لجريدة عمان:
2025-04-02@10:48:41 GMT

فرنسا تخشى المجهول مع بدء انتخابات تاريخية

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

فرنسا تخشى المجهول مع بدء انتخابات تاريخية

باريس «أ.ف.ب»: توجه الفرنسيون بكثافة إلى مراكز الاقتراع اليوم في الدورة الأولى من انتخابات تشريعية يواجه الناخبون فيها خيارًا تاريخيًا إذ قد تفتح الطريق أمام اليمين المتطرف للوصول إلى السلطة بعد أسبوع.

وبلغت المشاركة ظهرًا نسبة قياسية ناهزت 25.9 في المائة مقابل 18.43 في المائة في الساعة نفسها من انتخابات 2022 التشريعية، وفق وزارة الداخلية.

ولاحظ ماتيو غالار مدير الدراسات في معهد إيبسوس لاستطلاعات الرأي عبر منصة إكس «أنها النسبة الأعلى منذ انتخابات 1981 التشريعية».

وفي مكاتب الاقتراع، لم يخف عدد كبير من الناخبين قلقهم حيال هذه الانتخابات المبكرة التي دعا إليها الرئيس ايمانويل ماكرون في التاسع من يونيو الماضي.

وقالت روكسان لوبران (40 عامًا) في بوردو (جنوب غرب) «أودّ أن استعيد الهدوء؛ لأن كل شيء اتخذ منحى مقلقا منذ الانتخابات الأوروبية».

وفي أحياء شمال مدينة مرسيليا على البحر المتوسط التي تضم عددًا كبيرًا من السكان من أصول مهاجرة، قرر نبيل اغيني (40 عامًا) أن يدلي بصوته رغم عدم مشاركته في الانتخابات الأوروبية، وقال: «ما دام الخيار متاحًا، الأفضل الذهاب للتصويت». وبادر العديد من السياسيين إلى الإدلاء بأصواتهم صباحا. وقام الرئيس ماكرون بذلك في توكيه (شمال غرب)، فيما صوتت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في هينان-بومون في الشمال.

ويحظى حزب التجمع الوطني برئاسة جوردان بارديلا (28 عامًا) بـ34 إلى 37% من نوايا الأصوات في استطلاعات الرأي، ما قد يفضي إلى سيناريو غير مسبوق مع حصوله على غالبية نسبية أو مطلقة بعد الدورة الثانية في السابع من يوليو الجاري.

وتشير استطلاعات الرأي التي يترتب النظر إليها بحذر نظرًا لضبابية الوضع، إلى أن التجمع الوطني يتقدم على تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري الذي يجمع ما بين 27.5 و29% من نوايا الأصوات، والغالبية الرئاسية الحالية من وسط اليمين التي تحصل على 20 إلى 21%.

وتستمر عمليات التصويت في المدن الكبرى، على أن تظهر عندها النتائج الأولية لهذا الاستحقاق الذي قد يحدث انقلابا حقيقيا في المشهد السياسي الفرنسي.

وفي حال وصل بارديلا إلى رئاسة الحكومة، فستكون هذه المرة الأولى التي تحكم فيها فرنسا حكومة منبثقة من اليمين المتطرف، منذ الحرب العالمية الثانية.

وخلاف ذلك، ثمة خطر حقيقي يكمن في أن تكون لفرنسا جمعية وطنية متعثرة بدون احتمال تشكيل تحالفات بين معسكرات شديدة الاستقطاب، وهو ما يهدد بإدخال فرنسا في المجهول.

وأحدث الرئيس إيمانويل ماكرون زلزالا سياسيا حقيقيا في التاسع من يونيو حين أعلن فور تبين فشل تكتله في انتخابات البرلمان الأوروبي، حلّ الجمعية الوطنية، في رهان محفوف بالمخاطر كان له وقع الصدمة في فرنسا والخارج. ورغم تبايناته الداخلية، نجح اليسار خلال الأيام التالية في بناء ائتلاف.

لكن الخلافات بين حزب «فرنسا الأبيّة» اليساري الراديكالي وشركائه الاشتراكيين والبيئيين والشيوعيين ولا سيما حول شخص زعيمه جان لوك ميلانشون، المرشح السابق للرئاسة، سرعان ما ظهر مجددًا وغالبًا ما ألقى بظلّه على حملة التكتل.

في هذه الأثناء، واصل التجمع الوطني زخمه في حملة ركّزها على القدرة الشرائية وموضوع الهجرة، من غير أن تتأثّر لا بالغموض حول طرحه إلغاء إصلاح نظام التقاعد الذي أقره ماكرون، ولا بالسجال الذي أثارته طروحاته حول إقصاء المزدوجي الجنسية من «الوظائف الإستراتيجية» ولا بالتصريحات الجدلية الصادرة عن مرشحين من صفوفه.

