بوابة الوفد:
2025-01-16@19:09:26 GMT

مبررات الفشل وصناعة المستقبل!!

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

لاشك أن الحكومة فى اى دولة مهمتها الأولى هى توفير سبل الحياة للمواطن، والعمل على تأمينه وسلامته، وتوفير كل ما يلزمه من أجل أن يحيا حياة كريمة، نعم فى مصر الأمور ليست أفضل شىء، وهناك مشاكل مررنا بها كشعب عبر حقب زمنية طويلة، والمواطن المصرى دائما فى صراع مع الحياة من أجل لقمة العيش وتعليم الاولاد الخ.

لكننا بصراحة لدينا بعض الثقافات لا بد من الامتناع عنها وتغييرها فورا، حتى لا نكون مثل الابن الذى ظل يعتمد على والده حتى بعد الزواج، فأصبح الأب ينفق على الابن وزوجته وأولاده بعد أن كان ينفق على ابنه فقط.

الابن فى أغلب دول العالم المتحضر  يستقل بنفسه فى سن مبكرة ويتولى مسئولية نفسه فى سن مبكرة، وبالتالى تجده فى سن صغيرة يتحمل مسئولية شركات عملاقة، أى أنه يحصد ثمرة كفاحه مبكرا، وليس لديه هناك أى مبرر للفشل، لأنه منذ الصغر تعود وتعلم على الاعتماد على نفسه، هناك يصنعون الشخصية التى تفيد الشخص فى المستقبل وبالتالى تفيد الوطن والمجتمع فى حين نحن لدينا فى ثقافتنا كشعب عملية صنع المبررات والتدليل والدلع الزائد التى لا تبنى انسانا سويا. لدينا عملية تصيد الاخطاء، وإلقاء المسئولية على الغير، متفشية بشكل كبير، بمعنى لو الطالب خرج من امتحان نهاية العام حزينا لأنه لم يكتب الإجابة الصحيحة وبالتالى رسوب الطالب نتيجة حتمية، نجد الاهالى لا يلقون باللوم على الابن لأنه لم يذاكر جيدا لكنهم يلقون بالمسئولية على الوزارة والوزير وواضع الامتحان، وتخرج التبريرات التى تصب فى منطقة ان «العيب مش عندنا» وبالتالى أصبح الابن عنده المبرر الجاهز للفشل، لأن الامتحان صعب وطويل، وليس لأنه طالب لم يستعد جيدا للامتحان، هذا المبرر لن يستخدمه الطالب فى تلك الأزمة فقط بل سيلازمه ويصطحبه  معه طوال حياته، لو رسب وظيفيا لديه المبرر فى أن رئيسه المباشر غير عادل وهو سبب مشكلته فى الحياة، لو تعثر فى الطريق أو تعرض لحادث طريق،  فالعيب فى الدولة والطريق وليس فى كونه مشغولا بالشات على الموبايل مع الاصدقاء، اثناء القيادة أو السير، لو الطفل تشاجر مع زميله فى الفصل أو جاره فى المنزل، فالابن دائما على حق والزميل فى المدرسة أو الجار فى المنزل هو المخطئ.

وحتى لو اكتشفنا أن العيب فى ابننا، فالكثير منا لا يعتذر، ويرد «هو حصل ايه يعنى».

نحن لدينا أزمة كبيرة أننا لا نعترف بالخطأ، ولا نعتذر عن خطأ، ولا نبالى من تكرار الخطأ، بل نزايد على الأمر.

 علينا جميعا أن نتحلى بالمسئولية تجاه حياتنا، هذا ليس معناه أننى أعفى الدولة من مسئوليتها تجاه أمور كثيرة، فهى مجبرة أن توفر لى تعليما جيدا وتأمينا صحيا على أعلى مستوى ووسائل ترفيه ثقافية، مسارح ودور عرض وقاعات موسيقى تنمى العقل، لكننا كمواطنين علينا حقوق لا بد من ادائها، خاصة فى مراحل بناء الدول، وأول مرحلة فيها هى بناء الإنسان.

  وبناء الإنسان منا لا بد أن تشارك الأسرة فيه بشكل كبير، الطفل منذ الصغر لا بد أن يتم بناء عقله بشكل سليم، ليس فى اختيار جنسية المدرسة التى سوف يتعلم بها بريطانية  أو أمريكية، لكن بماذا يقرأ؟ وماذا يسمع؟ تنمية الموهبة جزء كبير من بناء الانسان الذى هو أساس بناء الدولة.

