بوابة الوفد:
2024-07-03@01:49:53 GMT

يهوذا مازال حيًا

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

السيد المسيح عليه السلام واقف وأمامه يهوذا الإسخريوطى أحد تلاميذه الإثنى عشر، وخلف السيد المسيح عليه السلام الجمع من الجنود الرومان يريدون القبض عليه ولكنهم لا يعرفونه.. هنا يأتى دور يهوذا الخائن الذى دلهم على السيد المسيح عليه السلام، بل وأعطاهم علامة على المسيح أنه من يُقبّله، والمسيح يسأل من تريدون، فيقولون يسوع الناصرى.

خيانة يهوذا، هى الحدث المذكور فى العهد الجديد، بوصفه تواطأ مع أعضاء المجلس الأعلى لليهود الذين خافوا من تزايد عدد اليهود المؤمنين بالسيد المسيح عليه السلام، وتصاعد خوفهم من أن يكون برنامجه يحوى ثورة سياسية على الإمبراطورية الرومانية تؤدى إلى تدمير الحكم الذاتى الذى تمتع به اليهود.

يهوذا تلميذ السيد المسيح عليه السلام وأحد حوارييه الإثنى عشر قام بتسليمه مقابل ثلاثين قطعة من الفضة! والتى تعادل ثمن العبد فى الشريعة اليهودية.

ويتفق المؤرخون وكذلك الباحثون فى الكتاب المقدس أن يهوذا كان من جماعة الزيلوت أو الغيورين ينتظر أن يشرع المسيح المنتظر فى ثورة مسلحة ضد الرومان، يعلن فى نهايتها إعادة إقامة مملكة إسرائيل الموحدة.

ويظهر الكتاب المقدس أن سائر التلاميذ الاثنى عشر كانت لديهم مثل هذه الفكرة الرائجة فى المجتمع، غير أنهم عدلوا عنها لاحقًا فى حين ظلّ يهوذا متمسكًا بمملكة سياسية لا روحية، ومخلصا بالمعنى الدنيوى لا الدينى للكلمة، ودفعه اليأس من تحقيق أهداف جماعته، إلى خيانة سيده وتسليمه كما سُلم الكثير من الثوار ضد روما.

ولكن هل انتهى نسل يهوذا من العالم؟ ألم نشهد من بعد يهوذا خيانات يهودية؟ الاجابة ببساطة هى النفى القاطع فهناك يهوذا صهيونى فى كل عصر، لديه هوس مريض بإعادة إقامة مملكة إسرائيل الموحدة، بأى ثمن حتى لو بقتل وسحل واغتصاب الأرض والعرض فى إعلان صارخ لموت الضمير الإنساني، وإحياء فكرة الخيانة والتآمر والعدوان، وتمرير الحلم المشوه على أنه التمسك بأكذوبة القومية اليهودية والعودة لأرض الأجداد حتى لو على جثة الشعب العربى الفلسطينى الأبى.

البداية فى العصر الحديث مع يهوذا جديد ولد فى السويد  ولكنه لا يؤمن بوطنه الذى نشأ فيه وتعلم فى مدارسه وعاش على أرضه يهوذا الجديد هو ثيودور هرتزل، الصحافى السويدي، أبو الحركة الصهيونية الحديثة، ومنظم المؤتمر الصهيونى الذى عقد فى مدينة بازل السويسرية عام 1897، الذى قرر تشكيل المنظمة الصهيونية العالمية، برئاسته للعمل على إنشاء وطن قومى لليهود

يهوذا النمساوى أو هرتزل كتب نهاية عام 1895 كتاب بعنوان «الدولة اليهودية»، الذى نشر فى فبراير 1896، وناقش فيه إقامة كيان لليهود مدعيا أنهم يشكلون قومية بينما اليهودية دين وليست قومية، وطالب الشعب اليهودى بدم بارد ان يخونوا أوطانهم التى ولدوا فيها وعاشوا على ارضها ينتجون ويتعلمون ويتزوجون ويمتلكون منازل ومقابر فيها، مطالبًا إياهم بأن يغادروا بلادهم الأوروبية، ويزحفوا إما إلى الأرجنتين أو على نحو مفضل بالنسبة ليهوذا هرتزل، لفلسطين، كما يدعى « وطنهم التاريخي».

تطأ جيوش التاج البريطانى بلاد الزيتون مع هزيمة رجل أوروبا المريض -الدولة العثمانية- فى الحرب العالمية الأولى وتوزّع التركة على الحلفاء الذين فازت بريطانيا من بينهم بالسلطة على فلسطين عام 1918. وفى أثناء ذلك، كانت تتردد فى الأرجاء رسالة رئيس الوزراء البريطانى «آرثر جيمس بلفور» -ذائعة الصيت- التى أرسلها بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد اليهودى «والتر دى روتشيلد» -أحد أضلاع عائلة روتشيلد الثرية- يُشير فيها إلى تأييد حكومة بريطانيا لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، قائلا فيها: «إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومى فى فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية».

كم يهوذا باعك يافلسطين وقدمك لليهود بثمن بخس؟ ربما الإجابة على هذا السؤال التعس تأتى بإجابة سؤال آخر تحمل الكثير من الأمل مفاده: ما جزاء العيش يا صهيونى فى أرض ليست هى أرضك ولكنك تنسبها زورًا وتزييفًا لنفسك؟ ما جزاء العيش ياصهيونى فى بيت عقد ملكيته ومفاتيحه العتيقة وحكاياته فلسطينية حتى لو سلمه لك يهوذا؟

الإجابة جاءت فى عام 2023 على يد الحاخام الأرثوذكسى المناهض للصهيونية الحنان بيك، الذى كشف عن أن عملية «طوفان الأقصى»، لم تبدأ بهجوم حماس، موضحا أن الصراع بدأ فى 15 مايو 1948، مبينا أنه بالنسبة للفلسطينيين بدأ الأمر بالنكبة حيث تعرض الفلسطينيون لجرائم القتل والإبادة الجماعية.