قد يكون من الصعب استخلاص العبر من الدورة الأولى لارتباطها بعوامل كثيرة غير محسومة.

وفي طليعة هذه العوامل الارتفاع الكبير المرتقب في عدد الدوائر التي سيتأهل فيها ثلاثة مرشحين للدورة الثانية، وعدد المرشحين الذين سينسحبون خلال فترة ما بين الدورتين، في حين تراجع على مرّ السنوات الاندفاع إلى تشكيل «جبهة جمهورية» تقف بوجه اليمين المتطرف.

- «وضوح تام» - ويواجه معسكر الغالبية الرئاسية الحالية أكبر قدر من الضغوط، بعدما انتخب ماكرون رئيسا في 2017 و2022 متحصّنا بضرورة تشكيل حاجز أمام اليمين المتطرف.

ووعد الخميس الماضي بـ«بوضوح تام» في تعليمات التصويت للدورة الثانية في حال المنازلة بين الجبهة الوطنية واليسار، لكنه كان حتى الآن يبدي ميلا بالأحرى إلى نهج «لا للجبهة الشعبية ولا لفرنسا الأبية» الذي يقابَل بتنديد من اليسار وانتقادات حتى داخل تكتله.

ومن المقرر أن يجتمع ظهر اليوم الاثنين رئيس الوزراء غابريال أتال وأعضاء حكومته في قصر الإليزيه لبحث مسألة انسحاب مرشحين والإستراتيجية الواجب اعتمادها بوجه التجمع الوطني.

وتجري هذه الانتخابات بعد سنتين لم يكن خلالهما للتكتل الرئاسي سوى غالبية نسبية في الجمعية الوطنية، ما أرغم الماكرونيين على البحث عن حلفاء كلّما أرادوا طرح نصّ، أو حتى استخدام بند في الدستور سمح لهم بتمرير الميزانيات وإصلاح النظام التقاعدي بدون عمليات تصويت.

ومع فوز التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية بحصوله على 31.4% من الأصوات مقابل 14.6% للمعسكر الماكروني، تسارعت الأحداث دافعة الرئيس إلى اتخاذ خيارات تضعه أمام سيناريو «تعايش» مع بارديلا.

وعرفت فرنسا في تاريخها الحديث ثلاث فترات من التعايش بين رئيس وحكومة من توجهات مختلفة، في عهد فرنسوا ميتران (1986-1988 و1993-1995) وفي عهد جاك شيراك (1997-2002).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الیمین المتطرف التجمع الوطنی

إقرأ أيضاً:

منع لوبان من الترشح للرئاسة.. زلزال يغير المشهد السياسي الفرنسي

مُنعت زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الفرنسي مارين لوبان، من الترشح لأي انتخابات لمدة 5 سنوات، بعد إدانتها الإثنين، بتهمة اختلاس أكثر من 4 ملايين يورو من أموال البرلمان الأوروبي لتمويل حزبها.

بارديلا أصغر سناً من أن يترشح للرئاسة، ولا يتمتع بالخبرة الكافية

ووصفت مجلة إيكونوميست البريطانية، حكم المحكمة الجنائية في باريس، الذي يمنع لوبان من الترشح للرئاسة عام 2027، بأنه زلزال من شأنه إعادة تشكيل المشهد السياسي الفرنسي. فقد تحولت خطة لوبان طويلة الأمد للوصول إلى السلطة، من خلال جعل التجمع الوطني أكثر قبولاً لدى الناخبين، إلى أنقاض.

لكن تداعيات هذا القرار لا تقتصر على حزبها فقط، إذ يخشى سياسيون من مختلف الأطياف من أن يؤدي إلى تعميق التشكيك في الديمقراطية الفرنسية، إذ  بدأت ادعاءات تنتشر تفيد بأن المؤسسة السياسية استخدمت القضاء لإقصاء لوبان، وهي مزاعم يرى مراقبون أنها مجانبة للصواب، حيث مارس القضاة سلطاتهم استناداً إلى قانون صدر عام 2016.

In the long run, Marine Le Pen’s ban could have one of two consequences for her hard-right party’s electoral chances https://t.co/sgdn6Ov4fu

— The Economist (@TheEconomist) March 31, 2025

لكن الاتهامات ستلاقي صدى لدى جزء كبير من الناخبين، في بلد يرغب نحو ربع ناخبيه في أن يتولى الجيش السلطة.

ماسك يقود الرافضين للحكم على مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا - موقع 24تعالت أصوات اليمين المتطرف في أوروبا اليوم الإثنين، ضد بإدانة القضاء الفرنسي لمارين لوبن بتهمة اختلاس أموال عامة ومنعها من الترشح للانتخابات مدة 5 أعوام.

