لجريدة عمان:
2024-10-01@03:15:05 GMT

محمد بن عيدروس آخر الشعراء المغنين الجوالين

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

في عام 1996 أعددتُ بحثًا ميدانيًّا عن البرعة، الفن الغنائي الشهير في محافظة ظفار ونشرته عام 2002م في كتاب بعنوان «الموسيقى العُمانية والتراث العربي» وهو من إصدارات مركز عُمان للموسيقى التقليدية، وتحرير الأستاذ الدكتور عصام الملّاح.

جمعت في ذلك البحث الميداني روايات عديدة عن البرعة وعود القمبوس وعازفيه في مدينة صلالة، وكان من بين الأسماء التي تكررت في الروايات الشاعر «محمد العيدروس» كأقدم عازف لعود القمبوس معروف في مدينة صلالة.

وأول جولات الجمع والتوثيق الميداني في ولاية صلالة كانت بإشراف الدكتور يوسف شوقي عام 1983، وبعد وفاته -رحمة الله عليه- تابع العمل الفاضل خلفان بن أحمد البراواني والدكتور عصام الملّاح مع عدد من الزملاء بالمركز والتلفزيون العُماني، وكنت في معظم الأوقات عضوًا في فريق عمل الأخيرين.

وأستطيع القول: إن معلومات مهمة موثّقة في أرشيف المركز بالصوت والصورة عن التراث الموسيقي العُماني في مدينة صلالة التي هي المكان الجغرافي الأخير الذي حلّ فيه محمد بن عيدروس آخر الشعراء المغنين الجوالين.

وفي الواقع أجمع العديد من الرواة على قِدم استعمال آلات العود في مدينة صلالة دون ذكر أسماء العازفين سوى محمد العيدروس وأحيانا يسمونه أحمد العيدروس، وأنه رجل قدم من حضرموت إلى صلالة وعاش في حافة الشنافرة إلى أن توفاه الله تعالى.

ومن بين آخر الروايات التي سجلتُها في هذا السّياق تلك التي ذكرها لي الفنان سعيد بن فرج بن ناصر الغساني المشهور بسعيد المجدد -رحمة الله عليه- ونشرتُها في كتابي «من الغناء العُماني المعاصر» الذي صدر عن النادي الثقافي عام 2017، وكان موضوع الكتاب الأساسي دراسة في ألحان سالم بن علي وجمعان ديوان.

وقرأتُ في الفيسبوك مقالًا قصيرًا ومهمًا جدًا نشره الفاضل علوي بن حفيظ من مدينة الغيضة اليمنية، وأعادت نشره الفاضلة نور عبدالعزيز.

وعلوي حفيظ هو حفيد محمد بن عيدروس، ويذكر في مقاله اسم جده الكامل ونسبه ومكان وفاته، يقول: وهو الشاعر والمطرب محمد بن عيدروس بن عبدالله آل حفيظ أبو هيف المتوفى في مدينة صلالة عام 1368هـ، الموافق 1948م. والمقال مرفق بصور للقمبوس آلة الشاعر محمد بن عيدروس التي قدّر علوي حفيظ عمرها بأكثر من 200 عام. وفي الواقع توجد الكثير من المدن في جنوب وشرق الجزيرة العربية ذات تاريخ موسيقي عريق، مثل: مدينة مسقط وصلالة والغيضة، وبدرجة أقل في سيئون والمكلا، وقد ضاع جزء من هذا التاريخ، وما ننشره بين فترة وأخرى من التاريخ الواصل بيننا أو المنفصل عنا ما هو إلا قليل مما احتفظت به ذاكرة بعض الرواة هنا أوهناك، وهكذا مع مقال علوي حفيظ نجد حلقة من حلقات التاريخ الموسيقي المشترك مع أهلنا في المهرة وحضرموت اليمنيتين.

وحسب رواية علوي بن حفيظ فإن محمد بن عيدروس هو من مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة اليمنية، ومنها رحل إلى مدينة صلالة العُمانية وسكن فيها كما وسبقت الإشارة، ويضيف: إن أصول العائلة تعود إلى حضرموت حيث هاجر الأجداد منها إلى الغيضة قبل ثلاثة قرون.

وفي هذا السياق تذكر الروايات الشفهية والمكتوبة عددًا من الشعراء المطربين عازفي القمبوس المتجولين في أرجاء منطقة المحيط الهندي شرقها وغربها وشمالها، وهم في الواقع رواد الغناء العودي وقوالبه الفنية التي لا يزال يرددها الجميع في الجزيرة العربية وشرق آسيا منذ يحيى عمر أبو معجب في القرن السادس عشر إلى محمد بن عيدروس في النصف الأول من القرن العشرين الميلادي.

