الأسبوع:
2024-07-03@13:09:35 GMT

هل أوقع "ماكرون" فرنسا في أزمة سياسية؟

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

هل أوقع 'ماكرون' فرنسا في أزمة سياسية؟

خيبة أمل كبيرة مُنيت بها الأحزاب التقليدية في بلدان أوروبا، وذلك بعد النتائج الصادمة للانتخابات البرلمانية بدول الاتحاد الأوروبي مؤخرًا، نتيجة لتحقيق الأحزاب اليمينية المتطرفة نسبًا كبيرة من إجمالي أعضاء البرلمان الأوروبي، الأمر الذي يمكن أن يهدد مستقبل وتماسك الاتحاد الأوروبي. ومن تلك البلدان كانت فرنسا التي مُني رئيسها إيمانويل ماكرون بخيبة أمل كبيرة بعد حصول اليمين المتطرف "حزب التجمع الوطني" برئاسة چوردان بارديلا علي نسبة ثلاثة وثلاثين بالمائة من النسبة المقررة لفرنسا بالاتحاد الأوروبي، والبالغ عددها تسعة وسبعين عضوًا.

وعلي غير سابق إنذار، ودون إخطار ايمانويل ماكرون لمستشاريه بالإليزيه، أو للمقربين من حزبه ورجال حكومته، أعلن عن حل الجمعية الوطنية، وإجراء الانتخابات البرلمانية في الفترة من ثلاثين يونيو الجاري وحتي السابع من شهر يوليو القادم. وقد أحدث قرار "ماكرون" المفاجئ مساء الأحد الماضي الموافق التاسع من شهر يونيو الجاري صدمة وإرباكا في المشهد السياسي الفرنسي برمته، وقد برر قراره هذا بسعيه لإعادة تشكيل المشهد السياسي، والحفاظ علي حظوظ حزبه في البرلمان، ولكنه قد أحدث إرباكا في صفوف الأحزاب التقليدية، ومن ذلك أن أعلن بعض من أصحاب الأحزاب اليمينية المعتدلة ومنها حزب الجمهوريين عن إمكانية انضمام رئيس الحزب للعمل مع حزب التجمع الوطني، كما أعلنت الأحزاب اليسارية مجتمعة وعلي رأسها حزب فرنسا الأبية عن التوحد لخوض الانتخابات البرلمانية، والوقوف صفا واحدا من أجل التصدي للأحزاب اليمينية المتطرفة، ومنعها من الحصول علي الأغلبية البرلمانية، وتحقيق طموحاتها وأفكارها المتطرفة برؤاها في الكثير من الملفات الداخلية والخارجية، وذلك بعد أن أقنعت الكثير من الفرنسيين بقدرتها على إحداث التغيير.

لقد جاءت استطلاعات الرأي، التي أجريت خلال الأشهر الأخيرة، لتكشف تقدم الأحزاب المتطرفة، وقد جاء استطلاع صحيفة الفيجارو مؤخرا ليقر بإمكانية فوز الأحزاب اليمينية المتطرفة، وتحقيقها الأغلبية في الانتخابات البرلمانية الفرنسية المرتقبة، وقد رجع الخبراء والمحللون سبب صعود شعبية تلك الأحزاب الشعبوية في فرنسا إلى الكثير من الأخطاء التي ارتكبها "ماكرون" خلال فترته الرئاسية الأولى، وخلال فترته الثانية الآن، وذلك بعد تردي الأوضاع الاجتماعية للفرنسيين، وتراجع القوى الشرائية وارتفاع نسب التضخم، وزيادة الدين الخارجي لفرنسا، إضافة إلي أن فرنسا وبسبب قرارات "ماكرون التعسفية"، وإصداره الكثير من القرارات الفردية التي أضرت بالفرنسيين، فمن احتجاجات السترات الصفراء إلي الإضرابات علي قانون التقاعد، ثم إلى التضييق علي الإعلاميين، هذا بجانب قانون الهجرة الجائر الذي أصر "ماكرون" علي إقراره، هذا علي المستوى الداخلي، أما علي المستوي الخارجي فقد خسرت فرنسا بسبب سياسة "ماكرون" موقعها في بلدان غرب إفريقيا، كما أن فرنسا تواجه انتقادات من الكثير من بلدان العالم وعلي رأسها البلدان البلدان العربية والإسلامية، بسبب موقف "ماكرون" المتضامن مع إسرائيل في حربها ضد غزة، كما أن الفرنسيين غير راضين عن موقف "ماكرون" المعادي لروسيا، ومساندته ماديا وعسكريا لأوكرانيا، ما أضر بعلاقات فرنسا الخارجية على المستوى السياسي. ومع تلك المواقف والنقاط السلبية التي ظهرت خلال حكم "ماكرون" توقع الخبراء والمحللون أن يحقق اليمين المتطرف نسبة كبيرة من أعضاء البرلمان الفرنسي، ولربما تصل إلى حد الأغلبية، تلك الأغلبية التي إذا ما حدثت فإنها ستقلب المشهد السياسي الفرنسي برمته، وستضر بوجهة فرنسا ومكانتها مع العالم الخارجي، بل ويمكن أن تهدد أفكار اليمين المتطرف حياة الكثيرين في فرنسا، وبخاصة الفقراء والمهمشون والمهاجرون.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

