الأمم المتحدة: إنقاذ «صافر» يدخل مرحلته الأخيرة
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
عدن (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكدت الأمم المتحدة أن عملية إنقاذ خزان «صافر» المتهالك، دخلت مرحلتها الأخيرة مع بقاء أقل من 30% من النفط الموجود في الخزان المتهالك قبالة السواحل الغربية لليمن على البحر الأحمر.
وقال مدير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، آخيم شتاينر، في تغريدة على حسابه في «إكس»، أمس الأول: «وصلنا اليوم إلى نقل 824.179 برميلاً من النفط الموجود في خزان صافر إلى الناقلة البديلة (اليمن)»، مضيفاً أنه تم نقل 71% من إجمالي النفط، والبالغ 1.14 مليون برميل.
وأكد شتاينر أن عملية الأمم المتحدة لوقف كارثة التسرب النفطي في البحر الأحمر أصبحت في مرحلتها النهائية، مع بقاء 29% فقط من مخزون «صافر» النفطي.
وأوضح المسؤول الأممي أن البرنامج الإنمائي، الذي يقود العملية، ملتزم بالعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع لحماية الحياة وسبل العيش، وقال: «مع كل برميل نفط يتم ضخه من صافر، مستقبل الصيادين والمجتمعات اليمنية أكثر ضماناً».
وترسو «صافر» التي صُنعت قبل 47 عاماً وتُستخدم منصّة تخزين عائمة منذ الثمانينيات، على بعد نحو 50 كيلومتراً من ميناء الحُديدة الاستراتيجي الذي يُعد بوابة رئيسية لدخول الشحنات، غرب اليمن.
وفي سياق منفصل، أكدت الحكومة اليمنية أن جماعة الحوثي عمدت إلى نشر الجوع والفقر بشكل ممنهج في أوساط المدنيين، وممارسة التضييق على منظمات الإغاثة العالمية، لافتة إلى أن الجماعة صعدت منذ الهدنة الأممية العام 2022 عمليات النهب المنظم للإيرادات العامة، وضاعفت جباياتها غير القانونية على القطاع الخاص.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن جماعة الحوثي تحاول تضليل الرأي العام اليمني بالتنصل من جريمة نهب ووقف صرف مرتبات المعلمين وموظفي الدولة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، ومطالبة الحكومة الشرعية بصرفها، فيما هي تواصل نهب الخزينة العامة والاحتياطي النقدي ومئات المليارات من الإيرادات العامة وعوائد واردات المشتقات النفطية.
وأوضح الإرياني، أن الحوثي لم تكتفِ بفرض قوائم بالمستفيدين من مشروع «الحوافز النقدية لدعم المعلمين والعاملين في المدارس» الذي تقدمه منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» خارج كشوفات موظفي الدولة بحجة «المدرسين الفاعلين» بل عمدت لنهب حوافز المئات منهم، في الوقت الذي تواصل فيه نهب مرتباتهم منذ 9 أعوام، حسبما صرح به لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
وأشار الإرياني إلى أن جماعة الحوثي عمدت إلى نشر الجوع والفقر بشكل ممنهج في أوساط المواطنين، بنهبها الخزينة العامة والاحتياطي النقدي والإيرادات العامة للدولة، والزكاة، وأموال الأوقاف، وتعطيل القطاع الخاص، وتقويض فرص العمل لعشرات الآلاف من العاملين، وممارسة التضييق على منظمات الإغاثة العالمية، ومنع التجار وفاعلي الخير من توزيع الصدقات على المحتاجين، وفرض الرسوم والجبايات غير القانونية، تاركة ملايين اليمنيين تحت مستوى خط الفقر والمجاعة.
ولفت الإرياني إلى أن جماعة الحوثي صعدت منذ الهدنة الأممية عام 2022 عمليات النهب المنظم للإيرادات العامة، والإيرادات الضريبية والجمركية للمشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، وضاعفت جباياتها غير القانونية على القطاع الخاص.
