صحيفة صدى:
2025-03-05@19:43:32 GMT

هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم

المتأمل لشريعة الإسلام يرى أنها حثت على إعانة الضعيف وذوي الحاجة وبخاصة المعاقين منهم، حيث راعى الإسلام أحوالهم من جهة التكليف ولم يحمّلهم ما لا يطيقون من التكاليف الشرعية، وما يفوق قدراتهم وطاقاتهم، فنفى عنهم الحرج ، وسهل لهم طرق العبادة، وبين لهم الرخص ومن ذلك قول الله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا) ومما يجب فعله أن نراعي ما قرره الله عز وجل من حقوق للمعاقين ولا نتضايق بما ابتلاهم الله به؛ بل نقف بجانبهم ونعينهم ونقضي حاجاتهم ونبتسم لهم وننقل مشاعر حبنا إليهم ونتعايش معهم .

فقد يُبتلى المرء في أحد أقاربه بالإعاقة الجسدية أو الذهنية وغيرها من الإعاقات، فمنا من يسخط ويتأفف ويتصرف بما لا يرضاه الله ولا رسوله ولا الفطرة السليمة من تعنيف المعاق وإهماله وقد يدخل السخط وعدم الرضا في قلوبنا ويغيب عنا أن هذا المعاق قد يكون هو سبب الخير والبركة ، إن الاهتمام بالضعفاء ونصرتهم والإحسان إليهم يجلب السعادة ويحقق الرضا النفسي ويجلب الرزق والنصر .

ورد في الحديث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم – كما في “صحيح البخاري” – رحمه الله -: «وهل تُنصَرُون وتُرزَقون إلا بضُعفائِكم» فنحتاج إلى الإيمان بالقضاء والقدر فهو أحد أركان الإيمان الستة التي ينبغي للعبد امتثالها والتصديق بها وأن يؤمن كامل الإيمان بما رزقه الله من ذوي الاحتياجات الخاصة ويصبر، “ولسوف يعطيك ربك فترضى” واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ولو اجتعمت البشرية على أن ينفعوك بشي لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، فلا بد أن تسكن نفسك وترضى بما قدر الله والرضا بالقضاء منزلة ومرتبة عالية عند الله لايبلغها إلا الصابرون.

إن هؤلاء المعاقون قد يكونوا مجابي الدعوة عند الله فلاتدعهم يرفعون أيديهم بالدعاء عليك فيستجيب الله لهم فهم ضعفاء والله عزوجل ينصر الضعيف فهم يعيشون معك ويتأثرون بالبيئة المحيطة بك ويحبون من يرأف ويحنو عليهم ويقضي حاجاتهم، أتظن أن الله عزوجل ينسى صنيعك لهم من معروف ؟ فعليك بالتحلي بالصبر واستحضار الأجر وافعل السبب وسوف ترى مايسرك من ملك الملوك لاتعلق قلبك إلا به ولا تدعو سواه، يقول الشاعر:

وإذا الشـدائد أقبلت بجنودها …
والدهـر مـن بعـد المسـرة أوجعك
لا ترج شيـئاً مـن أخٍ أو صـاحب …
أرأيت ظلك في الظلام مشى معـك؟
وارفع يديك إلى السماء ففوقها…..
رب إذا ناديته ماضيعك

أدعو الله في كل وقت ولاتيأس ولاتكل فسوف ينزل عليك السكينة، ومن ثمرات وبركات أصحاب الإعاقة ما حكته إحدى النساء حينما قالت : قمت الليل لأجل أن أناجي الله عزوجل لشفاء ابني المعاق استمريت على ذلك ففتح الله لي في مناجاته والقيام كل ليله ، لاتعلم قد يكون هذا المعاق هو سبب دخولك الجنة والعمل الصالح.

ومما يفاخر به في مملكتنا العربية السعودية أنها امتثلت القيم الإسلامية وشرعت الحقوق لذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم والصحة والعمل بل وصرفت لهم مخصصات مالية شهرية ووقفت معهم بل وحثت على دمجهم مع المجتمع وشجعت أهليهم على الصبر وأعانتهم على ذلك كما مكنت الجمعيات غير الربحية بإشراف المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي لخدمة تلك الفئة الغالية على قلوبنا .

وقد ساهم المركز في تأسيس جمعيات تهتم بخدمة المعاقين ودمجهم في المجتمع وتيسير الزواج لهم كجمعية تيسير وماكان ذلك ليتم لولا توفيق الله ثم دعم ولاة أمرنا، وهذا ليس بمستغرب على دولتنا التي قامت على الكتاب والسنة فأخلاقهم سامية وتلمسهم لاحتياج أبنائهم مشاهد وملموس ،أدام الله علينا قيادتنا ونسأل الله أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

من أنتم؟!

لست في صدد الحديث عن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه وأرضاه، ولا بصدد الحديث عن مناقبه أو الدفاع والرد على ما أثير بهتانًا وزورًا وافتراءً عما قيل أنها مناقصه.. فمن يُعيب الشمس لدفئها أو الجبال لعلوها أو السماء لصفائها أوالبحر لغوره لا يُرد عليه..

