بوابة الوفد:
2025-03-04@14:22:19 GMT

حتى لا نموت تحت الركام

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

خلال موسم الحج، قرأت على «السوشيال ميديا» أن عائدات بيع حصى رمى الجمرات فى موسم الحج تبلغ 4.2 مليار ريال سعودى أى 1.2 مليار دولار، وهو رقم ضخم للغاية بمعدل 660 دولارا لكل حاج، خصوصا أنها حجارة لا تهلك بل يعاد استخدامها إلى الأبد، وخصوصا أيضا أن الحج أصبح صعب المنال لكثيرين.

عندما بحثت عن الخبر فى مصادر موثوقة، اكتشفت أن هذا الرقم اخترع بعناية لغرض خبيث.

فرقم الـ 4.2 مليار ريال ليس عائد بيع الحصى، وإنما هو تكلفة منشأة الجمرات وهى من أبرز المشروعات فى مشعر منى.

مشروع عملاق طاقته الاستيعابية 300 ألف حاج فى الساعة، وأساساته قادرة على تحمل 12 طابقًا، وخمسة ملايين حاج فى المستقبل، وليس للرقم علاقة بشراء الجمرات.

كما أن سوق الجمرات هى سوق صغيرة جدا، يقدم عليها المضطرون من الحجاج غير النظاميين.. وباعة الجمرات ليسوا سعوديين وإنما وافدون على المملكة.

إذن هناك من يختار الأرقام بعناية، ويحرف الأخبار بعناية أيضا، من أجل شيطنة السعودية.

ثمة هجوم آخر على السعودية بسبب ما حدث للحجاج غير النظاميين.

ولا أبحث هنا عن فتاوى تجيز أو تمنع الحج غير النظامي، فللفتوى أهلها وأنا لست منهم، وإنما أبحث فى أسباب شيطنة من يحافظون على الأمن فى أكبر تجمع بشرى فى العالم.

نعم أكبر تجمع بشرى فى العالم، يتعرض منظموه وهى الجهات السعودية لضغوط عميقة، لدفعه نحو الفوضى.. وللأسف نحن نساعد ربما عن غير قصد.

فقد تركنا كل الإيجابيات والجهود والطاقات التى بذلت لاستضافة أكثر من 1.8 مليون حاج، وهو كما قلت أكبر تجمع بشرى فى العالم، وتفرغنا لبعض السلبيات، لدرجة أن أصواتا تطالب بـ«تدويل الحج».

موسم الحج ليس تجمعا آليا جامدا لأداء مناسك ومشاعر، ثم ينفض الناس فى هدوء.. بل هو تجمع عالمى لخليط الإنسانية بثقافات وعرقيات وجنسيات وأفكار متعددة.

وبالطبع وسط كل هذا، هناك حجاج يحملون خصومات مذهبية مع الدولة السعودية السنية، وهناك من يحملون خصومات سياسية مع النظام السعودى.

هناك حجاج لا يلتفتون إلى قوله تعالي «وَلَا جِدَالَ فِى الْحَجِّ».. بل يعتبرون السياسة والمذهبية فريضة، وربما يخططون لما هو أبعد من ذلك، إذ لا تزال حادثة جهيمان العتيبى واستيلائه على المسجد الحرام عام 1979 والاستعانة بالمدرعات لتحرير الكعبة المشرفة فى معركة خلفت 28 قتيلا، غير بعيدة.

لا أنظر إلى السعودية ككيان اقتصادى ضخم فيه مطمع للقوى الكبرى فى العالم، بل أنظر إليها كجناح استقرار لمصر، وركيزة أساسية للأمن القومى المصري، بعد أن انهارت القوة السنية العربية فى الشمال وهى العراق.

تبدأ الفوضى بشائعة، وربما فتوى، ظنا أن تحريك لبنة واحدة خارج البناء لن يحدث ضررا.. لكن دقائق وينهار كل شيء.

فحافظوا على البناء حتى لا نموت تحت الركام.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: موسم الحج السوشيال ميديا ريال سعودي فى العالم

إقرأ أيضاً:

موسم الحج الى بيت الكاظمي

بقلم : هادي جلو مرعي ..

