فتحت وسائل التواصل الاجتماعي آفاقًا جديدة، وأحدثت ثورةً هائلة في حياة البشر، فقد أقامت مجتمعات وتجمعات إلكترونية، وكسرت قيود المسافات، وجعلت العالم قريةً صغيرة، فلم تعد المسافات عقبةً أمام التواصل، والتعبير عن أنفسنا بحرية، ليحتفل العالم في 30 يونيو باليوم العالمي لمواقع التواصل الاجتماعي تأكيدًا على تأثير هذه الشبكات على حياتنا ومجتمعاتنا.

وعلى الرغم من إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي، فإنّها تنطوي على العديد من السلبيات والمخاطر، فبحسب تحقيق أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، كشفت دراسة حديثة أنّ شركة فيسبوك كانت على علم بالمخاطر الصحية العقلية المرتبطة باستخدام تطبيق إنستجرام، لكنها أبقت هذه النتائج سرية، ووجد بحث داخلي أجرته شركة التواصل الاجتماعي العملاقة؛ أنّ إنستجرام أدى إلى تفاقم مشاكل صورة الجسم لدى واحدة من كل ثلاث فتيات مراهقات، وربط جميع مستخدمي التطبيق من المراهقين بينه وبين تجارب القلق والاكتئاب.

وهذا ليس أول دليل على أضرار وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ حددت جماعات المراقبة فيسبوك وإنستجرام باعتبارهما طريقين للتنمر الإلكتروني.

أضرار وسائل التواصل الاجتماعي

وبحسب موقع «yale medicine» على مدى العقد الماضي، حددت الأدلة المتزايدة التأثير السلبي المحتمل لوسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين، فقد أجريت دراسة بحثية على المراهقين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا، وتخلص الدراسة إلى إنّ أولئك الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من ثلاث ساعات يوميًا واجهوا ضعف خطر الإصابة بنتائج سلبية على الصحة العقلية، بما في ذلك أعراض الاكتئاب والقلق.

وتشير دراسات أخرى إلى أنّ هناك قلقا نسبيا يلحق بالفتيات المراهقات وأولئك الذين يعانون بالفعل من سوء الصحة العقلية، بالإضافة إلى نتائج صحية معينة، مثل الاكتئاب المرتبط بالتنمر عبر الإنترنت، وصورة الجسم وسلوكيات الأكل المضطربة، وسوء التغذية، فضلًا عن جودة النوم المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وتقول ليندا مايز، دكتوراه في الطب، ورئيسة مركز دراسات الطفل بجامعة ييل: «إنّ خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي مصممة للترويج لكل ما تبدو مهتمًا به، فعندما يبحث أحد المراهقين عن أي نوع من حالات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب أو الانتحار، فسوف يزودهم بمعلومات حول هذه الأشياء، لذلك قد يبدأون قريبًا في الاعتقاد بأن كل من حولهم مصابون بالاكتئاب أو يفكرون في الانتحار، وهو أمر ليس كذلك».

ويمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي إلى الإضرار بالمراهقين من خلال تعطيل السلوكيات الصحية المهمة، إذ يعتقد بعض الباحثين أنّ التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى المبالغة في تحفيز مركز المكافأة في الدماغ، وعندما يصبح التحفيز مفرطًا؛ يمكن أن يؤدي إلى مسارات مشابهة للإدمان.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعي أضرار التواصل الاجتماعي أضرار وسائل التواصل الاجتماعي وسائل التواصل الاجتماعي وسائل التواصل الاجتماعی

إقرأ أيضاً:

إليك بعض النصائح النفسية لتتواصل بشكل فعال مع ابنك المراهق

يواجه المراهقون وأولياء الأمور أحيانًا صعوبة في التواصل، ويتغير سلوك المراهق وردود أفعاله العاطفية بشكل كبير مع نموه من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة، ما قد يجعل العلاقات مع الوالدين أكثر صعوبة وفقًا لما نشره موقع everydayhealth.

وتمثل مرحلة المراهقة، مرحلة حرجة تتميز بتحولات جسدية ومعرفية ومعنوية وسلوكية كبيرة، ولكون الأسرة ذات أهمية قصوى في تنمية الفرد، فهي تلعب دور المؤثر الأساسي خلال هذه المرحلة، فهى تشكل البيئة الأولية التي تؤثر على الفرد، حيث يلعب التواصل الأبوي والاستجابة أدوارًا محورية.

