بعد تصريحات البطريرك الماروني.. «تلاسن» شيعي- مسيحي في لبنان.. وغياب «الحريري» يهدّد السُنة
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
أثارت تصريحات أخيرة لبطريرك الموارنة، مار بشارة بطرس الراعي، أزمة كبيرة مع حزب الله والتيار الشيعي في لبنان، بعد أن طالب البطريرك بـ«رئيس جمهورية يضمن عدم عودة لبنان منطلقًا لأعمال إرهابية، تزعزع أمن المنطقة واستقرارها. نفهم معنى عدم وجود رئيس للجمهوريّة، إنّه رئيس يفاوض بملء الصلاحيّات الدستوريّة، ويطالب مجلس الأمن بتطبيق قراراته، لاسيما القرار 1559 المختصّ بنزع السلاح، والقرار 1680 الخاص بترسيم الحدود مع سوريا، والقرار 1701 الذي يعني تحييد الجنوب».
حذر الراعي من «شغور آخر، ليس في سدة الرئاسة اللبنانية، ولكن في الكلية الحربية، وحذر من لجوء الشباب للالتحاق بجيوش غير نظامية بديلاً عن الكلية الحربية. لطالما حذّرنا من خطر الاستمرار في شغور الرئاسة الأولى، واعتبرنا التقاعس عن الدعوة إلى إجراء الانتخابات خطأً وطنياً وبمثابة اغتيال سياسي للنظام التوافقي الذي نحتكم إليه، فإن ثمة شغوراً آخرَ تبرز مخاطره، هو الشغور الذي سيلحق بالكلية الحربية، إذ للسنة الثانية على التوالي، لن يكون هناك تلامذة طلاب يلتحقون بها، ليكونوا استمرارية للجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والجمارك، فأي خلاف في وجهات النظر، سيؤدي إلى الوقوع في الشغور الثاني من يحمي حقوق المقبولين من المرشحين؟ من واجبنا مناشدة المعنيين بالأمر، والحكومة الإسراع بحسم هذا الجدل، كي لا يدفع الشباب ثمن التباينات السياسية، ودعوتنا دائمة للشباب بأن ينتسبوا إلى الدولة ويكونوا أبناءها وحُماتها، لكن كيف ندعو شبابنا إلى الدولة والدولة تقفل الأبواب بوجوههم؟ ثقتنا بالمسئولين ودعوتنا لهم، أن يسرعوا بإيجاد حل لفتح أبواب الكلية الحربية، كي لا نكون أمام شغور ثانٍ لا يقل خطراً عن الشغور الأول».
أثارت تصريحات البطريرك الكثير من الجدل والغضب من قبل حزب الله وممثلي الشيعة، حيث اعتبر الكثيرون أنها تشير لحزب الله والعمليات في الجنوب اللبناني، وبدأت التبريرات المارونية حيث أشارت بعض الشخصيات ومنهم رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام، عبدو أبو كسم، إلى أن الراعي لم يقصد حزب الله، ولكنه قصد الفصائل غير المنتظمة، وغير اللبنانية التي تطلق عملياتها من لبنان، وبعض التحليلات الأخرى قالت إن ما يقصده الراعي هو الإرهاب الإسرائيلي في جنوب لبنان.
إلا أن الرد الشيعي كان شديداً، حيث قاطع المجلس الإٍسلامي الشيعي الأعلى لقاء الراعي في بكركي، كما اتهم المفتي الجعفري الممتاز الشيخ، أحمد قبلان اتهم الكنيسة بما وصفه بـ "خدمة الإرهاب والإجرام العالمي».
ورد على هذا الاتهام رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع قائلاً: "المرء يستطيع أن يكون له الرّأي الّذي يريد، لكن لا أحد يستطيع القول إنّ الكنيسة وراعيها في خدمة الإرهاب الصّهيوني، فهذا مرفوض كليًّا بين المكوّنات اللبنانيّة، خصوصا مع مرجعيّة تاريخيّة على غرار بكركي، ولأنّه بعيد أيضًا كلّ البُعد عن الواقع والحقيقة".
وصف رئيس حزب الكتائب، سامي الجميل، تصريحات المفتي قبلان بأنها "تحريض على دور بكركي (الكنيسة) وفيه من الطائفية ما لم نسمع عنه من قبل في عز الحرب اللبنانية، وأعرب عن أسفه لمقاطعة المجلس الشيعي لقاء بكركي، وعاب الجميل على الأب، عبدو أبو كسم، المشاركة في احتفال إطلاق كتاب الغدير والإمامة برعاية المجلس الشيعي، في ظل الهجوم الذي تعرض له البطريرك الراعي".
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب، قال بعد استقبال سفير إيطاليا في لبنان، افابريسيو مارسيللي: إنه «لم تكن هناك مقاطعة للموفد البابوي الذي كان يزور لبنان، وهو أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وإن علاقة المجلس الشيعي بالفاتيكان ممتازة، ويسودها الود والاحترام، لكن موقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بالنسبة للمقاومة هو الذي فرض علينا عدم المشاركة».
