واصل الفرنسيون التصويت والإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية والتي وُصفت بالتاريخية، حيث يظل اليمين المتطرف الأوفر حظا بالفوز من أي وقت مضى، الأمر الذي يزيد من قلق الناخبين. 

فرنسا تفتح صناديق الاقتراع وسط مخاوف من صعود اليمين كامافينجا يعلق على غياب لاعب بلجيكا أمام فرنسا باليورو

فقد بدأ قلق الناخبين مع استمرار صعود اليمين المتطرف في استطلاعات الرأي قبل التصويت، لكن ازدادت مخاوفهم وقلقهم العميق تجاه مستقبل البلاد والتوجهات السياسية التي قد تؤثر على حقوقهم وحرياتهم مع احتمالية فوز اليمين المتطرف.

ومن أمام أحد مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها منذ الساعة الثامنة صباح اليوم الأحد، أعربت "جنيفر" عن قلقها إزاء "كل ما يحدث في البلاد"، وقالت في تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس: "يتعين على الجميع التحدث والتعبير عن رأيه تجاه ما يحدث، ويتعين الاستماع إلينا وإلى مخاوفنا"، حيث حضرت "جنيفر" إلى مركز الاقتراع بصحبة طفلها البالغ من العمر 7 سنوات لتعليمه واجبه وحقه الجمهوري للتعبير عن رأيه. 

وقالت "مارتين" إن احتمال وصول اليمين المتطرف إلى السلطة يثير مخاوفها مضيفة " لا أريد أن يصل اليمين المتطرف إلى السلطة "لهذا السبب جئت للتصويت .. أنا مواطنة فرنسية ومن المهم جدا أن أدلي بصوتي لأنه إذا فاز اليمين المتطرف، لا أعرف ماذا سيحدث في فرنسا". وتابعت: "أجد ما يحدث في بلادنا مقلقا للغاية".

وأثار الخطاب المناهض للهجرة الذي تتبناه الأحزاب اليمينية المتطرفة، قلقا شديدا لدى بعض المواطنين، مثل "ليا" من أصل كونجولي، وقالت لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس: "مستحيل أن يصل حزب التجمع الوطني إلى الحكم .. أنا قلقة بشأن مسألة الهجرة، هناك من لا يحب المهاجرين، ولكن اليوم في فرنسا هؤلاء المهاجرون هم الذين يعملون"، وأعربت عن حزنها لما آلت إليه الأوضاع في البلاد قائلة "لقد ولدت هنا وعشت هنا وأعيش بشكل قانوني لكني قلقة بشأن بقية المهاجرين".

ومع استمرار التصويت حتى السادسة مساء (بتوقيت باريس) في أغلب البلديات، وحتى الساعة الثامنة مساء في المدن الكبرى، تشهد مراكز الاقتراع إقبالا كبيرا من جانب الناخبين. وقد أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة في الانتخابات حتى ظهر اليوم بلغت 25.90 %، مسجلة ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالجولة الأولى لانتخابات 2022، حيث بلغت وقتها 18.43%. 

وحرص كثير من الناخبين على الحضور والتصويت فقط لعرقلة الطريق أمام حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي يتصدر المشهد السياسي بقوة.

ومن هؤلاء الناخبين، "موريس" الذي دافع عن حقه في التصويت والتعبير عن آرائه، وقال "بالنسبة لي، الأمر مهم هذه المرة حتى لا أضع حزب التجمع الوطني يصل إلى الحكم .. فأنا خائف على مستقبل طفلي ومستقبل البلاد .. وهذا الخوف أشعر به على المستوى السياسي والاقتصادي وعلى مستوى أوروبا، وفيما يتعلق بعدة قضايا أهمها الهجرة ولهذا السبب فالتصويت اليوم مهم للغاية". "جون" شاركه الرأي وأكد أهمية التصويت هذه المرة لعرقلة الطريق أمام التجمع الوطني وخوفا من تفشي الخطاب العنصري.

