لجريدة عمان:
2025-02-06@23:57:04 GMT

درس المناظرات على مسرح الديمقراطية الأمريكية

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

لن أدعي إطلاقا أنني معنية وشغوفة بمتابعة مناظرات الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا العام، إذ إنها لا تعنيني، وهذا يحيلني لتصريح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف للصحفيين بعد سؤال حول متابعة الرئيس الروسي للمناظرة الأمريكية «لا أعتقد أنكم تتوقعون أن يضبط الرئيس الروسي المنبه، ويستيقظ في ساعات الصباح الباكر، ليشاهد المناظرة الأمريكية» وما هذا التصريح إلا لإثبات وتأكيد عدم تدخل روسيا في شؤون أمريكا الداخلية، وأن هذه المناظرة والانتخابات والرئاسة الأمريكية كلها شأن أمريكي لا علاقة لروسيا به، مع محاولة تصديق ذلك بصعوبة، لكن العالم العربي - شئنا أم أبينا- معنيٌّ بالشأن الأمريكي فكل شؤونه موضوعة على طاولة النقاش أمريكيا، حتى مع كل ما يشهده العالم اليوم من فوضى وتهافت قيمي، ونفاد ثقة الناس في كل ادعاءات الساسة الأمريكان وغير الأمريكان ووعودهم.

مع كل ذلك لا أنكر أن فضولا دفعني لمحاولة معرفة مضمون هذه المناظرة التي شهدها العالم والولايات المتحدة يوم الخميس الماضي، إن لم يكن لدافع معرفي فلدافع فنيّ يتعلق بمدى حرفية الطرفين في طرح الآراء، ودحض الحجج خصوصا مع الإعداد المسبق لهذه المناظرة كأول مواجهة شخصية بين مرشحَي الرئاسة الأمريكية، الرئيس الحالي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، والحقيقة أنني عدت بخفي حنين دون معرفة ولا حرفية. المناظرة التي نظمتها شبكة «سي إن إن»، مع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية، المقررة في الخامس من نوفمبر عام 2024 أسفرت عن صدمة الديمقراطيين والعالم في أداء بايدن خلال المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، حتى وإن حاول بعضهم التخفيف من أثر هذه الصدمة كما فعل الرئيس الأمريكي الأسبق «باراك أوباما» في تغريدته التي نشرها على منصة إكس قائلا: «المناظرات السيئة تحدث، ثقوا بي، أنا أعلم ذلك، لكن هذه الانتخابات لا تزال بمثابة خيار بين شخص ناضل من أجل الناس العاديين طوال حياته، وشخص لا يهتم إلا بنفسه» وأضاف «الانتخابات ستكون بين من يقول الحقيقة؛ الذي يعرف الصواب من الخطأ وبين شخص يكذب لمصلحته الخاصة» ويبدو أن جدلية الصدق والكذب هذه ورقة متفق عليها بين أعضاء الحزب مما دفع الرئيس بايدن لتكرارها في مناظرته مع خصمه «الكاذب الشرير» دونالد ترامب، كما كررها أمام تجمع لأنصاره في ولاية كارولاينا الشمالية «لم أعد أسير بسهولة كما كنت أفعل سابقا، لم أعد أتكلم بطلاقة كما كنت أفعل سابقا، لم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكنني أعلم كيفية قول الحقيقة» لكن هذا الاتكاء القيمي على ضرورة انتخاب بايدن لصدقه ونزاهته وإخلاصه سقط خلال وقت المناظرة القصير دون حاجة لانتظار التحليلات واستقصاء الرأي بعد ذلك حينما وقع الرئيس بايدن في حرج عظيم جراء «كذبته» المتعلقة بموضوع الحدود «على فكرة حرس الحدود دعموني وأيّدوا موقفي» في حديث عن حماية الحدود وفتحها أمام المهاجرين منددا بموقف خصمه في إغلاق الحدود، ليأتي الرد خلالها عبر حساب حرس الحدود مباشرة لينفي ذلك الادعاء:

«To be clear, we never have and never will endorse Biden.»

الولايات المتحدة الأمريكية التي نصّبت نفسها «شرطيا للعالم» و«حارسا لقيم الديمقراطية والإنسانية» شهدت مناظرة بين رئيسين أمريكيين كانت ملأى بوهْم التفوق والقدرة من الطرفين مع ادعاء المهارة والمعرفة والكفاءة، ولم تخل من توظيف كل الممكن وغير الممكن لكسر الآخر متضمنا التنمر على عوارض التقدم في العمر (رغم أن المرشحين تجاوزا معا الثمانين من العمر مع فارق ثلاثة أعوام بينهما بحسب بايدن خلال المناظرة) والتفاخر بالبرنامج اليومي للياقة البدنية والوزن والطول! ورغم توقع محاولة كل طرف إثبات رأيه بدحض حجة الخصم لكن الأمر ذهب أبعد من ذلك مع تناول الشخصية بعيدا عن الكفاءة كتركيز ترامب على قدرات خصمه العقلية، وتركيز بايدن على سلوكيات ترامب الشخصية متضمنة «خيانته لزوجته أثناء حملها» في محاولة لإثبات سقوط إنسانيته! متناسيا الإنسانية في دعمه لحرب غزة وقتل أطفالها بدم بارد.

