دراسة بحثية تُظهر تجارب إيجابية لخدمات الرعاية النفسية عن بُعد
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
توصلت دراسة بحثية أجراها فريق بحثي بقيادة الدكتورة تماضر بنت سعيد المحروقية من المجلس العماني للاختصاصات الطبية بعنوان "مستقبل واعد لخدمات الصحة النفسية الإلكترونية (العلاج عن بُعد) في سلطنة عُمان: استكشاف نوعي لتجارب العملاء والمعالجين" إلى أن تجارب المرضى جاءت إيجابية مع الرعاية الصحية النفسية عن بُعد.
وأشارت الدراسة البحثية إلى فوائد أخرى مثل سهولة الاستخدام، وسهولة الوصول إلى الرعاية المتخصصة، وتقليل الغياب عن العمل، وتقليل تكاليف التنقل إلى المستشفى، وتقليل وصمة العار المتعلقة بالصحة العقلية، كما وجد الأخصائيون ميزات أخرى، بما في ذلك تقليل خطورة العدوى، وانخفاض تكاليف الرعاية الصحية، وتحسين التوازن بين العمل والحياة.
وقالت الدكتورة تماضر المحروقية: إن الدراسة طرحت بعض المخاوف والتحديات المتعلقة بشأن نقص الخدمات العامة للرعاية الصحية النفسية عن بُعد في المؤسسات الحكومية، وعدم وجود أنظمة وسياسات استخدام الرعاية الصحية عن بعد (التطبيب عن بُعد) في سلطنة عُمان، وندرة الأخصائيين النفسيين (السريريين) المدربين، وعدم إتاحة التكنولوجيا الداعمة لهذه الخدمات، ومخاوف متعلقة بالخصوصية وأمان أنظمة الرعاية عن بُعد.
وأضافت المحروقية: إن الدراسة أوصت بضرورة إنشاء خدمات الرعاية الصحية النفسية الحكومية عن بُعد، وتطوير أنظمة وسياسات تنظيمية لخدمات الرعاية عن بعد في سلطنة عمان، وتنفيذ برامج ماجستير في علم النفس السريري على المستوى الوطني؛ والتي سوف تعالج التحديات الراهنة، وتعزز الرعاية الصحية النفسية في سلطنة عُمان.
وأوضحت أن هذه الدراسة النوعية تستقصي نظرة مستخدمي الرعاية الصحية النفسية عن بُعد القائمة على الاتصال المرئي من أخصائيين ومراجعين خلال جائحة كوفيد-19، في سلطنة عُمان، حيث تم إجراء تسع عشرة مقابلة نوعية شبه منظمة، شملت ثلاثة عشر مريضا بالغًا يعانون من حالات صحية نفسية، وستة أخصائيين نفسيين، وبيّن المشاركون في البحث مواقف إيجابية تجاه خدمات الرعاية النفسية عن بُعد، حيث أكدوا على ضرورة زيادة الوعي في المجتمع للحد من وصمة العار المتعلقة بالاضطرابات النفسية وخدمات الصحة النفسية، واقترحوا تعزيز التوعية عن الطب النفسي عن بُعد والاستشارات عن بُعد من خلال وسائل الإعلام لتسليط الضوء على فاعليتها في تقديم الرعاية الصحية النفسية، والتغلب على وصمة العار المتعلقة بها، "Top of Form" علاوة على ذلك، اقترح بعض المستفيدين إجراء جلسات العلاج عبر الرسائل النصية الفورية المباشرة بسبب صعوبة الانفتاح بأريحية في اللقاء الشخصي، بينما اقترح آخرون العلاج النصي لمتابعة التواصل بين المراجع ومقدم الرعاية النفسية وإضافة مواقع الصحة النفسية في جلسات العلاج عبر الإنترنت، ومن ناحية أخرى، سعى الأخصائيون النفسيون إلى تطوير تطبيقات وبرامج إلكترونية عبر منصات في الشبكة العنكبوتية للرعاية عن بُعد لمشاركة العلاج بشكل آمن وسري بين المستفيدين ومقدمي الرعاية الصحية.