مضيفاً أن التقديرات تشير إلى أن إجمالي الإيرادات التي نهبتها جماعة الحوثي خلال الأعوام 2022- 2023 من قطاعات (الضرائب، الجمارك، الزكاة، الأوقاف، النفط، والغاز) بلغت أربعة تريليونات و620 مليار ريال، وهي ثلاثة أضعاف إيرادات الدولة في عام 2014 والبالغة تريليوناً و739 مليار ريال، بلغ بند المرتبات منها 927 مليار ريال.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي بممارسة ضغط حقيقي على الحوثي لوقف سياسات التجويع والإفقار الممنهج بحق المواطنين، ونهبها المنظم لإيرادات الدولة وتخصيصها لصرف مرتبات الموظفين بانتظام وفق قاعدة بيانات الخدمة المدنية لعام 2014، بدلاً من توجيهها لصالح ما يسمى «المجهود الحربي».
إلى ذلك، أكد رئيس هيئة الأركان العامة اليمنية الفريق الركن صغير بن عزيز أن القوات اليمنية ملتزمة بالقوانين الدولية والقانون الإنساني الدولي وقواعد الاشتباك تحت إطار السلطات الشرعية.
وقال بن عزيز، خلال لقائه وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي وذلك في مدينة مأرب أمس الأول، إن القوات الحكومية تقوم بواجباتها بموجب دستور الجمهورية اليمنية والقوانين النافذة، مشيراً إلى أن «جماعة الحوثي تنتهك كل القوانين والأعراف الإنسانية، من خلال استمرارها في تجنيد الأطفال، وعدم الالتزام بالقوانين والأخلاق، واستغلال المساعدات الإنسانية لخدمة حروبها ضد اليمنيين وتستخدمها لمجهودها الحربي والأغراض العسكرية، وتحتكر تلك المساعدات لعناصرها وأنصارها».
وشدد بن عزيز على الاستعداد التام لتقديم كل الدعم والتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتسهيل مهامها الإنسانية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة اليمن صافر البحر الأحمر الأمم المتحدة جماعة الحوثی إلى أن
إقرأ أيضاً:
قائد مهمة "أسبيدس" في البحر الأحمر: لسنا هنا لمحاربة الحوثيين ولا ندعم الهجمات على الأراضي اليمنية (ترجمة خاصة)
قال قائد القوات الأوروبية في البحر الأحمر (أسبايدس) الأدميرال فاسيليوس جريباريس، إن هدف قواته تختلف عن مهمة وأهداف القوات الأمريكية في المنطقة التي تشن غارات جوية على مواقع الحوثيين في اليمن.
ونأى قائد عملية الدفاع البحري التابعة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر بمهمته عن الضربات الأمريكية اليومية على الحوثيين، مع تزايد التوتر بين الأمريكيين والمتمردين اليمنيين المدعومين من إيران.
وأضاف جريباريس في مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال" نحن لا نقاتل الحوثيين، نحن نتعامل مع أفعالهم ضد قطاع الشحن، ونحمي السلع العالمية المشتركة مثل حرية الملاحة، وأرواح البحارة. لم نتسبب في أي إصابات للحوثيين خلال جميع هذه العمليات التي قمنا بها في تلك المنطقة".
أطلق الاتحاد الأوروبي عملية "أسبايدس" - المسماة باليونانية "درع" - في فبراير 2024 ردًا على هجمات الحوثيين على سفن الشحن في خليج عدن والبحر الأحمر إلى قناة السويس. توفر العملية حماية وثيقة للسفن التجارية، وتعترض الهجمات الموجهة إليها، وترصد التهديدات المحتملة وتُقيّمها.
موارد محدودة لمواجهة هجمات الحوثيين
تمتلك "أسبايدس" حاليًا ثلاث سفن - السفينة الإيطالية "فيديريكو مارتينينجو"، وسفينة "إتش إس هيدرا" التابعة للبحرية اليونانية، وفرقاطة فرنسية - لتغطية منطقة مهمة شاسعة تمتد إلى شمال غرب المحيط الهندي.
نظراً لافتقاره إلى المزيد من الموارد من دول الاتحاد الأوروبي، ركّز الأدميرال غريبريس جهوده على منطقة شديدة الخطورة تمتد على طول 2200 كيلومتر، حيث شنّ الحوثيون معظم هجماتهم حول مضيق باب المندب، الممر المائي الذي يبلغ عرضه 26 كيلومتراً ويفصل اليمن عن القرن الأفريقي.
وقال القائد: "مشكلتي الكبرى تكمن في عدد الموارد المتاحة لي واتساع منطقة العمليات، لأنني لا أستطيع حماية الجميع هناك".
