جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-02@12:22:16 GMT

صراع الأفكار

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

صراع الأفكار

 

 

ماجد المرهون

majidomarmajid@outlook.com

 

 

لنشأة أفكارنا مُسبباتٍ كثيرة وهي مآل ما تكتسبه حواسنا التي تؤدي إلى استثارة محفزات ذهنية تفاعلية، ثم تحولها إلى الإدراك التخيلي الذي يستنكر بعضها فيطردها مراغمًا لاعتباراتٍ عقائدية ولياقات أخلاقية وعُرفية أو يُؤجلها بتبريراتٍ ظرفية وقتية وربما مادية، ويَستحسِن بعضها فيتبناها لإنتاج النواة الأولى للفكرة التي تولد في سجن العقل وترسل نداءات طلب حريتها بوتيرةٍ مُستمرة، وستخفت تدريجيًا مع مرور الوقت وستذوي مع تقادمها إن لم تجد تجاوبًا عند سجَّانها ولكنها لا تموت، بل سوف تنتقل ببطءٍ شديد إلى ملف الأحلام لتنضَّم إلى ركام الأفكار السابقة، فتلمع إحداها بين الحين والآخر مؤكدةً وجودها ومستجديةٍ إطلاقها.

ولكلٍ منَّا فكرةٌ خلاقة؛ بل أفكار رائعة وحبيسة، نحن من صنعها في عالمٍ غير مُدرك، ولا تنشأ أفكارنا إلّا في قيعان ذلك العالم الخصب والذي لا يتوقف عن تخليقها تباعًا دون توقف، بيد أنَّ القليل جدًا منها ما يجد طريقه إلى الواقع بحسب قوة الدوافع وضرورتها وبحسب الأدوات المتاحة لتحقيقها، ولعل المُمكنات المادية في العالم الملموس كالجهد والوقت والمال هي العوامل الرئيسة التي تأخذ بيد الفكرة إلى النور فيجد التفكير طريقه إلى منفذ التعبير، ومع أن إمكانية تحقيق الفكرة في غياب أحد العوامل الثلاثة ممكنًا إلا أنها ستخرج هزيلة أو ضعيفة وقد لا ترقى إلى مستوى الطموح المنشود.

لا ريب أن مُعظمنا قد أنجز شيئًا من أفكاره بعد أن بدأت بشرارة عصبية صغيرة جدًا في وعينا ثم تبنتها عقولنا لتجتبيها في سبيل تذليل المعوقات وتخطي العقبات وتجاوز الصعوبات، وهذا هو الغراس الطبيعي السليم في تحدي الإنسان لنفسه والتكيف مع ظروفه لتحقيق طموحه وأحلامه وبلوغ غاياته وآماله وجني ثمار جهده وتعبه، ولولا الصراع الناشئ بينه وبين أفكاره ما اضطلع بما هو عليه اليوم من تقدم وتطور، وقد فصَّلتُ في هذه المقدمة على النحو السالف حتى اصطنع مفهومًا حسيًا واضحًا لما يتولد من التفكير مرورًا بالشحن المعنوي ووصولًا إلى التجسيد الواقعي.

ربما يكون ما تقدم معلومًا لدى الجميع بشكل أو آخر ولكن ما قد لا يعلمه الكثير او يجهل تفسيره هو بقاء فكرةٍ تحررت في شكل عمل غير مكتمل أو غير ناجح مسيطرةً على دماغ الإنسان وعدم قدرته على نسيانها أو التخلص منها، علمًا بأنَّ الكثير من المهام قبلها وبعدها كانت ناجحة وبعضها كان متقدمًا وبارزًا في فعاليته، لكنها تُهمَّش بمرور الوقت لقدرة الدماغ على نسيان الأحداث المكتملة، ثم تتحول الفكرة غير مكتملةِ النتيجة إلى مصدر قلق وإزعاج مستمر وهو ما يُعرَف بـ"تأثير زيجارنيك" نسبةً إلى عالِمة النفس السوفيتية بالوما زيكارنيكوف.