انسحابات انتخابية في فرنسا للحيلولة دون حكم اليمين المتطرف

بحلول مساء  اليوم الثلاثاء ستحدد في فرنسا أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بعد انسحاب العشرات من مرشحي اليسار واليمين لمحاولة منع وصول اليمين المتطرف إلى السلطة رغم الانقسامات العديدة.

وحسب تعداد أولي أجرته وكالة فرانس برس انسحب مساء أمس الاثنين 155 مرشحا من اليسار ومعسكر الرئيس إيمانويل ماكرون مؤهلين لخوض الجولة الثانية من السباق الانتخابي المقرر يوم الأحد المقبل.

ولا يزال الانسحاب ممكنا حتى الرابعة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء بتوقيت غرينتش لصالح منافس من حزب سياسي آخر، على أمل الحيلولة دون فوز مرشحي اليمين المتطرف.

والهدف من سلسلة الانسحابات هذه هو تشكيل "جبهة جمهورية" لمواجهة حزب التجمع الوطني برئاسة جوردان بارديلا (28 عاما) الذي تصدّر حزبه الجولة الأولى من الانتخابات بفارق كبير.

وفي حال أصبح بارديلا رئيسا للحكومة، ستكون هذه أول مرة تقود فيها حكومة منبثقة من اليمين المتطرف فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

وبعد 3 أسابيع من الزلزال السياسي الذي أحدثه ماكرون بإعلانه حل الجمعية الوطنية، صوت الفرنسيون بكثافة الأحد الماضي في الجولة الأولى من الانتخابات التي تثير نتائجها ترقبًا كبيرا في الخارج.

وحل التجمع الوطني (يمين متطرف) وحلفاؤه في طليعة نتائج الجولة الأولى من الاقتراع، بنيله 33.14% من الأصوات (10.6 مليون صوت). وانتُخب 39 نائبا عن هذا الحزب في الجولة الأولى. وبذلك، تقدم على الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم اليسار (27.99 %)، فيما جاء معسكر ماكرون في المرتبة الثالثة بفارق كبير (20.8 %).

وطالب اليمين المتطرف الفرنسيين بمنحه غالبية مطلقة في الجولة الثانية. وقال رئيسه الشاب إن الجولة الثانية ستكون "واحدة من الأكثر حسما في مجمل تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة" التي تأسست عام 1958.

من جهتها، قالت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان "نحن بحاجة إلى غالبية مطلقة". وترأس لوبان كتلة نواب التجمّع الوطني في البرلمان الفرنسي كما انتخبت من الجولة الأولى في الشمال.

وأسس والدها جان-ماري لوبن في العام 1972 مع عنصرين سابقين في قوات الأمن الخاصة النازية، الجبهة الوطنية التي أطلق عليها اسم التجمع الوطني في العام 2018.

وأُدين لوبان الذي كان يركز خطابه على الهجرة واليهود، عدة مرات بسبب تجاوزاته، خصوصا بعد أن وصف غرف الغاز  الألمانية بأنها "مجرد تفصيل في التاريخ".

 

أعضاء البرلمان المنتخبون حديثًا عن حزب فرنسا الأبية، والجبهة الشعبية الجديدة يسيرون أمام الجمعية الوطنية في باريس (الأوروبية) سيناريوهات

وفي ظل حيرة وغموض على كل الجبهات، هناك عدة سيناريوهات مطروحة. ومع تراجع احتمال قيام "الجبهة الجمهورية" التي كانت تتشكل تقليديا في الماضي بمواجهة التجمع الوطني في فرنسا، بات من المطروح أن يحصل حزب جوردان بارديلا، ومارين لوبان على أغلبية نسبية قوية أو حتى أغلبية مطلقة الأحد المقبل.

