أكد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، أن توجيهات القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هي التي تحدد ملامح الخطة الاستراتيجية لوزارة المالية 2023 – 2026، والتي تتوافق مع تحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071، حيث تعمل وزارة المالية على النهوض بالعمل الحكومي من خلال التمكين المالي والاستدامة والابتكار واستشراف المستقبل، لمواصلة مسيرة التميز والارتقاء بالعمل المالي الحكومي، ودعم الريادة المالية والتنمية المستدامة للدولة.

وقال سموه بمناسبة إطلاق الخطة الاستراتيجية لوزارة المالية 2023 – 2026: “تهدف الوزارة إلى تطوير وتطبيق السياسات المالية المستدامة، وتعزيز النمو الاقتصادي وبيئة الأعمال التنافسية، والعلاقات الاقتصادية والمالية الدولية، والثقة والشفافية، وتحرص الوزارة على الارتقاء بمسيرة التميز والارتقاء بالعمل في الحكومة الاتحادية”.

وأضاف سموه: “نحرص على المواءمة بين الاحتياجات المرحلية للاقتصاد الوطني من جهة والمتغيرات العالمية السريعة من جهة ثانية، والأخذ بالاعتبار المستهدفات الوطنية بعيدة الأمد، وضرورة تحقيقها من خلال إنجازات على جميع مستويات مراحل العمل المالي، ابتداء من رأس المال البشري مرورا بالهياكل التشريعية والقانونية وبيئة الأعمال المحلية وصولا إلى السياسات المالية والعلاقات الدولية والشراكات العالمية، ولذلك، تطرح الخطة مجموعة أهداف استراتيجية متوسطة الأمد وسلسلة أهداف رئيسية ذات طابع آني، مع مشاريع تنفيذية لكل هدف، كما تأخذ في الاعتبار الممكّنات الحكومية التي تتيح تنفيذ المشاريع والانتقال منها إلى مراحل أكثر تقدما”.

وأردف سموه: “لضمان نجاح الخطة وواقعية أهدافها، اعتمدنا على استقطاب وتمكين أفضل المواهب البشرية وتقديم خدمات مؤسسية وبنية رقمية كفؤة وفعالة باستخدام الذكاء الاصطناعي مع تطبيق أفضل ممارسات الموارد البشرية والممارسات العالمية في القيادة ومعايير الجودة والتميز المؤسسي وقياس الأداء. وتعزيز ممارسات الابتكار القائمة على المرونة والاستباقية والجاهزية ضمن منظومة العمل بهدف ترسيخ أفضل ممارسات الابتكار المؤسسي وإدارة التغيير من خلال استشراف المستقبل”.

 

دور استراتيجي

وأكد معالي محمد بن هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية، على التزام الوزارة بدورها الاستراتيجي والمؤثر في مجالات تخصيص الموارد، مع مراعاة مؤشرات الأداء الحكومية، ودعم عملية صناعة القرار لتعزيز الكفاءة، حيث تشكل الوزارة مركزاً للتميز والابتكار في مجالات التعريف بثقافة التحوط المالي، ورفد القطاعين العام والخاص بالأدوات والقدرات لدعم الابتكار في الدولة، ما يجعلها مرجعية عالمية لأفضل الممارسات.

وقال معاليه: “حافظت وزارة المالية على مكانتها كوزارة قائدة للرأي رغم كافة المتغيرات والتحديات التي يعيشها الاقتصاد العالمي، حيث ساهمت استباقيتها في إدارة القضايا المرتبطة بالاستدامة المالية، وحرصها على تطوير القدرات والمهارات، في طرح الوزارة لتوجه جديد ورئيسي في الشؤون المالية الأساسية، والذي يشمل رسم وتنفيذ سياسات مالية مستدامة واستشرافية، وإدارة وتنمية الموارد المالية للحكومة الاتحادية، وتعزيز تمثيل مصالح الدولة المالية على المستوى الدولي، وبناء قدرات مالية داخلية متميزة، وبما يحقق بدوره الريادة العالمية في المالية العامة والتنمية المستدامة.”

 

قيمنا جوهر عملنا

وشملت الخطة الاستراتيجية 6 قيم للوزارة، ركزت بمجملها على بناء روح الفريق، وتحقيق الريادة والتميز لتكون الوزارة مثالاً يقتدى به في الالتزام بأعلى المعايير العالمية والتفوق على أفضل الممارسات، وتعزيز المرونة في إدارة العمل المالي عبر استشراف المستقبل والاستباقية في الاستجابة للمتغيرات، مع ضمان جودة الحياة عبر مخرجات تحقق رضا المتعاملين وسعادتهم، والمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات. وحرصت الوزارة في أن تستند بيئة عملها إلى النزاهة والشفافية، وتدعم الانفتاح وتبادل المعارف، وتدعم الثقة بين الموظفين مع رفع مستوى الرقابة الذاتية.