حواجز التواصل بين الآباء والمراهقين

الفجوة بين الأجيال

بسبب الفجوة بين الأجيال، غالبًا ما يكون لدى الآباء والمراهقين معتقدات ووجهات نظر عالمية ومراجع ثقافية مختلفة. قد يكون من الصعب على الآباء فهم الصعوبات الحديثة مثل ديناميكيات وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يمكن أن تسبب سوء التواصل والانزعاج عندما يتحدث المراهقون مع والديهم عن مخاوفهم، فإنهم كثيرًا ما يشعرون بالحرج فيما يلي بعض أسبابه:

تنتج الفجوة بين الأجيال انقسامًا في وجهات النظر، مما يجعل المراهقين يخافون من أن آباءهم قد لا يهتمون بمشاكلهم.
قد يجد المراهقون الذين يخشون أن يُساء فهمهم أو توبيخهم صعوبة في التواصل بأمانة.
يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار العاطفي في مرحلة المراهقة إلى زيادة الحساسية وصعوبة التعبير.
يمكن لأساليب التواصل الرافضة التي يتبعها الآباء أن تخيف المراهقين وتمنعهم من التعبير عن أنفسهم بحرية.

الحجج

“إن الخلافات بين الآباء والمراهقين غالبًا ما تكون ناجمة عن مشاكل في التواصل، والاختلاف في وجهات النظر، والكثافة العاطفية، فبحث المراهقين عن الاستقلال كثيرًا ما يؤدي إلى صراعات مع رغبة آبائهم في حمايتهم وتوجيههم.

الاختلافات في أساليب الاتصال

اقرأ أيضاًالمنوعاتإلينا بيسكوبيا أول امرأة تحصل على الدكتوراه فى الفلسفة بالعالم

يتواصل الآباء والمراهقون في كثير من الأحيان بطرق مختلفة. قد يفضل الآباء أساليب أكثر دقة وغير مباشرة، في حين قد يفضل المراهقون تعبيرات أكثر مباشرة وصراحة وقد يشعر المراهقون بالارتباك، وقد يشعر الآباء بالإهانة نتيجة لهذا التناقض.

التأثير من الأقران و الضغوط الاجتماعية

تؤثر التوقعات الثقافية والأقران بشكل كبير على المراهقين، وقد تتعارض أحيانًا مع معتقدات الوالدين وإرشاداتهم، وقد يكذب المراهقون أو يحجبون الحقائق استجابة لهذا الضغط الخارجي لتجنب المواجهة أو انتقاد الوالدين، وهو ما قد يفسد التواصل المفتوح والثقة.

إليكم بعض النصائح للتواصل بشكل فعال مع المراهقين:

– تأكد من وجود اهتمام وثيق لما يقوله المراهقون.
– خصصوا وقتًا لبعضكم البعض على الرغم من انشغال المراهقين بدراساتهم وأصدقائهم وأنشطتهم اللامنهجية، إلا أنه لا يزال بإمكانك التحدث معهم أثناء العشاء والفطور.
– يحتاج المراهقون إلى منحهم بعض الخصوصية فلا تبخلوا عليهم.

– تشجيعهم على حل المشاكل. يحتاج جميع الشباب إلى الشعور بالخصوصية والاندماج ليكون لديهم شعور قوي بقيمة الذات.
– امدحهم إذا فعلوا شيئًا جيدًا، فهذا سيعزز احترامهم لذاتهم.

مقالات مشابهة

  • يورو 2024.. أكثر من 4000 حالة إساءة عنصرية في أمم أوروبا
  • (المحقق) تقف على السجالات المتبادلة بين مصريين وسودانيين على وسائل التواصل الاجتماعي
  • السب والقذف على السوشيال ميديا يقود امرأة للسجن.. ما المواد القانونية المختصة بذلك؟
  • كيف تصف الحياة من دون مواقع التواصل الاجتماعي في يومها العالمي؟ الجواب: هادئة
  • غضب على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب زوجة حسام حسن.. ما القصة؟
  • إليك بعض النصائح النفسية لتتواصل بشكل فعال مع ابنك المراهق
  • في يومها العالمي.. خبراء علم نفس: مواقع التواصل الاجتماعى جعلت العالم قرية صغيرة.. ويمكن استخدامها بشكل إيجابي لدعم الصحة النفسية
  • اليوم العالمي لمواقع التواصل الاجتماعي.. تأثير دائم على حياتنا الرقمية
  • العمانيون من ذوي الإعاقة ووسائل التواصل الاجتماعي