أم الأمراء التي عاشت في الظل.. ماذا نعرف عن والدة الملك محمد السادس؟
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
"أم الأمراء" أو "أم سيدي" هي ألقاب خُصّت بها والدة العاهل المغربي الملك محمد السادس، الأميرة للا لطيفة، التي انتقلت إلى عفو الله، بتاريخ: السبت 29 حزيران/ يونيو 2024.
والدة الملك محمد السادس، لطيفة أمحزون، من مواليد 1946، وتزوّجت الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، خلال عام 1962، وأنجبت منه خمسة أبناء: الملك محمد السادس، والأمير مولاي رشيد، والأميرات: للا حسناء، للا أسماء، وللا مريم.
وأورد الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، في بيان، نشرته وكالة الأنباء المغربية: "يعلن الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، بكل حزن وأسى، انتقال صاحبة السمو الملكي الأميرة للا لطيفة إلى عفو الله ورحمته، وذلك يوم السبت، حرم المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله مثواه، ووالدة صاحب الجلالة الملك محمد السادس".
بلاغ من الناطق الرسمي باسم القصر الملكي
????????https://t.co/M51M1xR7EV
Communiqué du porte-parole du Palais Royal
????????https://t.co/uGQb3mXofz pic.twitter.com/RIknmuQRCN — Agence MAP (@MAP_Information) June 29, 2024
"الحاضرة الغائبة"
كلّما خصّت الصّحف الوطنية أو الدولية، صفحات للحديث عن حياة الأمراء والأميرات في المغرب، كانت والدة الملك محمد السادس، هي الحاضر الغائب، حيث بات اسمها يتردّد، لكن في غيابها عن الصور.
منذ اللحظات الأولى من إعلان وفاة "للا لطيفة" تسارعت عدد من الصحف وصفحات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، في نشر نعي مرافق بجُملة من الصّور، قالت إنّها هي.
رصدت "عربي21" العشرات من الصور، وبعد التدقيق، فيها واحدة واحدة، اتّضح أنها ليس هي، كانت أكثرهنّ انتشارا، هي صورة تعود للأميرة الراحلة للا عيشة، وهي شقيقة الملك الراحل الحسن الثاني.
وهذه نبذة عن الصور التي قيل إنها الراحلة والدة الملك المغربي، محمد السادس، وبعد التحقّق منها، تبيّن أنها تعود لشخصيات نسائية أخرى.
لتظّل بحسب عدد من التقارير الإعلامية، المتفرّقة، صورتها الحقيقية الوحيدة، هي التي ظهرت فيها خلال حفل زفاف ابنتها الأميرة لالة حسناء، وكانت آنذاك "أم الأمراء" جالسة إلى جانب الأميرة للا أسماء وتتوسط الأميرتين للا مريم وللا حسناء، وتتطلّع إلى وجه ابنتها العروس، إذ غابت ملامح وجه والدة ملك المغرب عن الصورة.
وخلال عام 2009، استُفسرت أسبوعية "الأيام"، عن الجهة التي قد أمدّتهم بصورة والدة الملك، التي لم تنشر بعد؛ ليستمر التحقيق معهم لساعات طوال.
وكانت إدارة "الأيام" قد توجّهت بطلب إلى الديوان الملكي، للاستئذان بنشرها في ملف حول أم الملك. حيث جاء الرد الرسمي، بالتنويه بالمبادرة الصحافية المحمودة، لكنه نبّه إدارة الأسبوعية إلى أن الوقت لم يحن بعد لنشر مثل هذا الملف.
واليوم الأحد، قالت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، في بيان، اطّلعت "عربي21" على نسخة منه، إنه على إثر الإعلان عن وفاة الأميرة للا لطيفة، "تمت ملاحظة الاستعمال المؤسف وغير المناسب، في وسائل التواصل الاجتماعي، لصور غير حقيقية وكاذبة"، مردفا: "ندعو جميع المواطنين لاحترام القوانين ذات الصلة، ومراعاة ظروف الحداد التي تعيشها الأسرة الملكية الشريفة".
