اعترفت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، القريبة من دوائر صنع القرار الأمريكى، بأن «تسعة أشهر من العمليات القتالية الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة لم تهزم المقاومة الفلسطينية، وأن إسرائيل ليست قريبة من هزيمة حماس».

وقالت المجلة (التى تؤخذ توصياتها واستشارتها على محمل الجد من قبل المسئولين الأمريكيين): إنه «منذ هجوم حماس في أكتوبر العام الماضي، غزت إسرائيل شمال وجنوب غزة بنحو 40 ألف جندي مقاتل، وهجّرت 80% من السكان قسراً».

ولفتت «فورين أفيرز» إلى أن إسرائيل «قتلت أكثر من 37 ألف شخص، وأسقطت نحو 70 ألف طن من القنابل على القطاع، وهو ما يتجاوز الوزن الإجمالي للقنابل التى تم إسقاطها على لندن ودريسدن وهامبورج طوال الحرب العالمية الثانية».

وأشارت المجلة الشهيرة إلى أن إسرائيل «دمرت وألحقت أضرارًا بأكثر من نصف المباني في غزة، وقيدت وصول المنطقة إلى المياه والغذاء والكهرباء، مما ترك السكان بالكامل على حافة المجاعة، وسط مزاعم من قادة إسرائيل بأن الهدف هو هزيمة حماس وإضعاف قدرتها».

ورغم الادعاءات الإسرائيلية، التي تحاول تبرير العدوان على المدنيين، قالت «فورين أفيرز» إن «قوة حماس آخذة في النمو فعلياً -!!- على غرار قوة الفيتكونج في فيتنام الجنوبية عامي 1966 و1967 أمام القوات الأمريكية، آنذاك».

ترى المجلة الأمريكية أن «حماس لا تزال قائمة، بعدما تطورت الحركة إلى قوة عصابات عنيدة ومميتة في غزة، مع استئناف العمليات القتالية في المناطق الشمالية التي كان من المفترض أن تقوم إسرائيل بتطهيرها قبل بضعة أشهر فقط».

أشارت المجلة إلى أن «الخلل الرئيسي في استراتيجية إسرائيل ليس فشل التكتيكات أو فرض قيود على القوة العسكرية، كما في فيتنام، بل ناجم عن سوء الفهم لمصادر قوة حماس، وبالتالي، فعدوان إسرائيل على غزة زاد قوة عدوها».

بحسب المجلة «يتم تركيز الاهتمام على عدد عناصر حماس، الذين قتلتهم إسرائيل، كما لو كانت هذه الإحصائية هي المقياس الأكثر أهمية لنجاح الحملة العسكرية، تقول إسرائيل إنها قتلت 14 ألفاً من نحو 40 ألفاً، هم عدد مقاتلي الحركة».

في المقابل، تقول حماس إنها فقدت ما يقرب من 8000 من مقاتليها، بينما تشير مصادر استخباراتية أمريكية إلى أن العدد الحقيقي لقتلى الحركة نحو 10 آلاف، دون وجود تقييم حقيقي لهذه الأرقام، ولقوة حماس نفسها.

رغم خسائرها، لاتزال حماس تسيطر على مساحات واسعة من غزة، لاسيما المناطق التي تتركز فيها تجمعات مدنية في القطاع، حاليا، ووفقاً لتقييم إسرائيلي «أصبح لدى حماس مجموعات أكبر من المقاتلين في المناطق الشمالية من غزة».

أكدت «فورين أفيرز» أن «حماس تشن حرب عصابات، وتنصب كمائن وقنابل بدائية الصنع، غالبا ما تكون مصنوعة من ذخائر غير متفجرة أو من أسلحة الجيش الإسرائيلي، ومن المرجح أن لدى حماس نحو 15 ألف مقاتل جاهزين».

توضح الحركة أنه «لايزال أكثر من 80% من شبكة الأنفاق تحت الأرض التابعة للحركة صالحة للاستخدام في التخطيط وتخزين الأسلحة والتهرب من المراقبة والهجمات الإسرائيلية، وأن معظم القيادات العليا لحماس في غزة على حالها»!

نبهت المجلة إلى أن «قوة حماس لا تأتي من العوامل المادية النموذجية التي يستخدمها المحللون للحكم على قوة الدول، التى تشمل حجم اقتصادها، والتطور التكنولوجي لجيوشها، ومدى الدعم الخارجي الذي تتمتع به، وقوتها العسكرية».

بينت المجلة أن «المصدر الأكثر أهمية لقوة حماس وغيرها من الجهات المسلحة هو القدرة على التجنيد، وخاصة قدرتها على جذب أجيال جديدة من المقاتلين والناشطين الذين ينفذون عمليات الجماعة».

أضافت المجلة الأمريكية: «تكمن قدرة حماس على زيادة صفوفها فى حجم وشدة الدعم الذى تستمده من مجتمعها، الذى يعزز عبادة الاستشهاد ويكرم المقاتلين، ورغم قتل إسرائيل عدة آلاف من حماس، فإن هذه الخسائر يتم تعويضها».

خلُصت المجلة إلى أنه «بعد تسعة أشهر من الحرب المرهقة، لا يوجد حل عسكري فقط لهزيمة حماس التى يزداد عدد مقاتليها، كما أنها لن تختفى فى أى وقت قريب، وأن استراتيجية إسرائيل العدوانية تعزز قوة حماس»!

اقرأ أيضاًالمقاومة الفلسطينية تفجّر آليات متنوعة للاحتلال في تل السلطان برفح

الغول المرعب.. لحظة قنص المقاومة الفلسطينية لرقيب جيش الاحتلال «إيال شاينز»|«فيديو»

بصواريخ متنوعة.. المقاومة الفلسطينية تستهدف تجمعًا للاحتلال ومقر قيادته

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل المقاومة الفلسطينية حماس مجلة فورين أفيرز الأمريكية المقاومة الفلسطینیة فورین أفیرز قوة حماس فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا

ناشد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، بإرسال بعثات دولية إلى قطاع غزة للتعامل مع انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خاصة وأن كل ناحية من نواحل العمل الإنساني تشهد أزمة وعدم قدرة على الاستجابة لتداعياتها.

وقال الشوا، في مداخلة مع قناة القاهرة الإخبارية، اليوم السبت، إن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان، حتى لا يروا بأعينهم تداعيات وتفاصيل الكارثة غير المسبوقة على مستوى العالم، والمنظمات الأهلية تقوم بدور كبير إلى جانب وكالات الإغاثة الدولية المختلفة لتقديم ما يمكن تقديمه، ولكن تلك القدرة بدأت في التضاؤل أمام الواقع الإنساني الخطير الذي يتدهور بشكل متسارع خاصة في شمال قطاع غزة، بعد منع الاحتلال وصول الإمدادات لقرابة 70 يوما من الإغلاق والحصار الإسرائيلي للشمال.

وأضاف أن المجاعة التي حاول برنامج الغذاء العالمي وغيره من مؤسسات التعامل معها تزداد يوما بعد يوم، وأصبحت المساعدات غير كافية مقارنة بتزايد الاحتياجات وحجم المعاناة، في ظل القيود وحجم الدمار والاستهدافات الإسرائيلية، وتظهر آثار المجاعة واضحة خاصة على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد في ظل انهيار المنظومة الصحية وحالة البرد الشديدة، لافتا إلى أن هذا الواقع هو الأقل استجابة من قبل الأطراف الدولية المختلفة على صعيد التدخل والضغط السياسي.

وأشار إلى أن بعض طواقم البعثات الدولية تمكنت من الدخول إلى قطاع غزة في ظل إجراءات وشروط يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على دخولهم وخروجهم وحركة تنقلهم، و2% فقط منهم من تمكن من الدخول إلى شمال القطاع، كما يفرض الاحتلال شروط على عملها ومساعداتها، موضحا أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من إدخال بعض الإمدادات للشمال وتزويد المستشفيات ببعض الإمدادات الصحية، وتعمل تلك المستشفيات بأقل ما يمكن من إمكانات.

وأكد الشوا، أن منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا هي العمود الفقري للعمل الإنساني والحافظ لقضية اللاجئين الفلسطينيين، كما أنها تحمل رسالة مهمة فيما يتعلق بقضيتهم، وتقوم بدور مهم على الصعيد الطبي وتقديم الخدمات، إلى جانب الخدمات الاجتماعية ودورها في البرامج المختلفة على الأرض لا يمكن تعويضه من أي جهة أخرى.

اقرأ أيضاًالاحتلال الإسرائيلي يفرض حظر تجوال في قرية خربة أم الخير جنوب الخليل

الاحتلال الإسرائيلي ينسف عدة مبان سكنية في رفح بجنوب قطاع غزة

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 45.206 شهيدا و107.512مصاب

مقالات مشابهة

  • المقاومة بالسكاكين.. الفصائل الفلسطينية تفاجئ الاحتلال بعمليات نوعية مؤلمة
  • مقتل 5 من جنود الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية في جباليا
  • ما علاقة سوريا الجديدة مع إسرائيل؟ ملاحظات أولية
  • حماس للسلطة الفلسطينية: سلاح المقاومة موجه للاحتلال أوقفوا التصعيد الأمني في جنين
  • إسرائيل بعد صاروخ اليمن: الدفاع الجوي ليس محكمًا
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تثمن شجاعة وثبات اليمنيين في نصرة غزة وتؤكد أن هذا الموقف مدعاة فخر واعتزاز لكل أحرار العالم
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تشيد بالضربة الصاروخية اليمنية وتدين العدوان الصهيوني على اليمن 
  • المقاومة الفلسطينية تسيطر على طائرة استطلاعية في سماء مدينة خانيونس
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تبارك عمليات القوات المسلحة وتدين العدوان الصهيوني على اليمن