وتتكون حالة من المُغالبة بين الإنسان وذاته إزاء فكرةٍ قديمةٍ انتهت بنتيجةٍ فاشلة أو غير مكتملة، وتتحول إلى عائق يصعب تجاوزه وقد يفضي إلى الحد من انسيابية الأفكار الإيجابية المحتجَزة وراءه حتى إذا وصل مرحلةٍ لا تخلو من المخاطرة المُستهينةِ بالنتائج المُحتملة اقتحم العقبة الكؤود التي تؤرقه في محاولة جديدة مع اعتبار عدم أهمية تنفيذها الآن وكان من الأحوط هجرها هجرًا جميلاً، وعليه فإن تأثير الفكرة أحيانًا يكون سلبيًا إذا ما أصر صاحبها على تنفيذها مع علمه بالأخطار التي تصاحبها والنتائج الضارة المترتبة على تصعيدها إلى النطاق العملي، وهي مرحلة لا تخلو من معاندة النفس والتعنُّت المدعوم بنزعة التحدي، خصوصًا إذا كان جموح الفكرة لا يخدم أحدًا ولا يعود بمنفعة على المجتمع بقدر ما يعود بالضرر على صاحبه في المقام الأول وكان من الأجدر تركها تركًا جميلًا.

قد تُساور أحدهم فكرة شديدة الإقناع بمخالفة أمرٍ، ربما يتفق عليه كل المجتمع أو مُعظمه، وليس بقصد المخالفة وإنما بسبب سيطرة تلك الفكرة على ذهنهِ واستماتتها في الإلحاح والدفع به لتنفيذها حتى تتحرر من قيودها وتنال حريتها مع خروجها إلى الواقع ولكنها تعود على صاحبها وبالًا فيغدو أسير الألم حبيس النَّدم، فليس كل ما يفكر به المرء قابل أو واجب التنفيذ إذ إن ضرر بعض ما نفكر به ينضوي تحت المخاطر العالية ويندرج ضمن موجبات الوقاية والحماية، كما قد تختلط الأفكار دون ترتيب لدى معظم الناس وأنا منهم والقليل مَن يمكنه تخطيطها إلى أهدافٍ قابلة للتنفيذ على رأس القائمة، تليها أهداف ممكنة التنفيذ يومًا ما لعدم توفر ممكناتها في الوقت الراهن، وأخيرًا أهداف غير قالبة للتنفيذ لظروفٍ ماديةٍ أو اجتماعية أو غيرها، ولكنها ليست مستحيلة فتصبح الأولوية لأحسنها عند انتفاء الأسباب والأخطار واضمحلال الموانع والأضرار.

لولا كثرة الحديث عن محاسن السكوت لما علمنا فضائله ولولا الأفعال الخبيثة ما استطعنا تقييم الأفعال الحميدة، ولولا اشتجار فكرة هذا المقال مع ذهني لما رأى النور، وإن كُل ما لم نجعل له قالبًا في صيغة قول أو فعل فهو غير موجود في الواقع وإن كان موجودًا في الذهن، ومع أن كيفية نشأة الفكرة لاتزال غير مفهومة علميًا، إلّا أننا لا ننكر تكونها جراء ما نراه ونسمعه ونستشعره ونستذكره وما تحدث به النفس من خير وتُوَسوِس به من شر.

قال سُقراط: "أفكارك هي التي تجعل حياتك وردًا، أو تجعل حياتك شوكًا"

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد 11 سنة احتشام واعتزال الفن..منال عبد اللطيف تمهد العودة بخلع الحجاب

كشفت الفنانة منال عبد اللطيف أسباب ابتعادها عن الساحة واعتزالها الفن، ولحظات اتخاذها قرار ارتداء الحجاب، وفتحت قلبها عن أسرار بحياتها الشخصية وعلاقتها بنجوم مشاهير الفن، لذلك تصدرت مؤشرات البحث "التريند"، بعدما أكدت ان فكرة خلع الحجاب تراودها من حين لآخر.

