرزها أن خليفة حفتر يحكم بقبضة قوية، إذ نجح في إزاحة العديد من معارضيه، مما أدى إلى إضعاف أية مقاومة محتملة لبرنامج التوريث".
وأضاف أن "الرجل يمتلك أيضا نفوذا كبيرا بين القبائل، مما يمنحه ميزة كبيرة في فرض إرادته، كما أن عملية التخلص من الخصوم متواصلة، إذ لا يتردد في استخدام القوة لإزالة أية معارضة لمشروعه، وهذا يخلق جوا من الخوف يثني الكثيرين عن التعبير عن معارضتهم".
من جهة أخرى، اعتبر الإعلامي والمتخصص في الشؤون الليبية، إسماعيل السنوسي، أن "ليبيا في الوضع الحالي تواجه مشاكل أعمق من مجرد توريث المناصب، التي تعد ظاهرة معقدة ذات أبعاد تاريخية وسياسية واجتماعية، لكنها أيضا مفهومة في السياق الحالي".
وأضاف السنوسي، في حديث مع "أصوات مغاربية"، أن "مشاركة أبناء المسؤولين السياسيين والعسكريين في المؤسسات التي يديرها آباؤهم، أو في الحياة العامة الليبية، هو جزء لا يتجزأ من الواقع الليبي منذ تأسيس المملكة، ولا يبدو أن هناك إمكانية لتغيير هذا الواقع المتجذر".
واستطرد قائلاً: "لكن في ظل الوضع الخاص الذي تمر به ليبيا حالياً، وما تواجهه من تحديات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة تهدد وجود الدولة الليبية نفسها، يمكن تفهم جميع هذه الترتيبات التي يلاحظها المتابعون للشؤون العامة في ليبيا، مثل الترقيات الاستثنائية للضباط ذوي النفوذ أو المقربين من صناع القرار في الشرق والغرب".
ورأى السنوسي أن التحليلات "ينبغي أن تركز على النتائج العملية لهذه الإجراءات ومدى إسهامها في الحفاظ على مستوى معقول من الاستقرار، بحيث يمكن تنفيذ عملية سياسية توحد مؤسسات الدولة الليبية تحت حكومة واحدة، تكون مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المنشودة وفقاً للقوانين الانتخابية والتشريعات النافذة".
وبرزت مسألة توريث الحكم في ليبيا خلال عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حيث تناقلت تقارير غربية عام 2006 أنباء عن قيامه بإعداد أبنائه الثلاثة، سيف الإسلام ومعتصم وخميس، لتولي زمام الأمور في البلاد من بعده.
ولم تكن هذه الظاهرة حصرية بنظام القذافي، بل سبق وأن شهدت المملكة الليبية نقاشات مماثلة حول توريث العرش خلال الخمسينيات، أي قبل انقلاب القذافي على الملكية عام 1969.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ليبيا حفتر الحكم ليبيا حفتر وراثة ترقية الحكم المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بالصور | المشير حفتر: ملعب بنغازي صرح رياضي لكل الليبيين ورسالة لوحدة الوطن
ليبيا – المشير حفتر: افتتاح ملعب بنغازي الدولي يعكس رؤية للإعمار والتنمية في البلادافتتح القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر، ملعب بنغازي الدولي، مؤكدًا أن هذا الصرح الرياضي يعكس رؤية وطنية للإعمار والتنمية في مختلف المدن الليبية.
ملعب بنغازي منارة رياضية محلية ودوليةوفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أوضح المشير حفتر أن الملعب يمثل أحد أكبر المشاريع الرياضية في البلاد، ويأتي تقديرًا لمدينة بنغازي التي قدمت وتحملت الكثير. وأضاف أن الملعب تم إنجازه وفق أحدث المعايير الهندسية والفنية، ليكون منارة رياضية محليًا ودوليًا، تستضيف فيه ليبيا البطولات والمنافسات الرياضية.
شكر للجهات المساهمة في الإنجازوأعرب القائد العام للقوات المسلحة عن تقديره للجهود الوطنية التي ساهمت في إنجاز المشروع، مشيدًا بدور صندوق التنمية وإعمار ليبيا، وبدور مديره بلقاسم حفتر في الإشراف على تنفيذ المشاريع التنموية المختلفة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة لتحديث المدن والقرى الليبية، وتحسين الخدمات والبنية التحتية.
الإعمار والتنمية.. أولوية وطنيةوأكد القائد العام أن الليبيين حُرموا من خيرات بلادهم، مشددًا على ضرورة العمل لتحقيق التنمية الشاملة في مختلف المدن، وتحويل الإعمار إلى واقع ملموس ينعكس على حياة المواطنين، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تهدف إلى توفير بيئة حديثة تشمل الطرق والمساكن والمدارس والمستشفيات وفق أعلى المعايير.
دور الشباب في مستقبل ليبياكما شدد المشير حفتر على أهمية دعم الشباب، باعتبارهم القوة الدافعة للمجتمع، مؤكدًا أن الاستثمار في قدراتهم وإبداعاتهم سيعزز من التطور والتقدم في البلاد، داعيًا إلى توفير فرص العمل وإشراكهم في برامج التنمية والإعمار.
الرياضة وسيلة لتعزيز الوحدة الوطنيةوأشار إلى أن ملعب بنغازي الدولي سيكون متاحًا لجميع الليبيين لممارسة أنشطتهم الرياضية، مؤكدًا أن الرياضة تساهم في تعزيز التلاحم الاجتماعي. كما دعا إلى توحيد الجهود ورص الصفوف ونبذ الخلافات، مشددًا على أن ليبيا ستظل موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، وأن الليبيين قادرون على بناء مستقبلهم بعيدًا عن الانقسامات.
