هل أوقع "ماكرون" فرنسا في أزمة سياسية؟
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
خيبة أمل كبيرة مُنيت بها الأحزاب التقليدية في بلدان أوروبا، وذلك بعد النتائج الصادمة للانتخابات البرلمانية بدول الاتحاد الأوروبي مؤخرًا، نتيجة لتحقيق الأحزاب اليمينية المتطرفة نسبًا كبيرة من إجمالي أعضاء البرلمان الأوروبي، الأمر الذي يمكن أن يهدد مستقبل وتماسك الاتحاد الأوروبي. ومن تلك البلدان كانت فرنسا التي مُني رئيسها إيمانويل ماكرون بخيبة أمل كبيرة بعد حصول اليمين المتطرف "حزب التجمع الوطني" برئاسة چوردان بارديلا علي نسبة ثلاثة وثلاثين بالمائة من النسبة المقررة لفرنسا بالاتحاد الأوروبي، والبالغ عددها تسعة وسبعين عضوًا.
وعلي غير سابق إنذار، ودون إخطار ايمانويل ماكرون لمستشاريه بالإليزيه، أو للمقربين من حزبه ورجال حكومته، أعلن عن حل الجمعية الوطنية، وإجراء الانتخابات البرلمانية في الفترة من ثلاثين يونيو الجاري وحتي السابع من شهر يوليو القادم. وقد أحدث قرار "ماكرون" المفاجئ مساء الأحد الماضي الموافق التاسع من شهر يونيو الجاري صدمة وإرباكا في المشهد السياسي الفرنسي برمته، وقد برر قراره هذا بسعيه لإعادة تشكيل المشهد السياسي، والحفاظ علي حظوظ حزبه في البرلمان، ولكنه قد أحدث إرباكا في صفوف الأحزاب التقليدية، ومن ذلك أن أعلن بعض من أصحاب الأحزاب اليمينية المعتدلة ومنها حزب الجمهوريين عن إمكانية انضمام رئيس الحزب للعمل مع حزب التجمع الوطني، كما أعلنت الأحزاب اليسارية مجتمعة وعلي رأسها حزب فرنسا الأبية عن التوحد لخوض الانتخابات البرلمانية، والوقوف صفا واحدا من أجل التصدي للأحزاب اليمينية المتطرفة، ومنعها من الحصول علي الأغلبية البرلمانية، وتحقيق طموحاتها وأفكارها المتطرفة برؤاها في الكثير من الملفات الداخلية والخارجية، وذلك بعد أن أقنعت الكثير من الفرنسيين بقدرتها على إحداث التغيير.
لقد جاءت استطلاعات الرأي، التي أجريت خلال الأشهر الأخيرة، لتكشف تقدم الأحزاب المتطرفة، وقد جاء استطلاع صحيفة الفيجارو مؤخرا ليقر بإمكانية فوز الأحزاب اليمينية المتطرفة، وتحقيقها الأغلبية في الانتخابات البرلمانية الفرنسية المرتقبة، وقد رجع الخبراء والمحللون سبب صعود شعبية تلك الأحزاب الشعبوية في فرنسا إلى الكثير من الأخطاء التي ارتكبها "ماكرون" خلال فترته الرئاسية الأولى، وخلال فترته الثانية الآن، وذلك بعد تردي الأوضاع الاجتماعية للفرنسيين، وتراجع القوى الشرائية وارتفاع نسب التضخم، وزيادة الدين الخارجي لفرنسا، إضافة إلي أن فرنسا وبسبب قرارات "ماكرون التعسفية"، وإصداره الكثير من القرارات الفردية التي أضرت بالفرنسيين، فمن احتجاجات السترات الصفراء إلي الإضرابات علي قانون التقاعد، ثم إلى التضييق علي الإعلاميين، هذا بجانب قانون الهجرة الجائر الذي أصر "ماكرون" علي إقراره، هذا علي المستوى الداخلي، أما علي المستوي الخارجي فقد خسرت فرنسا بسبب سياسة "ماكرون" موقعها في بلدان غرب إفريقيا، كما أن فرنسا تواجه انتقادات من الكثير من بلدان العالم وعلي رأسها البلدان البلدان العربية والإسلامية، بسبب موقف "ماكرون" المتضامن مع إسرائيل في حربها ضد غزة، كما أن الفرنسيين غير راضين عن موقف "ماكرون" المعادي لروسيا، ومساندته ماديا وعسكريا لأوكرانيا، ما أضر بعلاقات فرنسا الخارجية على المستوى السياسي. ومع تلك المواقف والنقاط السلبية التي ظهرت خلال حكم "ماكرون" توقع الخبراء والمحللون أن يحقق اليمين المتطرف نسبة كبيرة من أعضاء البرلمان الفرنسي، ولربما تصل إلى حد الأغلبية، تلك الأغلبية التي إذا ما حدثت فإنها ستقلب المشهد السياسي الفرنسي برمته، وستضر بوجهة فرنسا ومكانتها مع العالم الخارجي، بل ويمكن أن تهدد أفكار اليمين المتطرف حياة الكثيرين في فرنسا، وبخاصة الفقراء والمهمشون والمهاجرون.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الکثیر من
إقرأ أيضاً:
وزير الحرس الوطني: رؤية 2030 أحدثت الكثير من التحولات الكبرى
رفع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، باسمه ونيابةً عن منسوبي وزارة الحرس الوطني كافة, التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- بمناسبة صدور التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030 لعام 2024، وما تحقق من نجاحات وإنجازات متتالية لمستهدفاتها الطموحة خلال الأعوام التسعة الماضية.
وأكد سموه أن ما تحقق لرؤية المملكة 2030، هو مبعث فخر واعتزاز لنا جميعًا، مشيرًا إلى أنها منذ انطلاقتها بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، قائد مسيرة التنمية المظفرة -رعاه الله-، وبدعم ومتابعة مباشرة من عرابها سمو ولي العهد -حفظه الله- تسير بخطى حثيثة نحو تحقيق الأهداف، التي رسمت لها من أجل مستقبل مشرق لوطننا الغالي، عبر البرامج والمشروعات والمبادرات الوطنية، واستثمار المقومات والمقدرات كافة، في سبيل رفعة بلادنا وتقدمها والإسهام في تحقيق مرتكزاتها الرئيسة المتمثلة في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
أخبار متعلقة وزير الداخلية: رؤية المملكة 2030 حققت نجاحات متتالية في كل القطاعاترئيس مجلس الشورى: منجزات رؤية 2030 تؤكد ريادة المملكة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رؤية المملكة 2030 - اليومرؤية المملكة 2030ونوه سمو وزير الحرس الوطني بما تضمنه التقرير من أرقام وإحصائيات، تجسد ما تحقق من نمو وازدهار ونتائج سابقت الزمن ومنجزات وطنية كبيرة في شتى المجالات.
وبين أن رؤية المملكة 2030 بعد مضي تسعة أعوام، أحدثت الكثير من التحولات والنقلات الكبرى على مختلف الأصعدة، وأثبتت قوة منطلقاتها وسداد منهجها، عبر ما نعيشه اليوم من نماء ونهضة شاملة وازدهار ورخاء، بفضل الله -عزّ وجلّ- ثم بالقيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، مؤكدًا أن وزارة الحرس الوطني تمضي وفق رؤية المملكة 2030 للوصول إلى المستهدفات الوطنية في قطاعاتها وإدارتها كافة.
واختتم سمو وزير الحرس الوطني تصريحه، داعيًا الله العلي القدير، أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان، وأن يزيده عزة ورفعة وازدهارًا.