ومن جهة متصلة توجد رواية أخرى عن مطرب وعازف قمبوس اسمه أحمد شهاب أو شهاب أحمد سكن مدينة مطرح بمحافظة مسقط، ويُقال أن أصله أيضا من حضرموت ولكن انقطعت أخباره، ونتمنى من أحفاده نشر معلومات عنه؛ حيث يُعدّ شهاب أحمد واحد من أبرز المطربين المُجيدين للصوت في عُمان والخليج؛ فقد كان يأتي إليه هواه هذا الغناء من الخليج وغيره لحضور جلساته الفنية وفي مقدمتهم الفنان الشيخ محمد بن فارس. ويمكن الاطلاع على المزيد من التفاصيل في كتاب محمد العماري «محمد بن فارس أشهر من غناء الصوت في الخليج»، ومقالي في مجلة نزوى العدد89/2019 الذي يحمل عنوان «مكانة الصوت في التراث الموسيقي العُماني».

ومحمد بن عيدروس -حسب ما ذكره علوي بن حفيظ- هو شاعر وأديب استهواه الفن والطرب فاشتهر بعزفه المتقن على العود (القمبوس)، حيث ما زال عوده الخاص موجودًا إلى اليوم ويتم الاحتفاظ به كقطعة أثرية نادرة. وكان في شبابه كثير الأسفار وتردد على الهند وحيدر آباد والبصرة والكويت وغيرها من البلدان بالإضافة إلى تجواله في العديد من مناطق اليمن كحضرموت ويافع وجالس زعماء بعض تلك البلدان.

وفي الكتاب المشار إليه في مقدمة المقال نشرت جزءًا من قصيدة له في مدح السلطان سعيد بن تيمور رواها المغفور له القاضي أحمد بن علي بن محمد الباص من ولاية طاقة المجاورة لولاية صلالة، والنص طويل وموّثق باللّحن على ما أتذكر في أرشيف مركز عُمان للموسيقى التقليدية، وهذا مختصر منه:

أول بدي بك يا كبير الأكبر ..

وخص عبدك في جميع أموره

يا مالك الأملاك سألك تستر..

وأجعل ذنوبي يا صمد مغفوره

والفين صلى الله عدد ما نذكر..

المصطفى المختار شارق نوره

عند النبي جاء الأمين وبشر..

وأتاه بالفرقان كم من سوره

يا معتني أحمل كتابي وأنشر..

أركب فرس ما مثلها مشهوره

مقصدك للسدّة، نشد وتخبر..

قول: جيت أنا عند الملك بازوره

بيرخصوك ويطلعوك العسكر..

الحصن شامخ نايفات اقصوره

سلم على السلطان مني ألف كر..

سيد سعيد بحيي ذيك الصوره

الليث أبو قابوس نجم أزهر..

واللي بدى بادي خرج طابوره

مسلم الكثيري موسيقي وباحث

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی مدینة صلالة الع مانی

إقرأ أيضاً:

صلالة يحصد الجولتين الأولى والثانية في دوري الأندية للبولينج

انتهت الجولتان الأولى والثانية في دوري الأندية للبولينج للموسم الرياضي 2024-2025، بتصدر نادي صلالة في المركز الأول برصيد 24 نقطة، وفي المركز الثاني نادي مصيرة برصيد 22 نقطة، وحل في المركز الثالث نادي السيب برصيد 16 نقطة، أما في المركز الرابع فجاء نادي المصنعة برصيد 14 نقطة، وخامسا نادي العامرات برصيد 12 نقطة، والمركز السادس ذهب إلى نادي النهضة برصيد 12 نقطة، أما المركز السابع فحققه نادي عمان برصيد 12 نقطة، ونادي بوشر حل في المركز الثامن برصيد 11 نقطة، وجاء في المركز التاسع نادي الاتفاق برصيد 10 نقاط، وحقق نادي أهلي سداب المركز العاشر برصيد 10 نقاط، والمركز الحادي عشر حل فيه نادي النصر برصيد 8 نقاط، وحصل نادي جعلان على المركز الثاني عشر برصيد 8 نقاط، وجاء في المركز الثالث عشر نادي الوحدة برصيد 6 نقاط، ونادي البشائر حل في المركز الرابع عشر برصيد 3 نقاط، وفي المركز الخامس عشر والأخير نادي صحم برصيد 0 نقاط.

وأقيمت منافسات الدوري على صالة مركز السيب للبولينج بمشاركة أكثر من 100 لاعب ولاعبة يمثلون 15 ناديا وهي: العامرات والمصنعة وجعلان والوحدة والاتفاق والنصر والسيب وبوشر وصلالة ومصيرة وأهلي سداب والبشائر والنهضة ونادي عمان ونادي صحم، على أن تقام الجولة الثالثة من الدوري في 18 أكتوبر المقبل، وتستمر منافسات الدوري حتى يوم 23 فبراير القادم.