ختاما: مهما تابعنا ونتابع من تفاصيل عالم السياسة المعاصرة فإننا لن نعجب إطلاقا من سيل المتناقضات والعجائب تأكيدا لمبدأ السياسات المعدة سلفا، وسيناريوهات ثنائية المال والسلطة، وأن منطق الخصومات السياسية لا يحتكم بالضرورة لمبدأ الكفاءة أو القدرة، بل البقاء لنفوذ الأقوى المتحكم في أوراق اللعبة، لذلك لن يكون مستغربا بعد هذه المناظرة الصادمة مفاجأة حملة بايدن التي جمعت 14 مليون دولار يومي الخميس والجمعة فقط، ونشرت أفضل ساعة لجمع التبرعات مباشرة بعد مناظرة ليلة الخميس، بينما قال منظمو حملة ترامب إن الحملة جمعت 8 ملايين دولار ليلة المناظرة، تعزيزا لفكرة مفادها أن لا منطق في عالم السياسة.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه المناظرة

إقرأ أيضاً:

بايدن يوقع مع وكالة المواهب السينمائية العملاقة CAA

أعلن ممثل عن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الاثنين، أنه وقع عقدًا مع وكالة المواهب "Creative Arts"، مما يشير إلى أن الرجل البالغ من العمر 82 عامًا قد يكون مستعدًا لبدء المزيد من المشاريع في هوليوود بعد مغادرة البيت الأبيض.

وتأتي صفقة وكالة المواهب بعد أن تكهن المطلعون حول الطريقة التي قد يكسب بها بايدن وعائلته المال بعد حصد ملايين الدولارات من رعاة أجانب وأستاذية مشكوك فيها في جامعة آيفي ليج أثناء وبعد منصب نائب الرئيس.



وقالت وكالة الفنانين المبدعين في منشور على موقع "إنستغرام"، الاثنين، إنها مثلت بايدن من عام 2017 إلى عام 2020 بعد فترة ولايته التي استمرت ثماني سنوات كنائب للرئيس.

وقال ريتشارد لوفيت، الرئيس المشارك لجمعية الأمريكيين الديمقراطيين، إن "الرئيس بايدن هو أحد أكثر الأصوات الأمريكية احتراما وتأثيرا في الشؤون الوطنية والعالمية"، مشيدا بـ "التزام الزعيم السابق بالخدمة العامة"، مضيفا: "نحن نشعر بفخر عميق للشراكة معه مرة أخرى".

وأشارت هوليوود ريبورتر إلى أن لوفيت ورئيسي اللجنة المشاركين برايان لورد وكيفن هوفان كانوا من بين الداعمين البارزين في هوليوود لبايدن وكامالا هاريس في الانتخابات التي انتهت مؤخرًا، إلى جانب مرشحين ديمقراطيين آخرين. 

ونشر بايدن مذكراته بعنوان "عدني يا أبي"، وأطلق جولة ترويجية للكتاب بيعت أكثر من 85 ألف تذكرة على مستوى البلاد خلال فترة عمله السابقة مع وكالة الطيران المدني.

تعد وكالة "CAA" واحدة من أكبر وكالات المواهب في العالم، وتتراوح قائمة موظفيها من الممثلة ميريل ستريب، وخبيرة أسلوب الحياة مارثا ستيوارت، إلى نجم البيسبول الياباني شوهي أوتاني.

وبحسب مجلة "Variety" التجارية، فإنها تمثل أيضًا شركة الإنتاجHigher" Ground" التي يرأسها رئيس بايدن السابق، الرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل.

كان بايدن يتقاضى راتبًا سنويًا قدره 400 ألف دولار كرئيس.

بعد شهر واحد من ترك منصبه في عام 2017، تم تعيين بايدن "أستاذًا لممارسة بنيامين فرانكلين الرئاسية" في جامعة بنسلفانيا، وحصل على ما يقرب من مليون دولار حتى عام 2019 على الرغم من  تسع زيارات معروفة فقط  إلى حرم المدرسة في فيلادلفيا، واحدة منها للترويج لكتابه الخاص.



ومن خلال هذا المنصب، حصل بايدن أيضًا على مساحة مكتبية محاطة بالزجاج في العاصمة واشنطن، حيث قام بتخزين وثائق سرية خضعت لاحقًا لتحقيق المستشار الخاص روبرت هور بشأن المسؤولية الجنائية المحتملة.

وأثار بايدن غضب خبراء الأخلاق عندما كافأ رئيسته السابقة في جامعة بنسلفانيا، رئيسة الجامعة لفترة طويلة إيمي جوتمان، بتعيينها سفيرة للولايات المتحدة في ألمانيا.

مقالات مشابهة

  • ترامب يُهاجم إدارة بايدن بورقة إيران
  • الصيغة الوزارية التي اقترحها الرئيس المكلّف( بالاسماء)
  • دفن 900 قتيل في مقابر جماعية بعد أسابيع من القتال بالكونغو الديمقراطية
  • الرئيس الإيراني: لدينا وسائل لإفشال أهداف الضغوط الأمريكية
  • البرلمان العربي يستنكر تصريحات الرئيس الأمريكي الداعية لتهجير الفلسطينيين وفرض السيطرة الأمريكية على قطاع غزة
  • بايدن يوقع مع وكالة المواهب السينمائية العملاقة CAA
  • بعد تهديدات ترامب.. المكسيك تبدأ نشر جنودها على الحدود الأمريكية
  • المكسيك ترسل قوات إلى الحدود الأمريكية في صفقة لتجنب رسوم ترامب الجمركية
  • أكسيوس: بايدن يبدي تعاطفًا مع الفلسطينيين ويُظهر عدم ثقة كبيرة بنتنياهو
  • شاحنات سلع مكسيكية تعبر الحدود الأمريكية بعد قرار ترامب.. فيديو