في تاريخ الأمم أيام خالدة لا تُنسي مهما مر الزمان أو تبدلت الأحوال، وحتي إن نسيها الناس، أو كادوا، تحت ضغط الحياة والأزمات.
ونحن نستقبل الذكرى الحادية عشرة لثورة الشعب المصرى ضد محاولة اختطاف الدولة المصرية من قبل جماعة الإخوان الإرهابية أتذكر جيدًا كيف كان المشهد صبيحة الثلاثين من يونيو عام ٢٠١٣، الملايين فى طرقات وميادين مصر المختلفة يهتفون بكل قناعة وثبات وإيمان: "ارحل".
سنوات مرت سريعًا على ثورتنا المجيدة ضد هذا الفصيل الإخوانى المتسلط الذى زين له الشيطان أنه قادر على كسر عزيمة هذا الشعب الأبى وإرغامه على الخضوع لمخططاته التى اجتهد من أجل تحقيقها طوال عهود وعقود ولكن هيهات فهذا شعبٌ لا ينحنى ولا يقبل الضيم عبر تاريخه الطويل الممتد.كانت الجموع فى ميادين مصر حاضرة وبقوة من كل طوائف ومكونات النسيج المصري المتشابك متسلحة بالثقة فى الله ثم في ذاتها وفى مؤسساتها الوطنية العظيمة التى لم تخذلها يومًا. كان الأمر محسومًا فى عقول ووجدان هؤلاء المتظاهرين فما خرجوا إلا ليحققوا ما أرادوا مهما كلفهم الأمر.
لن يحكمنا مرشد أو جماعة. لن تكرروا فى أرضنا سيناريو الفوضى تحت ستار الدين. كان الكل على قلب رجل واحد من أجل إسقاط هذا الحكم الفاشى الذى تسلل إلى أرضنا الطيبة فى ظروف ملتبسة متوهمًا أنه قادر على البقاء طويلا ونسى أن فى هذا الوطن رجالا شدادًا يعرفون كيفية التعامل مع مثل تلك الحالات الشاذة وإنهاء آثارها بكل سلاسة ليكون النموذج المصرى فى القضاء على الإخوان درسًا عظيمًا لكل البلدان التى سقطت فريسة لهذا التغول السرطاني فى أعقاب الفوضى التى عاشتها منطقتنا العربية بدايات العقد الماضى.
كان الناس فى شوارع مصر على يقين تام بأن ظهورهم محمية بفضل هذه الثقة الكامنة فى نفوسهم والمبنية على تجارب سابقة تقول: إن جيش مصر وأجهزتها الأمنية المختلفة سيكونون الفيصل فى إنهاء هذه المعاناه التى دامت سنة كاملة وأن كلمة الختام ستكون للشعب ومؤسساته الوطنية العظيمة. لم يكن لدينا ذرة شك فى أن الأمر سينتهى وأننا حين نعود الى ديارنا سنحتفل بتحرير بلادنا من هذا الدنس الذى كاد يعيدنا سنوات وعقودًا للخلف تحت عباءته السوداء أو هكذا توهموا ولكن لأنها مصر فقد كان الرد حاسما من الجميع بأننا لسنا كالآخرين وأن مصر ستظل دائمًا ملك المصريين دولة مدنية قائمة على التسامح والوسطية بعيدًا عن التطرف والاستقطاب الذى حاول هؤلاء أن يزرعوا بذوره فى أرضنا الطاهرة.
فى ذكرى ٣٠ يونيو وفي كل ذكرى قادمة ومهما كانت ظروفنا وآلامنا سنخبر أولادنا وأحفادنا أننا كنا على العهد وأن دولتنا ومؤسساتنا وجيشنا كانوا كما عهدناهم دائمًا على قدرالمسئولية، وسنخبرهم بأن مصر عصية دائمًا على الجميع، وأن الله قد قدر لهذا الوطن رجالا مخلصين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فبذلوا أغلى ما يملكون من أجل صيانة الأرض والعرض ليظل الوطن عزيزا باقيًا رغم كيد الكائدين ويظل الناس في شتى بقاع الأرض يرددون: "عظيمة يا مصر".
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
ذكرى وفاة العراب أحمد خالد توفيق.. تعرف على بداياته ورحلته مع الكتابة
تحل اليوم ذكرى وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق، الذي عرفه القراء بلقب "العراب"، إذ كان أحد أبرز الكتّاب الذين أثروا الحياة الثقافية في مصر والعالم العربي. بأسلوبه المشوق والبسيط، جذب ملايين الشباب إلى القراءة، حتى قيل عنه: "جعل الشباب يقرأون".
بداياته ومسيرته الأدبية
وُلد أحمد خالد توفيق في 10 يونيو 1962 بمدينة طنطا، وتخرج في كلية الطب بجامعة طنطا عام 1985، ثم حصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997.
عمل كعضو هيئة تدريس واستشاري في قسم أمراض الباطنة المتوطنة بكلية الطب في جامعته، لكنه لم يكتفِ بمسيرته الطبية، إذ ظل شغفه بالأدب يرافقه حتى أصبح أحد رواد الكتابة في الوطن العربي.
يعد أحمد خالد توفيق المؤسس الفعلي لأدب الرعب في العالم العربي، إذ استطاع إدخال هذا النوع الأدبي بطريقة مشوقة وجذابة، مستفيدا من خلفيته الطبية في إدخال عناصر الخيال العلمي إلى رواياته.
رحلته مع الكتابةبدأ العراب مسيرته الأدبية عام 1992 برواية أسطورة مصاص الدماء، لكنها لم تلقَ نجاحًا كبيرًا في البداية.
ورغم ذلك، أصر على الاستمرار وأثبت نفسه ككاتب متميز.
التحق بالمؤسسة العربية الحديثة، وبدأ في كتابة سلسلة ما وراء الطبيعة، التي شكلت نقطة تحول في الأدب العربي، حيث مزجت بين الخيال والرعب بأسلوب جديد جذب أجيالًا من القراء. حققت السلسلة نجاحًا هائلًا، لتصبح إحدى العلامات الفارقة في أدب الشباب.
بعد نجاح ما وراء الطبيعة، أطلق أحمد خالد توفيق سلسلة فانتازيا، التي جمعت بين الأدب والفكر، ثم سلسلة سفاري، التي نقلت القارئ إلى مغامرات شيقة في أدغال أفريقيا.
ومع توالي نجاحاته، أصبح اسمه علامة مميزة في أدب الرعب والخيال العلمي، وترك بصمة لا تُمحى في عالم الكتابة.
ظل أحمد خالد توفيق حتى وفاته في 2 أبريل 2018 رمزًا للأدب العربي الحديث، وأحد أكثر الكتّاب تأثيرا في جيل الشباب.