حرص العديد من المواطنين على الذهاب للتصويت، من شباب وكبار السن وذوي الإعاقة .. ولكن كان هناك إقبال كبير من جانب المواطنات الفرنسيات، "نيكول" أكدت حقها في التصويت كونها إمرأة تمارس حقها الدستوري التي طالما ناضلت من أجله، قائلة "هذا حقنا كمواطنين وأنا أدلي بصوتي منذ فترة طويلة وبالنظر إلى الظروف الحالية، هذه المرة مهمة للغاية خاصة ليس فقط فيما يتعلق بما يحدث في بلادنا ولكن أيضا فيما يتعلق بما يحدث حولنا والذي يمكن أن يؤثر علينا" واستشهدت بما يحدث في أوكرانيا على سبيل المثال. 

ودُعي نحو 49 مليون ناخب فرنسي للتصويت لاختيار 577 عضوا في الجمعية الوطنية (مجلس النواب) في انتخابات تُجرى جولتها الثانية في السابع من يوليو المقبل، ووُصفت بالتاريخية حيث يتصدرها اليمين المتطرف، متقدما بفارق كبير على المعسكر الرئاسي.

ويتنافس في هذه الانتخابات 4 آلاف مرشح من عدة أحزاب سياسية وتحالفات، وعلى رأسهم ثلاث كتل سياسية وهم: حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف وحليفه "إريك سيوتي" رئيس حزب الجمهوريين اليميني المحافظ، وتحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" لأحزاب اليسار (فرنسا الأبية والحزب الاشتراكي وحزب الخضر والحزب الشيوعي) ، والتحالف الرئاسي والذي يضم أحزاب النهضة وآفاق والحركة الديمقراطية "مودم". 

وأظهر آخر استطلاع للرأي، أجراه معهد "إيفوب" وصدرت نتائجه الجمعة الماضية، حصول اليمين المتطرف على 36.5% من نوايا التصويت، أما تحالف الجبهة الشعبية الجديدة الذي يضم أحزاب اليسار فحصل على 29% من نوايا التصويت، متقدما بذلك على معسكر ماكرون الذي حصل على ما بين 20.5% إلى 21% من نوايا التصويت.

لذلك، ووسط حالة من التخوف والقلق الشديد، يواصل الناخبون الإدلاء بأصواتهم بالانتخابات التشريعية ومن المتوقع في نهاية اليوم، تسجيل نسبة مشاركة عالية في هذه الانتخابات التي قد تحدث فارقا كبيرا يغير المشهد السياسي في فرنسا، حيث يتركز رهانها الأكبر حول ما إذا كانت ستنبثق عنها لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة جمعية وطنية يهيمن عليها اليمين المتطرف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اليمين المتطرف الانتخابات التشريعية الفرنسية قلق الناخبين الیمین المتطرف التجمع الوطنی ما یحدث فی

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الفرنسية: نظرة على السيناريوهات المحتملة في الجولة الثانية من التصويت

قاد التجمع الوطني اليميني المتطرف الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية الأحد الماضي ونحن على آبواب الجولة الثانية، ما هي خيارات الكتل الأخرى؟

اعلان

قبل خمسة أيام فقط من الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية المقرر إجراؤها في 7 تموز/يوليو، يسعى معارضو التجمع الوطني جاهدين لمنع اليمين المتطرف من الحصول على الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية.

وللقيام بذلك، قال الائتلاف اليساري المعروف باسم الجبهة الشعبية الجديدة (NFP) إنه سيسحب مرشحيه في الدوائر التي احتلوا فيها المركز الثالث لدعم المرشحين الأقوى الآخرين المعارضين للتجمع الوطني (RN).

هذا التكتيك، المعروف باسم الجبهة الجمهورية (الجبهة الجمهورية)، نجح في الماضي عندما كان اليمين المتطرف يعتبر منبوذًا سياسيًا. ولكن هل سيكون لها نفس التأثير هذه المرة؟

نظرت يورونيوز في ما هو على المحك بالنسبة للكتل المتنافسة والنتائج المحتملة قبل الجولة الثانية من التصويت.

تعبئة الناخبين ستكون أساسية للائتلاف اليساري

وسيتعين على الائتلاف اليساري، الذي يتألف من حزب (LFI) والاشتراكيين والخضر والشيوعيين، الاعتماد على ممارسات التصويت التكتيكية.