زوجة ملك ووالدة ملك.. من تكون؟
نادرة هي المعلومات المتوفّرة، عن الراحلة والدة الملك محمد السادس؛ لعلّ أبرزها، ما يرتبط بالأصول، إذ تنحدر من منطقة "زايان" الأمازيغية، المتواجدة وسط المغرب؛ وهي بنت أحد كبار شيوخ قبيلة زايان.
اسمها الحقيقي هو فاطمة حمو، وكان الملك الراحل الحسن الثاني، قد اختار لها اسم لطيفة، وهي ابنة موحا أوحمو الزياني، الذي يُعرف بكونه أحد كبار رجال المقاومة في قبيلة زايان الأمازيغية.
لم تكن لها مهاما رسمية، حيث بقيت "للا لطيفة" في الظّل، وعرفت بلقب "أم الأمراء"، فيما كان لقبها داخل القصر هو: "لالة أم سيدي".
وفي حديثه لقناة فرنسية خلال عام 1989، قال الملك الراحل الحسن الثاني، إن "الإسلام لم ينص على دور دستوري للملكة"، مضيفا: "ليست هناك ملكة تحكم أو تكون وصية على العرش".
وفي حوار للملك محمد السادس، في مع جريدة "لوفيغارو" الفرنسية، خلال سنة 2005، قال: "أنا شديد الارتباط بوالدتي وشقيقي وشقيقاتي الثلاث.. أنا نفسي نصفي أمازيغي، وسيكون إذن من قبيل التنكّر لجُزء من ثقافتي وأصولي إن لم أفعل ذلك".
وتابع الملك محمد السادس، خلال الحوار الوحيد الذي تحدّث فيه عن والدته: "أنا مع الأسف لا أتحدث بالأمازيغية لأنها لم تكن ضمن المقرر الدراسي الذي لقنته، ولكن بودي أن أتمكن من إيجاد الوقت الكافي لتعلمها؛ إن المغرب هو مزيج من الثقافات".
رافقها أثناء أدائها مناسك الحج..
في تدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك" روى خالد الصمدي، وهو كاتب الدولة المغربية السابق لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مشاهد من مشاركته في الوفد الذي عيّنته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لمرافقة الراحلة والدة الملك محمد السادس، لالة لطيفة، أثناء أدائها مناسك الحج.
وتواصلت "عربي21" مع الصمدي، للتأكد من صورة، أكّدت عدد من الصحف المحلية، أنها تعود لـ"للا لطيفة"، غير أنه تحفّظ عن الإجابة بالقول: "من الصّعب تذكّر التفاصيل، بعد 20 سنة".
وكتب الصمدي، الذي كان مكلفا بالتعليم العالي والبحث العلمي، في حكومة سعد الدين العثماني: "مباشرة بعد سماعي لبلاغ النعي من الناطق الرسمي بالقصر الملكي، قفز الى ذهني مشهد لن يفارق مخيلتي أبدا، مشهد وقوفها رحمها الله وصديقاتها لفترة طويلة دون تحرك وهن يشاهدن الكعبة المشرفة، مباشرة بعد دخولنا من باب الملك عبد العزيز بالمسجد الحرام، لأداء مناسك العمرة في موسم الحج 2005".
وتابع المتحدث: "وقفة بقلوب خاشعة وعيون دامعة، وألسنة بالدعاء لاهجة، قبل الدخول إلى المطاف ومنه إلى المسعى، ولن أنسى صبرها بعد النزول من عرفات لأداء طواف الافاضة، في دائرة السطح كسائر الحجاج دون طلب الاستعانة بأي بروتوكول أمني خاص إلا من بعض المرافقين المساعدين".
وأضاف الصمدي: "استمر الطواف في ظل ازدحام شديد من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الرابعة مساء، مع أداء صلاة الظهر في المطاف مع ما في ذلك من عناء، وتعب شديد لا يتناسب ووضعها البدني والصحي".