وأكد أن ما حدث فى السابع من أكتوبر 2023 كان نتيجة للسياسة الإسرائيلية، داعيا زعماء العالم إلى فتح أعينهم ليفهموا أن مساعدة إسرائيل ليست فى مصلحة الشعب اليهودى.

وقال بيك، والذى يعد أحد أبرز رجال الدين فى بريطانيا، «سافروا حول العالم وفى النهاية سترون أن أخطر مكان لليهودى اليوم، هو إسرائيل».

ولفت بيك، وهو عضو فى حركة ناطورى كارتا (حرّاس المدينة) اليهودية المناهضة للصهيونية، أن الأخيرة ساهمت بشكل كبير فى معاداة السامية، ووصف الصهيونية بأنها «خيانة لله»، لافتا إلى أن الهجمات الإسرائيلية على غزة أداة حقيقية للإبادة الجماعية.

وسلط الحاخام بيك الضوء على أنه وفقا للعقيدة اليهودية الأرثوذكسية، لا يُسمح لليهود بحكم حتى شبر واحد من الأرض (فى إشارة إلى فلسطين).

وأشار إلى أن طائفته لا تدعم حل الدولتين، لأنها تؤمن بضرورة زوال دولة إسرائيل، وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السيد المسيح عليه السلام العهد الجديد

إقرأ أيضاً:

أوقاف الفيوم تعقد ندوة بمسجد السلام حول الهجرة النبوية

نظمت مديرية الأوقاف بالفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، ندوة تثقيفية كبرى بمسجد السلام التابع لإدارة أوقاف بندر الفيوم، بعنوان "الهجرة النبوية".

يأتي هذا في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به مديرية الأوقاف الفيوم، من خلال تنفيذ الندوات التثقيفية بالمساجد الكبرى بقرى المحافظة.

جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم محاضرا، وفضيلة الشيخ يحيى محمد مدير عام إدارة الدعوة بالمديرية، وفضيلة الشيخ جمعة عبد الفتاح إمام مسجد ناصر الكبير، وفضيلة الشيخ عبد الرحمن شعبان إمام مسجد السلام، وذلك بعنوان "الهجرة النبوية بين التخطيط البشري والتأييد الإلهي".

"الهجرة النبوية بين التخطيط البشري والتأييد الإلهي".. ندوة بأوقاف الفيوم 

وخلال هذه الندوة أكد العلماء أن الهجرة النبوية كانت بين التأييد الإلهي والتخطيط النبوي، وتجلى هذا الأمر في رحلة الهجرة، حين قال له صاحبه أبو بكر (رضي الله عنه) وهما في الغار والمشركون على حافته: يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فكان الرد من نبينا (صلى الله عليه وسلم): "يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا، لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا"، وفي ذلك يقول الحق سبحانه: "فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا"، ومع تلك المعية الإلهية أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأسباب النجاح من التخطيط، واختيار الصاحب، والدليل، في تكامل وتنسيق بديع بين أدوار كفاءات المجتمع على اختلاف أجناسه وأطيافه، وكان مع كلِّ ذلك صدقُ اعتماد قلب نبينا(صلى الله عليه وسلم) على معية ربه وتوفيقه؛ليتجلى حسنُ التوكل الحقيقي على الله (عز وجل) في كل جوانب الرحلة المباركة.

وأضاف العلماء أن المتأمل في الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة يستنبط منها دروسًا عظيمة وفوائد جمة، من أهمها ضرورة الأخذ بالأسباب، فالأخذ بالأسباب سنة كونية، حيث جعل الحق سبحانه لكل شيء سببًا، كما أنه عبادة إيمانية، فديننا دين التوكل والأخذ بالأسباب والعمل، لا التواكل والضعف والكسل، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا"، ولذلك اعتنى نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالأخذ بالأسباب في الهجرة عناية فائقة، حيث خطط (صلى الله عليه وسلم) للهجرة تخطيطًا واعيًا، واتخذ كل الوسائل التي تعينه على إنجاح مهمته، وفي الوقت ذاته كان قلبه متعلقًا بربه (عز وجل) يدعوه ويستنصره أن يكلل سعيه بالنجاح، فجمعت بذلك الهجرةُ النبويةُ المشرفةُ بين حسن التوكل على الله (عز وجل) وحسن الأخذ بالأسباب. 

مقالات مشابهة

  • شهيد الشهامة في دار السلام.. دافع عن زوجته من التحرش فسقط قتيلا
  • ألمانيا تشترط الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود للحصول على جنسيتها
  • فعالية خطابية في إب بمناسبة ذكرى يوم الولاية
  • فعالية ثقافية بأمانة العاصمة احتفاءً بذكرى يوم الولاية
  • أوقاف الفيوم تعقد ندوة بمسجد السلام حول الهجرة النبوية
  • أدعية يُستجاب لها في لمح البصر.. منها دعاء يونس عليه السلام
  • أوقاف إب يحتفي بذكرى يوم ولاية الإمام علي عليه السلام
  • أبناء مديرية ريف إب يحيون ذكرى يوم الولاية
  • فعالية خطابية في إب بذكرى يوم ولاية الإمام علي عليه السلام