قال فيليب مارليير، أستاذ السياسة الفرنسية في جامعة كوليدج لندن في المملكة المتحدة: "الجبهة الجمهورية المخصصة هي مفتاح جولة الإعادة وستكون حاسمة في ما إذا كان التجمع الوطني سيحصل على الأغلبية المطلقة من المقاعد".

لكن هذا يعني تعبئة الناخبين بشكل كبير حتى تكون هذه الجبهة الجمهورية فعالة.

يعتقد إروان ليكور، وهو عالم سياسي وخبير في اليمين المتطرف، أن التعبئة لن تكون فعالة كما كانت في السنوات السابقة لأن "الكثير من الناخبين اليساريين سئموا من مطالبتهم بتقديم التضحية والتصويت ضد قناعاتهم".

وقال ليورونيوز إن هذا التعب الانتخابي قد يكون له تأثير على تصويت الأحد.

تحالف ماكرون الوسطي يمكن أن يضعف الجبهة الجمهورية

بالنسبة لحزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كانت تعليمات التصويت أقل وضوحًا مقارنة باليسار.

وقد دعا بعض مرشحيها، مثل رئيس وزراء ماكرون السابق إدوارد فيليب، المرشحين إلى عدم التنحي حتى لو كان لدى مرشح الائتلاف اليساري فرصة أفضل لهزيمة نائب من اليمين المتطرف.

"هذا النقص في الوضوح يمكن أن يضعف الجبهة الجمهورية لأن بعض المرشحين في المعسكر الرئاسي لا يزالون مترددين في دعوة ناخبيهم للتصويت لمرشح LFI"، قال مارليير ليورونيوز.

وقاد ماكرون ومعسكره حملة في الأسابيع الثلاثة الماضية زاعمين أن الأحزاب الأكثر تطرفًا في الائتلاف اليساري، مثل LFI، تشكل خطرًا على الديمقراطية مثل اليمين المتطرف.

قال مارليير: "سيكون من الصعب جدًا على معسكر ماكرون التراجع عن استراتيجية الاتصال الخاصة به".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في صورة سيلفي مع فتى في يوم الجولة الأولى للانتخابات التشريعيةYara Nardi/AP

يعتقد محللون آخرون أن التحالف الوسطي سيواجه صعوبات في تشكيل أي تحالفات ذات مغزى بحلول نهاية الأسبوع.

وقالت سيليا بيلين، الزميلة السياسية البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، في بيان عبر البريد الإلكتروني إلى يورونيوز: "حتى لو كانت هناك طفرة في اليسار والوسط بين الجولتين الأولى والثانية، فإن الانقسامات العميقة والعداء بين معسكر ماكرون والجمهوريون (الحزب اليميني المحافظ) والجبهة الشعبية الجديدة تجعل الأغلبية البديلة للحكم من الوسط أمرًا غير محتمل".

يعتقد Lecoeur أنه لم يتبق الآن سوى حلين لحزب ماكرون. الأولى هي أن ماكرون يقبل "حكومة تعايش مع رئيس وزراء من اليمين المتطرف، الأمر الذي سيضعف صلاحياته".

ولكن إذا لم ينجح التجمع الوطني في تحقيق أغلبية مطلقة تؤدي إلى برلمان معلق، فقد يعين ماكرون حكومة فنية "تكنوقراط" لإدارة الشؤون لكن ذلك لن يستمر طويلاً، كما توقع ليكور.

اعلان

وتعني الحكومة الفنية أن الرئيس يمكن أن يعين - بموافقة الأحزاب الأخرى - كبار موظفي الخدمة المدنية والولاة الذين ليس لديهم ميول سياسية معينة.

اليمين المحافظ منقسم حول RN

فاز الحزب اليميني المحافظ التقليدي Les Républicains (LR) بنسبة 10.2٪ من الأصوات يوم الأحد.

جاء الحزب اليميني في المركز الرابع ولا يزال منقسمًا حول الموقف الذي يجب اعتماده ضد RN.

