لأول مرة .. إجراء محادثات بين طالبان ومسؤولين أمميين
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
سرايا - بدأت في العاصمة القطرية الدوحة الأحد، محادثات للمرة الأولى بين ممثلين لحكومة «طالبان» الأفغانية ومسؤولين أمميين ومبعوثين خاصين إلى البلد الواقع في آسيا الوسطى، حسبما أفاد متحدث باسم الأمم المتحدة.
ويعدّ الاجتماع الذي ترعاه الأمم المتحدة ويستمر يومين، الجولة الثالثة من المحادثات التي تستضيفها قطر خلال ما يقارب عاماً، لكنها الأولى التي تضم سلطات «طالبان».
ويواجه المجتمع الدولي صعوبة في التعامل مع حكومة «طالبان» منذ عودة الحركة في عام 2021 إلى السلطة، علماً بأن أي دولة أخرى لم تعترف بها حتى الآن. وتهدف المحادثات التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مايو (أيار) 2023، إلى «زيادة المشاركة الدولية مع أفغانستان بطريقة أكثر متانة وتنسيقاً وتنظيماً»، وفقاً للأمم المتحدة. وقال المتحدث الأممي إنهم التقوا وفد «طالبان»، وإن «المناقشات التحضيرية قد بدأت في شكل منفصل مع الأمم المتحدة ومع المبعوثين الخاصين الحاضرين وممثلي (طالبان)».
ومن المفترض أن يجتمع مسؤولون أمميون وأكثر من 20 مبعوثاً، من بينهم الممثل الخاص للولايات المتحدة في أفغانستان، مع وفد حكومة «طالبان» برئاسة المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد، حسبما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».
ويشمل جدول الأعمال مكافحة المخدرات والقضايا الاقتصادية، وهي موضوعات رئيسية بالنسبة إلى السلطات في الدولة الفقيرة. وسرت شكوك حول حضور حكومة «طالبان» للمحادثات بعد عدم إشراكها في الجولة الأولى، ثم رفضها دعوة إلى حضور الجولة الثانية في فبراير (شباط) الماضي.
استيفاء الشروط
وكانت سلطات «طالبان» استُبعدت من الاجتماع الذي عُقد في 1 مايو 2023، ثمّ رفضت المشاركة بالاجتماع الثاني في فبراير إلّا إذا كان أعضاؤها الممثلين الوحيدين للبلاد.
وتم استيفاء هذا الشرط في هذه الجولة، وستتاح الفرصة أمام وفود الأمم المتحدة والوفود الدولية للقاء ممثلي المجتمع المدني، بما فيهم جماعات حقوق المرأة، في 2 يوليو (تموز) بعد اختتام الاجتماعات الرئيسية.
ومنذ استيلائها على السلطة في أغسطس (آب) 2021، تفرض حركة «طالبان» قيوداً على النساء بصورة خاصة، بينما تندّد الأمم المتحدة بسياسات تكرّس التمييز و«الفصل القائم على النوع الاجتماعي». وأُغلقت أبواب الثانويات ثم الجامعات أمام النساء، وكذلك المتنزهات وصالات الرياضة وغيرها.
وانتقدت جماعات حقوق الإنسان استبعاد النساء الأفغانيات من الاجتماعات الرئيسية، وعدم إدراج قضايا حقوق الإنسان في جدول الأعمال.
وقبل انعقاد اجتماع الأمم المتحدة، أكد المسؤول في وزارة الخارجية بحكومة «طالبان» ذاكر جلالي الأحد، أن أي اجتماعات تعقد بعد 1 يوليو «لا علاقة لها» بجدول الأعمال الرسمي. وأثارت هذه الخطوة غضباً بين المنظمات، بما في ذلك الناشطون بمجال حقوق المرأة.
رضوخ
وقالت رئيسة منظمة «العفو الدولية» أنييس كالامار في بيان قبل المحادثات، إن «الرضوخ لشروط (طالبان) لضمان مشاركتها في المحادثات من شأنه أن يخاطر بإضفاء شرعية على نظام القمع المؤسسي القائم على أساس الجنس». وصرح مجاهد في مؤتمر صحافي بكابل عشية المحادثات، بأن سلطات «طالبان»، «تعترف بالقضايا المتعلقة بالمرأة». وشدّد مجاهد على أن «هذه القضايا هي قضايا أفغانستان»، موضحاً: «نعمل على إيجاد طريق منطقية نحو الحلول داخل أفغانستان حتى لا تقع بلادنا، لا سمح الله، في الصراع والخلاف مرة أخرى».
