بايدن يحاول تهدئة داعميه الأثرياء بعد أداء ضعيف في مناظرته أمام ترامب
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
حاول جو بايدن وكبار حلفائه طمأنة المانحين الديمقراطيين بأنه قادر على هزيمة دونالد ترامب، بعد أداء "كارثي" أحدث انقساما بين داعميه الأثرياء حول ما إذا كان يجب على الرئيس الأميركي التخلي عن محاولته إعادة انتخابه، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في تقرير لها.
وحسب الصحيفة البريطانية اعترف بايدن بأنه "لم يقضِ ليلة سعيدة" عندما التقى بالمانحين في حفل لجمع التبرعات في إيست هامبتون بنيويورك، أمس، حيث تراوحت تكلفة الدخول من 3300 دولار إلى 250 ألف دولار للشخص الواحد، وفقا للدعوة.
ونقلت فايننشال تايمز عن بايدن قوله لمؤيديه "أفهم القلق بشأن المناظرة.. فهمت الأمر"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن "رد فعل الناخبين كان مختلفا.. منذ المناظرة، أظهرت استطلاعات الرأي ارتفاعا في أسهمنا لديهم".
وابتعدت الرهانات بصورة كبيرة عن ترجيح فوز بايدن خلال مناظرة الخميس وبعدها، إذ أظهر استطلاع أجرته شركة مورنينغ كونسالت Morning Consult، الجمعة، أن ما يقرب من نصف الناخبين الديمقراطيين قالوا إن بايدن يجب أن يتنحى لصالح مرشح آخر.
ووصف 3 مانحين مطلعين على حملة جمع التبرعات في إيست هامبتون، المزاج السائد في الغرفة بأنه غير حماسي، على الرغم من أن الرئيس بدا أقوى مما كان عليه في المناظرة مساء الخميس.
وحضر بايدن حملة أخرى لجمع التبرعات في وقت لاحق يوم السبت في ريد بانك بولاية نيوجيرسي، استضافها حاكم الولاية الديمقراطي فيل ميرفي.
وتواصل كبار المشرعين الديمقراطيين ونخب الحزب مع الجهات المانحة في الأيام الأخيرة، وقال اثنان من جامعي التبرعات الحزبيين إن تشاك شومر، أبرز الديمقراطيين في الكونغرس، حاول طمأنة العديد من المؤيدين بشأن ترشيح بايدن منذ المناظرة.
وكانت ثمة دعوات متزايدة للرئيس للتنحي والسماح لديمقراطي آخر بأن يكون مرشح الحزب للبيت الأبيض قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وواجه بايدن، البالغ من العمر 81 عاما، أسئلة منذ أشهر حول عمره وملاءمته للمنصب، لكن أي مخاوف كانت لدى المطلعين الديمقراطيين بشكل خاص بشأن الرئيس الحالي خرجت إلى العلن مساء الخميس، بعد أن شاهد ما يقرب من 50 مليون أميركي بايدن وهو يكافح خلال مناظرة متلفزة مباشرة ضد ترامب، وقد تعثر الرئيس، وبدا أنه فقد تسلسل أفكاره وواجه صعوبة في إكمال الجمل.
ويصر بايدن على بقائه في السباق، ويقول مسؤولو الحملة إنه سيشارك في المناظرة الرئاسية الثانية المقرر إجراؤها في سبتمبر/أيلول المقبل.
وروجت الحملة لما تقول إنه تدفق قياسي للتبرعات الشعبية، أو التبرعات الصغيرة، منذ يوم الخميس، وقال مسؤول في الحملة، صباح السبت، إن الحملة جمعت أكثر من 27 مليون دولار منذ المناقشة حتى مساء الجمعة.
وقالت أنيتا دن، وهي مستشارة كبيرة لبايدن منذ فترة طويلة، لقناة "إم إس إن بي سي" أمس "لم تكن أفضل مناظرة له (لبايدن). لكنها 90 دقيقة.. حقق فيها أمورا هائلة.. ربما لم يكن نقاشا رائعا. لكنه كان رئيسا عظيما".
وعندما سُئلت دن عما إذا كانت الدائرة الداخلية لبايدن ناقشت انسحابه بعد المناظرة، أجابت "لا، المحادثة التي دارت بيننا هي: حسنا، ماذا سنفعل بعد ذلك؟".
انقساموتسببت تداعيات المناظرة في انقسام المانحين الديمقراطيين، الذين يعد دعمهم أمرا حاسما لتمويل حملة من المقرر أن تنفق مئات الملايين من الدولارات، في محاولة لتأمين وجود رئيس ديمقراطي 4 سنوات أخرى في البيت الأبيض، بذلك تراجعت ميزة بايدن الطويلة في جمع التبرعات أكثر من ترامب في الأشهر الأخيرة.
وفي حين ضاعف بعض المانحين جهودهم لحشد الناس حول بايدن، فإن البعض الآخر كان أكثر قلقا، وأشار أحد جامعي التبرعات الديمقراطيين إلى أن بعض المتبرعين الكبار في وول ستريت يعتزمون الاستمرار في تمويل حملة بايدن، في حين يحاولون إقناعه بإفساح المجال لمرشح آخر، ويعتزم معسكر آخر حجب تبرعاتهم تماما.
مع ذلك، هبّ العديد من المانحين الديمقراطيين البارزين للدفاع الكامل عن بايدن، وفق الصحيفة البريطانية.
وسعى الملياردير ريد هوفمان، مؤسس موقع (لينكد إن LinkedIn) والممول الديمقراطي، إلى تهدئة زملائه من أنصار بايدن الأثرياء، في رسالة يوم الجمعة، اعترف فيها بأن أداء الرئيس في المناظرة كان سيئا للغاية، لكنه أضاف أن إطلاق حملة عامة لحمله على التنحي سيكون فكرة سيئة.
وكتب هوفمان "هذه الانتخابات متقاربة للغاية، ولا أعرف من سيفوز، لكن باعتباري متبرعا سياسيا، مع تبقي 129 يوما على الانتخابات، فإنني أضاعف رهاني على أن أميركا ستختار أخلاق بايدن ورعايته ونجاحه المؤكد على عنف ترامب وأكاذيبه وفوضاه".
ويفكر كثيرون في مَن سيدعمون إذا تنحى بايدن، ومن بين الأسماء الأكثر شعبية التي تم طرحها حاكمة ميشيغان جريتشن ويتمر، ونقلت الصحيفة عن 3 مانحين قولهم إن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز يحظى باهتمام نخب وول ستريت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
حزب الله يحاول مراكمة المكاسب
بعيدا عن الحسابات والتداعيات التي سيحملها يوم تشييع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يشكّل انسحاب إسرائيل من قرى جنوب لبنان الحدودية نقطة تحول بارزة في المشهد، حيث عاد أهالي هذه القرى إلى ديارهم بعد اكثر من سنة من التهجير القسري، فيما برز دور حزب الله كفاعلٍ رئيسي في تسهيل عودة السكان وتنظيم واقعهم الجديد. لم تكن هذه الخطوة مجرد استعادة للحياة اليومية في القرى المُحرَّرة، بل تحوّلت في جزء منها إلى مكاسب سياسية وعسكرية للحزب، الذي عزّز نفوذه من خلال إعادة عناصره وأنصاره إلى مناطق خط التماس الاول. هذا التحرك يعكس استراتيجية الحزب في توظيف الواقع الميداني لتعزيز شرعيته الداخلية، وترسيخ صورته كـ"مُحرّر" للأراضي المحتلة، حتى لو كان الانسحاب الإسرائيلي جزءاً من حسابات أوسع.
غير أن المشهد لا يخلو من تعقيدات، فإسرائيل ما زالت تحتل خمس نقاط استراتيجية في الجنوب اللبناني، اضافة الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهو الأمر الذي يُعتبر ثغرةً في أي حديثٍ عن تطبيق القرار الدولي 1701. هنا، يفتح لـ"حزب الله" الباب أمام سردية مفادها أن عدم التزام إسرائيل بالقرار الدولي يُبرر له بدوره عدم الالتزام به، مُستعيداً ذريعة مشابهة استخدمها بعد حرب 2006 عندما عندما تراجع الحزب عن نفيذ القرار بعد سنوات بسبب عدم تطبيق اسرائيل له. هذه الديناميكية تخلق حلقة مُفرغة تُعطّل أي مسار سياسي لحلّ النزاع، وتُبقي المنطقة على حافة مواجهة محتملة، خاصةً مع تصاعد الخطاب المتبادل بين الضاحية وتل أبيب.
لكن الحزب حقق مكسبا اضافيا، اذ اتى بيان بعبدا الصادر بعد الاجتماع الثلاثي الذي ضم رئيس الجمهورية ورئيسي الحكومة ومجلس النواب الثلاثاء، ليعكس إجماعاً على رفض الوجود الإسرائيلي في أي بقعة لبنانية، مع التمسك بحق لبنان في "استخدام جميع الوسائل" لتحرير أراضيه.
البيان، الذي جاء بعد يومٍ من إعلان البيان الوزاري، يمنح شرعيةً سياسيةً للمقاومة، ويرسّخ الرواية التي تُحمّل إسرائيل مسؤولية استمرار التوتر. لكن هذا الإجماع الهش قد يتأثر بتغيّر التحالفات الداخلية.
من جهةٍ أخرى، تُثير التسريبات الإسرائيلية عن دور تركيا في إعادة تمويل حزب الله وتسليحه عبر إيران أسئلة حول تحوّلات التحالفات الإقليمية. إذا كانت هذه المزاعم صحيحة، فإنها تشير إلى تعاونٍ غير معلنٍ بين أنقرة وطهران، قد يُعيد رسم خريطة التوازنات في المنطقة، خاصةً مع احتمال تطبيع النظام السوري الجديد مع دول إقليمية، مما يؤثر على خطوط الإمداد التقليدية للحزب.
إن انسحاب إسرائيل من القرى الحدودية ليس نهاية المطاف، بل هو محطة في صراعٍ أعمق تُسيّجه حسابات القوى المحلية والإقليمية. فبقاء النقاط الاستراتيجية محتلةً يُغذي سردية المقاومة، ويمنح حزب الله ذرائع لتعطيل التسويات السياسية، بينما تُشكّل التحالفات الخفية بين أطراف إقليمية عاملاً إضافياً يُبقي المنطقة ساحةً لصراعات بالوكالة. في ظل هذا التعقيد، يبدو أن أي حلولٍ مستقبلية مرهونةٌ بتوازنٍ دوليٍ جديد، قد لا يُولد إلا بعد موجاتٍ جديدةٍ من التصعيد.
المصدر: خاص "لبنان 24"