 

الخطة الاستراتيجية

وتشكل رؤية القيادة الرشيدة، وتوجهات الخطة الاستراتيجية لدولة الامارات العربية المتحدة؛ الموجه الرئيسي لخطة الوزارة الاستراتيجية 2023 – 2026، فضلاً عن ستة موجهات إضافية أخرى وهي؛ العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة على أداء الوزارة، ونتائج استبيانات فئات المتعاملين المؤثرين والمتأثرين بأداء الوزارة، والمقدرات والمؤهلات الأساسية في الوزارة، والموارد والإمكانات الاستراتيجية المتاحة، وعناصر القوة والضعف الداخلية والفرص والمخاطر الخارجية، إلى جانب ما تحدده أفضل الممارسات العالمية في مجال إدارة الموارد المالية.

 

الأهداف الاستراتيجية

تضمنت الخطة الاستراتيجية 2023 – 2026 لوزارة المالية ثلاثة أهداف استراتيجية، والتي تضع أطراً واضحة لتحقيق الأهداف المنشودة. ويتمثل الهدف الاستراتيجي الأول في “تمكين الأداء المالي المتميز في الحكومة الاتحادية” وذلك من خلال مشروعين هما تصميم خارطة الطريق للمالية العام وتعزيز القدرات التحليلية، وضمان الإدارة المالية السليمة. ويرتبط بالهدف الاستراتيجي الثاني “ضمان الاستدامة المالية لمستقبل شمولي” مشروعان هما؛ إدارة الدين العام وتصميم سياسات ضريبية متزنة ومواكبة للتطورات المحلية والدولية. أما الهدف الاستراتيجي الثالث “تعزيز المرونة المالية الوطنية” فيندرج ضمنه مشروعان هما؛ تصميم إطار عمل للاستجابة للحالات الطارئة والتعافي في المجال المالي، وتطوير برنامج التعاون مع الوزارات المالية على مستوى العالم في مجال المالية العامة.

 

الأهداف الرئيسية

وتضمن الأهداف الرئيسية للخطة الاستراتيجية 2023-2026 وعددها أربعة، مهام دورية، حيث يندرج ضمن الهدف الأول “وضع السياسة المالية المستدامة” مهام تشمل تطوير التخطيط المالي للحكومة الاتحادية، واستدامة المالية العامة وإدارة المخاطر، وإعداد ومراجعة القوانين والسياسات المالية. وتشمل المهام في الهدف الثاني “تعزيز النمو الاقتصادي وبيئة الأعمال التنافسية” كل من إدارة ومتابعة اللجان والمصالح المالية للحكومة في الشركات والمؤسسات والمنظمات، وتعزيز تنافسية بيئة الأعمال.

أما الهدف الرئيسي الثالث “تعزيز العلاقات الاقتصادية والمالية الدولية” فيشمل ثلاثة مهام هي تعزيز المصالح المالية على المستوى الدولي، وتفعيل فرص ومميزات التكامل المالي والاقتصادي الخليجي المشترك، وتنمية وتعزيز العلاقات في مواضيع الضرائب الدولية. وتشمل المهام الخاصة بالهدف الرئيسي الرابع “تعزيز الثقة والشفافية” أربعة مهام هي تحسين وتطوير آليات وأدوات التخطيط وتنفيذ الميزانية، وإدارة وحوكمة البيانات المالية، وإعداد وإدارة العمليات المالية للحكومة الاتحادية، وإدارة منصة المشتريات الحكومية.

 

الممكنات الحكومية

كما تضمنت الخطة الاستراتيجية 2023 – 2026 الممكنات الحكومية، إذ يندرج ضمن جزئية “استقطاب وتمكين أفضل المواهب البشرية وتقديم خدمات مؤسسية وبنية رقمية كفؤة وفعالة” ثلاثة مشاريع استراتيجية هي قيادات المالية ومهارات المستقبل، وتصميم إطار استقطاب الكفاءات والمواهب والمحافظة عليها، وتطوير إطار عمل الذكاء الاصطناعي في الوزارة.