وفي هذا السياق، قال حميد حكيمي الخبير في الشؤون الأفغانية، إن هناك قلقاً «حقيقياً» في المجتمع الدولي حيال حقوق المرأة ودور المجتمع المدني بالبلاد. لكنه أوضح أن صناع السياسة الدوليين «بينما يتقبلون أن (طالبان) ليست لاعباً مثالياً في اللعبة، فإنهم يدركون أيضاً وجود هذه الفجوة التي لم يملأها الأفغان أنفسهم». وفي السنوات الأخيرة، قطعت حكومات ومنظمات دولية ووكالات إنسانية عدة تمويلها لأفغانستان أو قلصته إلى حد بعيد رداً على عودة «طالبان» إلى السلطة، ما أدى إلى ضربة خطيرة للاقتصاد المتعثر أصلاً. وأضاف حكيمي: «من ناحية، هناك وضع إنساني يتطلب التمويل، ومن ناحية أخرى لا يمكن التخفيف من المعاناة الإنسانية من دون مشاركة سياسية».
وقبل محادثات الأحد، عقد وفد حكومة «طالبان» اجتماعات في الدوحة مع مبعوثين خاصين من روسيا والهند وأوزبكستان، حسبما قال مجاهد عبر حسابه على موقع «إكس». كما أشار إلى أن الوفد التقى ممثلاً للسعودية وأجرى محادثات بنّاءة، لافتاً إلى أن الرياض تريد إعادة فتح سفارتها بكابل في أقرب وقت.
الشرق الأوسط
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
قطر تستضيف اجتماعا برعاية الأمم المتحدة حول أفغانستان.. طالبان حضرت من دون تمثيل للنساء الأفغانيات
تفرض طالبات قيودا صارمة على النساء وتحظر عليهن التعليم
حضر وفد من حركة طالبان يوم الأحد اجتماعا تقوده الأمم المتحدة في قطر حول أفغانستان من جدون حضور للنساء بحسب المنظمين.
الاجتماع هو الثالث ويستمر ليومين في العاصمة القطرية الدوحة تحت رعاية الأمم المتحدة لبحث الأزمة الأفغانية.
وكتب ذبيح الله مجاهد، كبير المتحدثين باسم حكومة طالبان الذي يترأس وفدها، على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أن الوفد التقى على هامش الاجتماع بممثلين من دول من بينها روسيا والهند وأوزبكستان.
لم تتم دعوة حركة طالبان لحضور الاجتماع الأول، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنها وضعت شروطا غير مقبولة لحضور الاجتماع الثاني في فبراير/شباط، بما في ذلك مطالب باستبعاد أعضاء المجتمع المدني الأفغاني من المحادثات ومعاملة طالبان كحكام شرعيين للبلاد.
حركة طالبان تعرب عن استعدادها للتعاون مع ألمانيا بشأن إعادة المجرمين بشرط واحد.. ما هو؟بدء العام الدراسي في أفغانستان وسط حظر طالبان التعليم على أكثر من مليون فتاة الرئيس الإماراتي يلتقي مع مطلوب من طالبان تصل مكافأة القبض عليه إلى 10 ملايين دولاروعلى هامش اجتماع الدوحة التقى وفد طالبان مع وفد المملكة العربية السعودية وصفت بالبناءة، وأسمعت الرياض نيتها إعادة فتح سفارتها في كابول في أقرب وقت ممكن.
وكانت حركة طالبان قد استولت على السلطة في أغسطس/آب 2021 عندما كانت القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في الأسابيع الأخيرة من انسحابها من البلاد بعد عقدين من الحرب. لم تعترف أي دولة رسميا بحركة طالبان كحكومة لأفغانستان، وقالت الأمم المتحدة إن الاعتراف بها شبه مستحيل في ظل استمرار حظر تعليم الإناث وتوظيفهن.
وقال مجاهد يوم السبت في العاصمة كابول للصحفيين إن الوفد ذاهب إلى الدوحة "للسعي إلى التفاهم وحل المشاكل" بحسب تعبيره، وأضاف: "نحث جميع الدول على عدم التخلي عن الشعب الأفغاني في الأوقات الصعبة، والمشاركة بفعالية في إعادة إعمار أفغانستان وتعزيز اقتصادها".
وقال إنهما سيناقشان قضايا من بينها القيود الدولية المفروضة على النظام المالي والمصرفي في أفغانستان، والتحديات التي تواجه تنمية القطاع الخاص والإجراءات الحكومية ضد تهريب المخدرات.
وفي وقتٍ سابق، قالت روزا أوتونباييفا، مسؤولة الأمم المتحدة في أفغانستان، إنه من المؤكد طرح مطالب حقوق المرأة في اجتماع الدوحة خلال دفاعها عن غياب المرأة الأفغانية في اجتماع الدوحة.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اجتماع حاسم بعد مناظرته الكارثية: بايدن يناقش مع عائلته المضي في الانتخابات أو الانسحاب زعيم التجمع الوطني بارديلا يدلي بصوته: هل يتحقق حلم اليمين المتطرف بالحكم؟ شاهد: فيضانات قوية تسببت في انهيارات أرضية وطينية ضربت شمال غرب إيطاليا وإنقاذ العشرات حقوق المرأة طالبان قطر الأمم المتحدة أفغانستان