وأوضح المتحدث نفسه: "تشرفت وزميلي الدكتور محمد السرار الأستاذ بكلية الشريعة بفاس، بتكليفنا من طرف اللجنة العلمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمرافقة صاحبة السمو الملكي الشريفة للا لطيفة والدة جلالة الملك في أداء مناسك العمرة والحج، فكانت رحمها الله وأكرم مثواها كما عرفناها عن قرب قمة في التواضع والرحمة واللين والسخاء والحرص الشديد على أداء كل تفاصيل مناسك الحج حتى أتمتها كاملة في جلد وصبر، تقبل الله منها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغربي الملك محمد السادس للا لطيفة والدة الملك المغربي المغرب الملك محمد السادس ام الامراء للا لطيفة والدة ملك المغرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة والدة الملک محمد السادس الناطق الرسمی القصر الملکی الأمیرة للا للا لطیفة
إقرأ أيضاً:
انتهاكات لا تنتهي.. ماذا نعرف عن مشفى العودة الذي يستهدفه الاحتلال؟
"سوف نبقى هنا، كي يزول الألم، سوف نحيا هنا، سوف يحلو النغم.." هكذا أنشد الطاقم الطبي لمستشفى العودة، بقطاع غزة المحاصر، في ردّ صريح على صمودهم أمام العدوان المتفاقم الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي، على كامل غزة، في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان.
بعيون حزينة، وصوت يمسّه شجن، تابع أطباء مستشفى "العودة" إنشادهم الذي جاب مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، آنذاك: "رغم كيد العدا رغم كل النقم، سوف نسعى إلى أن تعم النعم"؛ فيما توالى عدوان الاحتلال عليهم، في أبشع الصور.
وحين عطّل الاحتلال الإسرائيلي، عبر الاستهداف المباشر وغير المباشر، كافة المستشفيات الحكومية والأهلية في قطاع غزة. ظل "مستشفى العودة" الوحيد الذي لا يزال يعمل في شمال القطاع، بالحد الأدنى.
ترصد "عربي21" خلال هذا التقرير، صمود مشفى العودة، لأكثر من عام، في قطاع غزة المحاصر، قبل أن يتعمّده الاحتلال بشكل يوصف بـ"المُمنهج"، مواصلا خلاله جرائمه التي لا تنتهي ضد الإنسان والإنسانية.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة القدس البوصلة (@alqudsalbawsala)
ما نعرف عن المشفى؟
مستشفى العودة المتواجد في تل الزعتر، بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، الذي تأسس عام 1985، توالت عليه هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث قصف بالمدفعية الطوابق العلوية منه، خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
آنذاك، استُشهد، 33 فلسطينيا، بينهم 21 امرأة؛ فيما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلا عن المستشفى، بـ"وصول الشهداء والمصابين، عقب قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي عددًا من المنازل قرب مفترق نصار بمخيم جباليا شمال قطاع غزة"، ليتواصل عليه العدوان، ويرتفع عبره عدد الشهداء.
وسبق أن أعلنت إدارة مستشفى العودة، في بداية السنة التي شارفت على الإنتهاء، عن خروج أقسام العمليات والمختبر والأشعة عن الخدمة، بينما باتت خدمات الاستقبال والطوارئ والعيادات التخصصية والولادة مهدّدة أيضا بالتوقف التام.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Mohammed Ahmed | محمّد أحمد (@j_mohamed_ahmed)
وجرّاء "مجزرة الطحين" التي أودت بحياة 112 فلسطينيا ومئات الجرحى، الذين احتشدوا على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة، أملا في الحصول على كيس دقيق، من شاحنات مساعدات قليلة يسمح الاحتلال بوصولها من جنوب القطاع، قد استقبل مستشفى العودة 176 من الجرحى.
إثر ذلك، أجرى الأطباء في قلب المستشفى 7 عمليات جراحية، من بين 27 جريحا بحاجة إلى تدخلات جراحية عاجلة، وذلك عبر إمكانيات متواضعة وعلى كهرباء من بطاريات صغيرة وباستخدام كشافات يدوية.