وكما استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القضايا المرفوعة ضده لتصوير نفسه كضحية لمؤامرة يسارية في الولايات المتحدة، فسيميل أنصار لوبان، التي تحتل المركز الأول في الاستطلاعات بالنسبة لانتخابات 2027،  إلى التعبير عن حجج مماثلة في فرنسا.

تداعيات القرار على حزب التجمع الوطني

سيؤدي هذا الحكم إلى دفع حزب التجمع الوطني للبحث عن مرشح جديد للانتخابات الرئاسية.

ويُعتبر جوردان بارديلا، رئيس الحزب البالغ من العمر 29 عاماً، الخيار الأكثر ترجيحاً، غير أن بعض أعضاء الحزب يرون أنه لا يزال صغير السن ويفتقر إلى الخبرة اللازمة.

سجن وغرامة ومنع من الترشح.. القضاء الفرنسي يطيح بمارين لوبان - موقع 24مُنعت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبان الاثنين من الترشح لمدة 5 سنوات وهذا يعني أنها لن تتمكن من المنافسة في انتخابات 2027، كما حُكم عليها بالسجن 4 سنوات، اثنتان تحت المراقبة بسوار إلكتروني، بالإضافة إلى تغريمها مبلغ 100 ألف يورو.

وقد يواجه بارديلا عقبة أخرى، فلطالما كان التيار الشعبوي في فرنسا محصوراً داخل عائلة لوبان، بدءاً من جان ماري لوبان، الذي أسس الحزب قبل خمسة عقود، وصولاً إلى ابنته مارين التي أعادت تشكيله عام 2011،  وقضت على خطابه العنصري والمعادي للسامية.   

وإذا لم يكن الحزب مستعداً لتجاوز إرث العائلة، فقد تلجأ ماريون مارشال، ابنة شقيق لوبان، إلى الترشح ومنافسة بارديلا على قيادة الحزب، ما قد يشعل صراعاً داخلياً محتدماً.

ترامب يعيد خلط أوراق اليمين المتشدد في أوروبا - موقع 24عندما اجتمع كبار القادة العسكريين لدول حلفاء أوكرانيا في لندن يوم 20 مارس (آذار) لمناقشة إمكانية تشكيل قوة لحفظ السلام، كان هناك غائب بارز: رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال لوتشيانو بورتولانو، الذي أوفد ممثلين أقل رتبة، في خطوة وصفتها مجلة "إيكونوميست" بأنها ذات دلالة.

تأثير الحكم على الحكومة الفرنسية

أما على مستوى الحكومة، فإن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو يواجه تحديات كبيرة. فهو يخشى أن يتبنى حزب التجمع الوطني الآن نهجاً تصعيدياً قد يشمل دعم اقتراحات حجب الثقة التي تقدم بها اليسار، كما فعل سابقاً في يناير لإطاحة رئيس الوزراء ميشال بارنييه بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه المنصب.

ومع ذلك، يعتقد بعض المراقبين أن لوبان قد تتردد في الإطاحة بالحكومة، نظراً لأن ذلك سيؤدي إلى انتخابات جديدة، ما يعني فقدانها مقعدها البرلماني تلقائياً، وهو ما قد يزيد من ضبابية المشهد السياسي الفرنسي.

وقالت القاضية بينيديكت دي بيرثويس، من المحكمة الجنائية في باريس، إنه لا شك في أن حزب التجمع الوطني أدار على مدى 14 عاماً عملية ممنهجة لاختلاس أموال دافعي الضرائب الأوروبيين، لتعويض الصعوبات المالية التي واجهها الحزب حتى وقت قريب.

مقالات مشابهة

  • السيطرة على حريق في كشك بسبب ألعاب نارية بالتجمع الأول
  • بعد منع لوبان من الانتخابات..اليمين المتطرف يدعو الفرنسيين للتظاهر
  • رئيسة وزراء إيطاليا تعلّق على إدانة زعيمة أقصى اليمين في فرنسا
  • منع لوبان من الترشح للرئاسة.. زلزال يغير المشهد السياسي الفرنسي
  • محكمة فرنسية تدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان بتهمة اختلاس
  • زعيمة أقصى اليمين في فرنسا تعلّق على منعها من الترشح للرئاسة
  • ماسك يقود الرافضين للحكم على مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا
  • منع زعيمة أقصى اليمين في فرنسا من الترشح لمدة خمس سنوات
  • فرنسا: إدانة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في قضية اختلاس
  • تكبيرات العيد تصدح في قاسيون.. أهالي دمشق يؤدون صلاة عيد الفطر لأول مرة في ساحة الجندي المجهول