حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

قبل أن تنتقل أعمال بيع الجملة للخضراوات والفواكه من مكانها المعتاد بسوق الموالح إلى مدينة خزائن الاقتصادية بولاية بركاء قبل أيام مضت، شعر الكثير من المُواطنين بأنَّ هناك زيادة تدريجية في أسعار تلك المواد لتصل ذروتها في يوم الانتقال؛ الأمر الذي دفع الكثير من المُتابعين لطرح آرائهم في وسائل التواصل الاجتماعي معبرّين عن عدم رضاهم عن هذا التضخم في الأسعار خلال فترة زمنية قصيرة.

الانتقال من سوق الموالح إلى المدينة الجديدة للعمليات التجارية والتشغيلية للسوق المركزي الجديد للخضراوات والفواكه "سلال" بمنطقة الخزائن كان سلسًا، بعد أن ظل سوق الموالح لمدة ثلاثة عقود يخدم الأسواق التجارية في مُعظم المحافظات، إلّا أن زيادة المسافة التي يقطعها التاجر حاليًا، بجانب رفع كلفة الإيجارات والخدمات تؤدي إلى زيادة الأسعار بصورة كبيرة، الأمر الذي سينعكس سلبًا على القدرات المالية للمستهلكين وخاصة ذوي الدخل المحدود.

السوق الجديد في "خزائن" يعد من أكبر المشروعات الوطنية لخدمة أسواق الجملة، وفي استقطاب المزيد من الشركات العُمانية والأجنبية للعمل بها؛ الأمر الذي سيؤدي حتمًا إلى تعزيز المنافسة واستقرار أسعار تلك المواد بصورة أكبر بصورة تدريجية خلال الفترة المقبلة؛ بل ربما إلى تراجعها إن ظلت المنافسة الشريفة قائمة، الأمر الذي يتطلب إعطاء المزيد من التراخيص للعُمانيين ببدء الاستيراد من مختلف دول العالم لتعزيز سوق الجملة بما يحتاج إليه المواطن، وكذلك استغلال الموانئ البحرية العُمانية في عمليات الاستيراد من الدول المجاورة لتعزيز قطاع الأمن الغذائي بالبلاد.

المسؤولون بمدينة خزائن الاقتصادية أكدوا مرارًا على أن هذا السوق يمثّل منصة وطنية ودولية جديدة لتسويق وتصدير واستيراد وإعادة تصدير الخضراوات والفواكه التي تحتاج إليها المحافظات العُمانية، ويعد منفذًا تسويقيًا جديدًا للمنتج المحلي الزراعي وللشركات الزراعية العُمانية المنتجة لمختلف أنواع الثمار من الفاكهة والخضراوات؛ الأمر الذي سوف يُساعد أصحاب العقار أيضًا في تسويق الأراضي الزراعية خلال الفترة المقبلة، وتنشيط أعمال المصارف والبنوك المتخصصة في تمويل المشاريع الزراعية. كما إن هذا الانتقال سوف يُساهم في تعزيز سلاسل التبريد والتموين ويقلّل من إجمالي الفاقد الزراعي والمنتجات الزراعية بسبب توفر الجودة في الخدمات والمنتجات وضمان سلامتها بصورة أكبر. كما يفتح السوق الجديد فرص عمل للعُمانيين الراغبين في عمليات البيع والتسويق والترويج للمنتجات الزراعية، خاصة لأصحاب المؤسسات التجارية الصغيرة والمتوسطة وإيجاد فرص عمل للكوادر الوطنية.

غير أنَّ ما يُكدِّر عمل العُمانيين بهذا السوق هي الإيجارات وقيمة الخدمات الكبيرة بهذا السوق. وهنا نقترح على الجهة المسؤولة بمدينة الخزائن أن تقدّم أسعار الإيجارات للعُمانيين مدعومة ومحفزة للاستمرار في جذبهم واستدامتهم في هذه الأعمال. إحدى الدراسات المحلية تشير إلى وجود سعر كبير في إيجار المحلات بسوق الخزائن مقارنة بسوق الموالح، بحيث تصل قيمة إيجار مخزن صغير ما بين 300 إلى 500 ريال شهريًا، إضافة إلى وجود رسوم للأماكن المفتوحة، ورسوم دخول الشاحنات واستخدام رافعات شوكية للتنزيل. أما رسوم  المخازن الكبيرة  للشركات فتصل لما بين 1800 ريال إلى 2340 ريالًا، إضافة إلى رسوم الجمارك والبرادات والمكاتب الإدارية الصغيرة، بجانب رسوم تراخيص ومزاولة النشاط لكل شركة، ورسوم المختبرات، ورسوم دخول السيارات الصغيرة والشاحنات والباصات وغيرها، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة أسعار الخضراوات والفواكه بصورة أو بأخرى.