وقد رفض الحزب إعطاء أي تعليمات تصويت واضحة لناخبيه للجولة المقبلة.

لكن عضو البرلمان الأوروبي فرانسوا كزافييه بيلامي، المدير المشارك المؤقت، قال إن "الخطر الذي يواجه بلدنا اليوم هو اليسار المتطرف".

اعلان

من جانبها، أعلنت فلورنس بورتيلي، نائبة رئيس LR، أنها «ستصوت بورقة فارغة".

وفقًا لمحلل السياسي ليكور، تُظهر نتائج الانتخابات أن أداء الحزب كان أفضل مما كان متوقعًا: "حزب الجمهوريين غير موجود تقريبًا على المستوى الوطني ولكن مثل الحزب الاشتراكي، فإنه يحمل الكثير من الأهمية على المستوى المحلي".

وقال: "إنهم موجودون في كل مكان على الأرض على عكس حزب ماكرون أو حتى حزب فرنسا الأبية، وهنا يكمن مستقبلهم".

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وزارة العدل الأمريكية تضغط على بوينغ للإقرار بالذنب في حوادث ماكس 737 يساريو فرنسا قلقون بشأن مكاسب اليمين المتطرف ويأملون في تحقيق تقدم بالجولة الثانية رحلة صعود استثنائية: من ضاحية فقيرة في فرنسا إلى رئيس وزراء محتمل.. من هو جوردان بارديلا؟ الانتخابات التشريعية الفرنسية 2024 إيمانويل ماكرون السياسة الفرنسية جوردان بارديلا اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next حرب غزة: نتنياهو يزعم أن إسرائيل تقترب من نهاية مرحلة القضاء على القدرات العسكرية لحماس يعرض الآن Next حزب اليمين المتطرف في البرتغال يلتحق بتحالف "وطنيون من أجل أوروبا" بقيادة أوربان يعرض الآن Next أوكرانيا تعرض على السجناء ثمنا باهظا لقاء الإفراج عنهم.. القتال ضد الجيش الروسي يعرض الآن Next الشرطة الفرنسية تحتجز مخرجين فرنسيين شهيرين بتهم اعتداءات جنسية واغتصاب لتسع ممثلات على الأقل يعرض الآن Next قصف روسي يستهدف خاركيف: قتيل و 9 مصابين بينهم طفل اعلانالاكثر قراءة الانتخابات التشريعية الفرنسية.. فوز لليمين المتطرف وتحالفات مرتقبة للجولة الثانية شاهد: بعد غياب دام 50 عاما.. عودة مهرجان الفولكلور الملون إلى زيورخ الفرنسيون يصوتون في انتخابات مبكرة استثنائية: رهانات عالية وقلق بالجوار وتوقع تقدم اليمين المتطرف مخاوف من تأثير تغير المناخ على إنتاج الزيتون في إسبانيا تجربة فريدة من نوعها.. تعرّف على القطار الألماني المعلّق في الهواء اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الانتخابات الأوروبية 2024 روسيا إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا حالة الطوارئ المناخية اعتداء جنسي المملكة المتحدة قصف جريمة Themes My Europeالعالمأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpski

مقالات مشابهة

  • الانتخابات الفرنسية: نظرة على السيناريوهات المحتملة في الجولة الثانية من التصويت
  • ما الذي ستحمله الانتخابات التشريعية بفرنسا للجزائر؟
  • فرانس برس: اليمين المتطرف تصدر بفارق كبير الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية
  • فرنسا: اليمين المتطرف يتصدر الانتخابات وائتلاف ماكرون ثالثا
  • فرنسا: اليمين المتطرف يتصدر الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية بفارق كبير
  • ماكرون يحث الناخبين على عرقلة اليمين المتطرف في الجولة الـ2 من الانتخابات التشريعية
  • فرنسا.. اليمين المتطرف يتصدر بفارق كبير الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية ومعسكر ماكرون ثالثا
  • عاجل: اليمين المتطرف يتصدر بفارق كبير الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا ومعسكر ماكرون يحل ثالثا
  • الداخلية الفرنسية: 59.39% نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية خلال الجولة الأولي