من الخطأ الفادح القول – وهو شائع بين أنصار الجيش – بأن المليشيات لا تستخدم تكتيكات عسكرية متقدمة.
على العكس، المليشيات تتفوق على الجيش في التخطيط الحربي وتكييف الخطط مع إمكانياتها وقدراتها القتالية.

التحليل :
تتميز المليشيا بأسلوب هجوم يعتمد على قوات خفيفة التسليح تهاجم النقاط الحاكمة وتقطع خطوط الإمداد، بعدها تعمل على إنهاك القوة الرئيسية للجيش بالمناوشات ، القصف، واستنزاف ذخيرته ، استعداداً لهجوم رئيسي يعتمد على عنصر المفاجأة وتعبئة القوات في هجوم شامل.

في المقابل، الجيش يعاني من البيروقراطية والبطء، مما يعيق تحضيراته ويجعله يعتمد على سلسلة أوامر معقدة ويبالغ في أخذ الحيطة والحذر لدرجة تقلل من فاعلية تحركاته. وكما يقول الجيش في أناشيده عن نفسه “نحن ناس بنحب الجرجرة”.

الحلول :
إفقاد الجنجويد ميزة الحركة السريعة : يمكن تحقيق ذلك بتشكيل قوات خفيفة تعتمد في تسليحها الأساسي على مركبات خفيفة الحركة، مثل “البكاسي”، وتحمل طاقماً من ثمانية جنود.

التخلص من بطء وبيروقراطية الجيش: يتم ذلك عبر تفكيك التكوين العسكري الحالي وتشكيل قوات خفيفة مشابهة للجنجويد في التسليح، تتبنى تكتيكات الملاحقة والاشتباك المستمر مع دعم جوي مستمر ، مما يضع المليشيا تحت الضغط و يستنزف عنصرها البشري في منطقة لا حواضن مجتمعية لها فيها.

خطوط عريضة للتنفيذ :
مصادرة سيارات الدفع الرباعي (البكاسي ): يجب مصادرة كل “البكاسي” الموجودة في بورتسودان مع تسليم وثائق تحفظ لاًصحابها تعويض من الدولة / الى جانب مصادرة بكاسي الخدمة التي بيد الجيش .

تخصيص ورشة رئيسية – نرشح عطبرة – لتجهيز هذه السيارات وطلائها وتثبيت حوامل للأسلحة عليها.

توفير المسيرات المقاتلة : عجز الجيش عن توفير مسيرات مقاتلة يمكن معالجته عبر الأيادي السودانية وتخصيص هنجر لها في عطبرة ، ويمكننا في منظمة النهر و البحر تولى تعديل هذه المسيرات وتسليمها للجيش لاستخدامها عبر الكفاءات العلمية في المنظمة .

التدريب: تدريب أفراد الجيش وكذلك كتائب المستنفرين على هذا النوع من الحروب ، أي أن يتم وضعهم على ظهور التاتشرات ليتحولوا لقوة هجومية تعتمد تكيات الحركة الخفيفة و كثافة النيران .

خلاصة :
تجارب الجيوش في ليبيا والعراق وأفغانستان، بل وحتى مصر، أمام المليشيات انتهت بتشكيل قوات خفيفة الحركة تعتمد على المركبات الخفيفة والمدافع الرشاشة والضربات الخاطفة.
عندما يتمكن الجيش من تطبيق تكتيك المفاجأة بحرفية وفاعلية، سيستطيع سحق المليشيات في غضون ثلاثة أشهر فقط حسب تقديراتنا .

عبدالرحمن عمسيب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تلغراف: تحرك الجيش يهز الأرض تحت أقدام سكان الخرطوم

قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن دوي أصوات القنابل والقصف الجوي المفاجئ، الذي تردد أصداؤه في ظلام الخرطوم الدامس، كان نذيرا بهجوم للجيش السوداني عبر نهر النيل لاستعادة العاصمة من قبضة قوات الدعم السريع.

وشن الجيش هجومه عبر جسرين من أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم، في أكبر عملية من نوعها حتى الآن ضد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، وفق الصحيفة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2استقالة مسؤولين أميركيين بسبب منحة عسكرية جديدة لإسرائيلlist 2 of 2"الأرض لنا ووداعا للعرب".. ليبيراسيون: إسرائيل تتجاوز الخطوط الحمراء في لبنانend of list

وتحدث أحد السكان يدعى طارق علي لصحيفة تلغراف عبر الهاتف قائلا "كان دوي القنابل شديدا حتى أنني شعرت كما لو أن الأرض تهتز".