وأضافت: خرجت الدراسة بفوائد عدة، منها الكشف عن التحديات وطرح التوصيات المتعلقة باستخدام خدمات الرعاية الصحية النفسية الافتراضية من قبل المرضى والأخصائيين في سلطنة عُمان، وحسب علم الباحثين، فإن هذه هي أول دراسة تستخدم تصميماً نوعيا في محاولة لاستكشاف التجارب المختلفة للمستفيدين والأخصائيين تجاه الرعاية الصحية النفسية، باستخدام الاتصال المرئي، في دولة من دول الشرق الأوسط خلال جائحة كوفيد-19.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة النفسیة
إقرأ أيضاً:
الإمارات تُطلق حقبة جديدة في مستقبل الرعاية الصحية
سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
أخبار ذات صلة الإمارات توزع 13586 سلة غذائية على النازحين في جنوب غزة سيف بن زايد يقدم واجب العزاء في وفاة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعودحققت الجهات الصحية نجاحاً لافتاً يؤكّد مكانتها الرائدة كمحرّك رئيس لتطوير قطاع الرعاية الصحية المحلي والعالمي، عن طريق تطوير حلول صحية مستدامة لجميع فئات وأفراد المجتمع، لاسيما في مجالات الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي وطب المستقبل، مّما يجعل الإمارات نموذجاً يُحتذى به لدول المنطقة والعالم.
ويلتزم القطاع الصحي بدعم الابتكار واستشراف المستقبل ومواكبة التطورات العالمية، بما يسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي متقدم للابتكار الصحي، وتحقيق الأهداف الوطنية الطموحة، وتقديم نموذج يُحتذى به إقليمياً وعالمياً في الاستفادة من التكنولوجيا لخدمة المجتمعات، مع التأكيد على دور الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي لتطوير حلول طبية متقدمة ومستدامة.
وكشفت الجهات الصحية، خلال مشاركتها في مؤتمر ومعرض الصحة العربي «ارب هيلث 2025»، عن حزمة متكاملة من المشاريع والمبادرات الاستراتيجية، التي تسهم في تعزيز جودة الخدمات الصحية المستقبلية. وتتميز هذه المبادرات بتوظيفها المتقدم للتقنيات الرقمية والنماذج التنبؤية ونظم المعلومات الصحية، مع التركيز على الترابط بين الصحة والمناخ. وتندرج هذه المشاريع في إطار الاستراتيجية الشاملة لضمان توفير خدمات رعاية صحية استباقية عالية الجودة، والارتقاء بمستوى الصحة العامة في المجتمع، وتعزيز الوعي والالتزام بالوقاية الصحية، وذلك من خلال كوادر متخصّصة مؤهلة وبمشاركة فاعلة من القطاع الخاص ضمن منظومة حوكمة موثوقة.
مرتكزات المستقبل
وتشير المشاريع والمبادرات للجهات الصحية، إلى 5 مرتكزات ترسم مستقبل منظومة صحية مرنة، تعتمد طرق عمل مبتكرة للخدمات الصحية بمعايير مستقبلية.
وتمثّل المشاريع التحولية حجر الزاوية في الجهود الوطنية لتعزيز جاهزية القطاع الصحي لمواجهة التحديات المستقبلية، عبر تنفيذ حزمة الخدمات المبتكرة، التي تجسّد رؤيتها في تطوير القطاع الصحي بشكل شامل ومتكامل، بما يسهم في إرساء منظومة صحية رائدة إقليمياً وعالمياً تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
ويُعد توظيف الذكاء الاصطناعي، ثاني هذه المشاريع، في خطوةٍ تعكس الالتزام بتعزيز جودة وكفاءة الخدمات الصحية من خلال توظيف التقنيات المتقدمة، التي تسهم في تعزيز جودة الخدمات الصحية المستقبلية.
