بورتسودان- خاص الجزيرة نت – حذر مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني من مخاطر انهيار السودان التي لن تقتصر على البلد وحده، ولكن ستمتد تأثيراتها إلى دول الجوار وأبعد من ذلك، وقال إن مجلس السيادة يتمسك بخطته للحل أمام تعدد المبادرات التي فشلت إلى غاية الآن في التوصل لاتفاق.

وبعد نحو 15 شهرا من الحرب، تتواصل المعارك في جبهات مختلفة من السودان دون أي بوادر لاتفاق ينهي الصراع الذي أسفر عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة.

ورسم مالك عقار مشهدا قاتما أمام أي احتمال لنهاية الحرب بتفكك الدولة أو انهيارها، وقال إن السودان بموقعه الجغرافي وامتداداته الديمغرافية قد يكون بوابة لدوامة من الفوضى في المنطقة إن حدث الانهيار.

وفي حديث مع مجموعة من الإعلاميين اليوم الأحد في مدينة بورتسودان شرق البلاد، شرح عقار رؤيته قائلا إن الفوضى المحتملة في المنطقة ستعني خلق بؤر توتر وستجعل المنطقة أرضا خصبة للجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر مع زياد كبيرة لأنشطة القرصنة البحرية في المنطقة.

ولتجنب ذلك السيناريو، أكد نائب رئيس مجلس السيادة أن الجميع مطالب بالعمل على توفير الظروف المناسبة لإنهاء الحرب والتوصل لاتفاق سلام بين الفرقاء.

طريق الحل

ورغم تعدد المبادرات من جدة إلى جنيف مرورا بكامبالا والقاهرة، أكد عقار أن مجلس السيادة يتبنى خارطة طريق لم تطرح بعد في أي مباردة.

وأشار إلى أن الخطة تتضمن 3 مراحل، تبدأ الأولى بوقف الأعمال العدائية والفصل بين القوات المتحاربة، ولتحقيق ذلك يجب الاتفاق على آليات محددة تخص انسحاب القوات ومواقع تمركزها والجهة التي ستشرف على العملية.

وتركز المرحلة الثانية على الجانب الإنساني، ويتم العمل خلالها على الاستجابة للحاجات المستعجلة ومواجهة حالات سوء التغذية التي تحدق بملايين السودانيين.

وفي المرحلة الثالثة -وهي المرحلة الأصعب وفقا لعقار- سيتم بحث مصير دمج القوات وهي النقطة التي توقع أن تستغرق وقتا طويلا في ظل وجود عدد كبير من الأجانب ضمن قوات الدعم السريع التي  يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما يطرح صعوبات بشأن فرز السودانيين من غيرهم في تلك القوات ومدى تجاوب الدول التي قدموا منها من أجل استعادتهم.

وتنتهي تلك المرحلة بتوافق سياسي، يرى نائب مجلس السيادة أنه يجب أن لا يقع في الأخطاء التي ارتكبت في 44 اتفاقا سياسيا عبر تاريخ السودان الحديث، وخاصة ما تعلق منها بالدور الأجنبي والإملاءات الخارجية في صياغة بنود الاتفاق، وأكد أن الحل والتوافق لن ينجح سوى إن كان بين السودانيين دون أي دور لغيرهم يتعدى حدود الوساطة والدعم في التوصل للاتفاقات.

لا كلمة لحميدتي

من جانب آخر، يرى عقار أن حميدتي لا يملك السيطرة على قواته، واستدل بالتجاوزات التي ترتكبها قواته والتي لا يمكن أن تصدر عن جهة من المفترض أن تكون حريصة على أمن مواطنيها، وأشار إلى أن الكلمة الأخيرة تعود إلى الجهة الداعمة لحميدتي وهي دولة الإمارات.

وانتقد بهذا الخصوص دور الإمارات في الحرب الحالية وقال إن العديد من دول الجوار مقتنعة بضرورة إنهاء الحرب تجنبا لتداعياتها على دولهم، ولكنهم لا يجرؤون على التصريح علنا بذلك بسبب الاستثمارات والأموال الإماراتية التي تتدفق عليهم.