وأضاف "لم ننم وكنا نسمع أصوات صواريخ عالية وقصف وقنابل منذ حوالي الساعة الثانية من صباح يوم الخميس".

حيث قتل الجنرال غوردون

ووقع الهجوم عبر جسر الفتيحاب في قلب المدينة التاريخي عند ملتقى النيل الأزرق والنيل الأبيض. ولفتت الصحيفة إلى أن هذا هو المكان نفسه الذي اجتاح فيه جيش الإمام محمد أحمد المهدي الجنرال البريطاني تشارلز غوردون وقتله قبل 139 عاما بعد حصار دام 10 أشهر.

وقال مواطن آخر يدعى محمد أحمد "كان الجميع مرعوبين ولم تكن هناك طريقة للخروج من منزلك، إلا إذا كنت ترغب بالمشاركة في القتال. رأينا قوات الدعم السريع تتحرك وتركض".

وتابع "لم يتوقع أحد هذا الهجوم. كان الجيش السوداني في موقف دفاعي، ولكن فجأة أصبحت قوات الدعم السريع تدافع عن المنازل وتحولها إلى نقاط عسكرية حصينة، وتطرد المواطنين بالقوة وتنهبها".

مشاهد النيران

ورسمت الصحيفة مشاهد من الخرطوم، حيث قالت إن النيران اشتعلت في برج بترودار وفندق هيلتون بالمدينة، فيما حاولت قوات الدعم السريع وقف تقدم الجيش عبر حي المقرن باتجاه منطقة السوق العربي.

وفي يوم السبت، استرد الجيش جسر الحلفايا على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال، مما أنهى فعليا حصار قاعدة عسكرية هناك، قبل أن يتقدم جنوبا.

وأشارت تلغراف في تقريرها إلى أن التقديرات تفيد بأن 150 ألف شخص لقوا حتفهم في الحرب حتى الآن، وفر أكثر من 10 ملايين من منازلهم، وبات الملايين على شفا المجاعة، حيث يمنع كل طرف من الأطراف المتحاربة دخول قوافل المساعدات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة خصمه.

وأردفت بالقول إن الاقتصاد والرعاية الصحية في السودان انهارت إلى حد كبير، وقفزت أسعار المواد الغذائية أضعافا مضاعفة.

وضع الناس لا يُصدق

وقال محمد أحمد "وضع الناس في الخرطوم لا يصدق. لا نملك أنا وعائلتي أي دخل يمكننا الاعتماد عليه في معيشتنا، بل نعوِّل على أقاربنا في الخارج لإرسال الأموال، وعلى المواد الغذائية التي تتبرع بها لنا الجمعيات الخيرية".

وزاد أن من بقوا في منازلهم ليس لديهم مكان يذهبون إليه ولا يريدون أيضا ترك ممتلكاتهم لتنهبها قوات الدعم السريع.

وأعرب الرئيس التنفيذي لوكالة الإغاثة الإسلامية العالمية وسيم أحمد عن اعتقاده أن هذه الحرب ستترك ندوبا كثيرة على المجتمع السوداني وعقول الناس ومما سيعانون منه، وأن التعافي منها سيستغرق عقودا من الزمن.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل هيوم: قوات من مشاة الجيش دخلت إلى لبنان للمرة الأولى منذ عام 2006
  • عاجل | المتحدث العسكري الإسرائيلي: قوات الجيش بدأت عملية عسكرية برية مركزة في جنوب لبنان
  • هدف الجيش السوداني هو القضاء عل المليشيا واجتثاثها وإرجاع المواطنين إلى منازلهم معززين مكرمين
  • تلغراف: تحرك الجيش يهز الأرض تحت أقدام سكان الخرطوم
  • الجيش يفشل عملية تسلل لبعض أفراد المليشيا للتصوير قبالة جسر الفتيحاب
  • (الجيش).. معركة كسر العظام!! تقدمٍ كبيرٍ في محوري دارفور والجزيرة
  • تقرير لـMiddle East Eye: الحرب الإسرائيلية على لبنان.. تكتيكات قاتلة بلا نهاية
  • قوات الجيش تتحرك نحو الخرطوم ونحو الجنينة في نفس الوقت
  • معركة الخرطوم .. نقاط شارحة لـ”هجوم الخميس” ومآلاته
  • معركة الخرطوم.. نقاط شارحة لـهجوم الخميس ومآلاته