بوابة الوفد:
2024-07-03@13:16:23 GMT

مبررات الفشل وصناعة المستقبل!!

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

لاشك أن الحكومة فى اى دولة مهمتها الأولى هى توفير سبل الحياة للمواطن، والعمل على تأمينه وسلامته، وتوفير كل ما يلزمه من أجل أن يحيا حياة كريمة، نعم فى مصر الأمور ليست أفضل شىء، وهناك مشاكل مررنا بها كشعب عبر حقب زمنية طويلة، والمواطن المصرى دائما فى صراع مع الحياة من أجل لقمة العيش وتعليم الاولاد الخ.

لكننا بصراحة لدينا بعض الثقافات لا بد من الامتناع عنها وتغييرها فورا، حتى لا نكون مثل الابن الذى ظل يعتمد على والده حتى بعد الزواج، فأصبح الأب ينفق على الابن وزوجته وأولاده بعد أن كان ينفق على ابنه فقط.

الابن فى أغلب دول العالم المتحضر  يستقل بنفسه فى سن مبكرة ويتولى مسئولية نفسه فى سن مبكرة، وبالتالى تجده فى سن صغيرة يتحمل مسئولية شركات عملاقة، أى أنه يحصد ثمرة كفاحه مبكرا، وليس لديه هناك أى مبرر للفشل، لأنه منذ الصغر تعود وتعلم على الاعتماد على نفسه، هناك يصنعون الشخصية التى تفيد الشخص فى المستقبل وبالتالى تفيد الوطن والمجتمع فى حين نحن لدينا فى ثقافتنا كشعب عملية صنع المبررات والتدليل والدلع الزائد التى لا تبنى انسانا سويا. لدينا عملية تصيد الاخطاء، وإلقاء المسئولية على الغير، متفشية بشكل كبير، بمعنى لو الطالب خرج من امتحان نهاية العام حزينا لأنه لم يكتب الإجابة الصحيحة وبالتالى رسوب الطالب نتيجة حتمية، نجد الاهالى لا يلقون باللوم على الابن لأنه لم يذاكر جيدا لكنهم يلقون بالمسئولية على الوزارة والوزير وواضع الامتحان، وتخرج التبريرات التى تصب فى منطقة ان «العيب مش عندنا» وبالتالى أصبح الابن عنده المبرر الجاهز للفشل، لأن الامتحان صعب وطويل، وليس لأنه طالب لم يستعد جيدا للامتحان، هذا المبرر لن يستخدمه الطالب فى تلك الأزمة فقط بل سيلازمه ويصطحبه  معه طوال حياته، لو رسب وظيفيا لديه المبرر فى أن رئيسه المباشر غير عادل وهو سبب مشكلته فى الحياة، لو تعثر فى الطريق أو تعرض لحادث طريق،  فالعيب فى الدولة والطريق وليس فى كونه مشغولا بالشات على الموبايل مع الاصدقاء، اثناء القيادة أو السير، لو الطفل تشاجر مع زميله فى الفصل أو جاره فى المنزل، فالابن دائما على حق والزميل فى المدرسة أو الجار فى المنزل هو المخطئ.

وحتى لو اكتشفنا أن العيب فى ابننا، فالكثير منا لا يعتذر، ويرد «هو حصل ايه يعنى».

نحن لدينا أزمة كبيرة أننا لا نعترف بالخطأ، ولا نعتذر عن خطأ، ولا نبالى من تكرار الخطأ، بل نزايد على الأمر.

 علينا جميعا أن نتحلى بالمسئولية تجاه حياتنا، هذا ليس معناه أننى أعفى الدولة من مسئوليتها تجاه أمور كثيرة، فهى مجبرة أن توفر لى تعليما جيدا وتأمينا صحيا على أعلى مستوى ووسائل ترفيه ثقافية، مسارح ودور عرض وقاعات موسيقى تنمى العقل، لكننا كمواطنين علينا حقوق لا بد من ادائها، خاصة فى مراحل بناء الدول، وأول مرحلة فيها هى بناء الإنسان.

  وبناء الإنسان منا لا بد أن تشارك الأسرة فيه بشكل كبير، الطفل منذ الصغر لا بد أن يتم بناء عقله بشكل سليم، ليس فى اختيار جنسية المدرسة التى سوف يتعلم بها بريطانية  أو أمريكية، لكن بماذا يقرأ؟ وماذا يسمع؟ تنمية الموهبة جزء كبير من بناء الانسان الذى هو أساس بناء الدولة.

كلنا لا بد أن نكون مشاركين فى البناء، وتلك العملية تحتاج تضحيات من الجميع، الدولة والمواطن.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد الحكومة مصر المواطن المصرى الثقافات صراع مع الحياة

إقرأ أيضاً:

التيار الحرام

أزمة انقطاع التيار الكهربائى لها وجه اخر يتمثل فى لصوص ومحترفى سرقة التيار بعيدًا عن العداد الرسمى، الأمر الذى يعرض الشركة القابضة والشركات التابعة لخسائر كبيرة يدفع ثمنها المشتركون بصورة رسمية ليتحملوا ثمن جريمة اللصوص حرامية المال العام.