قد يُسهم توفير الاتحاد الأوروبي المزيد من الموارد للمهمة في تخفيف الانتقادات الأمريكية لأوروبا بأنها لا تبذل قصارى جهدها في تأمين الطرق البحرية. يمرّ ما يصل إلى 15% من حجم التجارة البحرية العالمية عادةً عبر البحر الأحمر.
ونُقل عن نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، قوله في محادثة مسربة على منصة سيجنال الأسبوع الماضي: "أكره ببساطة إنقاذ أوروبا مرة أخرى"، وذلك دعماً لاقتراح ضرب الحوثيين.
ردّ وزير الدفاع، بيت هيجسيث: "نائب الرئيس، أشاركك تماماً كراهيتك للاستغلال الأوروبي. إنه أمرٌ مؤسف".
ردًا على تلك الادعاءات، صرّح الأدميرال جريباريس بأن بعض السفن التي وفرت لها مهمته حماية وثيقة تابعة لشركات أمريكية، أو لها مصالح أمريكية.
وقال: "إذا أرادت الدول الأوروبية أن يكون لها دور أكبر، فعليها اتخاذ قرار بشأن ذلك، وأنا هنا بالفعل لأُنجزه". وأضاف: "لقد قدمتُ بالفعل أدلة للجميع على أنه على الرغم من عدم امتلاكي للأصول اللازمة، فإننا نبذل قصارى جهدنا، ونقدم الأدلة والأرقام".
في غضون عام واحد فقط، ساعدت المهمة في مرور أكثر من 740 سفينة، 440 منها مُجهزة بحماية وثيقة - وهي مهمة تستغرق حوالي ثلاثة أيام لكل سفينة. وقد اعترضت المهمة 18 طائرة مُسيّرة، وزورقَين مُسيّرَين، وأربعة صواريخ مضادة للسفن.
وقال الأدميرال جريباريس إنه لو لم تتحرك المهمة، "لكانت [الضربات] قد أصابت السفن التي كنا نحميها في ذلك الوقت"، مع احتمال "خسائر في الأرواح وأضرار جسيمة على متن السفن".
وحسب جريباريس فإن المخاوف الأوروبية بشأن الحرب في أوكرانيا والعبء المالي لتوفير الأصول لمهمة البحر الأحمر تُعدّ عوامل في محدودية أصول القوة. كما أن جيوش الاتحاد الأوروبي ليست جميعها مجهزة تجهيزًا مناسبًا لتوفيرها، حيث تفتقر إلى السفن البحرية اللازمة للدفاعات الجوية.
وقال إن "العبء المالي للسفن المقدمة يقع على عاتق الدول الأعضاء التي تقدمها، لذا قد يكون السبب ماليا إلى حد ما".
إن "تطور" قضايا أخرى في أوروبا، بما في ذلك الصراع في أوكرانيا، يدفع بعض الدول إلى إعادة النظر، إن جاز التعبير، في كيفية توجيه قواتها.
استئناف الهجمات
بعد فترة هدوء ساهم فيها وقف إطلاق النار في غزة، استأنف الحوثيون في الأسابيع الأخيرة هجماتهم على السفن الحربية الأمريكية في المنطقة عقب انهيار الهدنة، مما أثار مخاوف الأدميرال غريبريس من أن تصبح مهمته أكثر تعقيدًا.
وقال: "لا نعتقد أن أي تصعيد يمكن أن يُفاقم الوضع في تلك المنطقة أو يُسهم فيه".
في الأيام الأخيرة، أكدت القيادة المركزية الأمريكية شنّ ضربات متعددة على الحوثيين، مما يُشير إلى نهج هجومي يحرص الأدميرال غريبريس على إبعاد عملياته عنه.
يقول الأدميرال غريبريس إن عملية أسبيدس "مختلفة تمامًا" عن الجهود التي تقودها واشنطن، على الرغم من أن قواته تنسق مع عملية عسكرية منفصلة بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة، وهي عملية "حارس الرخاء"، لتجنب حوادث النيران الصديقة والحفاظ على الذخيرة من خلال عدم مضاعفة الردود على أي تهديد قادم.
وأضاف: "نحن لا ندعم الهجمات على الأراضي اليمنية. لذا، فهذا فرق كبير في كيفية عملنا".
