على طريقة الحاجة أم الاختراع، استخدمنا المشعال فى فترة الستينيات وما قبلها فى القرية لإضاءة الطريق تجنباً للسرقة من قطاع الطرق، والتنقل بين مناطق القرية واشتهر المشعال على نطاق واسع فى الأفراح لتوصيل العرائس إلى عش الزوجية، حيث كان يشعله الشباب عن طريق مجموعتين، إحداها أمام موكب العرس والأخرى خلفها، والمشعال عبارة عن عصاة خشبية طويلة ملفوف فى أعلاها كورة من الفتيل غارقة فى الجاز، ويتم إشعالها لتضىء الطريق قبل أن تعرف هذه المناطق الكهرباء! وبعدها توصل القرويون إلى الفوانيس والكلوبات، وكان الفقراء يضيئون منازلهم بلمبة الجاز.
تخفيف أحمال الكهرباء هذه الأيام جعلنى أبحث عن وسائل الإضاءة قديماً، واكتشفت أن المشعال الذى كنا نستخدمه منذ 70 عاماً أوأكثر مهنة انتشرت فى مصر بالقرن التاسع عشر، مع انتشار أعمدة الإنارة التى تعتمد على النار لإشعالها وكان صاحبها عضوا ببلدية القاهرة ويمارس مهام عمله يومياً لإنارة الشوارع الرئيسية فقط فيما كان الأهالى يقومون بإنارة الشوارع الداخلية والحوارى، وعاش المشعلجى لسنوات طويلة كشخصية مؤثرة بحياة المواطنين حتى اختفى كغيره من المهن بظهور التكنولوجيا الحديثة.
بدأت فكرة إنارة الطرق بالأعمدة مع الفتح الفاطمى لمصر وانتشار الفوانيس التى استخدمها الأهالى بالمنازل ومنها استعملت للشوارع لتصبح وسيلة الإنارة الرئيسية وكان المشعلجى يخرج يومياً قبل غروب الشمس حاملاً عمود حديد تعلوه أسطوانة مستديرة بداخلها قطعة كتان وزيت مشتعلة وعلى ظهره سلم خشبى فيجوب شوارع محددة ويصعد لأعمدة الإنارة وإشعالها ثم يعود صباحاً لإطفائها.
يعود تاريخ الإنارة بالمشاعل فى الأصل للفراعنة وربما قبل ذلك بكثير فقد عرفت مصر مصباح الزيت منحوتاً فى الحجر قبل الفراعنة بنحو 6 آلاف عام وكان يستخدم لإنارته زيت الزيتون أو الخروع أو دهن وشحم الحيوانات أوقطعة قماش كتان وهو ما يساعد قدماء المصريين على بناء حضارتهم ومواصلة عملهم ليلاً ونهاراً.
وقد وصف «هيرودتس» المؤرخ الاغريقى الذى عاش فى الفترة بين 420 و480 قبل الميلاد ليلة مثيرة بمصر القديمة لأحد الاحتفالات الفرعونية بقوله: «الآن كل المصابيح مضاءة، مليئة زيتاً مملحاً فيما يطفو الفتيل فوق الزيت، مشتعلاً كل الليل».
وهناك أيضاً منارة الإسكندرية وإحدى عجائب الدنيا القديمة التى شيدها «بطلميوس فيلادليفوس» عام 280، قبل الميلاد بارتفاع 180 متراً ليرى البحار نورها على بعد 50 كيلو متراً فى البحر. كما صنعت مصر المشكاة وهى المصابيح المستخدمة لإضاءة المساجد بعصر المماليك، وهى أرقى أشكال الإمارة.
المصريون اشتهروا منذ القدم بأنهم لا يقفون مكتوفى الأيدى أمام العقبات فدائماً يقولون «اتجمز بالجميز حتى يأتيك التين، وكل عقدة لها حل عندهم.. شعب صعب فك شفرته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن قطاع الطرق عش الزوجية الأفراح
إقرأ أيضاً:
عدد خطوات المشي المطلوب يوميا لمكافحة الاكتئاب
الجديد برس|
يوصي الخبراء بالمشي 10 آلاف خطوة في اليوم للحفاظ على صحة جيدة. لكن مراجعة علمية رائدة كشفت أن العدد المطلوب قد يكون أقل بكثير من ذلك، عندما يتعلق الأمر بمكافحة بالصحة العقلية.
ومن المعروف بشكل واسع أن لممارسة الرياضة دور حيوي في تحسين الصحة العقلية والرفاهية العامة. ومع ذلك، فإن هذه هي الدراسة الأولى التي تستكشف فوائد عدد الخطوات اليومية وتكتشف الرابط بين الخطوات والاكتئاب.
وحلل العلماء من إسبانيا 33 دراسة شملت ما يقرب من 100 ألف مشارك. ووجدوا أن 7 آلاف خطوة في اليوم يقلل من احتمال الإصابة بالاكتئاب بنسبة 31%.
كما أن المخاطر انخفضت بنسبة 9% إضافية مع كل 10 آلاف خطوة يوميا، وفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة Jama Network Open.
ويمكن أن يمر جميعنا بفترات نشعر فيها بالحزن أو الغضب أو الانعزال عن العالم، لكن مع الاكتئاب، تستمر هذه المشاعر لفترات طويلة جدا، ما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة الشخص.
وشارك في الدراسة أشخاص ارتدوا عداد خطوات لتتبع عدد خطواتهم اليومية وأكملوا استبيانات لتقييم صحتهم النفسية.
وكتب العلماء من جامعة قشتالة والمنشف (Universidad de Castilla-La Mancha): “أظهرت نتائجنا ارتباطا كبيرا بين عدد الخطوات اليومية الأعلى وأعراض الاكتئاب الأقل، وكذلك انخفاض انتشار الاكتئاب وخطره في عموم السكان البالغين”.
وأضافوا أن تشجيع الناس على المشي7 آلاف خطوة على الأقل يوميا سيكون مبادرة صحية عامة جيدة “لها القدرة على الوقاية من الاكتئاب”.
ويحذر الخبراء من أن النتائج لا تثبت العلاقة السببية، ولكن الدراسة تبرز الفوائد المحتملة لتشجيع الناس على تحقيق أهداف يومية للمشي.
وأوضح الدكتور بريندون ستوبس من كلية كينغ بلندن، الذي لم يكن مشاركا في الدراسة: “بينما يظهر ارتباط واضح بين عدد الخطوات الأعلى وتقليل أعراض الاكتئاب، لا يمكننا القول بشكل قاطع أن المشي أكثر يقلل الاكتئاب”.
وأضاف: “ومع ذلك، تتماشى النتائج مع الأدلة الموجودة حول فوائد النشاط البدني للصحة العقلية. والرسالة المشجعة هي أن الزيادة المعتدلة في عدد الخطوات اليومية يمكن أن تقلل من خطر الاكتئاب المستقبلي. لكننا بحاجة إلى تجارب عشوائية طويلة الأمد لاختبار ما إذا كانت هذه العلاقة سببية”.