بداية عملية سرقة التيار لا يتوقف تأثيرها السلبى على الدولة فقط وإنما يمتد أثرها إلى المواطن أيضا، بمعنى أن الضرر واقع على الجميع لمصلحة اللصوص الذين ينعمون بسرقاتهم بعيدا عن أعين الأجهزة الرقابية.

هذه العمليات الاجرامية تكبد الدولة خسائر تزيد عن 2 مليار جنيه سنويًا، كما انها تتسبب فى زيادة الفقد الفنى فى التيار وبالتالى انخفاض جودة الخدمة، والأهم من ذلك أن المنطقة التى يكثر فيها سرقات التيار تتعرض لانقطاع مستمر للتيار الكهربائى.

وتمتد الآثار السلبية لسرقة التيار إلى تلف الأجهزة الكهربائية بسبب تذبذب الجهد الكهربائى، كما انها تؤثر على اسعار بيع الكهرباء وتضطر الدولة لزيادتها، وتغل يد الدولة عن تطوير الشبكات والصيانة الدورية، الأمر الذى ينعكس سلبًا على أداء الخدمة.

سرقة التيار الكهربائى تُفاقم أزمة تخفيف الأحمال، كما أن حملات الوزارة غير كافية وغير رادعة لهؤلاء اللصوص الذين استباحوا المال العام وتحايلوا على الوصلات الشرعية بأخرى ما أنزل الله بها من سلطان، ويستخدمون التيار الحرام بصورة مهدرة، بعيدًا عن الترشيد وكأنهم ينتقمون من البلاد والعباد.

وبعيدا عن وصلات الباعة الجائلين الذين يفترشون شوارع وأرصفة مصر من أعمدة الشوارع، ولصوص كهرباء المنازل الذين يسرقون وصلة خاصة للتكيفات التى تعمل على مدار الساعة من قبل العداد بـ«صفر تكلفة»، فهناك أيضا محترفون يتلاعبون فى قراءة العداد ويستخدمون ألاعيب شيحة لتسجيل قراءات متدنية تخالف استهلاكهم غير مدركين العقوبات القانونية والاخلاقية والدينية التى تجرم السطو على المال العام.

وتوجد آلاف الشقق فى القاهرة الكبرى وخاصة فى بعض المدن الجديدة والامتدادات العمرانية مازالت تعمل بطريقة الممارسة وتسعى الشركة القابضة لكهرباء مصر منذ نوفمبر الماضى لإلغاء العمل بهذه الطريقة، وتركيب عداد كودى مسبوق الدفع بشكل إجبارى لجميع سارقى التيار الكهربائى على مستوى الجمهورية بشكل تدريجى.

نظام الممارسة ببساطة يعنى أن تربط الهيئة مبلغا زهيدا شهريًا على كل شقة 500 جنيه تقريبا وتختلف من منطقة لأخرى مهما بلغت قيمة الاستهلاك، لدرجة ان البعض يغادر شقته طوال اليوم ويترك التكيفات فى وضع التشغيل حتى تظل الشقة باردة ومكيفة فى استقبال سعادته متى عاد.. والله حرام.

باختصار.. سرقة التيار الكهربائى بالإضافة إلى الفاقد والذى يمثل أيضا نسبة لا يستهان بها، وكذا عدم تحصيل فواتير الاستهلاك من بعض الوزارات والجهات وغيرها، يدفعنا لمطالبة الحكومة باتخاذ العديد من الإجراءات الفورية والحازمة، واستحداث النظم والبرامج الكفيلة بالكشف الفورى عن السرقات بمجرد وقوعها.

وضرورة تطبيق قانون الكهرباء بكل حزم على سارقى التيار الكهربائى، وكذا مع مخالفى شروط التعاقد مع شركات توزيع الكهرباء لضمان الحفاظ على حق الدولة والمواطن، وتكثيف الحملات التوعوية لشرح خطورة سرقة التيار على الاقتصاد القومى، وتجريمها قانونيا مع بيان العقوبات الرادعة للمخالفين والتى تصل إلى السجن والغرامة.

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • أمن الدولة رفضت هؤلاء!
  • إقتصاد اللاجئين وإعادة بناء الحياة (١)
  • رئيس الوزراء: الساحل الشمالي بوابة المستقبل لتوطين السكان وخلق فرص عمل للشباب
  • زيادة الأجور والمعاشات.. قُبلة الحياة لمواجهة تداعيات الأزمات الدولية المتلاحقة
  • الفرص الضائعة
  • أستاذ بأكاديمية الفنون: الثقافة تساهم في بناء الأوطان وتدخل بكل مناحي الحياة
  • «حوارات على حافة الأزمة» يكشف أسرار الحياة السياسية في مصر من 2011 حتى 2013
  • التيار الحرام
  • تجارة وصناعة الماس الإماراتية تحقق معدلات نمو قياسية 2024