كما تجنب القائد اتخاذ مواقف سياسية بشأن الصراع الذي أدى إلى بدء هجوم الحوثيين على الممر الملاحي.
وقال: "لسنا جزءًا من صراع غزة. نحن لا ندعم الإسرائيليين ولا الفلسطينيين". "نحاول التركيز على هذه المهمة تحديدًا، وكذلك وصف مهمتنا للدول المجاورة، وكذلك نقل رسائل مهمة ونسبية إلى الحوثيين حول ما نقوم به بالضبط".
وقال الأدميرال غريبريس إن الاتحاد الأوروبي لا يعترف رسميًا بحركة التمرد، لذا تصلهم الرسائل "بشكل غير مباشر". وأضاف: "العديد من الجهات الفاعلة في المنطقة تتواصل مع الحوثيين. ومن خلال التواصل مع هذه الجهات، تُنقل الرسائل أيضًا إلى الحوثيين".
تتبع الأسلحة و"السفن الخفية"
وقال الأدميرال غريبريس: "نعتقد أن الأسلحة التي تصل إلى الحوثيين تأتي من مصادر محددة. لذا، إذا فهمنا بشكل أفضل مكان وكيفية وصول هذه الأسلحة إليهم، وتمكنا من السيطرة عليها إلى حد ما، فسيكون ذلك مفيدًا جدًا لأمن البحر الأحمر وخليج عدن".
تُعتبر طهران على نطاق واسع الداعم الرئيسي للحوثيين، على الرغم من أن الأدميرال غريبريس ليس على اتصال مباشر بإيران، وأن عملياته "تتوخى الحذر" من قواتها.
ولم يستبعد احتمال أن يزيد الحوثيون هجماتهم لزيادة نفوذ إيران على الولايات المتحدة في المحادثات بشأن برنامجها النووي، الذي تتردد طهران في التفاوض عليه في ظل سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها واشنطن.
وقال الأدميرال غريبريس: "إذا كان لدى الحوثيين القدرة والإرادة للقيام بذلك، فقد يفعلون". وأضاف: "حتى بالأمس، رأينا الإيرانيين يستولون على سفينتين تجاريتين ويصادرون حمولتهما. كانت الناقلتان تحملان وقودًا. وهذا يعني أن الإيرانيين أيضًا يضعون، لنقل، بعض الشحنات الإضافية في النار".
الحل طويل الأمد دبلوماسي
وقال الأدميرال غريبريس إن زيادة التعاون مع الدول المجاورة للبحر الأحمر "مطروح على الطاولة". كما تواصل مع الهند لمحاولة إشراكها؛ وبموجب تفويضه، يمكن للأدميرال غريبريس دعوة دول ثالثة من خارج الاتحاد الأوروبي للمشاركة في العملية.
وأضاف: "بعض هذه الدول تشارك بالفعل في تحالفات أخرى في تلك المنطقة لأسباب أخرى". "لذا، يمكنهم أيضًا الانضمام إلى تحالف دفاعي تمامًا."
ساهمت مشاركة البعثة في المساعدة على منع تسرب نفطي كارثي محتمل الصيف الماضي، وصد التهديدات القادمة، في تهدئة مخاوف بعض الدول المجاورة.
وقال الأدميرال جريباريس: "هذا دليل لهم على أننا جادون فيما نقوله وأننا دفاعيون تمامًا."
في الوقت نفسه، تريد شركات الشحن "ضمانات" بأن الطريق البحري آمن - وهو وعد لا يستطيع الأدميرال جريباريس تقديمه. وقال: "مع عدد القوات التي أملكها، لا يمكنني أن أضمن لأي شخص أنه يستطيع المرور بأمان تام هناك. لكنني أشير إلى أن السفن التي حميتها قد تمت حمايتها بشكل فعال."
في نهاية المطاف، يعتقد الأدميرال جريباريس أن الدبلوماسية يجب أن تحل محل الوسائل العسكرية في توفير حل طويل الأمد لتهديد الحوثيين.
وقال: "لا نعتقد أن هذه المشكلة لا يمكن حلها إلا بالعمل العسكري." على المدى البعيد، نحتاج إلى دعم اليمنيين. ستظل أوروبا بحاجة إلى طرق التجارة التي تمر عبر البحر الأحمر. لذا، علينا بناء شيء أكثر استدامة.