حاول جو بايدن وكبار حلفائه طمأنة المانحين الديمقراطيين بأنه قادر على هزيمة دونالد ترامب، بعد أداء "كارثي" أحدث انقساما بين داعميه الأثرياء حول ما إذا كان يجب على الرئيس الأميركي التخلي عن محاولته إعادة انتخابه، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في تقرير لها.

وحسب الصحيفة البريطانية اعترف بايدن بأنه "لم يقضِ ليلة سعيدة" عندما التقى بالمانحين في حفل لجمع التبرعات في إيست هامبتون بنيويورك، أمس، حيث تراوحت تكلفة الدخول من 3300 دولار إلى 250 ألف دولار للشخص الواحد، وفقا للدعوة.

"فهمت الأمر"

ونقلت فايننشال تايمز عن بايدن قوله لمؤيديه "أفهم القلق بشأن المناظرة.. فهمت الأمر"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن "رد فعل الناخبين كان مختلفا.. منذ المناظرة، أظهرت استطلاعات الرأي ارتفاعا في أسهمنا لديهم".

وابتعدت الرهانات بصورة كبيرة عن ترجيح فوز بايدن خلال مناظرة الخميس وبعدها، إذ أظهر استطلاع أجرته شركة مورنينغ كونسالت Morning Consult، الجمعة، أن ما يقرب من نصف الناخبين الديمقراطيين قالوا إن بايدن يجب أن يتنحى لصالح مرشح آخر.

ووصف 3 مانحين مطلعين على حملة جمع التبرعات في إيست هامبتون، المزاج السائد في الغرفة بأنه غير حماسي، على الرغم من أن الرئيس بدا أقوى مما كان عليه في المناظرة مساء الخميس.

وحضر بايدن حملة أخرى لجمع التبرعات في وقت لاحق يوم السبت في ريد بانك بولاية نيوجيرسي، استضافها حاكم الولاية الديمقراطي فيل ميرفي.

وتواصل كبار المشرعين الديمقراطيين ونخب الحزب مع الجهات المانحة في الأيام الأخيرة، وقال اثنان من جامعي التبرعات الحزبيين إن تشاك شومر، أبرز الديمقراطيين في الكونغرس، حاول طمأنة العديد من المؤيدين بشأن ترشيح بايدن منذ المناظرة.

وكانت ثمة دعوات متزايدة للرئيس للتنحي والسماح لديمقراطي آخر بأن يكون مرشح الحزب للبيت الأبيض قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وواجه بايدن، البالغ من العمر 81 عاما، أسئلة منذ أشهر حول عمره وملاءمته للمنصب، لكن أي مخاوف كانت لدى المطلعين الديمقراطيين بشكل خاص بشأن الرئيس الحالي خرجت إلى العلن مساء الخميس، بعد أن شاهد ما يقرب من 50 مليون أميركي بايدن وهو يكافح خلال مناظرة متلفزة مباشرة ضد ترامب، وقد تعثر الرئيس، وبدا أنه فقد تسلسل أفكاره وواجه صعوبة في إكمال الجمل.

ويصر بايدن على بقائه في السباق، ويقول مسؤولو الحملة إنه سيشارك في المناظرة الرئاسية الثانية المقرر إجراؤها في سبتمبر/أيلول المقبل.

انتقادات عديدة طالت بايدن خلال المناظرة أمام ترامب (رويترز) تدفق قياسي

وروجت الحملة لما تقول إنه تدفق قياسي للتبرعات الشعبية، أو التبرعات الصغيرة، منذ يوم الخميس، وقال مسؤول في الحملة، صباح السبت، إن الحملة جمعت أكثر من 27 مليون دولار منذ المناقشة حتى مساء الجمعة.

وقالت أنيتا دن، وهي مستشارة كبيرة لبايدن منذ فترة طويلة، لقناة "إم إس إن بي سي" أمس "لم تكن أفضل مناظرة له (لبايدن). لكنها 90 دقيقة.. حقق فيها أمورا هائلة.. ربما لم يكن نقاشا رائعا. لكنه كان رئيسا عظيما".

وعندما سُئلت دن عما إذا كانت الدائرة الداخلية لبايدن ناقشت انسحابه بعد المناظرة، أجابت "لا، المحادثة التي دارت بيننا هي: حسنا، ماذا سنفعل بعد ذلك؟".

 انقسام

وتسببت تداعيات المناظرة في انقسام المانحين الديمقراطيين، الذين يعد دعمهم أمرا حاسما لتمويل حملة من المقرر أن تنفق مئات الملايين من الدولارات، في محاولة لتأمين وجود رئيس ديمقراطي 4 سنوات أخرى في البيت الأبيض، بذلك تراجعت ميزة بايدن الطويلة في جمع التبرعات أكثر من ترامب في الأشهر الأخيرة.

وفي حين ضاعف بعض المانحين جهودهم لحشد الناس حول بايدن، فإن البعض الآخر كان أكثر قلقا، وأشار أحد جامعي التبرعات الديمقراطيين إلى أن بعض المتبرعين الكبار في وول ستريت يعتزمون الاستمرار في تمويل حملة بايدن، في حين يحاولون إقناعه بإفساح المجال لمرشح آخر، ويعتزم معسكر آخر حجب تبرعاتهم تماما.