منال عبد اللطيف


أكدت منال عبد اللطيف عن قرار ارتداء حجابها واعتزالها الفن، قائلة: " يعني لما اخد قرار وافكر وأقول تمام هبدأ، وكل صحابي بيقولولي اقلعي الحجاب وانتي محجبة ليه حرام، وكل الفنانين اللي اشتغلت معاهم قالولي كده في الفترة الانتقالية بتاعتي كلهم بلا استثناء، ولما اتقابلنا في حفلات خارجية بعد كده بره كانوا بيقولولي ليه حد يغطي الشعر الحلو ده".

تابعت منال عبد اللطيف،: "أنا مبحبش الروتين في حياتي، ففجأة كده لوحدي قولت مش عايزة أكمل شغل انا عايزة اتحجب، وقرار الحجاب كان بقاله أكتر من سنة بيراودني لكن انا كنت مترددة إلا أن الحمد لله ربنا شاء وصحيت من النوم قلت أنا هتحجب، وكان في التوقيت ده أنا شغالة مسلسل كيد النسا الجزء الثاني وكنت ماضية 5 مسلسلات واخدت القرار اني هتحجب وهقعد".

منال عبد اللطيف

وأضافت منال عبد اللطيف معلقه: "وكلمت كل الناس اللي كنت لسه هبدأ معاهم شغل وقولت لهم انا اتحجبت قالولي اتحجبتي ازاي انتي شغالة مع فيفي عبده وعندك مسرح بالليل قولت لهم اللي بدأته هنهيه لكن اللي مبدأش مش هعمله وكان قرار".

منال عبد اللطيف: تراودني فكرة خلع الحجاب 

تحدثت منال عبد اللطيف عن رغبتها في خلع الحجاب، بعد سنوات من ارتدائه، قائلة: "بفكر أني أقلع الحجاب، ليه الفكرة بتراودني لأن أوقات بتوحشني منال المنطلقة، وأنا بطبيعتي منطلقة وأوقات بتوحشني منال وابقى عايزة انطلق في كل حاجة وأن مفيش حاجة تقيدني لكن سريعًا بقول لأ أنتي تدعي ربنا انه يثبتك لأن دي خطوة مش هينة على طول برجع لدماغي فورًا لكن بتراودني الفكرة طبعًا بتراودني".

منال عبد اللطيف

وأشارت منال عبد اللطيف: "وكل ما بتيجي الفكرة على بالي وأول يا منال اقلعي بقى الحجاب وبعدين أقول لنفسي انتي اخدتي الخطوة وقعدتي السنين دي، والفكرة اللي بتلح عليا أن إن شاء الله لما بنتي الكبيرة فرح تتجوز بفكر أني في الفرح أقلع الحجاب مش عارفة ليه بس الفكرة دي بتزن عليا ومش ضروري ألبس فستان مفتوح أهم حاجة أني أكون منطلقة لأن دايمًا الطرحة بتضايقني وأقعد طول الوقت أظبطها، وبقالي 11 سنة محجبة".

منال عبد اللطيف


انطلقت منال عبد اللطيف في مشوارها الفني منذ طفولتها بالمشاركة في برامج الأطفال منها "البرلمان الصغير" وبعدها في "بندق وبندقة"، واستمرت في التمثيل من خلال مسلسل "ضمير أبلة حكمت" وفوازير "جدو عبده"، تعرف عليها من الصور :

لطيفة تطلق أحدث أعمالها الغنائية بعنوان "نويت أعانده"

مقالات مشابهة

  • مصر: الشعب بين غشم النظام وخرس النخبة
  • مقاهي لبنان ترتدي حلّة يورو ٢٠٢٤... أسعار لا تناسب الواقع
  • حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟
  • ابنى مدرسة.. تمجد اسمك
  • حول الأوضاع في السودان ونقد موقف حكومة الأمر الواقع
  • بإبداعات لوحة الكريستال ينطلق البرنامج الصيفي في «نسائية دبي»
  • مختبر افتراضي في تعليم الرياضيات
  • في الليلة الثانية لميدفست في وجه بحري.. ميرفت أبو عوف: مناقشة المواضيع وتغيير الواقع يكون أسهل من خلال الأفلام
  • بعد 11 سنة احتشام واعتزال الفن..منال عبد اللطيف تمهد العودة بخلع الحجاب