عجيب أمر النخب السياسية العراقية فهي من إستوعب صدمة تشرين بترشيح مصطفى الكاظمي ليتولى منصب رئيس مجلس الوزراء، وهي التي سمحت لمن يعمل في ظلها بمهاجمته لمئات المرات، وهي التي سمحت لجيش المحللين السياسيين الممولين منها لشتمه، وتقزيمه، ووصفه بالعميل، بل وهي من روج لفكرة إنه جزء مهم من داعمي جرائم دونالد ترامب، وصار الكاظمي وحكومته هدفا معلنا لمحاولات التسقيط والتسفيط والتنطيط والتثبيط والتعبيط والتلبيط، حتى إذا غادر منصبه، وغادر العراق، وظهر بالكرافته على الطريقة المصرية في بعض المناسبات، ومنها حفل زواج ملكي في العاصمة الأردنية عمان لوحق بإتهامات الفساد هو وفريقه السياسي والإعلامي.. أحدهم قال لي: إن بعض الإعلاميين من فريقه خمطوا مالذ وطاب من الدولارات، وهو كلام لادليل عليه، ولايصمد أمام غياب البرهان، وتجشم البعض عناء الدعوة الى إعتقاله، وإصدار أوامر القبض عليه، علما إن بارزين كانوا يقفون قريبا منه يوم تكليفه مباركين ومهنئين وداعمين !!
فجأة عاد مصطفى الكاظمي تحت شعار ( ياهلا بالغالي) وذهب الى بيته، وحظي بإستقبال شبه أمني إحتفالي، ثم إشتعلت المساحات الإعلامية والتحليلية في الحديث عنه، وعن سبب عودته، ورأى بعض العباقرة إنه جاء ليستخدم من قبل قادة الإطار الغيرانين من السوداني ليكون بعبع المرحلة المقبلة، وربما تم تكليفه سرا بردم الأنفاق التي إشتغل عليها السوداني، وهدم المجسرات التي كثرت في بغداد، وخربت أحمر الشفاه على شفتيها، وتحطيم بعض الجسور الجديدة على نهر دجلة، وهدم الأبراج التي أخذت تتناسل في عهده، وكذلك بعض المشاريع كالمستشفيات والشوارع، ومايقوم به الجهد الخدمي من تعبيد لشوارع الأحياء الفقيرة، وبناء لمجمعات ومدن جديدة. عباقرة آخرون يرون إنه جاء ليقود الإنقلاب، ويسقط النظام السياسي، ويضع قادته في السجون، ويقوم بإصلاح الوضع العام في البلاد، ومحاربة الفساد مع إن الرجل كغيره من قادة العراق لم ينجح في تلك الحرب التي أكلت الأخضر واليابس، وجعلت العراق في مقدمة قائمة الدول الأكثر فسادا، بل المتفردة به.
مايثير الإنتباه إن الكاظمي يبدو للسذج أمثالي قد نجح في نثر بذور الخوف في نفوس القائمين على النظام السياسي، وجرت زيارات مكثفة الى منزله تقوم بها زعامات حزبية ونواب ووزراء ورجال دين وشخصيات نافذة في الدولة، ولم يبق أحد لم يزره بإستثنائي لعلي أحظى بسر من أسرار عودته الظافرة، وربما سمعنا إنه عاد لحضور محاكمة دفاعا عن نفسه ليخرج بريئا من التهم الموجهة إليه..
إنه موسم الحج الى بيت الكاظمي !
إن شاءالله يصير عندي بيت مثل سياسيي العراق، وأغادر السكن في الحواسم…

هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • الفراج: الدراما السعودية تحتاج إلى جواز سفر.. فيديو
  • الأمم المتحدة: 51 مليون طن من الركام مخلفات حرب إسرائيل على غزة
  • ارتفاع “غير النفطية”.. وخبراء يتوقعون: السعودية ثاني أسرع اقتصاد نمواً في العالم
  • عجمان تستعرض مقوماتها السياحية في معرض بورصة برلين
  • علي جمعة يكشف عن قواعد الحب بين الرجال والنساء
  • وزير الشئون النيابية أمام الشيوخ: لا أحد يدعم الصادرات وإنما رد الأعباء التصديرية
  • بالصور: بلدية جباليا النزلة تعلن بدء تنفيذ مشروع فتح الشوارع وإزالة الركام
  • موسم الحج الى بيت الكاظمي
  • رحلة من صنعاء إلى بيروت
  • إفطار وسط الركام.. الفلسطينيون في رفح يستقبلون أول أيام رمضان في مشهد استئنائي