من جانب آخر، تحدث عقار عن ضرورة إنجاز تحول تاريخي في السودان ينقله من "سجن مفتوح لإثنيات مختلفة" إلى دولة تفرض احترامها على جميع المواطنين، ونبه إلى أن بعض التقارير تؤكد انتشار 36 مليون قطعة سلاح في السودان وهو ما يمثل قنبلة موقوتة قد تهدد مستقبل البلاد في أي لحظة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مجلس السیادة

إقرأ أيضاً:

عقار يناقش مع رئيس المفوضية الجديد عودة السودان للاتحاد الأفريقي

 

إلتقى نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي في السودان  مالك عقار إير اليوم بالعاصمة جيبوتي،  محمود علي يوسف رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي وهنّأه بفوزه برئاسة المفوضية.

الخرطوم ــ التغيير

وتناول اللقاء تطورات الأوضاع بالبلاد وسبل تفعيل آليات عودة السودان لمقعده بالاتحاد الافريقي لاسيما وأن ملابسات تعليق عضويته جاءت في مرحلة مختلفة عن المرحلة التي يمر بها السودان الآن.

من جانبه أبدى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي إستعداد المفوضية التام لمناقشة قضية عودة السودان ومزاولة نشاطه مع المؤسسات ذات الصلة داخل الاتحاد الأفريقي.

وكان قد أعلن الاتحاد الإفريقي بتاريخ الأربعاء 27 أكتوبر  2021 تعليق عضوية السودان حتى الاستعادة الفعلية للسلطات الانتقالية بقيادة مدنيين التي تمّ حلّها إثر انقلاب نفّذه العسكريون.

ووقتها أدان الاتحاد الأفريقي في بيان بشدة سيطرة الجيش السوداني على السلطة  بإنقلاب عسكري وحلّ الحكومة الانتقالية ورفض بشكل كامل تغيير الحكومة غير الدستوري الذي اعتبره أمراً “غير مقبول” و”إهانة للقيم المشتركة والمعايير الديموقراطية للاتحاد الإفريقي.

وفي سياق متثل سلّم نائب البرهان، الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلي، رسالة خطية من  رئيس مجلس السيادة الانقلابي قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها.

وأوضح وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين الفاضل في تصريح صحفي أن مالك عقار والرئيس الجيبوتي بحثا خلال اللقاء تطورات الأوضاع والمسار السياسي بالبلاد وملف السودان في الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد.

وأوضح  أن عقار هنأ الرئيس الجيبوتي بفوز بلاده برئاسة مفوضية الإتحاد الأفريقي ممثلة في  محمود علي يوسف الذي تم انتخابه رئيسا للمفوضية خلال القمة الماضية معربا عن ثقة السودان بأن تتمكن القيادة الجديدة من تصحيح مسار المفوضية نحو القيام بدورها علي الوجه المطلوب في إيجاد الحلول الناجعة للقضايا الأفريقية أفريقيا.

وأضاف وكيل الخارجية أن نائب رئيس مجلس السيادة جدّد رغبة  السودان في استئناف نشاطه بمنظمة الايقاد بعد توقفه أثناء فترة الحرب.

الوسومالاتحاد الأفريقي الرئيس الجيبوتي عضوية السودان مالك عقار

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. البرهان يعلن أخذ رأي الشعب السوداني في أمر مهم ويكشف دور ضابط في الحرب
  • إنهاء تعليق عضويته في إيغاد.. هل اقترب السودان من العودة للاتحاد الأفريقي؟
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • تفاقم الأزمة الإنسانية «جنوب الحزام» وسط انهيار الخدمات الصحية والأمنية
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام يؤكد ضرورة ترقية علاقات السودان الخارجية
  • عقار يناقش مع رئيس المفوضية الجديد عودة السودان للاتحاد الأفريقي
  • السودان ينهي قرار تجميد عضويته بمنظمة (إيغاد)
  • مفوضية الاتحاد الافريقي تقدم تعهدات بشأن عودة السودان 
  • السودان ينهي تجميد عضويته في منظمة مهمة
  • تحركات عاجلة من مجلس السيادة لإنقاذ معسكر تستهدفه الدعم السريع