ولست في معرض حديثٍ عن المسلسل الذي حمل اسم الصحابي الكريم رضوان الله عليه الذي أُنتج منذ عامين وتقرر عرضه في رمضان المُعظم.. بشكل عام أنا من النوعية النادرة التي مكانها المتاحف لأنها لا تتابع الأعمال الدرامية لا في رمضان الكريم ولا غيره من أشهر الله.

ولا في صدر حديث عن تحريم الأزهر للمسلسل وما استُغل من هذا التحريم للنيل من الصحابي الكريم.. رغم أن الأزهر الشريف ممثلًا في أكبر هيئة علمية إسلامية في العالم - هيئة كبار العلماء- ونشرته وسائل إعلام عالمية متجاهلة أن تحريم المسلسل لم يتعلق بالصحابي الجليل من قريب أو بعيد أو به طعن فيه - حاشا لله - بل هو انطلاق من موقف ثابت للأزهر الشريف منذ أزمة عام 1925م، وإعلان يوسف بك وهبي تجسيده لشخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أحد الأفلام التركية التي عزمت شركة ألمانية على إنتاجه وما نتج عنها من تداعيات أدت إلى رفض العمل وامتناع يوسف بك وهبي على تجسيد شخصية النبي الكريم.. وأعلن الأزهر موقفه واضحًا وما زال عليه وهو تحريمه تجسيد الأنبياء والصحابة.. وما تكرر من رفضه لأي عمل تُجسد فيه شخصية الأنبياء المكرمين عليهم السلام والصحابة العدول رضوان الله عليهم.. وهو موقف التزمت به الدراما المصرية على مدار تاريخها ولم تتجاوزه أبدًا، فاعتراض الأزهر على المسلسل تكريم لشخصية صحابي جليل لا يجب تجسيد شخصيته لأنه صحابي عدل.

ولست في محل دفاع أو هجوم على صناع العمل الدرامي.. وإن كنت أؤمن بتبريراتهم بأهمية الفترة التاريخية التي عاشها الصحابي الكريم.. ولست في مجال للرد على افتراءات الشيعة ضد خال المؤمنين كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نالوا من قبله رضوان الله عليه من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته الأطهار وأصحابه البررة.

إن كل ما يشغلني سؤال وحيد يتيم عجِي لطيم لا آل له ولا صاحب عن المتبارين للهجوم والنقص من صحابي جليل الذين امتلئت بهم ساحات التواصل الاجتماعي وتباروا في منشوراتهم وتغريداتهم في الهجوم والنقص من شخصية صحابي جليل عظيم الشأن والقيمة كباقي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. كأنهم بالنيل منه حققوا مجدًا وأحرزوا نصرًا.

انظر إليهم فيتوارد الوحيد اليتيم العجي اللطيم إلى ذهني " من أنتم؟"..

من أنتم؟

هل أنتم مؤهلون للحديث عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إن معرفة الأشياء بجوهرها.. ومقياسها منها.. فالمسافات بالأمتار والبوصات وهي مسافات.. والأوزان بالكيلوجرامات والوقيات والأرطال وهي أوزان والمنطق بالمنطق والعقل بالعقل.. والرياضات بالرياضيات.

فمن قاس شيئًا وجب امتلاكه شيئًا من الشيء!

فما ملكاتكم وما تمتلكون؟!

من أنتم؟!

أنتم لا تصلحون للحديث عن كلب ضال في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الصحابة رضوان الله عليهم ولا في زمن كاتب الوحي أمير المؤمنين وخالهم سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضوان الله عليه.

وقبل أن تظنوا الإهانة أو الهجوم اعرض قصة ثابتة عن رهين المحبسين أبي العلاء المعري.

دخل جامع بغداد وكان رحمه الله ضريرًا فتعثر برجل نائم.. فاستيقظ وصرخ فيه: من هذا الكلب؟.. فرد عليه المعري: الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسمًا.

فصارت معرة المعري.. لكل من لا يعرف للكلب سبعين اسمًا

فأراد العالم المصري الشهير الحافظ جلال الدين السيوطي التبري من معرة المعري فأصدر أرجوزته الشهيرة "التبري من معرة المعري".. ذكر فيها أربعة وستين اسمًا للكلب.

من أنتم؟.. أُعيّركم بمعرة المعري..

فإذا سؤلتم عن معرة المعري وضعتم للكلب اسماءً ثلاثة كلب و"بوبي" و "هوهو"

استدراك

الوحيد الذي لا أشقاء له

اليتيم الذي مات أبوه ولم يبلغ الحلم

العجِي الذي ماتت عنه أمه

اللطيم الذي مات أبوه وأمه

مقالات مشابهة

  • المهلب بن أبي صفرة
  • علي جمعة: الإيمان بالأبراج ليس كفرا وإنما «عباطة» وقلة عقل
  • من أنتم؟!
  • عمر عبد الكافي: في غزة ذابت الأنا المذمومة وانتصر الإيمان
  • محاضرات السيد القائد الرمضانية.. وقود العزيمة وزاد الإيمان
  • النظافة و التقوى
  • الصوم والمطعوم
  • النصرانية في القرآن
  • وأحسنوا
  • النائب السابق أنطوان سعد في ذمة الله