وتتميز المبادرات التي تعكف على تطبيقها الجهات الصحية، بتوظيفها المتقدم للتقنيات الرقمية والنماذج التنبؤية ونظم المعلومات الصحية، مع التركيز على الترابط بين الصحة والمناخ. وتندرج هذه المشاريع في إطار الاستراتيجية الشاملة لضمان توفير خدمات رعاية صحية استباقية عالية الجودة، والارتقاء بمستوى الصحة العامة في المجتمع، وتعزيز الوعي والالتزام بالوقاية الصحية، وذلك من خلال كوادر متخصّصة مؤهلة وبمشاركة فاعلة من القطاع الخاص ضمن منظومة حوكمة موثوقة. وهذه الأنظمة، هي الأكثر تطوراً وتقدم حلولاً رائدة تنسجم مع الاستراتيجيات الوطنية ورؤية «نحن الإمارات 2031»، لترسيخ منظومة صحية مرنة مستمرة التحديث والتطور تحقق نتائج ريادية، وتوظف القدرات الرقمية وتعمل كمنصة عالية الكفاءة والفعالية في الاستجابة للفرص المستقبلية.
وتعتبر الجهات الصحية، الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً لدعم استدامة النظام الصحي، وتقديم حلول مبتكرة ذات أثر ملموس في تحسين جودة الحياة، وسيكون الأداة الأهم في تحقيق تحول جذري في الرعاية الصحية.
أما ثالث هذه المرتكزات، فهو الأداء والتميز الإكلينيكي، ويرتكز على التحليل المعمق لبيانات الجراحات التي تُجرى في المستشفيات ونسب إشغال غرف العمليات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يتيح للمستشفيات تحسين مؤشرات الأداء ومقارنتها بالفترات الزمنية السابقة، وبالتالي تعزيز التخطيط الاستراتيجي والكفاءة التشغيلية.
بالإضافة إلى التحليلات التنبؤية التي تدعم التخطيط الأمثل للموارد وتسهم في تقليل الازدحام، وتعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل اتجاهات المواعيد واستخدام العيادات وتخصيص الموارد، وعرض بيانات تفاعلية عن تدفق المرضى، ما يسهم في تحسين الكفاءة والفاعلية في تقديم الخدمات.
وفي إطار تعزيز سلامة المرضى، يبرز مرتكز تقليل الأخطاء التي يمكن تجنبها في بيئة الرعاية الصحية، من خلال بيانات مركزية لرصد وتحليل الحوادث ومعدلات الامتثال والمقاييس الخاصة بالحالات، مع التركيز على الحالات الحرجة، مثل التقرحات السريرية والتسمّم الدموي والفشل الكلوي الحاد وغيرها.
بالإضافة إلى إرشادات سير العمل والبروتوكولات الطبية، التي توجه الفرق متعددة التخصّصات إلى ضرورة التدخل السريع واتخاذ إجراءات فعّالة، مما يسهم في خلق بيئة علاجية أكثر أماناً وموثوقية.
وبذلك تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة، للعالم نموذجاً متقدماً في الابتكار الصحي والاستدامة، الأمر الذي من شأنه الإسهام في تطوير الأنظمة الوقائية والتقنيات العلاجية للحفاظ على صحة الأسرة والمجتمع.
أبرز المشاريع
ومن أبرز المشاريع والمبادرات التي تعمل عليها الجهات الصحية، مشروع رائد للتدقيق الذكي على المخططات الهندسية للمنشآت الصحية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والمنصة الوطنية لتوحيد تراخيص المهن الصحية، ومشروع تحليل المؤشرات الحيوية للرعاية الصحية الوقائية المعزّز بالذكاء الاصطناعي.
كما تشمل المبادرات منصة «صوت المتعامل» لتعزيز تجربة المتعاملين كجزء من منظومة متكاملة لتصفير البيروقراطية في القطاع الصحي، وبرنامج «مسار» المبتكر لتعزيز جودة الحياة الصحية لطلبة المدارس وخلق بيئة مدرسية صحية مستدامة.
بالإضافة إلى مشاريع صحة الأسرة ورعاية المجتمع، والابتكار في الصحة النفسية، ومستقبل الرعاية الصحية، والصحة الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة وجودة الحياة.