لكن ما يميز السوق الجديد للخضراوات عن سوق الموالح هو وجود مداخل عديدة لسيارات التجار والشاحنات وسيارات المزارعين وأصحاب التسويق والزائرين وغيرهم من القادمين للوقوف في الأماكن المخصصة لكل فئة من وسائل النقل البري.

إنَّ السوق العُماني يحتاج إلى مثل هذه الأسواق الحديثة في الأعمال التجارية، ومع مرور الأيام سوف يكون هناك استقرار أكبر في عمليات البيع والاستيراد والتصدير وكذلك الأسعار. كما إن السوق الجديد سوف يُعزّز من مكانة البلاد  في جذب مزيد من الاستثمارات في قطاعات الزراعة والأمن الغذائي، بالإضافة في تسويق وإنتاج الخضراوات والفواكه، وتعزيز القيمة المضافة للأعمال التجارية الأخرى المتعلقة بالقطاع اللوجستي وفي إنشاء مشاريع التبريد والمخازن والمختبرات الجديدة في أماكن أخرى من البلاد، إضافة إلى تخصيص مواقع جديدة في المدن الرئيسة لبيع المنتجات الزراعية واستيرادها وتسويقها بصورة حديثة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

للحماية من السكتة الدماغية يجب تقليل التوتر

صرح عالم الأحياء فينوغرادوف أن الشيء الرئيسي في الحماية من السكتة الدماغية (وكذلك ضد أمراض الأوعية الدموية بشكل عام) هو تقليل التوتر اليومي،  وحذر أن عامل التوتر يسود اليوم بين أسباب السكتة الدماغية الشبابية، التي تحدث لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما وحتى حتى 40 عاما.

 

ويؤدي الإجهاد إلى ارتفاع ضغط الدم وخلل في نظام الأوعية الدموية النباتية، ونمط الحياة المستقر يجعل الأمر أسوأ، ولهذا السبب أصبح عمر مرضى السكتة الدماغية اليوم أصغر سناً ومن بينهم أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عامًا.

 

وأشار اختصاصي الإنعاش إلى أن هناك طرقًا مختلفة لتقليل التوتر والحمل العاطفي الزائد، وهذا ما نصح به الطبيب لهذا الأمر.

تحرك أكثر، مارس الرياضة.

تناول الأطعمة الصحية.

تطوير روح الدعابة.

مراقبة مستويات السكر في الدم والكوليسترول بانتظام.

حافظ على التوازن بين العمل والراحة، وتمكن من إلهاء نفسك عن العمل والاسترخاء، والحصول على قسط كافٍ من النوم.

 

بالإضافة إلى الإجهاد، يساهم في تطور السكتة الدماغية، يطلق الأطباء على العوامل الأكثر شيوعًا ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين ومرض السكري واضطرابات تخثر الدم.

مقالات مشابهة

  • تعرف على أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الثلاثاء 3-12-2024
  • رابطة التجار تكشف حقيقة ارتفاع أسعار السيارات وعودة الأوفربرايس
  • ارتفاع بسيط .. اليكم أسعار الذهب في الأردن
  • أسعار الخضراوات والفاكهة في سوق العبور اليوم الاثنين 2 ديسمبر
  • أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الاثنين 2-12-2024 في الأسواق
  • العُروات الشتوية وراء تراجع أسعار الخضراوات والفاكهة
  • أسعار اللحوم والخضر والفواكه اليوم
  • أسعار الخضراوات والفاكهة في سوق الجملة بـ6 أكتوبر.. «البطاطس» بـ8 جنيهات
  • ارتفاع أسعار مياه الشرب المعبأة في تركيا يثير الجدل
  • للحماية من السكتة الدماغية يجب تقليل التوتر