استغلت وسائل إعلام لبنانية (خاصة موقع ليبانون ديبات، وقناته علي يوتيوب/ سبوت شوت) الأزمة عبر رفع فيديو حذرت فيه من الاستقطاب الطائفي داخل لبنان، وحذرت من تشكيل حزب الله السني، على غرار حزب الله الشيعي، بعد تضمينها فيديو لمفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي، مشهراً سلاحه الآلي في تشييع أحد منتسبي الجماعة الإسلامية، محذرة من انتشار السلاح لدى جماعات سنية غير معتدلة.
جاء في الفيديو المرفوع أن حرب غزة أذابت الجليد الذي نشأ بين حزب الله، وسنة لبنان، بعد حادث مقتل رفيق الحريري في عام 2005، حيث سعى الكثير من السنة للالتحاق بكتائب حزب الله في الجنوب لنصرة غزة، إلا أنها وصفت تلك العناصر بأنها من المسجونين المفرج عنهم ويحملون السلاح بشكل علني، بحسب الفيديو.
وحذر الفيديو من أن يكون غياب سعد الحريري، رئيس الوزراء السابق عن المشهد السني المعتدل، سبباً في بروز جماعات سنية متشددة، تحمل السلاح، وتهدد الأمن والسلم الداخلي اللبناني، واتهمت حزب الله باستغلال غياب سعد الحريري، وحرب غزة للدخول في الوعي السني، مستفيداً من التعاطف بسبب حرب غزة، وحذر الفيديو من ألا يقف هذا الأمر عند حدود القضية الفلسطينية، بل يكون ستاراً لمشهد جديد في الداخل يحمل أفكار الجماعات التكفيرية التي تستخدم الدين للوصول لأهداف سياسية، والتهديد سيشمل الجميع، السنة المعتدلين والمسيحيين، إذا عادت موجة الاغتيالات والتفجيرات، ومن يشكك يراجع الاعتداء الأخير على السفارة الأمريكية في عوكر.
حذر الفيديو من أن يشمل ذلك التمثيل السني في البرلمان اللبناني، لاسيما بعد غياب سعد الحريري، بوصفه ممثلاً للاعتدال السني، منذ انتخابات 2022، والتي شهدت إقبالاً متراجعاً من السنة، وقد تحل الجماعة الإسلامية محل السنة المعتدلة، فطبقاً للإحصائيات الأخيرة زاد التأييد للجماعة الإسلامية في عكار وطرابلس والبقاع الغربي، حيث البيئة متحفظة دينياً، وأشد تأثراً بالقضية الفلسطينية، وغياب الوزن المسيحي أثر على المشهد لحساب هذه الجماعات مع غياب التمثيل السني المعتدل، فالذي سعى لإبعاد سعد الحريري هو الذي أتى بقوات الفجر (تابعة للجماعة الإسلامية).
اقرأ أيضاًالشرارة التي ستشعل المنطقة.. إيران تحذر إسرائيل: «اجتياح لبنان يعني نشوب حرب مدمرة»
واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تسعى إلى اتفاق فوري لتجنب الحرب بين إسرائيل ولبنان مع تصاعد التوترات
جنوب لبنان على صفيح ساخن.. إلى متى يستمر التصعيد؟ (فيديو)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البطريرك الماروني المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بطريرك الموارنة سعد الحریری حزب الله
إقرأ أيضاً:
سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية
لأول مرة يرتعب جنرالات الحركة الإسلامية سافكو دم شعبهم، بعد أن علموا بأن الله قد منّ على المستهدفين بالبراميل المتفجرة الساقطة على رؤوسهم، بسلاح نوعي يحميهم، جعل القلوب الخافقة تهدأ والنفوس الوجلة تستقر، فالرب قد استجاب لتلك المرأة المسكينة، التي رفعت كفيها بالدعاء على من أحرق زرعها وضرعها وبيتها، بأن يحرقه، وهي امرأة وحيدة وضعيفة ومسكينة على أعتاب التسعين، أبرها الله الذي وصفته بأنه (ليس ابن عم أحد)، في تضرع صادق خارج من صميم قلب مكلوم مهيض الجناح لا يلوي على شيء، هذه الحرب أدخلت مجرمي الإسلام السياسي في جحر ضب خرب، وكشفت عن بشاعة النفس التي بين جنبيهم، وأبانت كيف أن النشأة الأولى لم تكن على أساس ديني قويم، وإنّما كانت بناء على انحراف خلقي واخلاقي، وإلّا لما جاءت النتيجة بعد ثلاثين عاماً من تجربة الحكم استهدافاً قاسياً للمسلمين الفقراء الكادحين الذين لا حول لهم ولا قوة، جرمهم الوحيد أنهم يسكنون هذه الأرض، وما يزال القاتل الأكبر يتربص بهم كيف أنهم أنجبوا هؤلاء الرجال الأشداء المقاتلين من أجل الحق؟، الذي استمات الحركيون الإسلاميون في تمييعه، بين نفاق الإعلام الكذوب وإفك فقهاء الجنرال الظلوم الجهول "مدّعي الربوبية"، الذي ذُعِر أيما ذُعر وهو يتحدث عن حصول (الرجال) على السلاح النوعي، المانع لآلته المجرمة والقاتلة من أداء مهمتها الجبانة والقذرة، ألم يتلو آيات الذكر الحكيم القائلة أن الباطل لابد وأن يزهق، كيف بربك يتلوها وهو القاتل الغاصب الفاسق الرعديد؟.