وحول انطلاق منافسات دوري الأندية للبولينج قال أيمن بن سالم الجهضمي أمين سر اللجنة العمانية للبولينج: شهدت الجولتان الأولى والثانية من الدوري مستوى عاليا من المنافسة، وظهرت الفوارق الفنية بين الفرق من خلال النقاط التي سجلها كل نادي، والدوري يتيح للاعبين واللاعبات العمانيين واللاعبين الأجانب فرصة جيدة للتنافس والاحتكاك وتبادل الخبرات الفنية في البولينج وتطوير أداء الفرق المشاركة في الدوري، ويمثل الدوري محطة لرفع جاهزية واستعداد لاعبي المنتخبات الوطنية للرجال والنساء للمشاركات الخارجية على المستويين القاري والدولي، ومن خلال منافسات الدوري يكتسب اللاعبون المزيد من الخبرة في اللعبة لتحقيق أفضل النتائج في المحافل الخارجية، وتتطلع اللجنة العمانية للبولينج خلال المرحلة المقبلة إلى زيادة البطولات والدوريات والمسابقات المحلية، والتوسع في نشر لعبة البولينج في أندية جميع محافظات سلطنة عمان، وتشكيل منتخبات في المراحل السنية للذكور والإناث.

من جانبه قال اللاعب عادل بن علي الجلاف من نادي مصيرة: يضم دوري الأندية للبولينج فرقا قوية ولاعبين يتمتعون بباع كبير من الخبرة في البولينج، وكل فريق يلعب في الدوري من أجل الفوز والوصول إلى الجولات النهائية في الدوري، وهذا التنافس الكبير في الدوري يدفع كل فريق لتقديم أفضل إمكانياته الفنية من أجل تحقيق أكبر عدد من النقاط وتصدر الترتيب العام للأندية، وحرص نادي المصيرة على تزويد الفريق باللاعبين المتميزين في لعبة البولينج ووضع خطة تدريبية متكاملة لرفع الجاهزية الفنية والبدنية للفريق، ونتوقع أن تشهد الجولات القادمة مستوى أعلى من التنافس، واستطاع نادي مصيرة تحقيق المركز الثاني في الجولتين الأولى والثانية ونطمح لتقديم الأفضل في الجولات المقبلة وخطف لقب الدوري.

فيما قالت اللاعبة ضحى السيبانية من نادي عمان: ظهر نادي عمان بمستوى جيد في أول جولتين من دوري الأندية للبولينج، وسيواصل الفريق تدريباته واستعداداته للجولات المقبلة، وبعض الجوانب في الدوري تتطلب التطوير منها توزيع اللاعبات المشاركات في الدوري على جميع الفرق، وعدم تمركز أغلب اللاعبات في فريق واحد، مما يتيح فرصة أكبر للتنافس، وندعو اللجنة العمانية للبولينج لإعادة النظر في هذه النقطة خلال الدوري القادم، فبسبب الفوارق الفنية الكبيرة بين الفرق أصبح من السهل توقع الفرق الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى في الدوري، ولذلك لا بد من تغيير نظام الدوري ووضعه بطريقة تسمح للفرق بالمنافسة، ولكن في جميع الأحوال التنظيم العام للدوري جيد، وخصوصا فيما يتعلق بمواعيد الجولات لم تكن مضغوطة وبينها فارق زمني يسمح للأندية بمواصلة تدريباتها، وفيما يتعلق بأداء اللاعبين واللاعبات في الجولتين والأولى والثانية ظهروا بمستوى كبير ونافسوا على أرقام صعبة، وتعتبر لعبة البولينج من الألعاب المفضلة لدى شريحة كبيرة من الشباب وعندما يمارسونها يستمتعون كثيرا ويحرصون على تطوير أدائهم فيها من خلال المشاركة في أغلب المسابقات المحلية.

مقالات مشابهة

  • د. أسامة عيدروس: جرتق النيل ومحكات القيود
  • لقاءان في الأدوار النهائية بالدوري العام للهوكي.. غداً
  • شاهد.. فيديو من داخل الطائرات الإسرائيلية التي أغارت على مدينة الحديدة
  • جمارك مطار صلالة تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة
  • العمل تُطلق مبادرة «سلامتك تهمنا» بالتعاون مع مجلس أمناء مدينة القاهرة الجديدة
  • صلالة يحصد الجولتين الأولى والثانية في دوري الأندية للبولينج
  • أحمد عمر هاشم: الأزهر يحمل راية الوسطية التي جاء بها القرآن الكريم
  • وفاه الشاعر الشاب مكي أحمد متأثرًا بإصابته في مدينة ود مدني
  • فرقة "أنغامنا الحلوة" وعيد الفلاح وأمسية شعرية ضمن فعاليات وزارة الثقافة.. غدًا
  • صلالة يفوز على النصر في دوري الهوكي