مع ذلك، هبّ العديد من المانحين الديمقراطيين البارزين للدفاع الكامل عن بايدن، وفق الصحيفة البريطانية.

وسعى الملياردير ريد هوفمان، مؤسس موقع (لينكد إن LinkedIn) والممول الديمقراطي، إلى تهدئة زملائه من أنصار بايدن الأثرياء، في رسالة يوم الجمعة، اعترف فيها بأن أداء الرئيس في المناظرة كان سيئا للغاية، لكنه أضاف أن إطلاق حملة عامة لحمله على التنحي سيكون فكرة سيئة.

وكتب هوفمان "هذه الانتخابات متقاربة للغاية، ولا أعرف من سيفوز، لكن باعتباري متبرعا سياسيا، مع تبقي 129 يوما على الانتخابات، فإنني أضاعف رهاني على أن أميركا ستختار أخلاق بايدن ورعايته ونجاحه المؤكد على عنف ترامب وأكاذيبه وفوضاه".

ويفكر كثيرون في مَن سيدعمون إذا تنحى بايدن، ومن بين الأسماء الأكثر شعبية التي تم طرحها حاكمة ميشيغان جريتشن ويتمر، ونقلت الصحيفة عن 3 مانحين قولهم إن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز يحظى باهتمام نخب وول ستريت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

الصدر ومهمة إصلاح الدولة.. هل يسهم في تهدئة التوترات بين العراق وأمريكا؟- عاجل

بغداد اليوم - بغداد

كشف الباحث في الشأن السياسي مجاشع التميمي، اليوم الأحد (9 آذار 2025)، عن إمكانية لعب زعيم "التيار الوطني الشيعي" مقتدى الصدر دورا محوريا في تهدئة التوترات بين العراق والولايات المتحدة، في حال عودته إلى المشهد السياسي.

وأوضح التميمي، في حديث لـ”بغداد اليوم”، أن "الصدر يتبنى رؤية إصلاحية تهدف إلى فرض سيادة الدولة على جميع مفاصلها، سواء السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، وهو ما قد يساهم في تهدئة المخاوف الدولية، لا سيما الأمريكية، بشأن وضع العراق في خارطة المحاور الإقليمية".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة والمجتمع الدولي قلقون من قضايا عدة، مثل انتشار السلاح خارج سلطة الدولة، والفساد، والتدخلات الخارجية في السياسة العراقية، إضافة إلى عدم التزام بغداد بالعقوبات المفروضة على طهران، وهي عوامل تؤدي إلى استمرار الضغوط الدولية على العراق".

وبيّن التميمي أن "الصدر كان قد طرح في عام 2021 مشروعا للإصلاح، يرتكز على إنفاذ القانون وتعزيز مؤسسات الدولة، بحيث يكون الدستور هو المرجعية الأولى لإدارة شؤون البلاد. كما أكد أن رئيس الوزراء الحالي، يمتلك رؤية واضحة للإصلاح، إلا أن بعض القوى السياسية لم تمنحه الفرصة الكاملة لتنفيذها".

وأضاف، أن "الصدر، برؤيته المستقلة، يمثل تحديا للقوى السياسية التقليدية، لا سيما تلك المنتمية إلى نفس الجغرافيا المذهبية، حيث يرفع شعار “لا شرقية ولا غربية”، وهو توجه يتعارض مع مصالح العديد من الأطراف".

وختم التميمي حديثه بالتأكيد على أن "عودة الصدر إلى المشهد السياسي قد تكون مفتاحا لتجنيب العراق المزيد من الأزمات، سواء على المستوى الداخلي أو في علاقاته مع القوى الكبرى، وهو ما يجعل دوره في المرحلة المقبلة بالغ الأهمية للمصلحة الوطنية".

مقالات مشابهة

  • لـالعيش إلى الأبد.. الكشف عن جزيرة سرية يرتادها الأثرياء
  • الاستخبارات الأمريكية تمنع وصول مسؤولي بايدن السابقين إلى المعلومات السرية
  • البطاقات الذهبية.. خطة ترامب المثيرة للجدل لجذب استثمارات الأثرياء إلى أمريكا
  • مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن
  • الصدر ومهمة إصلاح الدولة.. هل يسهم في تهدئة التوترات بين العراق والولايات المتحدة؟
  • الصدر ومهمة إصلاح الدولة.. هل يسهم في تهدئة التوترات بين العراق وأمريكا؟- عاجل
  • الأوقاف تمنع جمع الأموال داخل المساجد خلال رمضان (وثيقة)
  • نعيم قاسم في حديثه الليلة: تصعيد ام تهدئة؟
  • الرئيس السيسي يوجه بمواصلة جهود الحد من التضخم وتطوير أداء الاقتصاد
  • لص يحاول سرقة لاعب فنون قتالية أمام منزله لكنه يتفاجأ بردة فعله .. فيديو