تركيز الجيش على حماية مدينة سنار ذات الأهمية الكبيرة و إحكام الحصار على قوات المليشيا في جبل مون ؛ فتح ثغرة خلف خطوط الجيش تمكنت المليشيا من إستغلالها و دخول مدينة سنجة.

واضح أن هناك إختراق إستخباراتي مهم لصالح المليشيا مكّنها من الحصولها على معلومة ضعف الدفاعات في مدينة سنجة . إما عبر الطابور الخامس أو عبر تصوير الأقمار الصناعية.


لماذا كانت هناك قوات بسيطة في سنجة ؟ ربما لأن الجيش لم يتمكن من حماية المدينتيْن معاً ؛ فاختار الأهم في الإستراتيجية العسكرية. خاصة أن إزدياد التهديدات على الجبهة الإثيوبية و قوات الحلو – الرافض لتجديد وقف العدئيات مع الجيش – يفرض إبقاء قوات كبيرة و يقظة في النيل الأزرق بشكل عام.

سنجة بين فكيْ كماشة و قد لا تريد المليشيا البقاء فيها لفترة أطول . و هذا يفسر حالة عدم الوضوح في إعلان من يسيطر على المدنية. خيارات الجيش إما تحريرها بالقوة و مطاردة المليشيا عبر الطرق التي أتت بها ؛ هناك خيار يبدو أقل رجاحة لكن لا يمكن التقليل من قيمته الإستراتيجية ؛ و هو إبقاء هذه القوات داخل سنجة دون السماح لها بالخروج و محاولة العودة شمالا. مع شغلها بمواجهات محدودة تمنعها من الإرتياح و فتح معسكرات تدريب كالتي تنشؤها عادة المليشيا لتعويض خساراتها في الأفراد.

قد يرى العقل العسكري دخول المليشيا إلى سنجة كطريق غير سالك. و بالتالي المليشيا تحتاج للقتال حتى تخرج من الحصار أو تجميد قوات كبيرة دون فعالية عسكرية.

إلتفاف قوات المليشيا الناجح الذي كُلِّل بدخول سنجة ، هو طعن للجيش في خاصرته الرخوة. لكن تبقى خطوط الإمداد و الفزع طويلة جدا و قابلة للحصار بسهولة. و على هذه القوات الإجابة على سؤال : و ماذا بعد ؟ و قد توغلت بعيدا عن مركز القوات الرئيسي للمليشيا في مدني و شمال الجزيرة.

التحركات التكتيكية الناجحة ليس بالضرورة أن تؤثر على المشهد الاستراتيجي العام . و الذي يبدو أنه في صالح الجيش الذي يمكنه تعويض هذا الهجوم في أي نقطة في خطة الجبهة الطويل : من سنجة جنوبا أو جبل موية غرب أو مدني أو شمال الجزيرة أو تمبول أو داخل ولاية الخرطوم. المليشيا نجحت في مباغتة الجيش ؛ و هي تعلم قدرة الجيش على مباغتتها في أي نقطة من حبل التمدد الطويل.

عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة سلفيت وبلدتي قراوة بني حسان وسلوان

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، الخميس، مدينة سلفيت، وجابت شوارعها، وألقت منشورات تهديدية للفلسطينيين.

وفي سياق متصل، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي - حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" - محلات تجارية بالقرب من مدخل بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، واحتجزت أحد العاملين فيها، وأخطرت أصحاب المحلات شفويا بوقف العمل ومنعهم من أي بناء جديد على محلاتهم.

كما اقتحم الاحتلال الإسرائيلي حي السويح في بلدة سلوان في القدس المحتلة جنوب المسجد الأقصى وفتش مركبات الفلسطينيين، ونصب حاجزًا عسكريًا عند مدخل البلدة، وأوقف المركبات ودقق في هويات المواطنين.

اقرأ أيضاًمماطلة متعمدة.. الاحتلال الإسرائيلي يرفض الإفراج عن الأسرى

الاحتلال الإسرائيلي يعتدي بالضرب على طاقم إسعاف في مخيم جنين

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • استمر 4 ساعات .. هجوم بالمسيرات استهدف مواقع للجيش السوداني وسد كبير
  • الجيش والقوات المشتركة تكشف تفاصيل عملية عسكرية وتدمير قوات الدعم السريع والاستيلاء على عتاد حربي وتحذر وتترقب هجوم
  • الأوضاع في مدينة القطينة بعد سيطرة الجيش السوداني
  • العدو الصهيوني يقتحم مدينة سلفيت وبلدة قراوة بني حسان
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة سلفيت وبلدتي قراوة بني حسان وسلوان
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة الخليل وقرية في بيت لحم بالضفة الغربية
  • الصومال.. مقتل 70 من حركة الشباب في هجوم للجيش
  • ترامب: على أفغانستان بإعادة المعدات العسكرية التي تركناها هناك
  • من هو دان رازين كين الذي اختاره ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي؟
  • د.ابراهيم الصديق علي يكتب: المليشيا فى الخرطوم: موت بلا نعوش