وبداية الشهر الجاري، استشهد أخصائي العظام "الوحيد" الموجود في شمال قطاع غزة، سعيد جودة, برصاص الاحتلال، عندما كان في طريقه لمزاولته عمله في مستشفى "العودة" شمال القطاع, وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة رام الله مكس | RamaLLah Mix (@ramallah.mix)
صمود بوجه الحصار
خلال شباط/ فبراير الماضي، استهدف الاحتلال الإسرائيلي، أجزاء كبيرة من مستشفى العودة وحوصر لمدّة 18 يوما؛ غير أن المستشفى الفلسطيني، رغم ذلك، واصل تقديم الخدمات الطبية، بطاقة 50 في المئة للمرضى والمصابين، وسط نقص الإمكانات والمستلزمات الطبية الناتج عن الحرب.
وكان الطبيب بالمشفى، محمد صالحة، قد قال في تصريح صحافي: "بعد انتهاء الحصار الذي استمر لمدة 18 يوما منذ الخامس من ديسمبر/ كانون الأول وحتى 22 من الشهر نفسه الماضي، عاد المستشفى للعمل، وبدأنا في تقديم الرعاية الطبية للمرضى والمصابين بطاقة استيعاب بنسبة 50 في المئة".
وتابع الطبيب، لوكالة "الأناضول": "خلال فترة الحصار، كانت حركتنا داخل أروقة المستشفى مقيدة للغاية خشية من إطلاق الرصاص من قبل القنص الإسرائيلي، وأيضا لم تتمكن سيارات الإسعاف والمواطنين من نقل الجرحى والمرضى بسهولة للمستشفى".
وأكّد: "خلال فترة الحصار، قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على المستشفى، مما أسفر عن استشهاد 3 من العاملين داخل المبنى وتدمير الطابقين الثالث والرابع"، مردفا: "العديد من السيدات استشهدن لصعوبة وصولهن إلى المستشفى بشكل سريع، خاصة النساء الحوامل".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Ķhàłèđ???????? (@khaled_rassem)
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، "لم تصل المستشفى أي قطرة سولار أو أدوية" بحسب تأكيد صالحة، مشيرا إلى أن المؤسسات الصحية تُحاول إدخال المساعدات الإنسانية والأدوية للمشفى، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرفض دائما ذلك.
وأردف: "تعاني المستشفى أيضا من عدم توفر الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية وسيارات الإسعاف؛ الأمر الذي دفعها إلى الاعتماد على المولد الصغير".
"نحن نضطر إلى شراء الوقود له من الأسواق المحلية بصعوبة جدا نتيجة ندرته" تابع الطبيب، موجّها في الوقت نفسه، نداء إلى الهيئات الصحية الدولية، من بينها منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بـ"توفير الأدوية والمستلزمات الطبية على وجه السرعة لخدمة الجرحى والمرضى".
إلى متى؟
في خضمّ الظروف المُفجعة، التي يمر بها كامل القطاع المحاصر، لأكثر من عام كامل، رصدت "عربي21" تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من قلب جباليا التي توصف بـ"منبع الأبطال"، جُملة من مقاطع الفيديو، توثّق ما وصفوه بـ"الجحيم على الأرض".
مقاطع، جابت حسابات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي، لأسابيع طِوال، تبرز بالصّوت والصورة ما يحصل من انتهاكات في القوانين المرتبطة بحقوق الإنسان، بحق مستشفى العودة الفلسطيني؛ غير أنّها لم تحرّك ساكنا، ولا تزال المأساة متواصلة، أمام مرأى العالم.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Mohammed alghefari (@mr.abuhakim)
أيضا، كشفت المقاطع نفسها، عن حجم الدّمار الذي يخلفه الاحتلال الإسرائيلي بالمشفى، من تدمير للبناية نفسها إلى سيارات الإسعاف، جرّاء كل قصف يمسّه به. يعدّ "العودة" أبرز المستشفيات القليلة التي لا تزال تقدّم بعضا من خدماتها الصحّية، خاصة بالنسبة للنساء الحوامل.
في السياق نفسه، كان مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، قد أوضح: خلال الحرب، أخرج الاحتلال الإسرائيلي 30 مستشفى (من إجمالي 36) عن الخدمة، بالإضافة إلى 53 مركزا صحيا، واستهدف 150 مؤسسة صحية، وعوّقها عن العمل.
وأضاف "كما استهدف 122 سيارة إسعاف، دمرها بالكامل بهدف القضاء على القطاع الصحي في غزة".