كلنا لا بد أن نكون مشاركين فى البناء، وتلك العملية تحتاج تضحيات من الجميع، الدولة والمواطن.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد الحكومة مصر المواطن المصرى الثقافات صراع مع الحياة

إقرأ أيضاً:

المسئولية والجزاء.. وضوابطهما القانونية

أبدى المشرع اهتمامًا وأهمية قصوى، أعطاها للحفاظ على مكانة وكرامة الوظيفة العامة، لما تكفله الدولة للقائمين بها فى رعاية مصالح الشعب، وأيضا تكفل حقوقهم وحمايتهم من أجل القيام بأداء هذه الواجبات، وعلى هذا تبنى نصا دستوريا فى الحفاظ على تلك المكانة، فقد كرس لها المادة رقم (١٤) من الدستور على أن «الوظائف العامة حق المواطنين على أساس الكفاءة، دون محاباة أو وساطة، وتكليف للقائمين بها لخدمة الشعب...»، وتطبيقا لذلك أصبح للقائمين عليها إدارتها وحمايتها وهى تستقطب اهتمام الدولة، بسن قوانين الخدمة المدنية واللوائح الإدارية، التى تنظم سير العمل بين الأفراد سواءً كانوا رؤساء أو مرؤوسين، فى المرافق العامة للدولة ومنشآتها الاقتصادية، لأن الغاية من ذلك هى تحقيق المصلحة العامة، وصيانة المجتمع وحماية الأفراد والمنشآت، ودون وقوع ضرر لهما أو للوظيفة العامة، لأن الأصل فى القانون الإدارى هو مراقبة مسلك الأفراد القائمين على الوظائف فى الدولة وتوفير الضمانات القانونية لهم، وهذا ما تواترت عليه وأقرته أحكام محاكم مجلس الدولة والإدارية العليا.
إن الظواهر الطبيعية فى تحديد المسئولية والجزاء، بأن تكون نابعة من قوة سلطة قادرة على تطبيق اللوائح والقوانين، التى تشرف على الهيئات وتنظم المسئوليات لحماية المنشآت وتطبيق ما تقره من جزاءات، حيث إن «السلطة والمسئولية» وجهان لعملة واحدة، وبالتالى يجب أن تتوافر صفات «العبقرية النابغة» فى المدير الكفء العظيم الشأن، الذى يمتاز بشدة الذكاء وله القدرة على الإبداع والابتكار فى مجال علمه وعمله، لكى يتحمل المسئولية عن نشاطه ونشاط غيره من العاملين، ويكون حريصا على مراقبة نشاط الأفراد وكفاءة العمل والإنتاج والوصول به إلى أعلى ربحية... إلى جانب تجنب حدوث خلل محتمل الوقوع فى المنشأة أو حتى بين الافراد، وإذا كان الموظف ليس له سلطة إصدار القرارات على قطاع بعينه، فى مؤسسة من مؤسسات الدولة ذات النفع العام، تنتفى مسئوليته عن هذا القطاع وما يترتب عليه من عقوبة أو جزاء، حيث لا تتوافر فيه شروط السلطة من خلال سيطرته على الأفراد، وبالتالى تسقط جميع أنواع الجزاءات التى وقعت عليه، وإذا قام رئيسه المباشر برفع عريضة جزاء ضده، إلى من هو أعلى منه فى التسلسل الوظيفى وليكن الرئيس الإدارى الأعلى، يكون الرئيس المباشر قد انحرف عن الحق واتهم موظفا بريئا، غير مسئول عن أخطاء الآخرين وهم زملاؤه فى العمل، لأنه فى الأصل ليس له سلطة عليهم، وقد حظر المشرع الإدارى توقيع عقوبة على موظف لا تربطه علاقة عمل بمكان آخر خارج نطاق مسئوليته الوظيفية، لأنه يمارس صلاحياته وأعماله الوظيفية فى مكان آخر معلوم فى ذات المنشأ، واختصاص مسئوليته يتحدد على الوحدة التى يديرها.