غير أن سيناريو قيام جمعية وطنية معطلة بدون إمكانية تشكيل تحالفات تحظى بالغالبية بين الكتل الثلاث الرئيسية، يبقى ماثلا أيضا، وهو سيناريو من شأنه أن يغرق فرنسا في المجهول. وفي جميع الأحوال، خسر ماكرون رهانه على حل الجمعية الوطنية بعد هزيمة كتلته في انتخابات البرلمان الأوروبي  التي جرت في 9 يونيو/ حزيران الماضي.

ومن المحتمل أن تُنتج الانتخابات التشريعية تعايشا غير مسبوق بين رئيس مناصر للاتحاد الأوروبي وحكومة معادية له، الأمر الذي يمكن أن يطلق شرارة خلافات بشأن صلاحيات رئيسي السلطة التنفيذية، وخصوصاً في مسائل الدبلوماسية والدفاع.

و حذر رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال من أن "اليمين المتطرف بات على أبواب السلطة"، داعيا إلى "منع التجمّع الوطني من الحصول على أغلبية مطلقة".  أما العضو اليساري في البرلمان الأوروبي رفاييل غلوكسمان فيؤكد "أمامنا 7 أيام لتجنب كارثة في فرنسا"، داعياً إلى انسحاب جميع المرشحين الذين حلوا في المرتبة الثالثة.

مأكرون يأمل في عدم ذهاب أي صوت إلى اليمين المتطرف في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية  (الفرنسية) الأحمق المفيد

لكن  حزب فرنسا الأبية حليف غلوكسمان فيرى أن هذه القاعدة لن تطبق إلا في الدوائر التي حل فيها مرشحو التجمع الوطني في المرتبة الأولى بحسب رئيس كتلة اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون.

و في المعسكر الرئاسي، لايزال الخط غير واضح. ففي اجتماع لحكومته أمس الاثنين، لم يصدر ماكرون تعليمات واضحة، حسبما أفادت عدة مصادر وزارية.

وقال أحد المشاركين في الاجتماع "إن الرئيس ماكرون أكد على ضرورة عدم ذهاب أي صوت لليمين المتطرف" وذكّر بأن اليسار دعمه مرتين في 2017 ثم في 2022 ليصبح رئيسا. لكن ماكرون لم يدل بأي بتصريحات علنية اأمس .

وأعلن العديد من مرشحي معسكره بقاءهم في الجولة الثانية. لكنأغلبية المرشحين المنسحبين تبدي ترددا حين يتعلق الأمر بدعم مرشحي فرنسا الأبية خصوصا أن حزب ميلانشون متهم بمعاداة السامية. ووصفه مسؤول نقابي بارز بأنه "الأحمق المفيد لجميع أولئك الذين لا يريدون التنحي".

العالم يراقب

وتراقب العديد من العواصم العالمية الأزمة السياسية في فرنسا. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن "ألمانيا وفرنسا تتحملان مسؤولية خاصة تجاه أوروبا المشتركة ولا يمكن لأحد أن يظل غير مبال".

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن نتائج الجولة الأولى من هذه الانتخابات تعكس "اتجاها خطيرا" تسلكه فرنسا وأوروبا.

وأعلنت روسيا أنها تتابع "الانتخابات في فرنسا عن كثب"، فيما أكدت واشنطن أنها "تعتزم مواصلة تعاونها الوثيق مع الحكومة الفرنسية حول مجمل أولويات السياسة الخارجية".

في المقابل أشاد آخرون بالنتيجة التي حققها اليمين المتطرف الفرنسي، على غرار رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني التي اعتبرت أن "شيطنة" اليمين المتطرف لم تعد مجدية".

مقالات مشابهة

  • أحزاب سياسية راسخة.. ام تجمعات انتخابية؟
  • انسحابات انتخابية في فرنسا للحيلولة دون حكم اليمين المتطرف
  • محلل سياسي: أزمة كورونا أثرت سلبًا على شعبية حزب المحافظين في بريطانيا
  • التجمع الوطني يعلن استعداده لتشكيل الحكومة في فرنسا
  • جولة ثانية 7 يوليو.. انتخابات فرنسا ما السيناريوهات المتوقعة حال عدم الحصول على الأغلبية المطلقة؟
  • اليمين المتطرف يفوز بأول جولة من انتخابات برلمان فرنسا
  • بعد فوزه بالانتخابات البرلمانية الفرنسية.. بارديلا يضع عينه على منصب رئيس الوزراء
  • فرنسا: نسبة المشاركة بالجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية بلغت حتى الآن 59.39%
  • الداخلية الفرنسية: 59.39% نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية