مبررات الفشل وصناعة المستقبل!!
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
لاشك أن الحكومة فى اى دولة مهمتها الأولى هى توفير سبل الحياة للمواطن، والعمل على تأمينه وسلامته، وتوفير كل ما يلزمه من أجل أن يحيا حياة كريمة، نعم فى مصر الأمور ليست أفضل شىء، وهناك مشاكل مررنا بها كشعب عبر حقب زمنية طويلة، والمواطن المصرى دائما فى صراع مع الحياة من أجل لقمة العيش وتعليم الاولاد الخ.
لكننا بصراحة لدينا بعض الثقافات لا بد من الامتناع عنها وتغييرها فورا، حتى لا نكون مثل الابن الذى ظل يعتمد على والده حتى بعد الزواج، فأصبح الأب ينفق على الابن وزوجته وأولاده بعد أن كان ينفق على ابنه فقط.
الابن فى أغلب دول العالم المتحضر يستقل بنفسه فى سن مبكرة ويتولى مسئولية نفسه فى سن مبكرة، وبالتالى تجده فى سن صغيرة يتحمل مسئولية شركات عملاقة، أى أنه يحصد ثمرة كفاحه مبكرا، وليس لديه هناك أى مبرر للفشل، لأنه منذ الصغر تعود وتعلم على الاعتماد على نفسه، هناك يصنعون الشخصية التى تفيد الشخص فى المستقبل وبالتالى تفيد الوطن والمجتمع فى حين نحن لدينا فى ثقافتنا كشعب عملية صنع المبررات والتدليل والدلع الزائد التى لا تبنى انسانا سويا. لدينا عملية تصيد الاخطاء، وإلقاء المسئولية على الغير، متفشية بشكل كبير، بمعنى لو الطالب خرج من امتحان نهاية العام حزينا لأنه لم يكتب الإجابة الصحيحة وبالتالى رسوب الطالب نتيجة حتمية، نجد الاهالى لا يلقون باللوم على الابن لأنه لم يذاكر جيدا لكنهم يلقون بالمسئولية على الوزارة والوزير وواضع الامتحان، وتخرج التبريرات التى تصب فى منطقة ان «العيب مش عندنا» وبالتالى أصبح الابن عنده المبرر الجاهز للفشل، لأن الامتحان صعب وطويل، وليس لأنه طالب لم يستعد جيدا للامتحان، هذا المبرر لن يستخدمه الطالب فى تلك الأزمة فقط بل سيلازمه ويصطحبه معه طوال حياته، لو رسب وظيفيا لديه المبرر فى أن رئيسه المباشر غير عادل وهو سبب مشكلته فى الحياة، لو تعثر فى الطريق أو تعرض لحادث طريق، فالعيب فى الدولة والطريق وليس فى كونه مشغولا بالشات على الموبايل مع الاصدقاء، اثناء القيادة أو السير، لو الطفل تشاجر مع زميله فى الفصل أو جاره فى المنزل، فالابن دائما على حق والزميل فى المدرسة أو الجار فى المنزل هو المخطئ.
وحتى لو اكتشفنا أن العيب فى ابننا، فالكثير منا لا يعتذر، ويرد «هو حصل ايه يعنى».
نحن لدينا أزمة كبيرة أننا لا نعترف بالخطأ، ولا نعتذر عن خطأ، ولا نبالى من تكرار الخطأ، بل نزايد على الأمر.
علينا جميعا أن نتحلى بالمسئولية تجاه حياتنا، هذا ليس معناه أننى أعفى الدولة من مسئوليتها تجاه أمور كثيرة، فهى مجبرة أن توفر لى تعليما جيدا وتأمينا صحيا على أعلى مستوى ووسائل ترفيه ثقافية، مسارح ودور عرض وقاعات موسيقى تنمى العقل، لكننا كمواطنين علينا حقوق لا بد من ادائها، خاصة فى مراحل بناء الدول، وأول مرحلة فيها هى بناء الإنسان.
وبناء الإنسان منا لا بد أن تشارك الأسرة فيه بشكل كبير، الطفل منذ الصغر لا بد أن يتم بناء عقله بشكل سليم، ليس فى اختيار جنسية المدرسة التى سوف يتعلم بها بريطانية أو أمريكية، لكن بماذا يقرأ؟ وماذا يسمع؟ تنمية الموهبة جزء كبير من بناء الانسان الذى هو أساس بناء الدولة.
كلنا لا بد أن نكون مشاركين فى البناء، وتلك العملية تحتاج تضحيات من الجميع، الدولة والمواطن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد الحكومة مصر المواطن المصرى الثقافات صراع مع الحياة
إقرأ أيضاً:
فيلم “الابن السيئ” عن حكم الأسدين الأب والابن على مسرح ثقافي حمص
حمص-سانا
في رحاب مسرح قصر الثقافة بمدينة حمص، اجتمع لفيف من عشاق الفن السينمائي لحضور فيلم “الابن السيئ” للمخرج والفنان غطفان غنوم.
الفيلم الذي اختزل في ساعاته الثلاث العديد من المحطات المهمة في تاريخ سوريا المعاصر ومحطات من ثورتها، أضاء على معاناة السوريين مع نظام استبدادي قمعهم على مدار عقود، حيث استطاع غنوم مع كاتبة السيناريو وفاء العاملي تجميع مجموعة من الفيديوهات الوثائقية بعناية تخللها الوقوف على بعض المحطات الإنسانية لترصد حجم الأسى والظلم والاستئثار بالسلطة خلال مرحلة حكم الأسدين الأب والابن.
وأشار مخرج الفيلم، غطفان غنوم، في تصريح لمراسلة سانا، إلى أن عرض الفيلم اليوم في حمص، المدينة التي تشع طاقة وثقافة، رسالة مفادها أن الثورات لابد أن تنتصر وأمل الشعب لا يخيب، مبيناً أن مكونات انهيار النظام كانت موجودة، حيث توفرت الظروف الموضوعية والذاتية فيه وحققها الشعب بفضل تكاتفه وإصراره.
وأوضح غنوم أنه تم التحضير للفيلم لمدة عشر سنوات تقريباً، ويسرد ضمن أحداثه كل الفترة التي عاشها المخرج في سوريا والخارج، وينقسم إلى قسمين: الأول أرشيفي والثاني تم تصويره بدول اللجوء، ليوثق حكاية كل سوري ويذكّر بمأساته.
وأضاف غنوم: “هذه النوعية من الأفلام من الضروري أن تبقى لتذكر الشعب بألمه وتنقل تجربته وسرديته للآخر وتنتقل للأجيال”، مؤكداً أن سوريا لم تحرر بالصدفة بل بدماء وأرواح أبنائها.
وأعرب عدد من الحضور عن تأثرهم بمشاهد التعذيب والتهجير المؤلمة، لكنها، بالمقابل، استنهضت بداخلهم مفاهيم الحرية والعدالة والديمقراطية التي طالما حلم بها السوريون ودفعوا لأجلها دماءهم وأرواحهم.
يذكر أن فيلم “الابن السيئ” نال جوائز عديدة في مهرجانات “ماي السينمائي” بالهند، و”ريو دي جانيرو الدولي للأفلام” في البرازيل، و”قلب أوروبا السينمائي” بمدينة كوشيسته السلوفاكية، وفي مهرجان “الفيلم السويدي الدولي”، بالإضافة لغيرها من الجوائز والترشيحات.
تابعوا أخبار سانا على