يبدو لنا بأن هناك غرابة من تعنت المدير الأعلى، فى توقيع عقوبة الجزاء على موظف لم يرتكب جريرة تؤخذ عليه خارج نطاق مسئوليته، فأين الضمير الأخلاقى والحياء الادارى وحدود سلطة شرعية الجزاء التأديبى، فى إلباس موظف برىء حادثا قد وقع خطأ بفعل زملائه الآخرين، دون أن يكون له دخل فى إحداثه، فكيف يتم إنزال هذا البرئ منزلة زميله المخطئ مرتكب هذا الجرم، الذى يتحدد اقترافه فى نطاق مسئولية أفراد المجموعة الذين تمتلكهم خطيئة هذا الحادث الذى ارتكبوه، وتتعدد أسباب تفسير خطأ المدير الأعلى فى تحميل الموظف مسئولية أمر لم يصدر عنه، ولم يكن شريكا فى وقوع الحادث، وما الغرض من قصد الرئيس الأعلى فى أن يتحمل موظف برىء المسئولية دون سلطة له، وفى الغالب تكون هذه الأعمال من قبل الرؤساء الأعلى فى العمل يحتمل فيها الغموض والإبهام ولها أكثر من تفسير، إما أن يكون هناك مصالح مع الشركاء الفعليين فى وقوع الحادث، ويريد إبعادهم عن موضع المسئولية من أجل تعزيز مصالحه، لأن الخطأ الذى وقع منهم يؤخذ فى نطاق المسئولية الجماعية، أو اعتبارات شخصية أو قد تكون أسبابا أخرى صعبة التفسير.... على العموم كل أفعال الرؤساء فى العمل إذا كانت بهذا الشكل فى تحميل الأبرياء أخطاء الآخرين، يكون هذا السلوك المتعسف والمتعنت منهم يتنافى مع الحيدة والشفافية والتجرد، والسعى فى انتهاك حقوق إنسان آخر مظلوم، ويكون القرار الجزائى الذى اتخذ ضده شابه عيب شديد الجسامة هبط به إلى حد العدم، لأنه بنى على باطل من غش أو تدليس، وعلى ذلك يجب على الرئيس الأعلى الذى يتولى رئاسة مجلس إدارة المنشأة، بأن يستمع إلى كل صاحب شكوى يريد تقديم له مظلمته، ويجب عليه أيضا أن لا يهمله أو يتجاهله ولا يقرر عليه العقوبة، حتى يستخدم حقه القانونى فى الدفاع، وأن يستمع إلى أقواله لكى ينير له الطريق لمعرفة الحق من الباطل، من هنا يستحيل إقرار عقوبة الجزاء عليه غيابيا دون الاستماع إليه، وإلا يعتبر إهدارا كاملا لكافة الحقوق التى أقرها الدستور، وأهمها حقه فى الدفاع عن نفسه، وأنا أهيب بصاحب كل حق أو مظلمة بأن يتمسك بحقه لكى يرفع الظلم الذى وقع عليه، وهناك طرق شرعية كافية لعودة حقه المسلوب إليه، سواءً كان عن طريق تقديم شكوى إلى الوزير المختص، أو استخدام حقه فى اللجوء إلى القضاء العادل، الذى تؤكده دولة القانون وشريعة الحق والعدل التى تسود فى الأرض وعلى أساسها تبنى «الجمهورية الجديدة»، التى أرسى دعائم لبنتها «الرئيس عبدالفتاح السيسى» تحيا مصر.

مقالات مشابهة

  • المسئولية والجزاء.. وضوابطهما القانونية
  • مصرف ليبيا المركزي أمام تحديات سعر الصرف والإنفاق غير المبرر
  • السيادة وبناء الدولة في مواجهة الهيمنة والتبعية
  • التوجه الاستراتيجي نحو المستقبل
  • رئيس الوزراء يفتتح خطوط تجميع سيارات جيلى في مصر.. ونواب: زيادة المكون المحلي في التصنيع في صالح الدولة.. وستكون لدينا الفرصة للتصدير للخارج
  • وزير الكهرباء السابق: العراق بلا رواتب في السنوات المقبلة بسبب الفشل والفساد والتبعية
  • عادات صباحية بسيطة لتحويل جسمك إلى محرقة للدهون
  • صوتك قوة.. حملة جديدة لتعزيز دور المرأة الليبية في الانتخابات وصناعة المستقبل
  • شهادتي للتاريخ وإطلالة على المستقبل: هيكلة وتحديث القوات المسلحة (وضعته لجنة مفصولي القوات المسلحة) (7)
  • تعرف على دور مكاتب تسوية المنازعات الأسرية في حماية الحياة الزوجية