ولتحقيق الممكن الحكومي الأول ومشاريعه الاستراتيجية، تم تحديد 10 مهام دورية تشمل إدارة الموارد المالية والمشتريات بكفاءة وفعالية ووفق أفضل الممارسات العالمية وتطبيق أفضل ممارسات الموارد البشرية والممارسات العالمية في القيادة معايير الجودة والتميز المؤسسي، مع ضمان تحقيق الاتصال الداخلي والخارجي، إلى جانب وضع وتطوير الخطة الاستراتيجية وقياس الأداء، وتوفير أفضل الخدمات القانونية وأحدث خدمات تقنية المعلومات، والخدمات المشتركة لكافة الوحدات التنظيمية بكفاءة عالية.

أما الممكن الحكومي الثاني “تعزيز ممارسات الابتكار القائمة على المرونة والاستباقية والجاهزية ضمن منظومة العمل” فيشمل مشروعاً استراتيجياً واحداً هو ترسيخ أفضل ممارسات الابتكار وإدارة التغيير، كما يضم مهمتين دوريتين هما إدارة الابتكار المؤسسي واستشراف المستقبل.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حكومة غزة تعرب عن أملها بتشكيل إدارة مؤقتة للقطاع.. وفق الرؤية المصرية

أعرب المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، عن آماله في تشكيل إدارة مؤقتة للقطاع في أقرب وقت، وفق الرؤية المصرية التي تم التوافق عليها مسبقا، مؤكدا أن المؤسسات القائمة حاليا تعمل في إطار خدماتي بحت بمنأى عن الأبعاد السياسية.

وقال المكتب الحكومي في بيان له السبت: أن هذه الإدارة من شأنها أن "تُمهّد الطريق لتهيئة الظروف اللازمة لتشكيل حكومة فلسطينية مُوحّدة تجمع بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتحظى بالتوافق الوطني الفلسطيني".

وأوضح أن المؤسسات الحكومية القائمة بغزة تعمل "في إطار خدماتي بحت، بعيدا عن أي أبعاد سياسية، بهدف تلبية احتياجات المواطنين في ظل الظروف الصعبة وحرب الإبادة المستمرة، خاصة في القطاعات الأساسية كالصحة والتعليم والبلديات".


وأشار إلى أن استمرار عمل تلك المؤسسات يأتي لـ"منع حدوث أي فراغ يُلقي بظلال خطيرة على الواقع في قطاع غزة"، مجددا تأكيده على أهمية المضي قدما في "تنفيذ الخطة العربية الإسلامية الرامية إلى إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي، وتهيئة الأوضاع للوصول إلى رؤية وطنية جامعة".

وأكد العمل على تقديم أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي كافة لتنفيذ الخطة، وحث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم لها.

وتتضمن الخطة تشكيل لجنة "إدارة غزة" لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية "تكنوقراط" تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.

وشددت الخطة على أن لجنة إدارة غزة يجري تشكيلها خلال المرحلة الحالية تمهيدا لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني، مشيرة إلى أن "مصر والأردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرها في القطاع".

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.


وفي 4 آذار/ مارس الجاري، أكد البيان الختامي للقمة العربية الطارئة بشأن فلسطين، رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مسمى أو ظروف، واعتماد الخطة المصرية لإعمار قطاع غزة، مشددا على اعتبارها "خطة عربية جامعة".

وسبق وأكدت حركة "حماس" أنها لن تكون جزءا من أي ترتيبات إدارية لمستقبل قطاع غزة، لكن شريطة أن يجري التوافق عليها وطنيا.

مقالات مشابهة

  • زيارات عيدية لمنتسبي عدد من الوحدات والنقاط الأمنية بتعز
  • أول أيام العيد.. وكيل صحة كفر الشيخ يتفقد طوارئ المستشفى العام
  • مركز الاتصال الحكومي: الموازنة العامة للسنة المالية 2025 "تقشفية"
  • وزير المالية: زيادة أجور العاملين بالدولة من أول يوليو المقبل
  • فرق إنقاذ ومساعدات طبية روسية تصل إلى ميانمار للمساعدة في جهود الإغاثة
  • وزير المالية السوري الجديد: إصلاحات اقتصادية شاملة لتعزيز النمو والاستقرار المالي
  • حكومة غزة تعرب عن أملها بتشكيل إدارة مؤقتة للقطاع.. وفق الرؤية المصرية
  • البعريني هنأ بالفطر: أملنا أن يكون المستقبل القريب أفضل
  • الإعلامي الحكومي: نثمن الجهود المصرية بشأن تشكيل إدارة مؤقتة لـ غزة
  • أمريكا توقف مساهماتها المالية في منظمة التجارة العالمية