مشاركة دولية في حفل الافتتاحواختتم القائد العام كلمته بالإشارة إلى أن حفل الافتتاح شهد مشاركة نجوم عالميين في كرة القدم، إلى جانب نجوم الكرة الليبية من مختلف أنحاء البلاد، معتبرًا أن استضافة فرق دولية يعكس الصورة الحضارية لليبيا، ويعزز من التبادل الرياضي مع الدول الأخرى.
كما أعرب عن تقديره لكل من ساهم في إتمام هذا المشروع ونجاح هذا الحدث الرياضي الكبير.
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنه من دواعي سرورنا وفرحتنا الغامرة أن نعلن عن افتتاح ملعب بنغازي الدولي، الذي يعتبر الحدث الأكبر والذي تحتضنه مدينة بنغازي العامرة والعزيزة على قلوبنا جميعًا، مدينة بنغازي التي قدمت وتحملت الكثير، فحُريّ بها أن يكون لديها صرح رياضي يليق بمكانتها، تمارس فيه النشاطات والبطولات الرياضية المختلفة. إن افتتاح هذه الأيقونة الرياضية المتطورة جاء بفضل الجهود الوطنية الصادقة، التي بُذلت وواصلت العمل ليلًا ونهارًا، وأخذت في اعتبارها المعايير الهندسية والفنية الحديثة والجودة المطلوبة.
من أجل أن يصبح ملعب بنغازي الدولي منارة رياضية متميزة محليًا ودوليًا، حيث تُقام فيه المباريات والفعاليات الرياضية بين الأندية الليبية والدولية.
نود باسمكم جميعًا أن نتقدم بالشكر والتقدير لكل من ساهم وشارك في بناء وإنجاز هذا العمل التاريخي المشرف من الفنيين والمهندسين والعاملين مع الشركات الوطنية والأجنبية، والأجهزة المختلفة في الدولة.
عندما تلتقي الإرادة مع الإصرار تتحقق الآمال والرغبات، ونحن هنا نشيد عالياً بالجهود الجبارة التي قام ويقوم بها مدير صندوق التنمية وإعمار ليبيا، المهندس بلقاسم حفتر، على إدارته وإشرافه المباشر على إنجاز الأعمال المختلفة بكل دقة وتفانٍ، واستكمال ملعب بنغازي الدولي بحلته الجديدة الرائعة دليل على ذلك.
ويأتي كل ذلك وفقًا لرؤية واضحة على النحو الذي ستكون فيه القرى والمدن في ليبيا مثالًا يُحتذى به من حيث التطور والتحديث في مستوى تقديم الخدمات، ورصف الطرق، وبناء المساكن والمدارس والمستشفيات بأحدث الطرق والوسائل.
الليبيون حُرموا من خيرات بلادهم، ويجب تغيير الواقع للأفضل من خلال تحقيق مشاريع التنمية الشاملة في مدننا وقرانا الحبيبة. الإعمار والتنمية شعارنا وهدفنا، والأفعال والإنجازات إثباتنا وبرهاننا، وذلك لصالح أبناء شعبنا الكريم، الذي يتطلع إلى مستقبل مشرق تتحقق فيه أمانيه وتطلعاته بحياة كريمة له وللأجيال القادمة.
الشباب هم عماد المجتمع وقوته المحركة نحو التطور والنهضة، ولديهم الطموح والقدرات والإبداع والابتكار، ولهم دور أساسي في قيادة المجتمع، وتطوير التكنولوجيا، ورفع مستوى التعليم، والمحافظة على مقدرات بلادهم. فالشباب يمثلون مستقبل ليبيا من كافة النواحي، ويتحملون مسؤولية كبيرة في تحقيق التقدم والازدهار.
السادة الحضور المحترمون،
ملعب بنغازي الدولي لجميع الليبيين، يمارسون فيه أنشطتهم الرياضية المختلفة، الأمر الذي يثبت أن ليبيا وحدة واحدة مهما كانت التحديات والصعاب. إن تنظيم الدوريات والبطولات الرياضية بين الأندية الليبية يعزز التلاحم والتآزر بين أبناء الشعب الليبي الواحد، ونحن ننادي من هنا، من بنغازي، جميع الليبيين بضرورة توحيد كلمتهم، وتنظيم صفوفهم، ونبذ خلافاتهم، فما يجمعنا أكبر وأعمق مما يفرقنا، ولا مكان بيننا لمن أراد تشتيت شملنا. ليبيا ستظل واحدة من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها، وأبناء الشعب الليبي العظيم، شبابه وشيوخه، رجاله ونساؤه، هم من سيأخذون زمام المبادرة والمضي قدمًا نحو توحيد ليبيا والليبيين.
ننوه بأهمية إقامة المواسم الرياضية مع أندية الدول الأخرى، باعتبارها من المظاهر الحضارية التي تعكس التجارب الكروية، وتساهم في تبادل الخبرات بين الفرق الرياضية الدولية. ونغتنم هذه الفرصة الذهبية لنعبر فيها عن فرحتنا الغامرة بمشاركة نجوم كرة القدم العالميين في افتتاح المباراة الأولى في ملعب بنغازي الدولي، إلى جانب نجوم الكرة الليبية العريقة من جميع أنحاء ليبيا، نحييهم جميعًا، ولهم منا فائق الاحترام والتقدير.
شكرًا مجددًا لكل من ساهم في إحياء هذا الحدث الرياضي الهام، شكرًا للسادة الضيوف والحاضرين جميعًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.