تستمر إسرائيل في تحدي كافة القوانين الدولية والأعراف والقيم الإنسانية، فهذا ديدنها الذى ما زالت تبقى عليه، ويرى العالم تداعياته فى المشاهد المأساوية للفلسطينيين الذين تفيض أرواحهم على وقع جرائم الاحتلال الغاصب فى الأراضى الفلسطينية. ومؤخرا استهدفت إسرائيل عائلة رئيس حركة حماس "إسماعيل هنية" بمخيم الشاطئ بهجوم أطاح بأرواح عشرة مدنيين بينهم شقيقته لتسجل إسرائيل مجددا استمرارها فى التعاطى مع الفاشية الصهيونية فى تحدٍ لكل القوانين الدولية.
وقال جهاز الدفاع المدني فى غزة: إن طواقمها انتشلت اثنتي عشرة جثة معظمها لأطفال ونساء إثر قصف جوى لمدرسة تأوي نازحين في شارع يافا وسط مدينة غزة. كما أفاد الدفاع المدنى بأن فرقة انتشلت جثامين خمسة قتلى آخرين بينهم أطفال بعد قصف لمدرسة ثانية تأوي نازحين بمنطقة الشاطئ غرب مدينة غزة. وفى السياق نفسه قتل خمسة فلسطينيين فى غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا فى مخيم النصيرات وسط القطاع. وخلص تقييم مدعوم من الأمم المتحدة إلى أن حوالى نصف مليون شخص يعانون من الجوع الكارثي في غزة. وكانت تحذيرات قد صدرت منذ مارس الماضى من حدوث مجاعة وشيكة فى شمال القطاع. وفى هذا السياق أفاد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائى بأنه ما زال هناك 495 ألف شخص، أى حوالى 22% من سكان غزة وفق الأمم المتحدة يعانون من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
أما وزارة الصحة فى قطاع غزة فقالت إنها تعانى من نقص حاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لمواصلة تقديم الخدمات اللازمة لإنقاذ حياة المرضى والمصابين. مشيرة إلى أن مخزونها من هذه المستلزمات أصبح منعدما أو أوشك على النفاد.وأكدت الوزارة أنها تواجه نقصا فى العقاقير الطبية التي تخص خدمات الاستقبال والطوارئ والتخدير والعناية المركزة، وكذلك الأدوية المخصصة لمرضى الأورام ممن لم يتمكنوا من الخروج من القطاع، واقتصرت جهود العناية بهم على ما يعرف بـ العلاج التلطيفي فقط. كما طالت الأزمة مرضى الغسيل الكلوى خاصة الأطفال مما يهدد حياة ما يقرب من ألف من هؤلاء المرضى.
وسط هذا يمضى نتنياهو فى التيه الذى يعيش فى نطاقه ويقول: "لن ننهى الحرب قبل القضاء على حماس، وقبل أن نعيد سكان المنطقتين الجنوبية والشمالية إلى بيوتهم بأمان". فى هذه الأثناء أفاد موقع عبرى نقلا عن مسؤول إسرائيلي قوله بأن إسرائيل مررت رسائل إلى حركة حماس عبر مصر وقطر بأنها ما تزال ملتزمة بمقترح السلام، وأن إسرائيل مررت للوسطاء مقطع فيديو نتنياهو يكرر فيه التزامه بمبادرة " بايدن"، يطلب تحويلها لحركة حماس.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
لابيد: حكومة إسرائيل تطيل أمد الحرب بلا داع وحان وقت التحرك
اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الحكومة بإطالة أمد الحرب دون داع بسبب المشاكل السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و"أوهام" ضم الضفة الغربية وإعادة الاستيطان بقطاع غزة .
وقال لابيد في منشور على منصة إكس: "الحكومة الحالية تطيل أمد الحرب دون داع بسبب المشاكل السياسية التي يعاني منها رئيس الوزراء، وبسبب أوهام الجناح اليميني المتطرف بالضم والعودة إلى غزة".
إقرأ أيضاً: الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن صفقة تبادل محتملة بين حماس وإسرائيل
ويشير لابيد بذلك إلى تهرب نتنياهو من المثول أمام المحكمة وتذرعه بانشغاله بظروف الحرب، وإنكاره للمسؤولية عن الفشل بمنع الهجوم الذي شنته "حماس" على مستوطنات وقواعد عسكرية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتابع زعيم المعارضة الإسرائيلية: "حان الوقت للتحرك السياسي، حان الوقت لنظام إقليمي جديد"، دون مزيد من التفاصيل.
إقرأ أيضاً: نتنياهو يرصد تصرفات غالانت منذ إقالته
وترفض حكومة نتنياهو وقف حرب الإبادة بقطاع غزة بزعم الاستمرار إلى تحقيق أهدافها المعلنة، وأبرزها القضاء على "حماس" في القطاع، والتأكد من عدم تمكنها من شن هجمات.
وبشكل مباغت هاجمت "حماس" في 7 أكتوبر 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين "ردا على اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى".
إقرأ أيضاً: هذا ما يقلق إسرائيل في أعقاب مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت
وتسبب الهجوم بحالة إرباك في إسرائيل على كافة المستويات، وسط اتهامات لحكومة نتنياهو بفشل التنبؤ المسبق بالهجوم الذي اعتبره مسؤولون إسرائيليون أكبر خرق استخباري في تاريخ تل أبيب.
فيما اعترف مسؤولون إسرائيليون بمسؤوليتهم عن الإخفاق، ويرفض نتنياهو ذلك، كما يتنصل من تشكيل لجنة تحقيق رسمية بالأحداث التي اعتبرها مراقبون أكبر خرق أمني واستخباري في تاريخ إسرائيل.
من جهة ثانية، يشير لابيد في كلامه إلى دعوات اليمين الإسرائيلي المتطرف لضم الضفة الغربية واحتلال قطاع غزة وإقامة مستوطنات إسرائيلية فيه.
وفي 2017، أعلن وزير المالية زعيم حزب "الصهيونية الدينية" المتطرف بتسلئيل سموتريتش، خطة لمعالجة الصراع مع الفلسطينيين، أطلق عليها "خطة الحسم"، ترفض وجود أي كيان فلسطيني وتشجع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين وتدعم استخدام العنف ضدهم.
وفي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قال سموتريتش إنه أصدر تعليماته لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية (تتبعان وزارة الجيش) لبدء "عمل أساسي مهني وشامل لإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة" على الضفة الغربية.
وتعهد سموتريتش، وهو وزير بوزارة الجيش، بأن يكون "2025 عام السيادة الإسرائيلية" على الضفة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
فيما نسبت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إلى نتنياهو قوله "عندما يدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض، يجب إعادة إمكانية السيادة على الضفة الغربية إلى الأجندة".
وتستغل إسرائيل الإبادة التي ترتكبها بقطاع غزة لتصعيد اعتداءاتها في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن استشهاد 795 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و450، واعتقال أكثر من 11 ألف، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 148 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر : وكالة سوا - الأناضول