من ظن أن السودانيين سيواصلون صمتهم الخجول الممتد لسبعة عقود، عن المجازر المخطط لها بعناية ودقة فائقة وممنهجة من زمان "حسن بشير نصر" و"أبو كدوك" إلى زمان المختبئين وراء المليشيات الإرهابية، يكون غائب عن الوعي وغير مدرك لحتميات حركة التاريخ، وكما في حياتنا الرعوية مقولة "قصعة الجرّة"، التي تعني اجترار الحيوان لكل ما التهمه من عشب النهار ليلاً، بدأ مجرمو مؤسسة الموت والهلاك والدمار يطرشون ما اختزنوه من خطيئة سفك دماء الأبرياء، فجميع من ترونهم من لواءات وعمداء وعقداء يسقطون من السماء على الأرض، ويرقص حول جثثهم المحترقة الأحرار في حفلات شواء ناقمة، ما هي إلّا عملية استفراغ لما ارتكبوه من جرم بشع وعمل شنيع لا يشبه فعل إبليس. على المستوى الشخصي حينما سمعت خبر مقتل العقيد وليد ابن اخت الجنرال الهارب، أيقنت أن القصاص لن يترك فرداً ولا جماعة ولغت في دم عشيرة الغبراء التي أقسمت على الله فأبرها، هذا "الوليد" هو مهندس مجازر الجنينة كما كان (خاله) وجده "اللواء الدابي"، هل تعلمون أن الملازم وليد في تسعينيات القرن المنصرم ارتكب مجزرة بحق سكان قرية بدارفور، شهودها جنود في "جيش (العشب) الواحد"؟، روى تفاصيل الجريمة النكراء "رقيب معاش" ما زال حياً، وأنا على يقين من أنه قد رفع كفيه للسماء بعد أن علم بالخبر وقال "الحمد لله"، إنّ جند الجيش "الكتشنري" سوف يتذوقون ذات طعم الحنظل الذي أذاقوه للسودانيين ما دامت الأكف مرفوعة بالدعاء.
يقول المثل "المصيبة ليست في ظلم الأشرار ولكن في صمت الأخيار"، وانا أقول "المصيبة ليست في صمت الأخيار ولكن في عدم وجود (أخيار) من الأساس"، لأن الرجل الخيّر لن يصمت عن قول الحق، ولن يتسامح مع المجرمين والمنافقين والمدلسين والمزورين والكذابين والأفّاكين، وطالما أن هنالك بيننا من يعتقد في أن الجنود السودانيين الذين يعملون تحت راية (القوات المسلحة)، والمرسلين لليمن من معسكر "سركاب" أنهم "متمردين"، ويتجاهل كونهم نائمين على أسرة (معسكر الجيش) وهم منزوعي السلاح، داخل بيت ضيافة (القوات المسلحة)، تأكد من حقيقة واحدة لا ثاني لها، هي حتمية انتصار كل من رفع البندقية في وجه هذا (الجيش)، الذي فقد الزخم المصطنع الذي عاشه السودانيون مائة عام، إذ كيف لجيش عمره قرن يورث الناس الحرب والدمار والخراب؟، لماذا لم يؤد دوره الوطني المنوط به؟، لقد أعاد "جيشنا جيش الهنا" الخرطوم للعهد الذي بدأ بدخول "كتشنر" حيث عربة "الكارو" الناقلة لماء الشرب، التي يسحبها حمار لتقوم بمهمة سقيا الناس قبل قرن وربع القرن، إنّه (فرض عين) على الشعب السوداني أن يثور ثورته الأخيرة القاضية، ليقضي على العصابة المنحرفة المتواجدة في بورتسودان، وإلّا ستشهد بورتسودان نفسها ما شهدته "نيالا" و"الفاشر"، على أهل الشرق أن يكونوا كما قال المثل " السعيد يشوف في أخوه"، إنّ شر الإخوان قد أوصل مصر لدرك سحيق خلال حقبة حكم لم تتجاوز السنة الواحدة، أما الشعب السوداني فليس في مقدوره إخراج (الأذى) إلّا بعد أن يستعين بصديق، فإن لم يفعل ولن يفعل، فليبشر بطول أمد المعركة الدائرة الآن بين حق السودانيين في الحياة الكريمة، وباطل الحركة الإسلامية (الإخوان) في استعباد السودانيين.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com